علي إبراهيم

علي إبراهيم
صحافي وكاتب مصري، ونائب رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط».

الدور الروسي

يجب الاعتراف أن الرئيس الروسي بوتين استطاع أن يعيد فرض الاتحاد الروسي على الخريطة العالمية بعد نحو ثلاثة عقود من التهميش في النظام العالمي الذي تشكل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، عوملت فيها روسيا كرجل العالم المريض. وطبيعي أن يحتل لقاء أوباما وبوتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الاهتمام العالمي مع تداخل القوتين في كثير من القضايا العالمية، خصوصا الأزمة السورية وأوكرانيا. وعشية اللقاء بين الزعيمين عززت روسيا أوراقها التفاوضية باتفاق تبادل معلومات استخباراتية مع العراق وإيران وسوريا، وإعلان أن اجتماعًا للاعبين الرئيسيين يشمل دول المنطقة وروسيا وأميركا سيعقد الشهر الم

إرادة القتال

احتل الخبر الذي نشره المرصد السوري عن دخول 75 مقاتلاً دربتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا إلى حلب اهتمامًا خاصًا باعتباره تطورًا جديدًا على الساحة العسكرية هناك، في حين أن العدد لا يوحي بأنه يكفي لأي تغيير في الموازين العسكرية على الأرض. تغيرت الخريطة العسكرية على الأرض في سوريا عما كانت عليه، وتغيرت معها أولويات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والساعي إلى تغيير النظام، فأصبحت الأولوية لدحر تنظيم داعش، الذي أطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية»، بينما فتحت الولايات المتحدة تحت ضغط المخاوف من الإرهاب، والدعم الروسي الصريح للنظام، طاقة لإمكانية إشراك الأسد نفسه في التفاوض باعتباره

تفكيك عقدة سوريا

لم يكن كثيرون يتوقعون أن تطول الأزمة السورية لتدخل عامها الخامس وأن تتطور بهذا الشكل الذي أصبحت فيه ساحة لتنظيمات غاية في التطرف، وفي نفس الوقت ساحة لصراع بين قوتين عظميين هما الولايات المتحدة وروسيا، بشكل غير مباشر حتى الآن، بخلاف التدخل الإيراني المباشر هناك دعمًا للنظام. المشهد يبدو غاية في التعقيد، بعد أن تحولت الأزمة السورية بالنسبة إلى معظم الأطراف الخارجية إلى أزمة لاجئين مع وصول عشرات الآلاف من السوريين إلى أوروبا مخاطرين بحياتهم في زوارق المهربين لعبور المتوسط، وفي نفس الوقت ينظر العالم بقلق شديد إلى التنظيمات المتطرفة التي تعمل على الأرض هناك، وتخطط لتصدير الإرهاب إلى بقية المنطقة وا

المحطة ألمانيا

على مدار الأسبوع كان الخبر الأول في نشرات الأخبار والصحف الأوروبية هي قصة اللاجئين السوريين وصراعهم مع السلطات المجرية في محاولة الوصول بأي ثمن إلى الحدود النمساوية ثم الألمانية.

عودة الدولة

من مصر إلى لبنان والعراق، هناك مظاهر صحوة في الشارع لأهمية عودة الدولة إلى ممارسة دورها في المجتمع، بعد أن عانى الناس الأمرّين من محاولة قوى سياسية تحويل الدول إلى عشوائيات تحكم بالميليشيات التي ابتكرت أشكالا جديدة من العنف والإرهاب والقتل والترويع. في العراق هناك مظاهرات شبه أسبوعية ضد الفساد ومع الإصلاح وتحسين الخدمات في بغداد، بالتوازي مع المشكلة الأمنية في الأنبار والموصل.

