عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> علي ظاهر الغزاوي، وزير العمل الأردني، رعى حفل تخريج البرنامج التدريبي الذي نظمته شركة «فيليب موريس» في دار بلدية حسبان، بالتعاون مع جمعية «كلنا الأردن» في مجال تطوير وتعزيز مهارات الشباب الشخصية والعملية وتنميتها، وزيادة فرصهم في المنافسة في سوق العمل الأردنية. وقال الغزاوي، في كلمته، إن التدريب من أجل التمكين وسيلة مهمة وفعالة لتحقيق الأهداف.
> الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة الإمارات لشؤون التعليم العالي، زار برفقة سعيد القمزي، القنصل العام للدولة في ملبورن، وروضة المنصوري، الملحقة الثقافية الإماراتية، ومجموعة من طلبة الطب الإماراتيين، مستشفى الأطفال الملكي في ملبورن بأستراليا. وقال الوزير إن هذه الزيارة تأتي في إطار جهود دولة الإمارات خلال «عام الخير»، معرباً عن امتنانه الكبير بزيارة المستشفى.
> محمد سيف هلال الشحي، سفير الإمارات لدى كندا، التقى لويس ماركوت، كبير المفاوضين الجديد لشؤون النقل الجوي بوزارة الخارجية والتجارة والتنمية الكندية. وبحث الجانبان خلال اللقاء التعريفي الأول بمقر الوزارة، سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين؛ خاصة ما يتعلق بملف قضايا النقل الجوي لتحقيق المصلحة المشتركة للطرفين.
> مشعل بن حمدان الروقي، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية لدى أستراليا، الوزير المفوض، التقى في مقر السفارة بكانبرا، المفتي العام في أستراليا، الدكتور إبراهيم أبو محمد، ورئيس اتحاد المجالس الإسلامية بأستراليا، الدكتور راتب جنيد، وعددا من الأئمة. وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية، واستعراض أوضاع الجالية المسلمة في أستراليا.
> صقر ناصر الريسي، سفير الإمارات لدى إيطاليا، السفير غير المقيم لدى جمهورية مقدونيا، التقى رتا توشي، نائبة وزير الخارجية المقدوني، وخلال اللقاء أشادت توشي بالعلاقات القائمة بين البلدين، والتي مر 20 عاما على انطلاقها، مؤكدة حرص بلادها على بناء علاقات طيبة مع جميع الدول الصديقة، وخاصة الإمارات. فيما تقدم السفير الريسي بالتهنئة إلى وزير خارجية مقدونيا بمناسبة عيد الجمهورية المقدونية.
> فائد مصطفى، سفير دولة فلسطين في أنقرة، بحث مع نائب رئيس الوزراء التركي، هاكان جاويش أوغلو، عدداً من قضايا التعاون الثنائي بين الجانبين. واستعرض اللقاء الوضع في مدينة القدس المحتلة، ومحيط المسجد الأقصى، بعد المحاولات التي قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الوضع القائم، والتصدي الشجاع لأهل القدس وأبناء الشعب لإفشال هذه المحاولات.
> سيدي ولد القاضي، سفير موريتانيا في أديس أبابا، ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، قدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الإثيوبي، مولاتو تيشومي، بصفته سفيراً فوق العادة وكامل السلطة للجمهورية الإسلامية الموريتانية لدى إثيوبيا. ونقل السفير تحيات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إلى نظيره الإثيوبي، الذي حمله تحياته وتمنياته لرئيس الجمهورية وللشعب الموريتاني بالرقي والازدهار.
> حمد محمد حميد الجنيبي، سفير الإمارات في الخرطوم، التقى مشاعل الدولب، وزيرة الضمان والتنمية الاجتماعية السودانية، والتي شكرت دولة الإمارات على دعمها لمشروعات العمل الإنساني والاجتماعي في السودان. وأشارت الوزيرة إلى المساعدات الكبيرة، خاصة الاجتماعية، التي نفذتها الإمارات في بلادها، وعبرت عن تطلع السودان لمزيد من التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة بين البلدين.
> ملحم الرياشي، وزير الإعلام اللبناني، شهد احتفالية الوزارة بمرور ثمانين عاماً على تأسيس إذاعة لبنان. وقال الرياشي، في كلمته، إن إذاعة لبنان ليست إذاعة تقليدية، فهي مدرسة في الإعلام، في الفن، في الموسيقى، في الثقافة، مضيفاً: «ثمانون سنة من عمر إذاعة لبنان، بعض منها لم يكن جيداً، لا نريد أن نكذب على اللبنانيين، الإذاعة اليوم لا تصل إلى لبنان كله، ولكن مع حلول عام 2018 ستغطي إذاعة لبنان 95 في المائة من البلاد».
> الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي في مصر، شاركت في ندوة بمناسبة مرور 25 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وآستانة، بحضور السفير عاقلبيك كمالدينوف، المبعوث الخاص لرئيس كازاخستان. وأكدت نصر، في كلمتها، على عمق العلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين مصر وكازاخستان، موضحة أنه خلال 7 شهور سيتم انتهاء ترميم مسجد الظاهر بيبرس، بالتنسيق مع وزارة الآثار.
> خالد عارف، سفير دولة فلسطين في المنامة، شارك في الاجتماع التعليمي والقيادي الذي نظمه نادي نور البحرين «توست ماستر» بعنوان «زهرة المدائن». وقال السفير عارف إن القدس تتعرض لأعتى هجمة تهويد في تاريخها المعاصر، حيث محاولات الاحتلال التي تريد فرض أمر واقع جديد بالتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى. ووجّه السفير الشكر لإدارة النادي لاختيار «زهرة المدائن» شعاراً لهذا الاجتماع.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)