تحت غطاء الديمقراطية... صالون جنيف للساعات الفاخرة يفتح أبوابه لأول مرة للعامة

ساعات تتعدى المليون دولار والمسؤولون يتساءلون: عن أي أزمة تتكلمون؟

لقطة لدى دخول الضيوف صالون جنيف - تحفة موجهة للمقتنين  من «فان كليف أند أربلز» لم تفصح  الدار عن سعرها... لكن التوقع أنها تفوق المليون - «آي.دبليو.سي» تشهد تغييرات كثيرة أقلها استبدال رئيسها السابق جورج كيرن... لكنها لم تفت قديمها تمامًا وعادت إلى طرازها «دافنشي» لتجسد مفهوم الرسام الإيطالي للجمال في ساعات أنيقة ومعقدة جدًا في الوقت ذاته - احتفلت دار «بياجيه» بـ60 عامًا من الساعات النحيفة بمجموعة محدودة من طرازها «ألتيبلانو» تميزت بألوان متوهجة مثل الأزرق والأخضر
لقطة لدى دخول الضيوف صالون جنيف - تحفة موجهة للمقتنين من «فان كليف أند أربلز» لم تفصح الدار عن سعرها... لكن التوقع أنها تفوق المليون - «آي.دبليو.سي» تشهد تغييرات كثيرة أقلها استبدال رئيسها السابق جورج كيرن... لكنها لم تفت قديمها تمامًا وعادت إلى طرازها «دافنشي» لتجسد مفهوم الرسام الإيطالي للجمال في ساعات أنيقة ومعقدة جدًا في الوقت ذاته - احتفلت دار «بياجيه» بـ60 عامًا من الساعات النحيفة بمجموعة محدودة من طرازها «ألتيبلانو» تميزت بألوان متوهجة مثل الأزرق والأخضر
TT

تحت غطاء الديمقراطية... صالون جنيف للساعات الفاخرة يفتح أبوابه لأول مرة للعامة

لقطة لدى دخول الضيوف صالون جنيف - تحفة موجهة للمقتنين  من «فان كليف أند أربلز» لم تفصح  الدار عن سعرها... لكن التوقع أنها تفوق المليون - «آي.دبليو.سي» تشهد تغييرات كثيرة أقلها استبدال رئيسها السابق جورج كيرن... لكنها لم تفت قديمها تمامًا وعادت إلى طرازها «دافنشي» لتجسد مفهوم الرسام الإيطالي للجمال في ساعات أنيقة ومعقدة جدًا في الوقت ذاته - احتفلت دار «بياجيه» بـ60 عامًا من الساعات النحيفة بمجموعة محدودة من طرازها «ألتيبلانو» تميزت بألوان متوهجة مثل الأزرق والأخضر
لقطة لدى دخول الضيوف صالون جنيف - تحفة موجهة للمقتنين من «فان كليف أند أربلز» لم تفصح الدار عن سعرها... لكن التوقع أنها تفوق المليون - «آي.دبليو.سي» تشهد تغييرات كثيرة أقلها استبدال رئيسها السابق جورج كيرن... لكنها لم تفت قديمها تمامًا وعادت إلى طرازها «دافنشي» لتجسد مفهوم الرسام الإيطالي للجمال في ساعات أنيقة ومعقدة جدًا في الوقت ذاته - احتفلت دار «بياجيه» بـ60 عامًا من الساعات النحيفة بمجموعة محدودة من طرازها «ألتيبلانو» تميزت بألوان متوهجة مثل الأزرق والأخضر

المنافسة بين معرض بازل وصالون جنيف للساعات الفاخرة تطرح نفسها دائما رغم الفرق الشاسع بينهما. فالأول يعتمد على العدد؛ نظرا لمساحته الكبيرة التي تسمح له باستقبال صناع الساعات من كل حدب وصوب، بينما الآخر يعتمد على الكيف باحتضانه عددا كان إلى عهد قريب يقتصر على من ينضوون تحت جناحي مجموعة «ريتشموند» قبل أن يتوسع ليشمل أسماء جديدة تدخله لأول مرة، أو تعود إليه بعد أن هجرته لبضع سنوات اكتشفت فيها أن العُشب ليس أكثر اخضرارا في الجانب الآخر من السياج. من هؤلاء نذكر «جيرار بيريغو» و«يوليس ناردان». غني عن القول أن أحد أهم أسباب هذا التكاثر أن الصالون يسلط الضوء على ابتكاراتهم واختراعاتهم أكثر عوضا عن أن تضيع بين كم هائل من الإصدارات، تتباين بين الفاخر والمعقد، وبين الشعبي الذي يخضع لمعايير الموضة والذي تطرحه غالبا بيوت الأزياء المشاركة في معرض «بازل».
