د. شمسان بن عبد الله المناعي

د. شمسان بن عبد الله المناعي

السعودية... دور لا يزال متقداً

يقول أحد الحكماء: «إن من يملكون القدرة على العمل يعملون، ومن لا يملكون ينظرون»، وهذه الحقيقة تنطبق على بقايا من يسمون أنفسهم «التقدميين العرب» سواء كانوا أحزاباً سياسية أو حتى أفراداً، فهم لديهم خزينة من الشعارات الرنانة يلجأون إليها عند الحاجة، وها هم اليوم يذرفون دموع التماسيح على فلسطين ليظهروا أنفسهم أمام الرأي العام العربي بأنهم هم من يحملون هموم الأمة، ولا مانع لديهم في الوقت نفسه من أن يكونوا أصدقاء حتى مع ألد أعداء العرب، وأولهم النظام الإيراني.

«وارسو» والذاكرة السياسية للنظام الإيراني

يقول الباحث في الشؤون الإيرانية محمد علاء الدين: «مؤتمر وارسو يمثل كابوساً مرعباً للنظام الإيراني؛ فهم يستعيدون إلى الذاكرة مؤتمر غوادلوب الذي عقدته أربع قوى غربية هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية، في جزيرة غوادلوب من 4 إلى 7 يناير 1979، حيث ركزت المناقشات على الأزمة السياسية الإيرانية قبيل رحيل الشاه، وقالوا إن قرار الإطاحة بالشاه اتخذ في هذا المؤتمر، وربما هذا يفسر سبب القلق العميق واستفزاز المسؤولين الإيرانيين.

البحرين وميثاقها

ميثاق مملكة البحرين يشكل مرحلة تاريخية في مسيرة الأحداث التي مرت بها البحرين، حيث يشكل الميثاق القاعدة التي ارتكز عليها المشروع الإصلاحي الذي نقل البحرين إلى مرحلة جديدة. ووضع هذا الميثاق البحرين في موقعها الجيوسياسي المناسب، حيث شكلت البحرين في يوم ما ملتقى لحضارات كثيرة، مما جعل مبادئ التسامح والمساواة والتعايش السلمي متجذرة في تاريخ البحرين، وامتزجت الثقافات في هذه المملكة. ولذا، يمكننا القول إن الميثاق الوطني الذي صوت عليه الشعب بنسبة 98.5 لم يأتِ من فراغ، إنما يمثل امتداداً لتاريخ طويل من التطور الحضاري للبحرين.

المثقفون العرب... عُزلوا أم اعتزلوا؟

منذ بداية القرن الجديد سيطر الشأن السياسي على الواقع العربي سواء من خلال وسائل الإعلام أو من خلال المؤتمرات والندوات التي تعقد للاستهلاك المحلي، وخاصة في فترة ما سمي بالربيع العربي ودخل الخطاب السياسي والديني المسيس كل بيت عربي حيث تم فيه تجييش الجماهير العربية وتفريقها من ثقافتها العربية الإسلامية الأصيلة التي توحدهم، ومما ساعد على تكريس ذلك هو غياب دور المثقف العربي أو تهميشه في أقل الاحتمالات، في الوقت الذي كان العرب أحوج ما يكونون لدور المثقف العربي الذي يبلور الأفكار ويساهم في تنوير العامة من الناس، وعلى العكس من ذلك انقلبت المقاييس الطبيعية ووقع المثقف الحقيقي في فخّ الغربة والاغتراب وال

«حقوق الإنسان» والكيل بمكيالين

ما إن يتم إلقاء القبض على إرهابي هنا أو هناك حتى نرى بعضاً من منظمات «حقوق الإنسان» قد هرعت وفتحت أبواقها، مطالبة بإطلاق سراح هذا الإرهابي أو ذاك من خلال تقارير مفبركة. لكن السؤال المهم هو: من يشرف على تطبيق هذه المعايير الأساسية لحقوق الإنسان ومن ينفذها؟ وكنموذج حي نأخذ مملكة البحرين، وهي التي اُستهدفت ولا تزال مستهدَفة من قبل هذه المنظمات.

الدور العربي في سوريا

سوريا العربية التي كانت في يوم ما من أكبر دول المواجهة العربية مع إسرائيل، وجيشها من أقوى الجيوش العربية، اليوم يتم تهميشها ويهمش العرب دورهم تجاه سوريا وقضيتها وعما يجري فيها؛ فمنذ 7 سنوات وسوريا تطحنها حروب دامية أدت إلى هجرة الملايين من شعبها، وأصبحت اليوم رهينة لدول أجنبية مثل إيران وتركيا وروسيا وأميركا تقرر مصيرها، وتصوغ لها الدساتير، وتعقد لها المؤتمرات، في ظل غياب عربي ليس له ما يبرره، ويتم فيها تقسيم الكعكة السورية، في ظل مشهد واضح أمام العرب. إننا كعرب أصبحنا اليوم أمام موقف عربي غريب لا يمكن تفسيره.

السعودية مركز الثقل العربي

لا ريب في أن المملكة العربية السعودية أصبحت اليوم مركز الثقل العربي وصمام الأمان للوجود العربي في عصر تكالبت فيه التهديدات والأخطار التي تهدد الوجود العربي.

قمة الرياض تكسب الرهان

ما أن كادت قضية خاشقجي، التي أرادت منها بعض الجهات المتخصصة شن الحملات الإعلامية للنيل من السعودية تنتهي، حتى عادت مرة أخرى تقوم بالدور نفسه للانتقاص من أهمية القمة الخليجية التي عقدت في الرياض، بحكم أن السعودية أصبحت اليوم مستهدفة من جهات تسعى إلى تحجيم الدور السعودي ولم ينالوا ما تمنوا، حيث أظهرت هذه القمة التلاحم الخليجي حتى في وقت الأزمات؛ فالأمم التي تمر بأخطار تزيدها هذه الأخطار والتهديدات قوة وصلابة، وهذا ما تجلى بوضوح في هذه القمة. وقبل أن تبدأ القمة ظهرت الأفاعي من جحورها مرة أخرى لكي تراهن على حدوث انقسام بين دول المجلس، بيد أن توقعاتهم ومراهناتهم جاءت مخيبة لهم عندما أعلن خادم الحرم

إيران... «على نفسها جنت براقش»

جاء شهر نوفمبر (تشرين الثاني) واللحظات المصيرية التي تنتظر النظام الإيراني بعد مرحلة طويلة من التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، وتدبير المؤامرات، وتمويل حركات التمرد في الدول. أهلّ الخامس من نوفمبر اليوم الاثنين الذي سيبدأ فيه فرض العقوبات القاسية على إيران، نظراً لمؤامراتها الشنيعة والمتتابعة في نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة والعالم أجمع.

زوبعة مصطنعة

لا مبررات لدينا للحملات الإعلامية وللضجة المستمرة التي أثارتها جهات حاقدة ضد السعودية، حيث تجمعت دول ومنظمات وقنوات تلفزيونية وصحف عالمية لكي تسيء إلى السعودية في مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، رغم أن التحقيقات السعودية والتركية أثبتت أنه لا علاقة للسعودية بها. ألم تحدث عمليات اغتيال في التاريخ المعاصر حتى لزعماء دول ورؤساء وزراء وصحافيين؟ ألم يُقتل الراحل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري أمام بصر العالم خلال شاشات التلفاز وكاميرات وكالات الأنباء، وهو الذي أعاد بناء لبنان، والقتلة معروفون ومحكمة العدل الدولية لا تحرّك ساكناً حتى هذه اللحظة؟