رئيس «الإعلام» بالبرلمان المصري: المجتمع غير مهيأ للمصالحة مع «الإخوان»

أكد أن أزمة السلطة القضائية أصبحت خارج نطاق مجلس النواب

أسامة هيكل «الشرق الأوسط»
أسامة هيكل «الشرق الأوسط»
TT

رئيس «الإعلام» بالبرلمان المصري: المجتمع غير مهيأ للمصالحة مع «الإخوان»

أسامة هيكل «الشرق الأوسط»
أسامة هيكل «الشرق الأوسط»

قال أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب (البرلمان) المصري، أمس، إن «المجلس لم يصدر قانونا للعدالة الانتقالية؛ لأن المجتمع غير مهيأ للمصالحة مع (الإخوان) في ظل استمرار العنف من جانبهم، وعدم إعلانهم الرغبة في المصالحة وإجراء مراجعات».
وحظرت السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين عام 2014، وعدتها تنظيماً إرهابياً، بعد اتهامها بالمسؤولية عن أعمال العنف التي شهدتها البلاد، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي للجماعة، في يوليو (تموز) 2013.
ويحاكم الآلاف من قيادات وعناصر الجماعة حاليا، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، وصدرت ضد المئات منهم أحكام تصل إلى الإعدام، في حين فر كثير مهم خارج البلاد.
وأوضح النائب هيكل، وهو قيادي في ائتلاف الأغلبية البرلمانية «دعم مصر»، خلال مؤتمر صحافي أمس بمقر مجلس النواب، أن «الدستور ألزم البرلمان بإصدار قانون العدالة الانتقالية خلال دور الانعقاد الأول، لكن أعتقد أنه لا يمكن الالتزام بالمستحيل؛ لأن القانون ينص على المصالحة مع (الإخوان)، والمجتمع غير مهيأ لتلك المصالحة».
وقال رئيس لجنة الثقافة والإعلام، في معرض سرده لما حققه المجلس وأجندة عمله خلال الفترة المقبلة، إنه «منذ افتتاح دور الانعقاد الأول في العاشر من يناير (كانون الثاني) 2016 وحتى الآن، حقق المجلس إنجازات تشريعية، منها ما يتعلق بالقرارات بقوانين، حيث تمت مناقشة 342 قرارا بقانون صدرت في غيبة البرلمان، وذلك خلال أول 15 يوما من تاريخ انعقاده».
وتابع: «بالنسبة للمشروعات بقوانين، وافق المجلس نهائيا على 82 مشروع قانون في دور الانعقاد الأول، وعلى 85 مشروع قانون في دور الانعقاد الثاني وحتى الآن»، كما أقر 27 اتفاقية دولية في دور الانعقاد الأول، و41 اتفاقية دولية في دور الانعقاد الثاني، فيما ناقش 7 قرارات جمهورية في دور الانعقاد الأول، و7 قرارات جمهورية في دور الانعقاد الثاني.
وحول عدم مناقشة المجلس أي استجواب حتى الآن، قال هيكل: «إن الاستجواب له شروط لائحية، وكان هناك بالفعل استجواب وحيد في دور الانعقاد الأول توافرت فيه الاشتراطات، وتعلق حينها بأزمة القمح، وتوفرت مستندات شديدة الخطورة بهذا الشأن، وانتهى الأمر باستقالة الوزير المعني قبل 48 ساعة من مناقشة الاستجواب، لتحقق الحكومة من مسألة سحب الثقة من الوزير أو حتى الحكومة».
وحول أزمة ارتفاع الأسعار، أكد هيكل أن كل المواطنين في مصر يعانون من ارتفاع الأسعار، مضيفا: «لا أتوقع انتهاء الأزمة قريبا؛ لأنه حدث تعطل في عجلة الاستثمار والاقتصاد خلال الفترة الماضية، وأتعشم بعد إقرار قانون الاستثمار أن تدور عجلة التنمية بشكل أو بآخر. وأرى أن ما ساعد في زيادة الأسعار هو قرار التعويم الذي صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والموازنة الحالية فيها مشكلات بخصوص الدعم».
ونوه إلى أن مشروع قانون الجمعيات الأهلية، تجري بخصوصه مراجعات في الصياغة القانونية وليس مواد المشروع، حيث إن المشروع لم يرسل حتى الآن لرئاسة الجمهورية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المشروع اقترب من الصدور.
وحول ما يتردد عن تجاهل الحكومة للنواب ومشكلات دوائرهم الانتخابية، وطغيان الجانب التشريعي على الرقابي، قال رئيس لجنة الثقافة والإعلام: «إن المشكلة هي أننا نقارن البرلمان الحالي ببرلمانات ما قبل 2010، التي كانت تعمل في ظل دستور وأوضاع مختلفة تماما عن الظروف والدستور الحالي، وإن فكرة النائب الخدمي لم تعد موجودة كما كان في السابق».
ونفى ما يتردد عن توفير الحكومة اعتمادات مالية لنواب ائتلاف «دعم مصر»، قائلا: «لم نأخذ شيئا».
وحول أزمة قانون السلطة القضائية الأخيرة، وعما إذا سيكون للبرلمان دور في مسألة إرسال مجلس الدولة مرشحا وحيدا للرئاسة لرئاسة المجلس، بالمخالفة لنص القانون الذي يحدد 3 مرشحين، قال هيكل، إن «البرلمان ليس طرفا في هذه المشكلة على الإطلاق، ونحترم جميع الهيئات القضائية، وهذه المشكلة بين مجلس الدولة ومتخذ القرار، والقانون يحل هذه المشكلة بأنه سمح للرئيس بالاختيار من بين أقدم 7 أعضاء في المجلس».
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد صادق على تعديلات أقرها البرلمان على قانون السلطة القضائية، أثارت عددا من القضاة. وتمنح التعديلات الجديدة الرئيس الحق في اختيار رؤساء الهيئات القضائية من بين ثلاثة مرشحين، وهو ما رفضه نادي القضاة لما رأى فيه مخالفة للدستور، وانتقاصا من استقلال القضاء.
وأرسل مجلس الدولة أمس خطابا رسميا للرئيس السيسي أخطره فيه بما انتهت إليه الجمعية العمومية للمجلس، والتي انعقدت السبت الماضي، بترشيح المستشار يحيى دكروري منفردا لرئاسة المجلس للعام القضائي المقبل، خلفا للمستشار الدكتور محمد مسعود، الذي تنتهي ولايته في 19 يوليو المقبل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.