مسافر في القطار

ليس هناك أي منطق رشيد يستطيع أن يقدم تفسيرًا مقنعًا لشخص يخطط لتحويل قطار أو حافلة أو أي مكان مدني تكون فيه حشود من الناس إلى ساحة حرب أحد شروطها أن يكون هذا الشخص هو الوحيد المسلح والبقية مجرد ناس عاديين غير مسلحين وفقًا للمنطق الأعوج لهؤلاء. ما زالت التحقيقات في بدايتها لمعرفة دوافع ونوايا المسلح المغربي في القطار الذي كان متجها من بلجيكا إلى فرنسا، لكن مما لا شك فيه أن شجاعة الركاب الأميركيين ومعهم بريطاني وفرنسي طوقوا المسلح، أدت إلى تفادي مجزرة كانت ستحتل عناوين الأخبار في الصحف وشاشات التلفزيون لو كان المسلح حقق أغراضه. ومن خلال الخبرة المكتسبة من أحداث إرهابية سابقة، ومما قالته مصادر ال

التقسيم ليس الحل!

قد يكون رئيس الأركان الأميركي الذي تقاعد أخيرًا هو أرفع مسؤول أميركي يتحدث بهذا الوضوح عن تقسيم العراق كحل وحيد لمشكلات الشيعة والسنة هناك، بعد مقتل الآلاف في حرب طائفية أخذت على مدار السنوات شكلاً بشعًا. ليست هذه هي المرة الأولى التي تُطرح فيها فكرة تقسيم العراق على لسان مسؤول أميركي، فقد طرحها قبل ذلك نائب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن عندما كان عضوًا في مجلس الشيوخ، طارحًا 3 دويلات شيعية وسنية كردية يقام بينها كونفدرالية، وذلك لتجنب الحرب الطائفية. ومثلما هوجمت أفكار بايدن التشاؤمية بضراوة، حدث هذا مع رئيس الأركان الأميركي أودريينو الذي كان سابقا قائدًا للقوات الأميركية في العراق، والذي ك

المزاج المصري.. وحديث الوساطات

في أغسطس (آب) 2013 كانت القاهرة وكل مصر في حالة تأهب أو ترقب.. الإخوان في ميدان رابعة في مدينة نصر وميدان النهضة في الجيزة، وبقية مصر في حالة غضب عارم تجاههم وتجاه العنف الذي يمارسونه.

مهاجرون.. ومهاجرون

إذا كانت هناك مشكلة استحوذت على تفكير قادة الدول الأوروبية، فهي مشكلة مهاجري القوارب عبر البحر المتوسط من الساحل الأفريقي إلى الضفة الأخرى الأوروبية، حيث ظهر أن المهاجرين الذين يركبون هذا الطريق الصعب يخاطرون بكل شيء بما في ذلك أرواحهم على أمل الوصول إلى الضفة الأخرى. ألوف المهاجرين غرقوا في المتوسط هذا العام خلال رحلات لا إنسانية يصبحون فيها رهينة مهربين من دون أخلاقيات أو أي حس إنساني، حيث وضع المهربون عشرات البشر في قوارب لا تتحمل سوى أعداد محدودة من الناس، ووسط هذه القوارب تحشر النساء والأطفال. معظم هؤلاء هاربون من مناطق قتال أو عنف مثل سوريا أو العراق، أو من دول أفريقية فقيرة يسعون إلى حي

ظريف وتلطيف العلاقات

الهدف المعلن لجولة وزير خارجية إيران الخليجية هو تلطيف العلاقات، وشرح أبعاد الاتفاق النووي الذي وقّعته طهران مع القوى الست الكبرى بتأييد أميركي لتبديد قلق هذه الدول، لا بأس في ذلك؛ فإيران دولة إقليمية كبرى، وأي استقرار إقليمي يحتاج إلى إدخالها في أي ترتيبات تتفق عليها دول المنطقة، فيما يتعلق بتحقيق المصلحة المشتركة لدول الإقليم. لقد قيل الكثير حول الاتفاق النووي الذي لا يزال ينتظر موافقة الكونغرس عليه، سواء على صعيد الشركات الغربية التي تنتظر فتح السوق الإيرانية أمامها، أو على صعيد القلق الخليجي من هذا الاتفاق والخلاف مع واشنطن بشأنه، لكن الحقيقة أن السبب الأساسي في توتر العلاقات الخليجية الإي