أكرم البني
كاتب وصحافي سوري وناشط في مجال حقوق الإنسان وإحياء المجتمع المدني. مواليد مدينة حماة - سوريا 1956. درس الطب البشري في جامعة حلب. يكتب في الشأن السوري.

وجهة نظر حول الإصلاح الديني!

هناك أسئلة صريحة عن المشروعية الدينية وإلى متى يبقى الجهل والاجتهادات المضللة سيدَي الموقف في رسم علاقة الدين بالحياة والسياسة والعلم؟

سوريون عرب... سوريون أكراد!

لم يميز الزلزال المدمر بين السوريين عرباً وأكراداً، فأرواحهم ومساكنهم وممتلكاتهم كانوا عنده سواء، لكن التمييز واستهداف الهوية الكردية، حلّا في جنديرس البلدة الأكثر تضرراً بالزلزال في ريف عفرين، التي لم تكد تسكّن آلامها وتضمد جراحها حتى تعرضت لجريمة بشعة، نفذت بدم بارد، ذهب ضحيتها أربعة أكراد من أسرة واحدة، والسبب، إشعالهم النار في موقد أمام منزلهم كتقليد للاحتفال بعيد النوروز (21 مارس/آذار)، أما الفاعل، فهم مسلحون من فصيل عسكري يسمى «جيش الشرقية» تابع لـ«حركة التحرير والبناء» التابعة بدورها للائتلاف السوري المعارض، والذريعة، اعتبار إشعال النيران «بدعة وكفراً، كذا!»، والنتيجة، تحول مراسم تشييع

ما يجمع السوريين وما يفرقهم!

كان لافتاً، إبان الزلزال المدمر، ظهور حالة من التعاطف البيني والتضامن عند السوريين في معظم مناطق وجودهم، متجاوزين اصطفافاتهم ومواقفهم وانتماءاتهم الدينية والمذهبية، لم تقف عند عبارات التآخي والمؤازرة التي عمّت مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، وإنما امتدت لتشكيل لجان أهلية بغرض جمع التبرعات المالية والعينية لمساعدة المتضررين وإيواء بعضهم...

حول العقوبات على سوريا!

يبدو أن كارثة الزلزال المدمر، لم تفتح الباب على واجب المساعدات الإغاثية للمناطق المنكوبة فحسب، بل بدا لافتاً حضور حملة سلطوية ممنهجة تعمدت استثمار تلك اللحظة الإنسانية المؤلمة، للمطالبة برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، ولم تهدأ، على الرغم من مسارعة غالبية الدول، لتخفيف هذه العقوبات أو تجميدها مؤقتاً، بل العكس، ازدادت حدة واتسعت لتخلط الحابل بالنابل وتجرف في طريقها العديد من الوقائع والحقائق. أولاً، من التجني وضع إشارة مساواة بين العقوبات وأسباب تردي الوضع الاقتصادي في سوريا، وتالياً الترويج لرأي يقول بأن هذه العقوبات هي التي أوصلت الأوضاع المعيشية للسوريين إلى الدرك المقيت الذي وصلت إليه، في

أحمد والزلزال!

وسط الغبار والحجارة المتناثرة، ركض أحمد لاهثاً من حيث كان يعمل... دار كالممسوس حول ركام منزله المدمَّر كأنه لا يصدق ما حصل... راح يهرع نحو ما يراه من كوى صغيرة تخترق الأعمدة الإسمنتية المتهالكة، يحشر أذنيه فيها تباعاً لعله يسمع صوتاً أو استغاثة، يصغي مطولاً قبل أن يرفع رأسه إلى السماء راجياً، ثم يقحم وجهه في إحدى تلك الكوى صارخاً بنداء مكلوم على زوجته وطفلته: سميرة، خولة... ويعاود الإصغاء، لعل صوتاً يأتي. كان قد سمى ابنته خولة على اسم والدته التي قضت منذ سنوات، وللمصادفة، تحت أنقاض بيتهم المدمر بمدينة المعضمية، قرب دمشق، غدا المنزل ركاماً، برمشة عين، بفعل أحد «البراميل السلطوية المتفجرة»...

سوريا وملف المخدرات!

