إيران تعلن تقليص إنتاج البلوتونيوم في مفاعل آراك إلى الخمس

واشنطن ترد على تفاؤل ظريف بتأكيد جدية المفاوضات.. لكنها لا تعرف النتيجة

إيران تعلن تقليص إنتاج البلوتونيوم في مفاعل آراك إلى الخمس
TT

إيران تعلن تقليص إنتاج البلوتونيوم في مفاعل آراك إلى الخمس

إيران تعلن تقليص إنتاج البلوتونيوم في مفاعل آراك إلى الخمس

قال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي أمس إن إيران وافقت على تعديل مفاعل آراك، الذي يمثل نقطة خلافية في المباحثات النووية، وذلك للامتثال لاتفاق نووي يجري التفاوض بشأنه مع القوى العالمية الست.
وقال صالحي إن بلاده وافقت على تقليص إنتاج البلوتونيوم في المفاعل إلى خمس طاقته، غير أن آراك سيظل مفاعل ماء ثقيل، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا).
يذكر أن مفاعلات الماء الثقيل تشكل مصدر قلق من الانتشار النووي لأنها تنتج مزيدا من البلوتونيوم مقارنة بمفاعلات الماء الخفيف. ويمكن أن يستخدم البلوتونيوم في إنتاج أسلحة نووية. وقال صالحي إن التغييرات في محطة آراك بوسط إيران ستعني أن بلاده ستحتاج إلى سنتين أو ثلاث سنوات أخرى لإتمام عملية الإنشاء.
في غضون ذلك قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف مساء الجمعة إن «المفاوضات النووية التي تجريها إيران والقوى الكبرى تتمتع بجدية كبيرة، ولكن نتائجها غير متوقعة». تأتي تصريحات ماري هارف ردا على مقال نشرتها مجلة «فورين أفيرز» في عددها لشهر مايو (أيار) بقلم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وأضافت هارف بلهجة مشوبة بحذر: «لم نتأكد بعد من الوصول إلى اتفاق نهائي مع إيران، ولكن المفاوضات النووية تأخذ مسارا جادا للغاية. وهناك مناقشات بين الجانبين حول تفاصيل الأمور بشكل غير مسبوق».
وتابعت هارف خلال تصريحات أدلت بها في مؤتمرها الأسبوعي حول الأمر: «تتشاطر الولايات المتحدة وإيران تبني المواقف تتمتع بالواقعية، والمفاوضات التي يجريها الطرفان تتميز بحسن النية. وكلنا ملتزمون بالحصول على اتفاق بهذا الشأن. ولكن هل هذا يعني أن الاتفاق سيجري في النهاية؟ أنا لا أستطيع التعليق على هذا الموضوع. هل يتمكن الجانبان من اتخاذ قرارات صعبة؟ لا أعلم. لا أعتقد أن أيا من الأطراف يستطيع أن يرد بشكل حاسم على هذه التساؤلات».
وأضافت المسؤولة الأميركية: «في الحقيقة نحن نجري حاليا مفاوضات جادة وواقعية حول تفاصيل الأمور، إذ لم يسبق لنا مناقشتها من قبل، الأمر الذي يمثل أفضل فرصة سنحت لنا حتى الآن للحل الدبلوماسي للقضية. نحن ننظر بواقعية إلى الخيارات المتاحة. وقد سمعتم الرئيس أوباما وهو يقول بأن فرصة نجاح المفاوضات هي 50 في المائة. لقد خضنا المفاوضات لأننا نعتقد أنها تمثل أفضل فرصة تمنع إيران حيازة الأسلحة النووية، كما أنها الوسيلة الأكثر تأثيرا. والتزمنا بالاستمرار في المفاوضات حتى الوصول إلى النتيجة».
ويتطرق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في المقال الطويل الذي كتبه في مجلة «فورين أفيرز» إلى الملف النووي الإيراني ويقول: «لا ترغب إيران في حيازة السلاح النووي، ولديها قناعة في أن الحصول على السلاح النووي لا يعزز أمنها. إيران ليست لديها الإمكانيات النووية اللازمة الافتراضية بشكل مباشر أو غير مباشر لتحصين نفسها أمام هجوم أعدائها. تعتقد الحكومة الإيرانية أن الطابع الذي تتخذها الدول الأخرى بشأن سعي إيران للحصول على السلاح النووي سيزعزع أمن البلاد وسيؤثر سلبا على دور إيران الإقليمي؛ فالسعي الإيراني للحصول على أسلحة يضمن لها التفوق الاستراتيجي في الخليج الفارسي يؤدي لا محالة إلى ردود من شأنها تقليص التفوق العسكري التقليدي الإيراني في المنطقة».
ويستخلص ظريف في مقاله: «لا تعترض المفاوضات الجارية بشأن الملف النووي الإيراني معوقات مستعصية. يتطلب نجاح المفاوضات إلى إرادة سياسية وحسن نية الأطراف في المفاوضات، ما يؤدي إلى الوصول إلى الاتفاق، وبلوغ الأهداف المطروحة في (مشروع العمل المشترك) الذي نص عليه اتفاق جنيف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013. وجاء فيه: (الهدف من المفاوضات هو الوصول إلى حل شامل طويل الأمد وتوافقي يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل وحتى النهاية). لقد أحرزنا تقدما سريعا وغير متوقع خلال المرحلة الأولى من المفاوضات النووية، وهذا يبعث بإشارة إيجابية على حلحلة هذه الأزمة غير الضرورية بشكل سريع، وفتح آفاق دبلوماسية جديدة».
وقدم ظريف في المقال المذكور شرحا حول سياسات حكومة روحاني في الشؤون الدولية وقال: «ستسعى إيران إلى إزالة التهديدات الخارجية من خلال حلحلة القضايا العالقة مع العالم وخاصة مع جيرانها. يشكل بناء جسور والتعاون أساس السياسة الإقليمية لإيران. وقدمت إيران اقتراحا بتوفير الأرضية للتعاون الأمني في منطقة الخليج الفارسي. ستؤدي إيران دورا فاعلا في مكافحة التطرف، والعنف من خلال التعاون الثنائي، والإقليمي، والمشترك مع دول المنطقة».
وأضاف ظريف: «إيران ستدير علاقاتها مع الولايات المتحدة بشكل يتسم بالحكمة من خلال تحديد وجهات الخلاف وتفادي التوتر غير الضروري. وستعمل على إزالة التوترات بشكل تدريجي. إيران ستعمل على إحياء العلاقات السابقة مع الدول الأوروبية ومختلف الدول الغربية وستقوم بتعزيزها».
ويرى الكثير من المراقبين أن هذه التصريحات الصادرة من وزير الخارجية الإيراني التي تتسم بالمنطق والتفاؤل لا تملك ضمانات تنفيذية كافية، لأن مراكز القرار في إيران يهيمن عليها مرشد الثورة آية الله خامنئي، والمستشارون والقيادات التي يجري تعيينها من قبل المرشد. ولكن حكومة روحاني حققت نجاحا نسبيا في كسب ثقة المجتمع الدولي بشأن إصرارها على إضفاء طابع معقول على السياسة النووية الإيرانية، ولا تزال حكومة روحاني غير قادرة على إعمال سياساتها حول الشرق الأوسط بسبب الظروف شبه الحربية، والأزمات التي توارثتها حكومة روحاني من الماضي.



