ليونيد بيرشيدسكي

ليونيد بيرشيدسكي

الأزمة السياسية بألمانيا تتجلى بخطى بطيئة

لا تشبه أي أزمة سياسية ألمانية حريق غابات هائلاً لا يمكن إيقافه وغير متوقع، حيث تبدأ بأوضاع تبدو متعارضة، لكنها تتحول إلى تفاوض مضجر يركز على التفاصيل، يفضي إلى حل وسط في أكثر الحالات. هذا هو الاتجاه الذي يبدو أن الأمور تسير فيه بعد انتخاب شخصيتين بارزتين من أصحاب التوجه اليساري كزعيمين للحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي يعد مكوناً أساسياً من مكونات الائتلاف الألماني الحاكم. عندما ترشح كل من ساسكيا إيسكين ونوربرت والتر بورجانز لقيادة الحزب في مواجهة وزير المالية أولاف شولز وكلارا جيويتز، تحدثا عن الائتلاف بشكل انتقادي لاذع، حيث صرحت إيسكين بأنه «بلا مستقبل».

المفوضية الأوروبية... صراع فرنسي ألماني

في شهر يوليو (تموز) الماضي، اقترح ماكرون على مرشحي الحزب الذين شاركوا في الحملة الانتخابية بجرأة اسم فون دير لين لرئاسة المفوضية الأوروبية. ورغم دعمها للعملية السياسية وإقرارها بأن أياً من المرشحين الداعمين سيكون قادرا على الفوز بالأغلبية في البرلمان، فقد وافقت ميركل على الترشيح. ولم تتفوق فون دير لين إلا بهامش ضئيل من الأصوات. ثم حدث بعد ذلك ان انتقم المشرعون من ماكرون لرفضه مرشحه الفرنسي المختار للمفوضية الأوروبية سيلفي جولارد، مما اضطر ماكرون إلى تسمية رجل أعمال التكنولوجيا والوزير السابق تيري بريتون بدلاً منه، والذي حاز عدداً من الأصوات جعلته يمر بالكاد.

البيروقراطية تعرقل الأحلام الروسية

يبدو أن المشاريع الوطنية الكبرى التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - أي مخططات الإنفاق الحكومي الرامية إلى استعادة النمو الاقتصادي في روسيا - لا تزال عالقة لا تتحرك. ومن المثير للاستغراب، أن الأموال ليست هي المشكلة: فهناك ما يكفي منها لتمويل تلك المشاريع، لكن البيروقراطية الحكومية الروسية تمتنع عن إنفاق تلك الأموال، خشية منها على ما يبدو من تحمل عواقب النتائج السيئة لتلك المشاريع. وتتصور تلك المشاريع بلوغ النفقات الإجمالية نحو 25.7 تريليون روبل روسي (ما يساوي 400 مليار دولار أميركي) حتى عام 2024.

«غوغل» وتقليص التهديدات التي تشكلها منصات الإنترنت

أفادت شركة «غوغل» بأنها ستحد من استهداف الإعلانات السياسية، لتزيد من صعوبة التسلل إلى معلومات مضللة للناخبين. وسيضع هذا القرار الشركة في المقدمة، ويجعلها تسبق غيرها من الشركات فيما يخص تقليص التهديدات التي يشكلها تأثير منصات الإنترنت الكبيرة.

روسيا وسلاح اللغة الفتاك

وفقا لما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن «الروسوفوبيا (الرهاب من روسيا)»، و«القوميين العدائيين»، وبعض البلدان المعينة (في إشارة إلى أوكرانيا ودول البلطيق) يشنون حربا ممنهجة على اللغة الروسية. وهذا من التصريحات القوية للغاية.

تهريب البشر يحتاج إلى حل إنساني

هناك حاجة إلى المزيد من جانب الحكومة البريطانية وغيرها من حكومات الدول الأوروبية، إذ ينبغي على هذه الحكومات أن تفهم أن تهريب البشر من أعمال النقل التي تقوم على وجود طلب من جانب «الركاب»، وما يساعد على ازدهار هذه الأعمال هو الواقع الاقتصادي للمهاجرين.

غزو اللاجئين لأوروبا... خدعة إردوغان الجديدة

هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بفتح البوابات إلى أوروبا أمام اللاجئين السوريين المقيمين بصفة مؤقتة في الأراضي التركية، ما لم يوقف الاتحاد الأوروبي انتقاداته القاسية للعملية العسكرية التركية الجارية راهناً ضد الأكراد في شمال سوريا. وهذه التهديدات ليست جديدة بحال، وليس من المرجح لإردوغان أن يستفيد منها بشيء، كما يتوقع. بدلًا من ذلك، من المحتمل له أن يدفع اللاجئين في الاتجاه المعاكس. ففي مارس (آذار) لعام 2016، وقعت تركيا مع الاتحاد الأوروبي اتفاقية لإعادة القبول تسمح للجانب الأوروبي بإرسال أي مهاجرين غير شرعيين يصلون من تركيا إلى أي دولة من دول الاتحاد.

كيف ضلت شركة «توماس كوك» الطريق

يلقي الناس باللائمة في إفلاس مجموعة شركات «توماس كوك» التي يعود لمؤسسها الفضل في اختراع صناعة السياحة الحديثة إلى «بريكست» على سلسلة من القرارات الإدارية الخاطئة وتراكم الديون.

«الأوروبي» والحياد الكربوني الصعب

ترغب أورسولا فون دير لاين، الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية، في جعل أوروبا أول قارة في محايدة الكربون بحلول عام 2050. ووعدت بطرح «اتفاق أوروبي أخضر» خلال الأيام الـ100 الأولى لها في فترة عملها بمنصبها الجديد، والتي تبدأ في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني).

الأوروبيون يرغبون من اتحادهم التصرف كقوة عظمى

وعدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية المنتخبة، بإدارة «مفوضية جيوسياسية» على مدار السنوات الخمس المقبلة. وكشفت دراسة صدرت في وقت قريب عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، مؤسسة فكرية دولية، أن هذا تحديداً ما يرغبه الأوروبيون أيضاً، لكن رؤية فون دير لاين إزاء الدور العالمي للاتحاد الأوروبي لا تتوافق بالضرورة مع رؤية الأوروبيين. ويأتي وصف فون دير لاين لمهمتها بمثابة بناء على الفكرة التي طرحها سلفها جان كلود يونكر حول «مفوضية سياسية» تعكس الإدارة الديمقراطية للمواطنين الأوروبيين، وليس السياسات المفضلة لدى نخبة غير منتخبة من المسؤولين في بروكسل.