روجر كوهين
كاتب, نيويورك تايمز

العار الأميركي في سوريا

أصبحت سياسة الرئيس بوتين في سوريا واضحة للغاية في الوقت الذي تتقدم فيه عمليات تطويق مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة حاليا واندفاع عشرات الآلاف من المدنيين السوريين في اتجاه الحدود التركية.

الجماهير المحتشدة في أوروبا

صارت أوروبا، من لندن وحتى أثينا، موضع التساؤل، حيث يلقى بعض الناس، وخصوصا اللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان، حتفهم محاولين الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. ويقاتل كثير من المحافظين البريطانيين للخروج من كتلة الاتحاد. والآخرون، ومن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتآمرون لتقويض الاتحاد. بيد أن آخرين يشعرون بالضجر حياله.

«فيوتشر ستريت» الباريسي

عاشت أسرة عبد الحميد أباعود – العقل المدبر لهجمات باريس – في «فيوتشر ستريت» بالعاصمة البلجيكية بروكسل. كان منزل الأسرة «فسيحا لكنه متهالك»، مثلما كتب زميلاي أندرو هيغنز وكيميكو دي فريتاس - تامورا في صحيفة «نيويورك تايمز». كان والدا أباعود – وهما مهاجران مغربيان إلى بلجيكا – شخصيتين جيدتين. كان من المفترض أن يقود «فيوتشر ستريت» إلى حياة أوروبية لائقة، بدلا من الانحراف إلى سوريا والعالم المروع لتنظيم داعش.

الكابوس السوري لأوباما

تتحول سوريا، بمرور الوقت، إلى أكبر وصمة عار على جبين حكومة أوباما والكارثة ذات الأبعاد الهائلة التي يتعذر احتواؤها. تفاقمت حدة الحرب واتسعت رقعتها منذ أكثر من أربع سنوات. ولقد تعرضت البلاد على أثرها للدمار، وخرج 4 ملايين لاجئ من سكانها هاربين من الجحيم، واحتل تنظيم داعش الإرهابي الفراغ الناجم عن ذلك، ولا يزال الرئيس بشار الأسد يلقي ببراميله المتفجرة التي تحول شظاياها النساء والأطفال إلى أشلاء ممزقة. انتظرت جموع اللاجئين الفارين، في بادئ الأمر ولفترة طويلة، في معسكرات واهية في دول الجوار. كانوا يأملون في العودة إلى ديارهم. كما كانوا يملأون المعسكرات في تركيا والأردن ولبنان.

عندما انقلبت السياسة رأسًا على عقب

لا تبدو هناك الكثير من عوامل الربط بين جيرمي كوربين، الذي ظهر من العدم ليصبح المرشح المفضل لقيادة حزب العمال البريطاني، ودونالد ترامب الجمهوري الذي أثار القدر ذاته من الدهشة بتصدره السباق على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية. يعد كوربين يساريًا راديكاليًا يتسم بالهدوء والنحافة والبخل، ويبدي عداءً تجاه المال واللحوم والحروب، بينما يؤيد تأميم المصارف. كما أنه يحمل بداخله شكوكًا عميقة، على أفضل تقدير، تجاه أميركا.

لماذا يزايد «داعش» على الحرية؟

لماذا يهجر الشباب الأوروبيون صغار السن بلادهم بالآلاف ويرحلون عن بلدان مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا ليتطوعوا لخدمة التنظيم الذي أطلق على نفسه اسما هو «الدولة الإسلامية»، ويهبوا أنفسهم لتحقيق هدف بعيد المنال وهو إنشاء دولة الخلافة المزعومة الذي يدعمه حملة دعاية تكنولوجية رقمية؟ الإجابة الأمينة أننا لا نعرف لماذا يقدم شاب بريطاني عشريني يحمل شهادة في هندسة الكومبيوتر، أو شاب من قرية بجنوب فرنسا، على فعل ذلك، ولماذا يصل إلى مثل هذه المرحلة من التحول النفسي. يؤدي التعصب إلى صعوبة في اتخاذ قرارات فردية، ومن ثم إلى الاستسلام الجماعي وبإذعان كامل لقضية ما.

لحظة الغضب العربي

عندما تحدث عمرو موسى، الأمين السابق لجامعة الدول العربية، حول الهوان العالم العربي على يد ثلاث دول غير عربية - وهي إيران، وإسرائيل، وتركيا - والطريقة التي من خلالها، وبواسطة حالة «الهيمنة» التي تمارسها هذه الدول تحول العرب إلى هذه الحال أمام العالم، توجهت إليه متسائلا عمّا يعنيه بالضبط. تركزت إجابته على إيران. وكان ذلك مثيرًا للاهتمام في حد ذاته.

بريطانيا: التحدي الأكبر بعد فوز المحافظين

يعد الخوف قوة بالغة التأثير في عالم السياسة، ففي النهاية قال الخوف كلمته، إذ كان هو الأساس الذي استندت إليه حملة ديفيد كاميرون الانتخابية، التي حقق فيها فوزا كاسحا ليجلس على مقعد رئيس الوزراء البريطاني للمرة الثانية. ويتكون الخوف، الذي زرعه كاميرون في نفوس الناخبين، من عاملين؛ الأول هو ترديد مقولة إن التقدم الاقتصادي الكبير الذي حققته بريطانيا طوال السنوات الخمس الماضية، والذي جعلها صاحبة أسرع اقتصاد متنامٍ وسط الدول الكبرى، سوف يشهد تراجعا كبيرا في حال فوز حزب العمال.

غرابة الانتخابات البريطانية

هذه انتخابات مثيرة للفضول لكل المهتمين بالشأن البريطاني. إذا عاد ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء المحافظ، إلى منصبه سيتم إجراء استفتاء عام 2017 قد يؤدي إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ودخولها في حالة من الانعزال الاستراتيجي. وسيكون بذلك قد تم إهدار عامين بسبب جدل معرقل سيتيح لأسوأ خطاب متعصب بريطاني مناهض لأوروبا، الهيمنة. وإذا أصبح إيد ميليباند، زعيم حزب العمال، رئيسا للوزراء، سيكون عليه بشكل ما أن يعتمد على دعم من الحزب القومي الأسكوتلندي، الذي يريد الانفصال عن المملكة المتحدة.

هل تطارد أميركا ذيلها؟

هناك، بكل تأكيد، الصورة نفسها. ففي حالة كاسيغ، تستقر رأس الضحية بين قدمي القاتل المقنّع. رأينا، في حالات إعدام أخرى، الضحايا المذعنة الكسيرة، ووتيرة الذبح ذاتها، واستمعنا للضحية، وصوت الجلاد الباهت. ولذا فنحن بالكاد في حاجة إلى تصور كيف انتهت حياة هذا الشاب الأميركي المثالي، وأحد عمال الإغاثة الذي اعتنق الإسلام مؤخرا. ومع ذلك، فلن يهدأ ذلك التصور ولن يستقر الخيال.