جوز الهند ومنتجاته... خيارات صحية أم مزاعم دعائية؟

تساؤلات حول الجوانب الصحية لزيوته ومشتقاته

جوز الهند ومنتجاته... خيارات صحية أم مزاعم دعائية؟
TT

جوز الهند ومنتجاته... خيارات صحية أم مزاعم دعائية؟

جوز الهند ومنتجاته... خيارات صحية أم مزاعم دعائية؟

هل تعد الزيوت والمنتجات الأخرى المشتقة من جوز الهند - الفاكهة الاستوائية، خياراً صحياً؟

زيت جوز الهند
منذ وقت قريب، بعث أحد قراء «رسالة هارفارد الصحية» إلينا بسؤال حول زيت جوز الهند coconut oil، وهو دهن أبيض صلب يجري الترويج له على نطاق واسع باعتباره طعاماً صحياً، خاصة للقلب. والملاحظ في الفترة الأخيرة أن مزيدا من المنتجات المعتمدة على جوز الهند، بما في ذلك مشروبات، بدأت في الظهور داخل متاجر البقالة، بجانب عبوات لزيت جوز الهند.
وهذا كله لم يكن كافياً لإقناع هذا القارئ بأن جوز الهند خيار صحي مثالي. وقد قال في سؤاله: «يصعب علي تصديق أن طعاماً يحتوي على هذا القدر الكبير من الدهون المشبعة صحي. ما هي أحدث المعلومات العلمية المتاحة لديكم عن زيت جوز الهند؟».
يجري استخراج زيت جوز الهند من اللب الموجود داخل الفاكهة المتميزة بقشرتها البنية الصلبة. وبالفعل، يمتلئ زيت جوز الهند عن آخره بدهون مشبعة saturated fat. في الواقع، تصل نسبة الدهون المشبعة به إلى قرابة 90 في المائة وهي نسبة أعلى بكثير عما هو موجود في الزبدة (64 في المائة). والمعروف أن وجود قدر مفرط من الدهون المشبعة في النظام الغذائي للمرء يرفع مستوى الكولسترول الضار، ما يزيد بدوره مخاطرة التعرض لأمراض القلب، لكن ماذا عن التأثيرات الصحية لهذه الفاكهة الاستوائية؟
مزاعم وادعاءات
في الواقع، يتميز جوز الهند بالفعل بخصائص فريدة يلجأ إليها المتحمسون لهذه الفاكهة للتأكيد على فوائدها الصحية. ومع هذا، يرى الدكتور كي سون، البروفسور المساعد بقسم شؤون التغذية في مدرسة تي إتش تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد، أن الأدلة الداعمة لهذه الفكرة واهنة للغاية.
واستطرد قائلاً: «إذا رغبت في تقليل أخطار التعرض لأمراض القلب، فإن زيت جوز الهند ليس بالخيار الجيد». هذا رغم حقيقة أن زيت جوز الهند يميل بالفعل إلى زيادة مستوى الكولسترول الحميد HDL أكثر من أي من الزيوت الأخرى، ربما لكونه غنياً بحمض اللوريك، وهو حامض دهني يعالجه الجسم على نحو مختلف بعض الشيء عن الدهون المشبعة الأخرى.
إلا أنه ليس ثمة دليل يدعم أن تناول زيت جوز الهند بمقدوره تقليص مخاطر التعرض لأمراض القلب، تبعاً لدراسة نشرتها دورية «نيوتريشن ريفيوز» في عددها الصادر في أبريل (نيسان) 2016.
وحملت الدراسة عنوان «تناول زيت جوز الهند وعوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بأمراض القلب الوعائية في الإنسان». وتولت الدراسة مراجعة نتائج خلصت إليها 21 دراسة، ركز معظمها على تأثير جوز الهند أو المنتجات التي يدخل فيها جوز الهند على مستويات الكولسترول. من بينها، كانت 8 عبارة عن تجارب سريرية، تناول خلالها المتطوعون أنواعا مختلفة من الدهون، بما في ذلك زيت جوز الهند والزبدة وزيوت الخضراوات غير المشبعة (مثل زيوت الزيتون وزهرة عباد الشمس والقرطم والذرة) لفترات قصيرة.
ومقارنة بالزيوت غير المشبعة، رفع زيت جوز الهند مجمل مستويات كلا نوعي الكولسترول، الضار والحميد، وإن كان ليس بمستوى الزبدة نفسه.