فصالون جنيف للساعات الفاخرة تضاعف هذا العام ليشهد مشاركة 30 اسما مقابل 16 منذ عامين فقط. الجناح الذي يطلق عليه اسم «كور كاريه» مثلا استحدث منذ عام فقط لكي يستقبل صناع ساعات مستقلين، يمكن وصفهم بالمخترعين، توسع ليشمل 13 مشاركا هذا العام. ليس هذا فحسب، بل فتح الصالون، ولأول مرة منذ 27 عاما، أبوابه للعامة في يومه الأخير بعد أن ظل مغلقا في وجوههم رافعا شعار الخصوصية. لكن على ما يبدو، فإن النخبوية لم تعد تُجدي؛ ما أدى إلى الاستغناء عن وجوه قديمة كانت تتبنى استراتيجيات، أصبحت بمفهوم اليوم، تقليدية. في المقابل «ترقت» أسماء لها وجهات نظر مغايرة تعرف كيف تقرأ نبض الشارع وتتكلم لغة جيل شاب يحاولون كسب وده بكل التقنيات والأساليب. والمقصود بهذه الاستراتيجيات ليس «إنستغرام» وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى فحسب، بل أيضا إلغاء مجموعة «ريشمون» وظيفة رئيس تنفيذي بوصفها جزءا من عملية ترتيب أوراقها لمواجهة تراجع المبيعات والأرباح في السنوات الأخيرة. فقد تقاعد البعض كما انسحب البعض الآخر، من أمثال ريتشارد لوبو البالغ من العمر 64 عاما، والمدير المالي غاري ساج (56 عاما) وغيرهما. في المقابل أنيطت بجورج كيرن، الرئيس التنفيذي لدار «آي. دبلو.سي شافهاوزن» سابقا مهمة رئيس قسم صناعة الساعات والديجيتال، فيما تمت ترقية جيروم لامبرت، من رئيس تنفيذي في دار مونبلان إلى رئيس لقسم العمليات في المجموعة.
هذه التغييرات شملت أيضا طريقة تعامل الشركات العارضة مع زبائنها ووكلائها، فهي الآن أكثر إقبالا على افتتاح محال مستقلة تريدها أن تُعبر عن شخصيتها وتاريخها؛ عوضا عن الانضواء تحت سقف محل كبير، كما جرت العادة سابقا. التبرير الذي قدمته أنها مضطرة إلى ذلك حتى تستطيع مواكبة تسارع إيقاع سوق الترف، التي تغيرت عما كانت عليه منذ عشر سنوات. فزبون اليوم يريد خدمة خاصة مفصلة على مقاسه، وحسب أسلوب حياته. وبما أن الزبون دائما على حق، فإن طلباته أوامر لا بد من الانصياع لها، لكن قبل ذلك يجب التعرف إليه وربط علاقة مباشرة معه. صحيح أن معارض مثل صالون جنيف للساعات الفاخرة، تُتيح مقابلة الوكلاء والزبائن وجها لوجه، إلا أنها وقتية، على العكس من توفير محال مستقلة بعناوين قارة تُعرف هذا الزبون بجديدها وتعقيدات إصداراتها، وما تتضمنه كل ساعة في جوهرها من وظائف على مدى السنة. هذا عدا عن التعريف بتاريخ الدار؛ الأمر الذي يرسخ مفهوم العراقة في ذهنه، ولا سيما أن بعضهم لا يعرف أن تاريخ بعضها يمتد إلى أكثر من قرنين من الزمن. بيد أنهم غير متسرعين هذه العملية بالذات، بل يريدون طبخها على نار هادئة وبالدقة نفسها التي يصنعون بها حركات ساعاتهم. فهم يدركون أن المحال المستقلة، مهما كانت فخامة ديكوراتها، لا تُعوض عن تفرد منتجاتها. ويبدو أن التفرد كان هذا العام عنوانا قويا بالنسبة لأغلبية البيوت المشاركة، إن لم نقل كلها. فهو أنجع مضاد للتغلب على معاناة تفرضها عليهم الأوضاع الاقتصادية والتغيرات السياسية منذ عام 2014.
