ديفيد اغناتيوس
صحافي وروائي. وهو محرر مشارك وكاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست". كتب ثماني روايات، بما في ذلك "جسد الأكاذيب"

شكل الاتفاق الدائم مع كوريا الشمالية

بعد أسابيع من الحرب الكلامية، توقفت كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي لتلتقط أنفاسها. لكن إلى أين ستكون وجهة كيم جونغ أون الأسبوع المقبل؟

ترمب بحاجة إلى الحلفاء في الملف الكوري

يحمل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قيم التحدي والمجابهة وربما الصلف في دمائه؛ إذ يقال إن جده سُئل ذات مرة ما الذي سوف يحدث إن هزمت الولايات المتحدة كوريا الشمالية في الحرب، فأجاب والده عن هذا السؤال بقوله: إن خسرنا الحرب فسوف أضمن لكم تدمير الكرة الأرضية بأسرها. فما قيمة الأرض من دون كوريا الشمالية؟ لقد قرر الرئيس ترمب مواجهة ما هو على الأرجح أكثر النظم الحاكمة تهورا وعنادا ومخاطرة على هذا الكوكب. وتستند آماله في الحلول الدبلوماسية إلى إقناع كوريا الشمالية والصين بأنه على أتم استعداد لمجابهة «نيران وغضب» الحرب النووية إذا ما فشلت المفاوضات.

وجهة نظر ترمب في العقوبات الروسية الجديدة

عندما يتفق جميع أصحاب التفكير السليم في العاصمة واشنطن على شيء بعينه - كما حدث أخيراً مع قانون فرض العقوبات الجديدة على روسيا - فقد يعد ذلك تحذيراً من أن المناقشات لم تغادر عقلية القطيع التي تتابع ولا تفكر. لقد أصبحت العقوبات بالفعل من الأدوات المبالغ في استخدامها في مجال السياسة الخارجية، قبل أن يوقع الرئيس دونالد ترمب على مضض على قانون ينص على فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران وكوريا الشمالية. وقد مرر مجلس النواب الأميركي التشريع في الأسبوع الماضي، بتصويت 419 عضواً مقابل اعتراض 3 أعضاء، في حين صوت مجلس الشيوخ على القانون بموافقة 98 عضواً مقابل اعتراض عضوين اثنين.

ترمب على حق بشأن كوريا الشمالية

مع اقتراب إدارة ترمب من أعتاب الأزمة العسكرية مع كوريا الشمالية، فهو في حاجة إلى المحافظة على هذا الحدس الأولي – وعدم الاندفاع وراء التصرفات التي قد تبدو قوية وصارمة، لكن في حقيقتها قد تترك كل لاعب في حالة أسوأ مما كان. ولم تتغير الأوضاع كثيراً عما كانت عليه في الحرب الكورية عام 1950: جاءت ردود الفعل الأميركية رداً على الإجراءات العدوانية من جانب كوريا الشمالية، ثم اندلعت الحرب التي دمرت شبه الجزيرة الكورية. وانتهى الصراع إلى طريق مسدودة، وحالة مستمرة من الجمود مع التكاليف الباهظة. ارتأى السيد ترمب في شهور ولايته الأولى ضرورة التوصل إلى إيقاف تفاوضي لبرنامج كوريا الشمالية النووي.

سلطات دستورية

إذا ما أصدر الرئيس دونالد ترمب أمرا لمسؤول حكومي رفيع المستوى لتأييد قراره بفصل المستشار الخاص روبرت إس. مولر، كيف ينبغي أن يستجيب هذا المسؤول؟ من جهته، أجاب الأدميرال مايك روجرز، رئيس وكالة الأمن الوطني، عن سؤالي بخصوص مثل هذه المشكلة الأسبوع الماضي خلال مشاركته في «منتدى أسبن للأمن». كان الأدميرال قد بدأ حديثه بإعلانه شرطاً مسبقاً يقضي بأنه لن يجيب عن أسئلة افتراضية، وعليه فإنه لا ينبغي النظر لما صرح به باعتباره تعليقا مباشرا بخصوص مولر، لكنه أطلق تصريحات شخصية نالت على الفور قدرا كبيرا من الإشادة، وذلك بقوله: «لن أقدم على الحنث بالقسم الذي ظللت أعمل في إطاره على مدار 36 عاما كضابط مقلد».

«سي آي إيه» تدخل منطقة خطيرة

إن كان للأشباح التي تسكن جدران وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن تتحدث، فسوف تقول للمدير مايك بومبيو أن يتوخى الحذر. فالوكالة الكبيرة قاب قوسين أو أدنى من دخول منطقة خطيرة يريد البيت الأبيض، الذي تقلقله الاضطرابات، أن تأخذ حيالها المزيد من التدابير العدائية في الخارج، غير أنه لم يضع حتى الآن الاستراتيجية الواضحة أو الدعم السياسي المطلوب لإسنادها أو المحافظة على استمرارها. بومبيو من الرجال النشطين للغاية، وهو سياسي مندفع مع نزعة، وربما شغف، للمزاح الخفيف الخاطف.

«سي آي إيه» وبرنامج «مناهضة الأسد»

ما الذي أنجزه برنامج المساعدة السرية التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) للمسلحين السوريين؟ من الغريب أن النتيجة الكبرى لهذا البرنامج تمثلت في المعاونة على دفع الروس نحو التدخل عسكرياً في سوريا عام 2015؛ الأمر الذي أنقذ الرئيس بشار الأسد ـ بمعنى تحقيق العكس تماماً من الهدف الذي أنشئ من أجله البرنامج. في الواقع، تضيف سوريا فصلاً جديداً إلى تاريخ «سي آي إيه» المظلم والكئيب على صعيد العمل شبه العسكري.

أميركا يمكنها النجاح عسكرياً في الشرق الأوسط

ما الدروس المستفادة من هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في الموصل وطرده المرتقب من الرقة؟ ينبئنا انهيار الدويلة الموهومة بأنه يمكن للولايات المتحدة النجاح عسكريا في الشرق الأوسط إذا - وربما إذا فقط - عملت مع القوات المحلية التي هي على استعداد للقيام بأعباء القتال وتحمل تبعاته. وفي حين أن الحملات العسكرية الأميركية الكبرى في العراق وأفغانستان على مدى العقد ونصف العقد الماضي كانت عبارة عن عمليات شديدة الإحباط من الناحيتين المادية والمعنية، فإن الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا كانت أقل تكلفة بكثير من حيث الأموال والأرواح الأميركية، وكانت أكثر نجاحا أيضا.

قراءة في لقاء ترمب ـ بوتين

يبدو أن صانع الصفقات المتباهي بنفسه قد حصل في النهاية على بدايات لما يمكن أن يكون اتفاقاً دبلوماسياً مهماً في القمة الروسية الأميركية، التي انعقدت يوم الجمعة الماضي في هامبورغ. وبالنسبة للمبتدئ، يبدو أن الرئيس ترمب قد تجنب الهفوات التي غالبا ما تصيب محادثات القوى العظمى. ولا تكمن أهمية اللقاء بين الرئيسين ترمب وبوتين في التفاصيل، على الرغم من أن وقف إطلاق النار المقترح في سوريا قد يحفظ بعض الأرواح في هذا الصراع المأساوي، ويسفر عن مزيد من المناطق الآمنة.

ما بعد «داعش» في سوريا

انهار مقر تنظيم داعش الإرهابي بهذه المدينة التي تقع على مقربة من البوابة الغربية لمدينة الرقة السورية نتيجة للقصف الأميركي، كما لو أنها قلعة من الرمال.