أخطار الدهون المشبعة
تتوافق هذه النتائج مع نتائج دراسة نشرها الدكتور سون وزملاؤه بتاريخ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 في دورية «بي إم جيه»، التي ركزت على تفحص العلاقة بين الأنماط المختلفة من الأحماض الدهنية المشبعة، وأمراض القلب.
ومقارنة بالأحماض الدهنية المشبعة الأخرى (مثل الحامض النخيلي، الموجود بوفرة في الزبدة)، لم يبدُ أن حامض اللوريك lauric acid يزيد خطر التعرض لأمراض القلب بدرجة بالغة. إلا أن من المحتمل أن يكون السبب وراء ذلك أن الأنظمة الغذائية الأميركية لا تتضمن بطبيعتها في العادة الكثير من المنتجات التي تحتوي على حامض اللوريك، وعليه فإنه من الصعب رصد أي تأثير، حسبما أشار الدكتور سون.
يستشهد المتحمسون لزيت جوز الهند إلى دراسات حول مجموعات من السكان الأصليين في أجزاء من الهند وسريلانكا والفلبين وبولونيزيا، تتضمن أنظمتهم الغذائية كميات وفيرة من جوز الهند. إلا أن أنظمتهم الغذائية التقليدية تتضمن كذلك مزيدا من الأسماك والفواكه والخضراوات بخلاف الأنظمة الغذائية الأميركية المعتادة. وعليه، فإن هذه المقارنة غير صائبة، حسبما يرى الدكتور بروس بستريان، من كلية الطب بجامعة هارفارد. علاوة على ذلك، فإن أصحاب الجذور الآسيوية يتسمون باختلافات جينية من حيث توزيع الدهون وميلهم للإصابة بالسكري، ما يشكل سبباً آخر وراء صعوبة عقد مقارنة بين معدلات إصابتهم بأمراض القلب وبين أصحاب الجذور الغربية، تبعاً لما أضافه بستريان.
من ناحية أخرى، تحمل بعض عبوات جوز الهند داخل المتاجر وصف «بكر»، ما يعني أنه مصنوع من خلال استخلاص السائل من لب ثمرة جوز الهند، ثم فصل الزيت. ويحمل هذا الزيت مذاق ورائحة جوز الهند، على خلاف الحال مع زيت جوز الهند المكرر والمعالج الذي أزيلت عنه رائحته والذي يستخدم في بعض أنماط الطعام المعالج ومساحيق التجميل.

فائدة مختلطة
ويحوي زيت جوز الهند البكر كميات صغيرة من مركبات مضادة للأكسدة ربما تسهم في كبح جماح الالتهابات وهي عمليات ضارة من المعتقد أنها تتسبب في تفاقم أمراض القلب. ولكن، وحتى اليوم، تقتصر أي أدلة ترتبط بفوائد محتملة لجوز الهند على عدد قليل من الدراسات أجريت على فئران، طبقاً لما شرحه الدكتور بستريان.
ويتناقض ذلك على نحو بالغ مع قدر هائل من البيانات يكشف أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون غير المشبعة، خصوصا زيت الزيتون، ربما تقلص خطر التعرض لأمراض القلب، حسبما ذكر الدكتور سون.
ولا تأتي الأدلة في هذا الصدد من جانب كثير من الدراسات المعتمدة على الملاحظة فحسب، وإنما كذلك تجربة سريرية كبرى أجريت في إسبانيا، خلصت إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً على نسق ما هو شائع في حوض البحر المتوسط مع زيت زيتون أو جوز الهند بكر ممتاز، يواجهون خطرا أقل للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة بسبب أمراض القلب عن الأفراد الذين يلتزمون نظاماً غذائياً منخفض الدهون. ومع هذا، فإن ما سبق لا يعني بطبيعة الحال ضرورة تجنب زيت جوز الهند تماماً إذا كان يروق لك مذاقه. والمعروف أن بعض الخبازين يستخدمون جوز الهند بدلاً من الزبد في إعداد منتجاتهم، لكن عليك الحرص على جعل مثل هذه المأكولات عنصراً تتناوله من وقت لآخر، وليس عنصرا أساسيا في طعامك اليومي.

*رسالة هارفارد الصحية
، خدمات «تريبيون ميديا»



تكريم د. عبد الحفيظ خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»

تكريم د. عبد الحفيظ خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»
TT

تكريم د. عبد الحفيظ خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»

تكريم د. عبد الحفيظ خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»

في احتفال متميز أُقيم مساء يوم أمس (الخميس)، بمدينة أبوظبي، جرى تكريم الدكتور عبد الحفيظ يحيى خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»، في دورتها الثالثة لعام 2024، في مجال الإعلام والتثقيف الصحي.

تكريم إعلامي طبي

وسلَّم التكريم راعي الحفل، الدكتور طارق الهيدان وكيل وزير الخارجية الأسبق بدولة الإمارات، وسعادة الأستاذ سلطان العنقري، السفير السعودي لدى دولة الإمارات ضيف شرف الاحتفال، وبحضور عدد من منسوبي السفارة ووفد من المركز الوطني للطب التكميلي والبديل بالمملكة وصفوة من العلماء والباحثين المتميزين في الطب التقليدي والتكميلي والطب النبوي من جميع أنحاء العالم.

جهود التوعية الصحية

الجدير ذكره أن هذا التكريم يُعدّ اعترافاً مستحقاً بجهود الدكتور عبد الحفيظ خوجة المستمرة في توعية المجتمع وتعزيز الصحة العامة، عبر الإعلام الصحي الهادف، لأكثر من 40 عاماً، دمج خلالها الطب بالإعلام مستخدماً الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة لتوصيل المعلومة الصحية بكل دقة وأمانة وبأسلوب يتناسب مع مختلف شرائح المجتمع.

ويساهم الدكتور عبد الحفيظ خوجة في ملحق «صحتك» بـ«الشرق الأوسط»، منذ نحو 20 عاماً.