ديانا مقلد

ديانا مقلد
كاتبة واعلاميّة لبنانيّة

مسلخ نظام البعث السوري

كثيرًا ما كنتُ أنفرُ من استخدام البعض لتعبير «مسلخ» لوصف حالة فظيعة من العنف والقتل أكان ضد البشر أم أي مخلوقات. إنها واحدة من التعبيرات التي يستحضر سماعها قشعريرة ما في الجسد، حتى ولو كان قولها في مجال الاستعارة والرمز لكنها تبقى مثيرة للتوتر، لهذا حرصتُ دائما على تحاشي استعمالها. لكن سكان كوكب «فيسبوك» لا يتيحون لنا فرصة الاستكانة إلى قرار ما، فيحدث أن يفاجئك أحد بصورة مروعة مع تعليق لا يقل قسوة.

مصطفى بدر الدين وطريق القدس

بعد مقتل مصطفى بدر الدين، وزع الإعلام الحربي لحزب الله سيرة وصورًا وفيديوهات للرجل نراها للمرة الأولى. فبعد الصور الشحيحة له في شبابه ومع غياب سجلات كافية عن حياته بدت المواد المصورة التي وزعها الحزب مدخلاً لمزيد من التدقيق في سيرة هذه الشخصية التي غلبتها السرية بشكل كامل، خصوصًا خلال العقد الأخير، حيث سطع اسم مصطفى بدر الدين بصفته مطلوبًا للمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتحوله إلى مطلوب للعدالة، لكن حزب الله رفض تسليمه. في الصور التي وزعت له بدا بدر الدين متنقلا في النهار، ويتحدث مع مرافقيه بحرية وبكثير من الابتسام والارتياح.

دونالد ترامب وإغواء الجهل

هل علينا أن نتعامل بجدية أكبر مع احتمال وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض..؟! الإجابة التي كانت تبدو بديهية قبل أشهر قليلة تبدلت على نحو دراماتيكي، بحيث بات ترامب مرشحًا قويًا للرئاسة. فمنذ مدة وفي إحدى مقابلاته، سخر الرئيس الأميركي باراك أوباما من احتمال أن يصل رجل الأعمال الاستعراضي والمنفّر إلى البيت الأبيض.

ذاكرة مريرة

هل يمكن للنسيان أن يساعد في حل النزاعات أكثر مما تفعله الذاكرة الجماعية النشطة..؟ سؤال طرحه الكاتب الأميركي «ديفيد ريف» في كتابه «الذاكرة أم النسيان»، وفيه يطرح رأيا خلاصته أن العالم المعاصر قد طور مشاعر هوس مرضي بالذاكرة، وأنه حان الوقت كي نعطي النسيان فرصة، داعيا إيانا إلى اختبار قوة فقدان الذاكرة السياسي على علاجنا.

الضوء التونسي

لن يسَع المتابع لحال الصحافة العربية أو بعضها سوى الاستغراق في حالة من التفجع والرثاء لما وصلت إليه، بحيث يمكن وصف من يتمكن من أن يمارس العمل الصحافي الفعلي بأنه يقدم على فعل شجاع.

ملفات الأسد

أسهمت الوقائع المتناقضة المحيطة بالشأن السوري في وقوع تغطيات إعلامية في حال نافر من عدم الاتساق. ففي الوقت الذي لا تزال فيه مفاوضات جنيف مستمرة كشفت مجلة «نيويوركر» ما وُصف بأنه كنز من الوثائق التي تمهد الطريق لمحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد في عمليات التعذيب والقتل الجماعي.

«وثائق بنما» تكشف صحافتنا أيضًا

لشدة انغماسنا في الانقسامات الحاصلة نكاد ننسى ما هو الجوهر الحقيقي لمهنة الصحافة. فنحن نعيش على وقع أزمات وظروف قاهرة تفقدنا أحيانًا الإحساس بذاك الشغف الذي تبثه فينا مهنتنا، فلا بأس إذن ببعض الماء البارد على رؤوسنا كي تعود بعض البديهيات. على الأقل هذا ما شعرتُ به خلال متابعتي لتفاصيل قضية «وثائق بنما». البحث عن الحقيقة.. كم هو جميل هذا الشعار قبل أن نمعن فيه استباحة وتشويهًا وابتذالاً، فنقع في أفخاخ الحسابات السياسية والطائفية والمالية وننتهك الصدقية المهنية.

لبنان والمواطنة المنتهكة

لأن لبنان ليس كذبة، ولأن من بيننا «وطنيين» يرفضون التعرض للكرامة، هجم البعض على مكاتب صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت، وعاثوا فيها، وشتموا، وانتهكوا، وروعوا الزملاء احتجاجًا على كاريكاتير ساخر. خرج هؤلاء بعد أن مارسوا مواطنتهم واحتفلوا بما فعلوا، والأهم أنهم «ثأروا» للدولة اللبنانية التي لم يرها أحد فيما كان هؤلاء يشهرون غضبتهم لها.

لنشفَ نحن أولاً

لقد تبدلت الحال كثيرا، فلم نعد نتأثر بالعداء والشتيمة التي تلحق بنا؛ عربًا ومسلمين، بعد كل هجمة إرهابية في الغرب. هل لاحظتم تلك البلادة في حجم التفاعل المحلي مع كل حملات الكراهية والتحريض الحاصلة في أوروبا والولايات المتحدة بحق اللاجئين والعرب والمسلمين بعد اعتداءات بروكسل، وكأنه لم يعد يصيبنا ذاك الغضب الذي كان يجتاحنا سابقا؟ فهل اعتدنا أن تجاهر شخصيات وجماعات برفضها لنا أشخاصًا وثقافةً، أم إننا مشغولون بصراعاتنا الداخلية وبكراهيتنا بين طوائف وملل وأعراق؟

معلمة من قلب فلسطين التي نكاد ننساها

كم بدت حنان الحروب صادقة وكم شعرنا بأنفسنا نشاركها الفرح. أعني المعلمة الفلسطينية التي طافت صورتها تقف على المسرح رافعة قبضتيها وضاحكة بسعادة حقيقية مستحقة، بعد فوزها بجائزة أفضل معلمة في العالم. هذه السيدة التي نشأت في مخيم الدهيشة للاجئين، قررت أن لا تسلم أبناءها وطلابها لمسار الإحباط والكآبة الذي من الصعب على الفلسطينيين أن ينجوا منه في ظل أوضاعهم البائسة. عاندت حنان الحروب القدر، واختارت المواجهة بعد حادثة تعرض زوجها لإطلاق نار إسرائيلي وصدمة أبنائها برؤية والدهم يسقط أمامهم جريحًا.