زهير الحارثي

زهير الحارثي
كاتب وبرلماني سعودي. كان عضواً في مجلس الشورى السعودي، وكان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية، وقبلها كان عضواً في مجلس «هيئة حقوق الإنسان السعودية» والناطق الرسمي باسمها. حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة القانون من جامعة كِنت - كانتربري في بريطانيا. وهو حالياً عضو في مجلس أمناء «مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني». عمل في النيابة العامة السعودية إلى أن أصبح رئيساً لدائرة تحقيق وادعاء عام. مارس الكتابة الصحافية منذ نحو 3 عقود.

قصة الشرق الأوسط

عندما سئل الدبلوماسي المخضرم دينس روس، مستشار البيت الأبيض السابق، عما يحدث اليوم في السعودية من تغييرات اجتماعية وثقافية واقتصادية، قال «لولا الصراعات في المنطقة لأصبح ما يجري في السعودية من تحولات هو قصة الشرق الأوسط».

عندما يختصم المتطرفون!

هل تصبح أفغانستان ساحةً للصراع بين التنظيمات الراديكالية ومحاولة كل تنظيم سحب البساط من الآخر؟ حركة «طالبان» لا تنتمي عضوياً إلى تلك الجماعات الإرهابية، لكن الخشية من أنَّها قد توفر ملاذاً آمناً لتلك الجماعات، حيث البيئة مناسبة لتكاثرها وتوالدها. اليوم في أفغانستان مؤشرات قوية نحو دخولها في نفق الحرب الأهلية؛ ما يعني ثمة أنَّ أطرافاً متنازعة وأطراف أخرى لا تتردد في الاستفادة من هكذا مناخ. التركيبة القبلية والتنوع العرقي هما الأرضية التي يرتكز عليها ذلك البلد، والبداية حدثت مع الصراع ما بين «طالبان» والطاجيك وزعيمهم الشاب أحمد مسعود والسيطرة على وادي بنجشير لا يعني أن الأمور قد حُسمت.

التسامح... ولا شيء غير التسامح!

وهذا ما يحتاج إليه العالم اليوم، خصوصاً في ظل ما جرى ويجري فيه من صراعات ونزاعات وتقاطع مصالح وحروب، فإنه في حاجة إلى لحظة تأمل واسترخاء تدفعه للتفكير في مكانة البشرية وقيمة الإنسانية والكوكب الذي يجمعنا من دون حواجز أو قيود. أحداث أفغانستان في قلب الحدث، ولا أحد يعلم على وجه اليقين إلى أين تتجه الأمور، وكيف ستكون سياسات «طالبان» في القادم من الأيام؟ وهل سوف تختلف عن «طالبان» قبل عقدين من الزمن؟ هناك خشية من أن تصبح أفغانستان ملاذاً للجماعات الراديكالية ومركزاً لإعادة إنتاج صور متحورة جديدة من الإرهاب.

الخلافات العربية ـ العربية: الحل في إدارة الأزمات!

قبل أكثر من ثلاثة عقود أقدم صدام حسين على مغامرة مجنونة بغزوه دولة الكويت. كانت كارثة وخطيئة أحدثتا تمزقاً في النسيج العربي، وتجربة مريرة لا تغادر الذاكرة العربية.

الإرادة بين وخز الضمير أو الرضا عن الذات!

لماذا تشعر بالإحباط عندما تفشل في أمر ما؟ ولماذا يكون العكس صحيحاً عندما تنجزه حيث تشعر بالرضا وتغمرك السعادة والثقة؟ يبدو أن السر يكمن في علاقتك بالإرادة... ولكن كيف؟ الحقيقة أن الأمر هنا يتعلق بطبيعة الإرادة وتوجهها من حيث إنها إيجابية أم سلبية، وبالتالي فالنتيجة تعتمد على ذلك بكل تأكيد، كون الإرادة هنا متفاعلة ومؤثرة في كلتا الحالتين بدليل ما تفرزه من تأثير على القرار الذي يتخذه الإنسان، ولذلك فاتجاهها الإيجابي أو السلبي هو الذي يدفعك إما للنجاح أو الفشل. وقد قيل إن العالم في حقيقته ما هو إلا إرادة، بمعنى أن يكون متخماً بالعذاب والألم.

