إطلاق «آيفون»... ثورة في اتصالات الإنترنت والتصوير الرقمي

حول الهاتف الذكي إلى موقع للصيرفة أو ممارسة الألعاب الإلكترونية

إطلاق «آيفون»... ثورة في اتصالات الإنترنت والتصوير الرقمي
TT

إطلاق «آيفون»... ثورة في اتصالات الإنترنت والتصوير الرقمي

إطلاق «آيفون»... ثورة في اتصالات الإنترنت والتصوير الرقمي

الثورة التي أحدثتها «آبل» بإطلاقها أول هاتف «آيفون» في العالم، قبل 10 أعوام من اليوم، ولدت موجة من التغيرات حول العالم:
1. ثورة في استقاء وتبادل البيانات من الإنترنت على حساب المكالمات.
وقد حدد ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي الراحل لشركة «آبل» حينذاك الذي طرح الجهاز، مستقبل الأجهزة الجوالة في واحد من 3 صفات أطلقها على «آيفون»، إذ قال إنه «جهاز اتصال خارق بالإنترنت». وقد تحولت الهواتف فعلاً إلى كومبيوترات مصغرة. أما الوصفان الآخران، فكانا «إنه هاتف جوال ثوري»، وهو «آيبود ذو شاشة عريضة يمكن التحكم به باللمس».
وقد ازداد استخدام البيانات الجوالة بشكل مضطرد خلال السنوات العشر الماضية على حساب البيانات الصوتية بشكل هائل، حسب إحصاءات شركة «إريكسون».
2. حول جهاز «آيفون» التصوير الفوتوغرافي والفيديوي من هواية إلى جزء متمم لحياة الإنسان اليومية. وحسب إحصاءات شركة «كي بوينت إنتلجنس»، فإن 1.2 تريليون صورة رقمية سيتم التقاطها هذا العام حول العالم، 85 في المائة منها بالهواتف الجوالة، مقابل 400 مليار التقطت عام 2011.
3. متجر «آبل» الذي افتتح عام 2008، بعد عام على طرح «آيفون»، احتوى وقتها على 500 تطبيق، وهو يضم الآن 2.1 مليون، إضافة إلى 3.4 مليون تطبيق على متجر «غوغل بلاي» الذي يخدم هواتف «أندرويد»، وفقاً لإحصاءات شركة «أب آني» المتخصصة في قياس ورصد التطبيقات.
وقد حولت التطبيقات الهواتف إلى مواقع صيرفة أو جهاز ألعاب، وحقق متجرا التطبيقات المذكوران مبيعات وصلت إلى 10.5 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2017 الحالي، عدا مدخولات الإعلانات.
4. تغيير طبيعة الأعمال حسب الطلب، فمع دخول نظم التموضع العالمي «جي بي إس»، شهد العالم نمواً متزايداً في الأعمال المطلوبة هاتفياً، مثل خدمة تأجير السيارات «أوبر». ويوجد الآن 4 ملايين من العاملين في مثل هذه الخدمات المقدمة للزبائن.
5. ثورة في تصميم نظم تشغيل «أندرويد» المنافسة التي أدت إلى ازدهار هواتف «سامسونغ»، وانحسار هواتف متميزة مثل «بلاكبيري» و«نوكيا».
6. تحول الإعلانات من الإعلام التقليدي (مثل الصحف والتلفزيون) إلى منصات الشبكات الاجتماعية، وريادة «غوغل» و«فيسبوك» في هذا المجال.
وعلى هذا الصعيد، تشير إحصاءات جديدة أصدرها «معهد دراسات الصحافة»، التابع لوكالة «رويترز»، إلى وجود انقسام بين الأجيال، فيما يتعلق باستقاء الأخبار، إذ يلجأ غالبية الأشخاص الذين ولدوا مع الإنترنت إلى الشبكة العنكبوتية كمصدر رئيسي للأنباء.
وتشير تلك الإحصاءات إلى أن 64 في المائة من فئة الأعمار من 18 إلى 24 سنة يستقون أخبارهم من الإنترنت، بينما يستقي 33 في المائة منهم من الشبكات الاجتماعية، و4 في المائة من الراديو، و5 في المائة من الصحف، و24 في المائة من التلفزيون.
وتختلف هذه النسب لفئة الأعمار من 25 إلى 34 سنة، على النحو التالي: 58 في المائة للإنترنت، 21 في المائة من الشبكات، 5 في المائة لكل من الراديو والصحف، و29 في المائة من التلفزيون. وفئة الأعمار من 35 إلى 44 كما يلي: 49 في المائة - 15 في المائة - 6 في المائة - 6 في المائة - و37 في المائة.
أما متوسطي العمر، من فئة 45 - 54 سنة، فهي كما يلي: 39 في المائة - 10 في المائة - 7 في المائة - 7 في المائة - 45 في المائة. ولفئة الأعمار من 55 سنة فأكثر: 28 في المائة من الإنترنت، و7 في المائة من الشبكات الاجتماعية، و7 في المائة من الراديو، و10 في المائة من الصحف، و51 في المائة من التلفزيون.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.