والطريف أنه رغم أن فيدرالية صناعة الساعات السويسرية كانت صريحة وأعلنت انخفاضا بنسبة 10.3 في المائة ما بين 2014 و2016، فإن الكثير من الشركات نفت، على لسان رؤسائها، الأمر وكأنها تنأى بنفسها عن هذه التهمة، مؤكدين أن مبيعاتهم لم تتراجع، وأن الإقبال في سوق الشرق الأوسط تحديدا معافى.
من هؤلاء نذكر فرنسوا - هنري بينامياس، الرئيس التنفيذي لدار «أوديمار بيغيه» الذي أشار إلى أن 2016 كان عاما مميزا بالنسبة للدار حققت فيه ارتفاعا ملموسا في أرباحها، كذلك جون مارك بونترو الرئيس التنفيذي لدار «روجيه ديبويه» ودار «إتش موزر أند سي» وغيرهم، وهو ما يوقعك في حيرة.
فالنتائج الأخيرة للمنتجات المترفة عموما، والساعات تحديدا، تشير إلى تراجع أرباحها، بينما هذه التصريحات تؤكد العكس؛ ما يشعرك كما لو أن هذا العالم يعاني الازدواجية الأقرب إلى الانفصام في الشخصية، ثم تطلع على الإصدارات والابتكارات التي يطرحونها فينتابك نوع من الاطمئنان على الزبون. فسواء صدقت الإحصاءات أم لا، فإن كل هذه الشركات ترجمت هذا الانفصام من خلال ابتكارات أقرب إلى الاختراعات أو التحف الفنية، تشد الأنفاس وكلما تعالت دقات عقاربها تسارعت نبضات القلب. فقد وظفوا كل ما يتمتعون به من حرفية وتقنيات عالية، وكل ما من شأنه أن يزيد من عنصر الإثارة. فعالم الساعات لا يمكن أن يعتمد فقط على الحسابات والدقة، ولا بد له من بهارات تضفي عليه الجاذبية والحركة، حسب ما أكده جون مارك بونترو الرئيس التنفيذي لدار «روجيه ديبويه»، مشيرا إلى أن التسويق أصبح بدوره يحتاج إلى ابتكار «وخلق نوع من الإثارة لجذب الأنظار أولا، ثم التعريف بتاريخ الدار وقدراتها ثانيا، خصوصا بالنسبة لمن لم يسمعوا باسم الشركة من قبل». بالنسبة لبونترو، فإن جودة أي منتج وكل الجهود والحرفية، لا تعني شيئا إذا لم يعرف بها الزبون ولم تمس وترا حساسا بداخله. «من الضروري أن نبتكر أساليب جديدة، أو بالأحرى تجارب ممتعة يعيشها الزبون، مثل تلك التي تخلقها دار «شانيل» مثلا في عروض أزيائها» حسب تعليقه. وحتى تشعل الاهتمام بمنتجاتها، ربطت الدار ثلاث شراكات هذا العام مع شركات سيارات فارهة، أولها مع «بيريللي»، علما بأن التعاون لن يقتصر على حصول الزبون على ساعة متطورة جدا من ناحية خاماتها وتعقيداتها فحسب، بل أيضا على فرص لحضور سباقات وفعاليات مهمة لها علاقة بعالم السيارات. من أهم ما أصدرته طرازان متطوّران من «أكسكاليبور بيريلّي» فيما تقول الشركة إنه بتقنيات ومواد غير مسبوقة.
«روجيه ديبويه» ليست الوحيدة التي استوحت أو تعاونت مع شركات سيارات، فـ«مونبلان» أيضا استوحت مجموعتها «تايم وولكر» من هذا العالم، فيما تعاونت «بوم أند ميرسييه» مع سيارات شيلبي كوبرا، عدا عن ريتشارد ميل التي قدمت تحفة لا تقدر بثمن. فبفضل التعاون بين جامعة مانشستر ومكلارين للتقنيات التطبيقية وشركة نورث ثين بلاي تكنولوجي، نجحت ريتشارد ميل في إنتاج ھيكل ساعة (القفص الحاضن الذي تم تعزيز خصائصه الفيزيائية للكربون بشكلٍ كبير من خلال، TPT™ وهي تركيبة محسّنة من كربون تقديم الغرافين، ومادة متناهية الصغر (نانوية) أخف وزنًا من الفولاذ بست مرات وأقوى منه بمائتي مرة.
