خالد البسام

خالد البسام
كاتب ومؤرخ بحريني

فهم العالم

عاش زوج وزوجته معا حياة بسيطة ولكنها كانت جميلة لمدة ثلاثين عاما.

غيرة وحسد

من قال إن الغيرة والحسد يتراجعان بين الناس اليوم؟ قرأت تقريرا عجيبا في الإنترنت أعده معهد نفساني أميركي متخصص وجد أن وتيرة الحسد والغيرة تزداد بشكل غير معقول في السنوات الأخيرة، وأن تلك الاعترافات جاءت من جنسيات مختلفة، وليسوا من الأميركيين فقط، بل من آسيويين وأوروبيين وحتى عرب.

أسوأ الأيام

كان الشاعر التركي الشهير ناظم حكمت يردد دائما: «إن أجمل الأيام هي التي لم تأتِ بعد»، لكن اليوم وبعد كل هذه الحروب والمصائب والضحايا والقتلى والدماء التي تجتاح أراضينا وأرواحنا نكاد نقول: «إن أسوأ الأيام هي التي لم تأتِ بعد»! ليس أمامي مع الأسى الشديد اليوم سوى التشاؤم، فأين هو التفاؤل الذي تعبنا ونحن نبحث عنه منذ زمن بعيد ولا يأتي إلا ساعات قليلة ربما في السنة؟

فضة الكلام

كان الكلام عند العرب من فضة، والسكوت من ذهب، واليوم أصبحنا بفضل الثرثرات التي لا تنتهي بين البشر والألسنة التي لا تتوقف، بفضل كل ذلك صار لا يصلحنا كلام ولا حتى سكوت! والذي يحضر النقاشات أو الندوات العربية مهما كان شكلها أو نوعها أو حتى جمهورها، سوف يلاحظ شيئا غريبا لدى الغالبية الساحقة من الحضور، شيئا لن تخطئه عين، وهو وجود جوع حقيقي لدى الناس للكلام والصراخ ولفت النظر، وإثبات أنهم موجودون حتى ولو قالوا كلمتين فقط. ومع أن هذه الظاهرة قديمة، لكن العجيب أنها لا تختفي على الإطلاق، بل الأغرب أنها تزداد وتيرة واتساعا وتأثيرا وخصومة، وأحيانا عنفا. أتذكر أنني حضرت ندوة سياسية في أوائل الثمانينات في إ

الصف الأول

كان الصف الأول الابتدائي هو أجمل أيام الطفولة وأكثرها براءة وحرية. فككل أطفال العالم ذرفت الكثير من الدموع قبل أن أصل إلى المدرسة الصغيرة التي لم تكن تبعد عن بيتنا سوى أمتار قليلة. فعند الباب الكبير للمدرسة كان هناك فراش يأخذ التلاميذ من أيديهم ويمسح عنهم الدموع المنهمرة بلا توقف. كانت الدموع في ذلك الصباح كثيرة، فجميع الأطفال كانوا يظنون أنهم لن يغادروا أحضان أمهاتهم الدافئة مهما حدث في الدنيا من زلازل وكوارث، وأن العالم كله اختزل في امرأة حنون ورقيقة وطيبة تسمى الأم. قبل أسبوع من التحاقي بالمدرسة قام والدي باصطحابي إليها لكي أخضع إلى امتحان، ويا له من امتحان.

تاريخ الصفحة

حتى الصفحة لها تاريخ! بل وهناك من يسمي هذا بشيء هو «تاريخ موجز الصفحة»! وهذا يؤكد أن كل شيء في الدنيا له تاريخ وجغرافيا ودين وعادات وتقاليد. غير أن الدهشة أصابتني وأنا أقرأ في كتاب ضخم اسمه «فن القراءة» لألبرتو مانغويل، وصدر بالعربية أخيرا عن «دار المدى»، يتناول كل شيء عن القراءة والقراء والكتب والمكتبات والأدباء وغير ذلك. يدعي مانغويل أن «الصفحة تحيا حياة سرية. ضائعة وسط أخواتها داخل أغلفة الكتب، أو منفردة مكلفة، لوحدها، بمهمة نقل قطعة محددة من نص، مقلوبة، ممزقة، محروقة أو مشطوبة، متصفحة بأناة، تدخل الصفحة في وعي قارئنا فقط كإطار أو وعاء لما تقصد قراءته.

ليس بالخوف وحده يحيا الإنسان

قابل صديق قبل عام زميلا له كان قائدا له في حزب سياسي سري في منتصف السبعينات. وفرح الصديق بـ«قائده» السابق وحاول احتضانه بعد عشرات السنين من الانقطاع، لكن الرجل فوجئ بأن «القائد» صافحه ببرود، وقال له: «لا تحاول أن تعرفني بعد الآن.. فما مضى قد انتهى.. لقد أصبحت شخصا آخر..

امدح نفسك

في رواية «كازانوفا» يقول صديق البطل: «إذا لم تحب نفسك فسوف تضيع، لأن الإنسان الذي لا يحب نفسه مليء بالهواجس والشكوك. إننا نحيا ونبقى على قيد الحياة لأننا واثقون بأنفسنا، فلاعبة الحبل في السيرك تهوي إلى الأسفل حين يتطرق الشك إلى قلبها، وكذلك المبارز بالسيف يموت. علينا أن نحشى الخوف أكثر مما نخشى الخنجر». وهناك تقارير ونظريات جديدة في علم النفس في الغرب تتحدث اليوم عن شيء اسمه «امدح نفسك».

حق «الطناش» مكفول!

في بريطانيا عندما كنا طلبة تائهين في شوارعها الكبيرة ومسارحها ومقاهيها وأنواع المطاعم التي تتناثر في الأزقة، في ذلك الوقت فاجأنا طالب عربي دخل في الحياة البريطانية كثيرا، واستفاد من صداقات؛ رجال ونساء معا، في أن يعرف كل ما لا يمكن أن يعرف الطلبة العرب المساكين. كانت مفاجأة الرجل غير متوقعة حينما صرخ فينا ونحن نحتسى قهوتنا المرة بقول: «ألا تعلمون أنه يوجد في بريطانيا قانون، وهو مشهور وكل الإنجليز يعرفونه، وأقر منذ سنوات طويلة في البرلمان».

رفقة

في قصة جميلة للكاتب الأميركي إرنست همنغواي تتزوج فتاة جميلة بشاب ثري، ومنذ شهر العسل أظهر الشاب انشغاله بأعماله ومصالحه أكثر من أي شيء. فقد كان الرجل يمضي نهاره وليله في الاجتماعات واللقاءات مع رجال الأعمال ومديري الشركات ومع مساعديه وحتى مع الزبائن، وكانت الزوجة آخر ما يفكر فيه الرجل.