حاول طرح أسئلته بشكل منطقي ومحايد كي لا يبدو محابياً للنظام السوري... هل يعقل أن يغدو نظام سياسي برمته أداة لإنتاج المخدرات والاتجار بها؟ أليست ثمة مبالغة مقصودة للدول الغربية في تحميل حكومة دمشق هذه المسؤولية لتشديد الضغط عليها ومحاصرتها اقتصادياً وسياسياً؟ ألا يصح ربط ملف المخدرات بعصابات منفلتة، موالية أو معارضة، أفرزتها سنوات من الحرب الأهلية وباتت صاحبة اليد الطولى في إنتاج المخدرات، مستغلة تراجع فعالية مؤسسات الدولة وانحسار قدرتها على الرقابة؟ ثم لم لا يكون حزب الله اللبناني هو المسؤول الرئيس؟

المعارضة السورية بين العجز والارتهان!

مع تواتر مظاهرات السوريين في ريف حلب ومدينة إدلب وأريحا وأعزاز وحارم وسلقين والدانا وغيرها، للتعبير عن رفضهم لخطوات التقارب التركية الأخيرة مع النظام السوري، بدا لافتاً تهجم بعضهم في مدينة أعزاز على رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، احتجاجاً على تماهي موقفه وموقف الائتلاف المعارض الذي يترأسه، مع رغبة أنقرة في التطبيع مع نظام دمشق، وقبلها عمّت المناطق ذاتها موجة غضب على الحكومة السورية المؤقتة عقب ما رشح عن ترحيب رئيسها بالاجتماع الثلاثي الذي عُقد في موسكو بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، واعتباره خطوة مهمة نحو الحل السياسي في البلاد، وبينهما ثمة شعارات رفعها متظاهرون نددت بتصريحات

عن المشهد العالمي للعام الجديد!

يصح اصطفاء حدثين مهمين، من مروحة أحداث واسعة شهدها العام الفائت، يرجح أن يكون لهما التأثير الأبرز، وإن بدرجات متفاوتة، في تكوين المشهد السياسي العالمي للسنة الحالية، وهما ما يفترض التوقف عندهما لرصد ارتداداتهما على مقومات الأمن والحياة والاستقرار، وعلى العديد من بؤر الصراع والتوتر. الحدث الأول هو الحرب الروسية الأوكرانية، بما خلّفته من انفتاح المجتمع الدولي على معالم مرحلة خطيرة من الصراع بين الغرب والشرق، تستمد مقوماتها من مناخات الحرب الباردة، وتحدوها عودة بغيضة للصورة النمطية عن دول كبرى تستهتر بمصير الشعوب الضعيفة وحقوقها، وليس لديها أي خوف من الرأي العام والمؤسسات الأممية، تتوسل منطق الغل

... وتتفاقم الكارثة السورية!

لم يعد توصيف الكارثة السورية كما كان، لقد أضاف العام الأخير، وللأسف، معالم جديدة أكثر إيلاماً، فشروط الحياة لم تعد تقتصر على الفقر والعوز وانهيار الليرة السورية وتفشي غلاء فاحش لا ضابط له، بل وصلت إلى الجوع، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وبات جل طعام ملايين السوريين كسرات من الخبز وبعض الخضار النيئ، لا يمتلكون القدرة على اقتناء أهم السلع الضرورية إن توفرت، ينام أطفالهم ويفيقون على بطون فارغة ووجوه شاحبة، عاجزين عن فعل أي شيء سوى انتظار المزيد من الحرمان كي يفتك بهم، يحدوهم انحسار متواتر للمعونات الغذائية الأممية التي كانت تقدَّم للفقراء والمحتاجين، والمهددة بالتوقف نهائياً بشمال غربي سوريا

هل ثمة عملية عسكرية تركية وشيكة في سوريا؟

يبدو واضحاً تصميم حكومة أنقرة وعزمها القيام بتوغل عسكري جديد في شمال وشرق سوريا بدعوى إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً على طول الحدود، واستكمالاً لما سمّته عملية «المخلب - السيف» التي لا تزال تطول، قصفاً بالمدفعية والطائرات المسيرة، بعض المواقع والقيادات الكردية، وذلك بعد 3 عمليات عسكرية سابقة؛ «درع الفرات 2017» و«غصن الزيتون 2018» و«نبع السلام 2019»، وجميعها مكّنت القوات التركية من السيطرة على مناطق أوسع فأوسع من الشريط الحدودي السوري. العزم والتصميم لا يتعلقان فقط بقوة الذريعة التي تستند إليها أنقرة لمواجهة ما تعتبره إرهاباً كردياً، وكردٍّ انتقامي على التفجير الذي حصل في 13 نوفمبر (تشرين ا