قاتل «بطلي» بورتلاند له سجل عنصري ومتطرف

القتيلان دافعا عن مسلمتين تعرضتا لاعتدائه

جيريمي كريستيان (35 عاماً) له سجل متطرف («الشرق الأوسط»)
جيريمي كريستيان (35 عاماً) له سجل متطرف («الشرق الأوسط»)
TT

قاتل «بطلي» بورتلاند له سجل عنصري ومتطرف

جيريمي كريستيان (35 عاماً) له سجل متطرف («الشرق الأوسط»)
جيريمي كريستيان (35 عاماً) له سجل متطرف («الشرق الأوسط»)

قالت، أمس، صحيفة «أوروبغونيان»، التي تصدر في بورتلاند (ولاية أوريغون) إن جيريمى كريستيان (35 عاماً) الذي قتل، يوم الجمعة الماضي، رجلين لأنهما دافعا عن مسلمتين كان يشتمهما، له سجل متطرف، وظهر في مناسبات كثيرة وهو يحمل لافتات متطرفة، ويدعو لإجراءات قاسية ضد المسلمين والمكسيكيين والأجانب. وأن صفحاته على الإنترنت تشيد بالنازية والعنف السياسي، وأنه مشهور في المدينة بأنه واحد من جماعة «هوايت سيوبرميستس» (البيض الاستعلائيين).
وأضافت الصحيفة أن عمدة المدينة، تيد ويلار، وصف الرجلين بأنهما «بطلان». وأن المتهم معتقل في سجن في المدينة بتهم متعددة منها: القتل المتعمد، ومحاولة القتل، والتخويف، واستعمال سلاح في مكان عام.
وعرفت الصحيفة «البطلين» بأنهما «ريكي بيست (53 عاماً)، وتاليسين مردين ميشي (23 عاماً)».
وقالت صحيفة «ولياميت ويك» (تصدر في الولاية) إن والدة الثاني، أشاي دلفرانس، نشرت في صفحتها في موقع «فيسبوك» خبر قتل ابنها. وأثنت عليه، وعبرت عن حزنها العميق. وكتبت: «توفي ابني الحبيب أمس وهو يدافع عن فتاتين مسلمتين واجههما عنصري أبيض». وأضافت: «كان ابني الحبيب بطلاً، وسيظل بطلاً. سيظل نجما لامعا في السماء. أحبك إلى الأبد يا حبيبي».
في العام الماضي، تخرج ميشي في كلية ريد المحلية. أمس الأحد، أصدرت الكلية بيانا عبرت فيه عن حزنها. ووصفت ميشي بأنه كان «ذكيا، ومتواضعا، وعطوفا». ووصفه أستاذ سابق بأنه كان «مواظبا في دراسته، وكان له مستقبل باهر».
حسب صفحتها في «فيسبوك»، تدير الوالدة شركة لصناعة الخيام التكنولوجية العملاقة للاحتفالات والاجتماعات والفصول الدراسية. وكانت أسستها قبل 35 عاما. وكانت تخرجت في جامعة كاليفورنيا (في سانتا كروز). وتشترك في كثير من المنظمات الاجتماعية والخيرية. في العام الماضي، ساعدت منظمات للهنود الحمر (أصلها من الهنود) في مقاومة خطة لتأسيس أنابيب لنقل النفط من كندا إلى الولايات المتحدة الجنوبية. وتبرعت لهم ببعض الخيام.
أمس، قال تلفزيون «سي بي إس» المحلي في بورتلاند إن الرجل الثاني، بيست، متزوج وعنده ثلاثة أولاد وبنت. وكان يعمل فنياً في قسم الخدمات الاجتماعية في المدينة. قبل ذلك، عمل في القوات المسلحة.
القناة التلفزيونية نقلت أقوال معارف وأصدقاء بيست، وفيها إشادات به، وبشجاعته. وقال حارس زفر، من مسجد الأحمدية في المدينة: «شجاعة ويست وميشي تظل رائدة لنا كلنا».
يوم السبت، نقلت صحيفة «أوريغونيان» قول متحدث باسم شرطة بورتلاند إن الهجوم وقع في الساعة الرابعة والنصف، عندما بدأ رجل «يصرخ بإهانات عرقية ودينية موجهة لامرأتين تبدوان مسلمتين» في قطار في محطة هوليوود ترانزيت في المدينة. وأن 3 رجال تدخلوا تعرضوا للطعن من الرجل، وفارق اثنان منهم الحياة.
ونقلت وكالة «رويترز» أن الشرطة قبضت على الرجل بعد أن نزل من القطار.
وقال بيان مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمات اللوبي الإسلامي في الولايات المتحدة، إن الحوادث المعادية للمسلمين زادت أكثر من 50 في المائة في الولايات المتحدة بين 2015 إلى 2016، وأن من أسباب ذلك «تركيز الرئيس دونالد ترمب على الجماعات الإسلامية المتشددة، وخطبه المناهضة للمهاجرين».
وقال المدير التنفيذي نهاد عوض: «يجب أن يعلن الرئيس ترمب شخصياً أنه ضد المد المتصاعد للخوف من الإسلام وغيره من أشكال التعصب والعنصرية في بلادنا، التي أثارها عبر تصريحاته وسياساته وتعييناته، مما أثر سلباً على مجتمعات الأقليات الدينية والعرقية».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».