المرحلة السياسية التي تعيشها الجزائر راهناً مثيرة للانتباه وتبعث على شيء من القلق: مؤسسات دولة تكافح بحثاً عن الاستقرار، و«حراك» داخلي خَفُت لكنه لم يخمد، واقتصاد ريعي لا ينتج سوى القليل عدا المحروقات، وتوترات مع دول الإقليم مفتوحة على كل الاحتمالات.
على مدى سنين وعقود، كان الجميع يتوسّم الكثير في الجزائر، بالنظر إلى ما تملكه من مؤهلات.
شخصياً، توقفت عن إيلاء اهتمام كبير لمتابعة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الجزائر بعد نحو أربعة أشهر من الآن. فعلى مدى شهور طويلة، سمعت وقرأت عن طروحات كثيرة، وأحياناً متباينة، بعضها يؤكد ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لفترة رابعة في استحقاق ربيع 2014، وبعضها ينفي ذلك ويتحدث عن تسويات وسط أركان الحكم لترشيح شخصية أخرى أبرزها عبد المالك سلال. ومما زاد الوضع مللاً، تسرب أنباء كثيرة أيضاً عن احتمال إجراء تعديل دستوري "آخر" هدفه إحداث إصلاحات سياسية كبرى "في الربع ساعة الأخير" من الفترة الرئاسية الحالية وجعل النظام السياسي للجزائر شبيها بالنظام السياسي للولايات المتحدة.