كما كان لحرب غزة أثر كبير في الأوضاع الأمنية والجيوسياسية والإنسانية، عبر دينامياتها المُعقدة وتداعياتها الصادمة؛ فإن تأثيراً كبيراً لها ظهر في الإعلام أيضاً،
بموازاة الحرب الطاحنة التي تجري في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ثمة حرب أخرى تُشن بلا هوادة على الصحافيين الميدانيين، وغيرهم، ممن تصدوا لتغطية وقائع.
على هامش حرب غزة تدور معركة ثانية؛ وهي معركة لا تقل صخباً ولا ضجيجاً عن الأولى؛ غير أنها لا تُعمد بالدم والنار، ولا تشهد «قتلى» ولا «شهداء»، ولا أطفالاً ينزفون
الهجمات الدامية والمأساوية التي تشنها إسرائيل راهناً على غزة ليست مُربكة على الصعد السياسية والأمنية والإنسانية فقط، لكنها مُربكة أيضاً على الصعيد الإعلامي.
بموازاة المعارك الدموية التي تتواصل في قطاع غزة راهناً، ويقف الجمهور العالمي على أطراف أصابعه مشدوهاً لمتابعتها؛ تجري معارك أخرى في وسائط الإعلام «التقليدية».
في فورة الأحداث الدموية التي تشهدها غزة راهناً، ثمة عديد الضحايا، ومن بين تلك الضحايا قيمة الحياد الإعلامي؛ إذ يبدو أنه من الصعب جداً أن تتمسك وسيلة إعلامية.
يبدو أن أكتوبر (تشرين الأول) هو شهر الحرب بامتياز، فبينما كنا نجتهد لملاحقة التحليلات والذكريات بشأن حرب عام 1973، بين مصر وسوريا من جانب، وإسرائيل من جانب آخر، باغتتنا الأنباء عن اندلاع «حرب» جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، صبيحة يوم السبت الماضي.
لم يمضِ وقت كافٍ على اندلاع الصراع الأخير…
في الأسبوع الماضي، تواترت الأنباء مجدداً بشأن تطورات «الذكاء الاصطناعي»، الذي تملأ أخباره الدنيا وتشغل الناس، وفي القلب من تلك الأنباء كان السؤال الذي يحافظ.