مارك ثيسن

مارك ثيسن
كاتب اميركي

بوش كان على صواب بشأن الانسحاب

عندما يقوم الرئيس السابق جورج بوش بزيارة نادرة إلى واشنطن، لن ينتقد الرئيس أوباما على إراقة الدماء التي سمح بها بانسحابه من العراق. بعد مغادرته المكتب، وعد بوش أوباما بأن يلتزم الصمت، وهو رجل يفي بكلمته. ولكن إذا تحدث بوش، فسيكون عليه أن يقول: لقد أخبرتك بذلك. في صيف عام 2007، حذر بوش من التداعيات الخطيرة التي ستقع بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في مخالفة لنصيحة قادتنا الميدانيين.

أوباما معارض لترومان

في يوليو (تموز) 2007، كان الرئيس جورج دابليو بوش في المكتب البيضاوي يراجع خطابا عن تعزيز القوات في العراق، عندما بدأ بعض من مستشاريه في حثه على إضافة سطر يذكر فيه أنه يتطلع إلى سحب القوات الأميركية من العراق. لم يتحمل بوش أيا من ذلك. وقال لنا بنبرة غاضبة: «يجب أن يتوقف الناس عن التفكير في فيتنام وأن يبدأوا في التفكير في كوريا». وأشار بوش إلى أنه في كل من آسيا وأوروبا، استمرت القوات الأميركية في المواقع ذاتها التي تركها بها هاري ترومان عندما انتهت الحرب هناك منذ نصف قرن – وقد وفر وجودنا المستمر مظلة أمنية سمحت بأن يسود الأمن وأن يظهر حلفاء ديمقراطيون.

كارثة أوباما في العراق

في عام 2011 كان الموقف في العراق جيدا جدا، لدرجة أن إدارة أوباما كانت تحاول بالفعل نسب الفضل فيه لنفسها، إذ أعلن نائب الرئيس جو بايدن أن العراق «قد يكون من أعظم الإنجازات التي حققتها إدارته». الآن في عام 2014، في الوقت الذي ينزلق فيه العراق إلى الفوضى، يحاول الديمقراطيون إلقاء اللوم في الفشل - كما توقعت - على الرئيس السابق جورج دبليو بوش. صرحت زعيمة الأقلية في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي «لا أعتقد أن هذه مسؤوليتنا»، معلنة أن الكارثة التي وقعت حاليا في العراق «تمثل السياسات الفاشلة التي أوقعتنا في هذا المسار منذ عشرة أعوام». عذرا، لكن هذه الفوضى من صنع الرئيس أوباما.

أوباما لا يعتذر

لا شيء يقض مضجع الرئيس أكثر من أن يجد أن شعبيته، حسب آخر استطلاع لمنظمة «غالوب»، قد انخفضت إلى ما دون شعبية الرئيس جورج دبليو بوش في أعقاب إعصار «كاترينا». وقد أبدى القليل من الشعب الأميركي اندهاشهم من أنه وبعد أسابيع قضاها في نفي ما وعد به الأميركيين من أنهم سيكون باستطاعتهم الاحتفاظ بخططهم الصحية، فقد نطق الرئيس أوباما أخيرا بهاتين الكلمتين «أنا آسف». بيد أنه يجب وضع الأمور في نصابها، فأوباما في حقيقة الأمر لم يعتذر. وبنظرة فاحصة على ما قاله أوباما، يتضح لنا أنه لم يعتذر عن تضليله الشعب الأميركي، كما لم يعتذر لأولئك الذي خسروا خططهم التي وعدهم أنهم سيكون في مقدورهم الاحتفاظ بها.

فعلها بوتين.. فلماذا لا يفعلها الجمهوريون؟

ينتقد رئيس البرلمان جون بوينر الرئيس باراك أوباما على تفاوضه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت الذي يرفض فيه التفاوض مع الجمهوريين بمجلس النواب. لا تقلق سيدي رئيس المجلس، فهو سيتفاوض. وحينما يفعل ذلك، تكون ثمة أشياء محدودة يمكن أن يتعلمها الجمهوريون من بوتين حول كيفية تفوقه على أوباما وكيفية سماح أوباما له بهذا. فيما يلي ثلاثة دروس ينبغي أن يتعلمها الحزب الجمهوري من تخاذل أوباما في التعامل مع قضية سوريا على النحو الذي يمكن أن يساعدهم في الفوز في معركة الموازنة المقبلة. الدرس الأول: التحول في «الخطوط الحمراء» التي حددها أوباما.

أوباما وسياسة التقوقع إلى الداخل

لو كانت تحدوك شكوك في أن تعامل الرئيس أوباما مع سوريا بمثابة إخفاق تام، انظر إلى المشهد المحير هذا الصباح، إذ يندفع كبار مساعديه نحو إلقاء اللوم فيه عند قدمي رئيسهم. في «وول ستريت جورنال» اليوم، يسرب مسؤولون رفيعو المستوى معلومات عن محاولتهم اليائسة إثناء أوباما عن «تحوله المحير» إزاء فكرة شن…