إقبال كبير على موسم التخفيضات الشتوية في تونس

يساهم في تراجع معدل التضخم

إقبال كبير على موسم التخفيضات الشتوية في تونس
TT

إقبال كبير على موسم التخفيضات الشتوية في تونس

إقبال كبير على موسم التخفيضات الشتوية في تونس

أضفى موسم التخفيضات الشتوية (الصولد) حركة اقتصادية هامة في تونس بعد انضمام أكثر من 2600 محل تجاري وانخراطهم في هذه العملية الترويجية لعدد من المنتجات الاستهلاكية.
وانطلق الموسم في الأول من الشهر الحالي ويتواصل لمدة شهر ونصف.
وعبر المعهد التونسي للإحصاء (مؤسسة حكومية) عن الدور الكبير الذي تلعبه التخفيضات الموسمية في الحد من ارتفاع التضخم العائلي عند الاستهلاك، وأكد على أن التخفيضات التي شهدتها تونس خلال شهر يوليو (تموز) من السنة الماضية ساهمت في تقليص نسبة التضخم بنسبة 0.2 في المائة مقارنة بشهر يونيو (حزيران).
في المقابل ارتفع مؤشر الاستهلاك العائلي وهو دليل على وجود حركة اقتصادية تتكرر خلال موسم التخفيضات الشتوية وكذلك التخفيضات الصيفية.
وتوقع المصدر ذاته أن تخلف هذه التخفيضات أثرها من جديد على نسبة التضخم ومؤشر الاستهلاك.
ومكنت هذه التخفيضات تجار المدن التونسية الكبرى بدءًا من العاصمة من ترويج مخزوناتهم التجارية وتوقع بعض التجار ممن تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» أن تكون إضافة موسم التخفيضات الشتوية في حدود 50 في المائة على الأقل على مستوى الإقبال الإجمالي للمستهلكين.
ومن ناحيته، قال عبد القادر التيمومي مدير الدراسات الاقتصادية بوزارة التجارة التونسية إن نسب التخفيض تتراوح بين 20 و50 في المائة في أكثر المحلات المشاركة في موسم التخفيضات، وأضاف أن معظم العلامات التجارية المحلية والدولية ملتزمة بقانون التخفيضات، على حد قوله.
وتصدت فرق المراقبة الاقتصادية، التي انطلقت منذ نهاية الشهر الماضي، لمخالفات البيع وعدم الالتزام بالحد الأدنى من التخفيضات الذي لا يقل عن 10 في المائة من السعر الأصلي، وذلك من خلال التدقيق في إمكانية عرض سلع قديمة تجاوزت مدة عرضها الثلاثة أشهر واغتنام فرصة التخفيض لتسويقها في غمرة الإقبال على الشراء.
وبشأن الأنشطة التجارية المشاركة، قال منعم البكاري المكلف بالإعلام بوزارة التجارة التونسية، إن موسم التخفيضات يشمل أكبر عدد من محلات الملابس الجاهزة ومحلات الأحذية، وبصفة أقل التجهيزات المنزلية المختلفة، ويبقى الباب مفتوحًا أمام مختلف المؤسسات التجارية للانخراط في موسم التخفيضات.
وأشار إلى أن السلطات التونسية تعتبر هذه المناسبة عملية ترويجية للقطاع السياحي في تونس، ومن المنتظر أن تجلب التخفيضات الشتوية أصحاب الحرف من عدة مدن تونسية، إضافة إلى دول الجوار وخصوصًا ليبيا والجزائر.
وفيما يتعلق بمجالات تطوير مواسم التسوق، دعا أكرم الباروني نائب منظمة الدفاع عن المستهلك (منظمة تونسية مستقلة) إلى توسيع مجال التخفيضات لتشمل اختصاصات تجارية أخرى بعيدًا عن عادة التخفيض في الملابس الجاهزة والأحذية.
وانتقد عدم تعامل بعض التجار بجدية كافية مع هذه المناسبة الاقتصادية الهامة وضرورة إرساء قاعدة الثقة المتبادلة وتطبيق تخفيض فعلي على الأسعار بدل الاعتماد على تضخيم السعر الأصلي ثم تخفيضه لذر الرماد على عيون المستهلكين، على حد تعبيره.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.