الجيش اللبناني ينفذ تدابير أمنية في عرسال

توقيف عنصر من «داعش» حاول تسهيل انتقال إرهابيين إلى الرقة

الجيش اللبناني ينفذ تدابير أمنية في عرسال
TT

الجيش اللبناني ينفذ تدابير أمنية في عرسال

الجيش اللبناني ينفذ تدابير أمنية في عرسال

نفّذ الجيش اللبناني أمس تدابير أمنية مشددة داخل بلدة عرسال في منطقة البقاع الشمالي (شرق لبنان)، وسيّر دوريات مؤللة في شوارع البلدة وأحيائها الداخلية، وذلك في إطار الخطة الأمنية الهادفة إلى حفظ الأمن والاستقرار في عرسال وجوارها.
وأقام عناصر من فوج المغاوير بالجيش حواجز متنقلة داخل البلدة، ودققوا في هويات المارّة، وأخضعت السيارات لعمليات تفتيش دقيقة، بحثاً عن مطلوبين بمذكرات قضائية.
وتنتشر وحدات من الجيش اللبناني في عرسال وأطرافها، منذ صيف عام 2014 على أثر هجوم واسع شنّه مئات المقاتلين من «جبهة النصرة» وتنظيم داعش على المنطقة، تمكنوا خلاله من السيطرة على أكثر من نصف البلدة، وعلى أثره خاض الجيش معركة شرسة مع هذين التنظيمين، أدت إلى طرد المسلحين إلى جرود عرسال، وأسفرت المعركة التي تواصلت نحو 5 أيام، عن مقتل عشرات المسلحين، و«استشهاد» عدد من ضباط وعناصر الجيش، وخطف التنظيمين عددا من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.
ومنذ معركة عرسال، شنّ الجيش اللبناني عشرات العمليات المباغتة على مواقع تنظيم داعش في جرود عرسال، وفي كل عملية تمكن من اعتقال عناصر من التنظيم وقتل آخرين. ولا يزال 9 جنود من الجيش قيد الاعتقال لدى «داعش» ولا يعرف مصيرهم، بعدما أقفلت كل قنوات التفاوض لتحريرهم، في وقت تمكنت فيه الدولة من تحرير 20 جندياً كانوا أسرى لدى «جبهة النصرة» في عملية تبادل مع موقوفين لـ«الجبهة» في السجون اللبنانية.
وفي سياق متصل، أعلنت قوى الأمن الداخلي عن توقيف أحد عناصر «داعش» في شمال لبنان. وقالت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان: «توافرت معلومات لدى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في 24 آذار (مارس) الحالي، حول ارتباط أحد الأشخاص في منطقة الشمال بتنظيم داعش، وبعد عملية رصد، تمكنت قوة خاصة من شعبة المعلومات من تنفيذ عملية أمنية، أدت إلى توقيف المدعو (ح.أ)، وهو لبناني من مواليد العام 1991».
وأشار بيان قوى الأمن إلى أن الموقوف «اعترف بأنه يحمل فكر تنظيم داعش من خلال تواصله مع كوادر التنظيم في مدينة الرقة السورية، ومن خلال متابعته للمواد الإعلامية التي ينشرها التنظيم، قام بإنشاء قنوات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي روج من خلالها لـ(داعش)، وزوّد بعض كوادره بتقنيات تستخدم في التواصل الآمن، وتم ربط هذه التقنيات بعدد من مسؤولي الهجرة في التنظيم». وأوضح البيان أن الموقوف «عمل على تسهيل انتقال أشخاص أجانب للالتحاق بالتنظيم في سوريا، كما طُلب منه تنفيذ أعمال أمنية في لبنان، لكنه طلب المغادرة إلى الرقة، ونسق للالتحاق بالتنظيم في سوريا، وأقنع آخرين بالذهاب معه».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بمقتل السوريين حواء الزهوري (20 عاما) ونور الحسيكي (25 عاما) من بلدة القصير السورية، جراء انفجار عبوة ناسفة موضوعة داخل «بيك آب» من نوع «دياهتسو» أبيض اللون، في حي الشفق بعرسال. كما أدى الانفجار إلى إصابة امرأة من آل كرنبي من عرسال، وإصابة سوريين من القصير أيضا، نقلوا جميعهم إلى «مستشفى الرحمة». وأشارت الوكالة إلى أن قوة من الجيش اللبناني حضرت وطوقت مكان الحادث، لافتة إلى أن التحقيق جارٍ في الحادث.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.