بهذه الخطوات تحمي طفلك من التشوهات الخلقية

حملة وطنية لبنانية للحد من التشوهات الخلقية عند الأطفال

طفل صغير ينام على كتف أمه (رويترز)
طفل صغير ينام على كتف أمه (رويترز)
TT

بهذه الخطوات تحمي طفلك من التشوهات الخلقية

طفل صغير ينام على كتف أمه (رويترز)
طفل صغير ينام على كتف أمه (رويترز)

يولد أكثر من 8 ملايين طفل سنويًا مع تشوه خلقي، 95 في المائة منهم من البلاد المنخفضة والمتوسطة الدخل. قد تؤدي التشوهات الخلقية إلى موت الجنين أو عجز في بعض وظائف الجسم مما يؤثر سلبًا على الطفل وعائلته ويشكل عبئًا على نظام الرعاية الصحية.
وبمناسبة حلول اليوم العالمي للتشوهات الخلقية عند الأطفال في 3 مارس (آذار)، أطلقت الشبكة الوطنية للمعلومات حول الولادة وما بعدها (NCPNN) بالتعاون مع وزارة الصحة العامة اللبنانية والمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، حملة توعية تتضمن الخطوات التي يجب اتباعها للتخطيط لحمل صحي.
وشدد وزير الصحة العامة غسان حاصباني على أهمية الحملة، حيث تتحدث الإحصاءات عن حدوث حالة كل 12 ساعة في لبنان، والوضع ليس بأفضل في الدول العربية المجاورة.
وقال: «انسجامًا مع دور وزارة الصحة العامة بحماية صحة المواطنين من خلال تعزيز الوقاية وتحسين مستوى ثقافة المجتمع الصحية، فإننا نتوجه من خلال هذه الحملة إلى زيادة معرفة المواطنين بهذه الحالات والأسباب الممكنة لها ووسائل الحماية الفعالة»، كما أكد حاصباني على أهمية حفاظ المرأة على سلوكيات حياة متوازنة بدءًا بالغذاء، وأضاف: «من الضروري تحصين المرأة الحامل ضد الحصبة الألمانية (Rubeole) وضد جدري الماء (Varicelle) لأنهما يؤسسان للتشوهات الخلقية عند الأطفال».
سفيرة الحملة، الممثلة ندى بوفرحات، عرضت تجربتها الخاصة التي تعيشها حاليًا مع الحمل، وأكدت على ضرورة التخطيط للحمل كمرحلة مسبقة. «أنا امرأة اختارت أن تنجب طفلاً، وقد أخذت الخطوات الوقائية المسبقة خوفًا من أي تشوهات أو أضرار قد تصيب الجنين. وهذه الخطوات تبدأ بالتوقف عن التدخين وعن شرب الكحول. كما أنني أمارس الرياضة بشكل يومي وأتبع حمية غذائية صحية خاصة بالحمل».
وأكدت بوفرحات في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه يجب على كل ثنائي أخذ الخطوات الصحية اللازمة والتقصي عن المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها المولود، وأضافت: «الكشف المبكر عن أي تشوهات خلقية أمر ضروري طبعًا إذا توفرت الإمكانات، وأشجع الأهل على مراقبة الجنين مع بداية الحمل عند طبيب مختص».
وفي سؤال حول ما إذا كانت تشجِّع عمليات الإجهاض في حال تم الكشف عن تشوهات خلقية لدى الجنين، أجابت: «قرار الإجهاض يعود للأم والأب، فهو قرار شخصي».
وفي عرض تقني عن مرصد المعلومات الحيوية، أشارت رئيسة دائرة الإحصاءات الحيوية والصحية في وزارة الصحة اللبنانية، هيلدا حرب، إلى الأسباب الخمسة الأولى لوفيات حديثي الولادة الذين يعانون من التشوهات الخلقية، وهي: الخداجة (Prematurity)، أمراض القلب الخلقية (Congunitalcardic disease)، نزف رئوي (Pulmonary hemorrhage)، إنتان وليدي (Neonatal Sepsis)، وضائقة الوليد التنفسية (Respiratory Distress).
وأكدت على ضرورة استخدام الخدمات الصحية، خصوصًا الرعاية الصحية الأولية أثناء الحمل لا سيما في مخيمات النازحين.
* أبرز خطوات الوقاية
أما رئيس قسم حديثي الولادة في الجامعة الأميركية في بيروت، ومدير الشبكة الوطنية للمعلومات حول الولادة وما بعدها، الدكتور خالد يونس، عرض أبرز الخطوات للحد من الإعاقات الخلقية، وبالأخص التي تصيب الجهاز العصبي والفم والجهاز العضلي الهيكلي والكروموسومات من خلال:
- تناول حمض الفوليك شهرًا على الأقل ما قبل الحمل.
- الامتناع عن التدخين.
- استشارة الطبيب قبل الحمل.
- الامتناع عن تناول اللحوم النيئة والخضراوات غير المعقمة.
- تلقي اللقاح ضد الحصبة الألمانية.
- الحفاظ على وزن سليم وصحي.
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أكد د. يونس إمكانية الكشف عن هذه التشوهات في مرحلة ما قبل الولادة: «يمكن للمرأة القيام بفحص دم أثناء فترة الحمل للتأكد من صحة الجنين ما يظهر الجينات التي تحدد ما إذا كان هنالك خلل معين. أما التقنية الأكثر تطورًا اليوم هي الـ(Ultrasound)، التي تقوم بالكشف عن كل أجزاء الجنين، وتحدد أي تشوهات داخلية أو خارجية من الممكن أن يتعرض لها. وإذا تم الكشف عن إعاقات خلقية في مرحلة متقدمة من الحمل، على الطبيب أن يُحضر الأهل نفسيًا، كما عليه إرشادهم لطبيب متخصص وذلك للبدء بمعالجة الطفل مباشرةً عند الولادة».



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».