خالد البسام
كاتب ومؤرخ بحريني

اليوم الأخير

هناك أيام جديدة يبدأ الإنسان فيها حياته، وهناك أيام أخيرة يستعد فيها للرحيل وملاقاة ربه العالِم الوحيد بحال البشر. لكنّ معهدا أوروبيا متخصصا في شؤون الحياة طلب من مائة مشارك من رجال ونساء أن يقولوا آراءهم بشكل مختصر عندما يعرفون يومهم الأخير في الحياة.

وعكة الترفيه!

حتى الترفيه وصلت إليه الوعكة! الوعكات اليوم كثيرة بحيث لا يمكن إحصاء عددها ولا أشكالها وأنواعها. فالوعكة يمكن أن تأتيك هكذا من دون سبب ومن دون إنذار وبغير معنى. وما عليك سوى ألا تستعد لها على الإطلاق. فالمفاجأة أنها لا تأتي بعد عمل شاق مثلا، أو عند انتهاء سفر طويل، أو تعرض لبرد، أو تناول طعام سيئ، أو الإصابة بأزمة نفسية.

نقاء

لماذا يتخلى الإنسان والكثير من البشر عموما اليوم عن النقاء؟ هناك ألف سبب وسبب، والمصائب التي فوق رؤوس الناس ليست قليلة، كما أن الهموم زادت والكذب صار على كل لسان. الأنقياء صارت مهمتهم بل ومعيشتهم صعبة جدا، فالتعامل مع البشر بنقاء لم يعد صالحا لهذا الزمن، لأن الجميع صار يتطلب منا أن نكون في مستوى تعاملات هذا العالم الجديد. ولعل أهم هذه التعاملات على الإطلاق هو أن ننسى نقاء القلوب وصفاءها، وأن نحاول أن تكون قلوبنا عادية وتحتمل كل الصدمات التي قد تواجهنا مع الكراهية، والمشكلات التي قد تصادفنا مع القلوب الشريرة. القلب النقي اليوم يحتاج إلى كثير من الوقت لكي يكون قلبا آخر: قلب لا يهتم، قلب لا يراعي

على البساطة

تعبت المطربة صباح وهى تغني أغنية البساطة «على البساطة.. البساطة.. يا عيني على البساطة.. تغديني جبنة وزيتون وتعشيني بطاطا».

خفافيش المصائب

أحاول كثيرا أن أتفكه مع القارئ على هذه الدنيا وأحوالها، وأحيانا أنجح وأحيانا تلاحقنا المصائب، وياريت المصائب فقط، ولكن الحروب ومآسيها والبلاوي السوداء التي لا تنوي التوقف، فهي في كثير من الأحوال تشتعل دون حتى عود ثقاب. هناك اليوم سبعة مليارات إنسان على سطح الأرض، وهذه الزيادة في البشر دفعت إلى ظهور كوارث طبيعية وبيئية مثل الاحتباس الحراري والتصحر وقلة المياه والغذاء، وهذا يعني أننا مقبلون على المزيد من الكوارث الصحية نتيجة خلل الطبيعة واضطراب المناخ وتغير طبيعة عيش الإنسان وعاداته الغذائية. وكل هذا في رأي العلماء والأطباء الأوروبيين يزيد في المصائب وفي الأمراض الفتاكة.

الخطيئة الوحيدة

قيل لأعرابية، إن ابنك قد عشق. فردت بفرح ظاهر: الحمد لله! الآن رقّت حواشيه، ولطفت معانيه، وملحت إشاراته، وظرفت حركاته، وحسنت عباراته، وجلت شمائله، فواظب المليح، وجنب القبيح. وعلى عكس كلام هذه الأعرابية الجميلة التي قالته قبل مئات السنين قرأت قبل أيام فقط أن باحثين وجدوا علاجا للشفاء من الحب! من خلال تكنولوجيا حيوية تعمل على اكتشاف المشاعر المرتبطة بالحب ووضع حد لها باستخدام دواء مضاد! ما هذا الكلام السخيف؟

الأمنية الوحيدة

عندما تكبر في العمر وتصل إلى سن الستين فستكون هناك عندك أمنية واحدة فقط في الحياة تريد تحقيقها قبل أن تموت. لكن لماذا أمنية واحدة فقط وليست مجموعة من الأمنيات؟ السبب هو اختصار الزمن، وتحقيق واحدة خير من الفشل في عشرين أخرى.

أخطاء شواء الدجاج!

هناك من يخطئ اليوم وكأنه يرتكب جريمة خطيرة، وهناك من يرتكب بعض الأخطاء في شواء الدجاج! الفوارق مثل البشر لكنها أخطاء نرتكبها في حياتنا وأحيانا كل يوم. نحن بشر نخطئ، لكن هناك من يعترف بخطئه علنا أو سرا ويحاول إصلاحه، وهناك من يكابر ولا يعترف بأنه أخطأ، بل ويؤكد أنه لم يخطئ ولن يخطئ في حياته أبدا. وعندنا أنواع من الناس يخطئون بغير قصد في السنة مرة واحدة، وهناك غيرهم يخطئون عشرات المرات كل يوم ويصرون على أنهم لم يرتكبوا أي ذنب. الأخطاء على قفا من يشيل. وقد أصبحت كثيرة لدرجة أن البعض صار غير قادر على تمييزها عن الأشياء الصائبة.

رحيل الكتب

هناك عبارة شهيرة لأحد الفلاسفة تقول إن «القراءة هي الإيمان بصمت».

عيد الحب

سامحوني لقد نسيت عيد الحب هل يمكن للإنسان أن ينسى حبه أو عيد حبه؟ أعتذر للقراء أنني لم أنس ولكن لم أتذكر! ذاكرة الإنسان هذه الأيام وخصوصا عندما يكبر في السن تبدو وكأنها عليلة وهي ليست تبدو كذلك. لكن المشكلة هي في تداوم الأمور وكثرة الشواغل وقلة الاهتمام بالنفس والروح. كل سنة كنت أحتفل بعيد الحب، فهو عيد يستحق الاحتفال والافتخار به أيضا. فهو عيد يعيدنا إلى مشاعرنا الطبيعية وإلى بهائنا الأصلي وروحنا البريئة. إنه جوهرنا الذي كنا نبحث عنه منذ زمن طويل، وخيطنا الطويل والقصير في الحياة الذي كنا نسأل عنه وندور عليه بكل إمكانياتنا البسيطة وبكل السبل الممكنة المتاحة لدينا.