- من الشركات التي عادت إلى صالون جنيف بعد أن هجرته إلى بازل «جيرار بيريغو»، التي غابت ثلاث سنوات. أما «يوليس ناردان» فكانت دائما تعرض في بازل قبل أن تختار النزوح إلى جنيف هذه المرة؛ أملا في استقطاب زبائن جدد، أو من نوعية مختلفة.
في أول مشاركة لها، ركزت «يوليس ناردان» على الساعات الرياضية المائية، خصوصا تلك التي ترتبط بدعمها لفريق سباق أرتيمس المشارك في سباق كأس أميركا للقوارب الشراعية، مستعرضا في الوقت ذاته قدرات الدار من خلال ساعة «إينوفيجن2» التي تتضمن 10 ابتكارات تقنية. وبهذا تلتحق بـ«بانيراي» التي تتخصص في هذا المجال منذ بدايتها، فضلا عن ارتباطها بكأس أميركا، أقدم رياضة عالمية في العهد المعاصر. فقد أعادت ترجمة إصدارها الأيقوني «لومينور» بإدخال خامات وتفاصيل تجلت في الألوان، تحتفل بهذه المناسبة، أو بالأحرى السباق.
- الكثير من الشركات رفعت شعار «من فات قديمه تاه»، بحيث أعادوا صياغته وإضافة تعقيدات أو ترصيعات جديدة عليه، أكبر دليل كان «كارتييه» التي تتحفنا دائما بكم هائل من الإبداعات المثيرة. ورغم أن الأمر لم يختلف هذا العام، حيث قدمت إصدارات قديمة جديدة، مثل «درايف دو كارتييه» التي اكتسبت رشاقة أكبر ووجها مسطحا للرجل، و«بانثير دو كارتييه» للمرأة، فيما يمكن اعتباره محاكاة للطبيعة وظفت فيها الدار كل إمكانياتها الفنية وما تتوفر عليه من أحجار ثمينة لكي ترضي المرأة على وجه الخصوص. «بياجيه» أيضا أبدعت للمرأة عدة ساعات مجوهرة تغني عن أي قطعة مجوهرات أخرى.
- لم تقتصر «دمقرطة» الصالون على فتح أبوابه للعامة، وشملت أسعار بعض الإصدارات. «مونبلان» مثلا بدأت تخاطب الطبقات المتوسطة منذ العام الماضي، لكن تبقى «بوم أند ميرسييه» الأكثر مخاطبة لذوق القدرات المتوسطة في المعرض. فقد أصدرت سبع ساعات جديدة من طراز «كلاسيما»، تبدأ أسعارها من 990 دولارا. لكن الشركة تعرف جيدا أن عملية الجذب لا تعتمد على الأسعار فقط، وبأنه لا بد من الاهتمام بالجوهر أيضا لأن عشاق الترف يريدون حاليا تصاميم مبتكرة بأسعار معقولة، لكن دائما بتعقيدات ووظائف مهمة.
- إلى جانب «كارتييه» و«بياجيه» و«فاشرون كونستانتين» الذين دللوا المرأة وقدموا لها تصاميم يمكن أن تورثها لأجيال مقبلة؛ نظرا لجمالها وقيمتها، دخلت «فان كليف أند أربلز» المنافسة بكل فنيتها، وقدمت تحفة لا تقدر بثمن، أطلقت عليها «ذي في أوندين» The Fée Ondine، استغرق صنعها ثماني سنوات، وكانت نتاج تعاون بين 20 ورشة مختلفة في فرنسا وسويسرا. تأخذ التحفة شكلا مستديرا تتوسطه زنبقة ثلاثية الأبعاد تسترخي فوقها حورية، ما إن يتم تحريك مفتاح لتشغيلها حتى تتفتح الزنبقة وتستيقظ الحورية من سباتها مرفرفة جناحيها على وقع نغمات موسيقية. غني عن القول أن ما يتفتح هنا أساسا مجموعة من الأحجار الكريمة المتنوعة مثل الماس والسافير والياقوت والزمرد وغيرها.



اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.