التطرف... لا يموت وإن مات!

والمقصود أنه قد يموت شكلاً ولكنه يبقى ينمو مضموناً وهيكلاً ما دمنا لم نقتلعه من جذوره. مناسبة الحديث هنا مرتبطة بما تناولته بعض وسائل الإعلام حول مؤشرات عن عودة الجماعات الراديكالية كـ«داعش» و«القاعدة» خصوصاً في أفغانستان في ظل العودة القوية لحركة «طالبان» التي أصبحت تسيطر على أكثر من 65% من أفغانستان حتى قيل إن سقوط كابل أصبح وشيكاً، ناهيك بمعاقل تلك الجماعات المتشددة في سوريا والعراق وفي أجزاء من أفريقيا أيضاً.

حرب البحار... بلطجة إيرانية وصمت دولي!

تأمُّل المشهد في منطقتنا، بات له حيز رئيسي في نشرات الأخبار، لأن هناك مَن يريد أن تبقى هذه المنطقة متوترة على الدوام لأجل أجندته الخاصة، ولذا تجد كل خراب يحدث فيها له علاقة ما بإيران أو أذرعها، ومع ذلك ومما يؤسف له، أن حالة التنمر الإيرانية المتصاعدة لا يقابلها إلا ردود فعل أميركية وأوروبية ناعمة ومتراخية. من الواضح أن إيران ترى في البحار والممرات المائية الدولية مكاناً مغرياً ومناسباً لمزاولة أنشطتها التخريبية وإيصال رسائلها السياسية عبر الألغام البحرية والطائرات المسيّرة.

25 يوليو: تونس الوطن لا تونس «الإخوان»!

الذاكرة تخبرنا أنه عندما اندلعت الثورات في بعض البلدان العربية في عام 2011، لاذت حركات الإسلام السياسي بالصمت والهدوء والحذر، خصوصاً في أول الأيام وعندما شعرت بإمكانية نجاح الحراك الشعبي العفوي لم تتردد في ركوب الموجة وارتفع صوت عناصرها عالياً وجيّرت كل ما حدث لحسابها ولأجندتها.

شرارة الأحواز... هل تكون فارقة هذه المرة؟

الإنسان بطبيعته لا يقبل الضيم والذل والإهانة، فكرامته تعني له الكثير أو كل شيء، وعندما يتم تهميشه وتحقيره وإضعافه فإنها تصيبه في مقتل، وبالتالي يحتج ويقاوم ويواجه الطغيان والاستبداد، لأنه لا يوجد هناك ما يخسره كونه يشعر أن حياته لا قيمة لها إن لم ينتصر لها. ما يحدث في إيران اليوم وتحديداً في خوزستان هو انعكاس لكلمة انكسار الخوف، والصورة الاحتجاجية تتسع في اليوم الثامن. مناطق أقليات في إيران تعاني الحرمان والتجاهل منذ زمن الشاه، ولكن الوضع اليوم أصبح أكثر سوءاً ولا يطاق، لأننا بصدد سياسات قمعية عنصرية مبرمجة ويبدو أنها تستهدف التهجير.

في الوَحدة العربية... مقاربة مغايرة!

قدر العرب عشق الشعارات والانجذاب مع تيارها؛ ولذا لا دهشة وفي ظل ما يعيشه العالم العربي من مآس وانتكاسات وكوارث تخرج أصوات حماسية تنادي بالوَحدة من منطلق قوموي بدون الأخذ في الاعتبار ما جرى ويجري في عالمنا من تحولات فكرية وثقافية وسياسية. الحديث عن الوحدة بين العرب يفترض أن يكون في عمقه طرحاً عقلانياً وبراغماتياً إن أردناه أن يرى النور. بعبارة أخرى، هو اتفاق بين الأطراف على أن هناك مصلحة متحققة تجمعهم. اليوم في عالم العرب ليس مهماً أن تكون الوحدة سياسية تحت شعار واحد أو علم واحد أو زعامة واحدة لتتحقق المنفعة، بقدر ما أن الغاية هي في مخرجات تحقق التقارب لأجل مصلحة حقيقية بعيداً عن الشعارات.