رئاسة الوزراء اليمنية: دفع راتب واحد من الرواتب المتأخرة

محافظ أرخبيل سقطرى اللواء سالم السقطري يتفقد بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول بمجموعة مدارس في المحافظة أمس (سبأ)
محافظ أرخبيل سقطرى اللواء سالم السقطري يتفقد بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول بمجموعة مدارس في المحافظة أمس (سبأ)
TT

رئاسة الوزراء اليمنية: دفع راتب واحد من الرواتب المتأخرة

محافظ أرخبيل سقطرى اللواء سالم السقطري يتفقد بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول بمجموعة مدارس في المحافظة أمس (سبأ)
محافظ أرخبيل سقطرى اللواء سالم السقطري يتفقد بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول بمجموعة مدارس في المحافظة أمس (سبأ)

أقرت رئاسة مجلس الوزراء اليمني أمس دفع راتب واحد للعاملين في القطاع المدني من أصل أربعة رواتب متأخرة، على أن تشمل الرواتب التي تقرر صرفها العاملين في المناطق غير المحررة، ومنها العاصمة صنعاء الواقعة تحت احتلال الحوثي وصالح.
واعتمدت رئاسة مجلس الوزراء في دفع الراتب على الأسماء المسجلة في كشوفات الحكومة الشرعية حتى ديسمبر (كانون الأول) 2014 ما يعني أن الحكومة استبعدت الأسماء المدرجة في كشوفات موظفي الدولة الذين تم تعيينهم بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية قبل نحو عامين.
وأوضح غمدان الشريف السكرتير الصحافي لرئاسة مجلس الوزراء اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة اليمنية مسؤولة عن رواتب جميع العاملين في الدولة، بما في ذلك الموجودون في المناطق الواقعة تحت سيطرة التمرد الحوثي. وتابع: «الحكومة مسؤولة عن كل ما يتعلق بالمواطن اليمني في طول البلاد وعرضها، وهذه المسؤولية تشمل الحقوق المالية وغيرها من حقوق أبناء اليمن».
وأكد الشريف التعجيل في إنهاء إجراءات صرف راتب الشهر الماضي، وباشرت اللجان المختصة صرف رواتب العسكريين عن شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لافتًا إلى أن الرواتب المتأخرة الأخرى سيتم صرفها وفق آلية تحدد لاحقًا.
وحمّل الشريف التمرد الحوثي مسؤولية تأخير الرواتب بسبب عدم التعاون في تقديم الكشوف المطلوبة لجهة الاختصاص التي تتولى صرف الرواتب.
يشار إلى أن نقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء دعت إلى استمرار إضراب الأكاديميين حتى حصولهم على جميع مستحقاتهم المالية المتأخرة، وذلك رغم التهديدات التي تعرض لها منسوبو الجامعة من الحوثيين.
وجاءت إيضاحات الشريف في الوقت الذي عقد فيه رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر أمس في قصر المعاشيق بعدن اجتماعًا موسعًا بقيادات وزارتي المالية والاتصالات وتقنية المعلومات والبنك المركزي والهيئة العامة للبريد لإنهاء إجراءات صرف الرواتب.
وناقش الاجتماع الذي حضره نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء الركن حسين عرب والأمين العام لمجلس الوزراء حسين منصور الإجراءات العاجلة لصرف مرتبات المدنيين في المرافق والمؤسسات العامة للدولة في كل من صنعاء الأمانة وصنعاء المحافظة وبقية المحافظات الأخرى الواقعة تحت سلطة ميليشيا الحوثي.
وقال رئيس الوزراء إن توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية توجب على وزارتي المالية والخدمة المدنية البدء الفوري بتحويل مرتبات الموظفين في جميع المرافق المدنية عبر البريد وفروعه في مختلف المحافظات أو عبر بنك التسليف الزراعي أو عبر شركات الصرافة لضمان سرعة وصول المرتبات لمستحقيها دون تأخير.
ووجه رئيس الوزراء وزارة المالية والخدمة المدنية بتحويل المرتبات للأفراد مباشرة، مطالبًا مديري المؤسسات سرعة التواصل مع وزارتي المالية والخدمة المدنية في العاصمة المؤقتة عدن وإرسال كشوفات الرواتب استنادًا إلى ديسمبر (كانون الأول) 2014.
وحمّل الدكتور بن دغر مديري المؤسسات في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تأخير إرسال الكشوفات مع علم مجلس الوزراء إمكانية إرسالها دون صعوبات تذكر.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.