الجيش الإسرائيلي: 4 مجموعات قتالية لا تزال في جنوب سوريا

آليات إسرائيلية قرب بلدة مجدل شمس في الجولان (إ.ب.أ)
آليات إسرائيلية قرب بلدة مجدل شمس في الجولان (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي: 4 مجموعات قتالية لا تزال في جنوب سوريا

آليات إسرائيلية قرب بلدة مجدل شمس في الجولان (إ.ب.أ)
آليات إسرائيلية قرب بلدة مجدل شمس في الجولان (إ.ب.أ)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، إن أربع مجموعات قتالية تابعة للجيش لا تزال منتشرة في جنوب سوريا. وأضاف أن فرقة قتالية تعاملت مع تهديدات على طول الحدود، وصادرت دبابات الجيش السوري غير المستخدمة.

وأوضح أن هدف العملية الإسرائيلية هو ضمان أمن السكان المدنيين في شمال إسرائيل.

وأشار إلى أن وحدات أخرى عثرت على ما يبدو على موقع للجيش السوري على الجانب السوري من جبل الشيخ داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا.

وصادرت الوحدات ألغاماً ومتفجرات وصواريخ من مستودع أسلحة تم العثور عليه في الموقع.

وقام الجيش الإسرائيلي بنقل قوات إلى المنطقة العازلة بين مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وسوريا المجاورة بعدما أطاح مقاتلو المعارضة بالرئيس السوري بشار الأسد في نهاية الأسبوع.

وتحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم، وأكد أهمية «التشاور الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل مع تطور الأحداث في سوريا».