الفطر.. نبتة الخلود التي حرم الفراعنة عامة الناس من لمسها

اهتم به الصينيون منذ القدم لاستخداماته الطبية وفوائده الغذائية

الفطر.. نبتة الخلود التي حرم الفراعنة عامة الناس من لمسها
TT

الفطر.. نبتة الخلود التي حرم الفراعنة عامة الناس من لمسها

الفطر.. نبتة الخلود التي حرم الفراعنة عامة الناس من لمسها

الفطر من المآكل المهمة والطيبة والتي يمنحها الناس قيمة خاصة؛ إذ إنها تختلف عن الخضار والفاكهة العادية، ولا شبيه لها في قاموس الطبخ.
يؤكد الكثير من المصادر التاريخية أن الناس كانوا يعرفون الفطر ونباته أيام الإمبراطورة الرومانية، وأنه لم يكن معروفًا ومستهلكًا في أوروبا وحدها، بل في وسط وجنوب أميركا، حيث كانوا يعتبرونه شيئًا خاصًا وغامضًا، ويستخدمونه في الطقوس القديمة.
ويؤكد المؤرخون أن استخدام الفطر بدأ منذ قديم الزمان، وقد عثر العلماء على آثاره التي تعود إلى 13000 عام في تشيلي في أميركا اللاتينية. ولكن بدايات استغلاله كمحصول زراعي كانت في الصين في عدة قرون قبل الميلاد. وقد اهتم به الصينيون منذ القدم لاستخداماته الطبية وفوائده الغذائية. ولاحقا استخدمته الطبقات العليا في أثينا وروما كأحد عناصر الأطباق التي تستخدمها في الولائم؛ ولذا كان الأباطرة الرومان يستخدمون طباخا خاصا لتذوق طعم الفطر قبل تناوله واستخدامه لمعرفة السام من الصالح للأكل منه.
ولطالما اعتبر المصريون القدماء وأبناء حضارة الأزتيك اللاتينية الفطر من أطعمة الآلهة. وتشير الكتابات الهيروغليفية إلى أن المصريين أو الفراعنة اعتبروا الفطر من المواد أو المآكل التي تساعد على الخلود. وكان الفراعنة منبهرين بالفطر لدرجة أن اعتبروه طعامًا للطبقات العليا وحرموا لمسه من قبل عامة الناس.
وكما سبق وذكرنا كانت الطقوس تقام لتكريم الفطر وكان الكثير من الناس يؤمنون بأن له خواصا ما فوق إنسانية، ويساعد على العثور على الأشياء المفقودة، ويؤخذ أو يقود الروح إلى عالم الآلهة.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الصينيين بدؤوا باستخدام واستصلاح الفطر في عام 800 قبل الميلاد، كما هو الحال في سيبيريا وآسيا الصغرى وأوروبا وأفريقيا وشمال أميركا وأستراليا وتايوان واليابان.
وحول بدايات استخدام الفطر على نطاق واسع في مجال الطبخ والأكل حديثا وفي القارة الأوروبية، فتقول القصة إن فلاحا من مزارعي البطيخ خارج مدينة باريس اكتشف نمو الفطر في حظيرة السماد عام ،1650 ومن بعدها قرر أن يستغله على نطاق واسع لغايات تجارية، وقد قدم الفطر إلى المطاعم الباريسية الخاصة وانتشر صيته بعد ذلك، وأصبح يعرف باسم «الفطر الباريسي - Parisian mushroom».
ويقال أيضا إن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر كان أول الذين اهتموا بزراعة الفطر في فرنسا، وبعد انتشار زراعته خارج باريس انتقل إلى بريطانيا التي وجدته سهلا للأحوال المناخية المناسبة جدا له في تلك الجزر. ومن بريطانيا انتقل إلى الولايات المتحدة وميناسوتا.
ونهاية القرن التاسع عشر ظهر أول كتاب أميركي حول زراعة الفكر، وفي بدايات القرن العشرين بدأت عمليات الزراعة والتسويق الضخمة في أميركا ولحق العالم بها بعد ذلك.
وفي منتصف العشرينات من القرن الماضي كانت بنسلفانيا أكبر المنتجين للفطر في الولايات المتحدة (85 في المائة من إنتاج أميركا).
ويقال إن كلمة فطر بالإنجليزية - mushroom تتدرج من الكلمة الفرنسية التي تطلق على الفطريات والمتعفنات (fungi and moulds) بشكل عام، وهي كلمة موسيرون – mousseron التي تطلق على النباتات الحزازية. وتؤكد المصادر المتوفرة أن كلمة فنغس - fungus الإنجليزية التي تعني الفطريات تأتي من اللغة اللاتينية فنغس والتي تعني الفطر - mushroom، وقام كل من الشاعر الروماني هوراس والمؤرخ بليني بذكرها واستخدمها.
وهذه بدورها كانت متدرجة من اليونانية القديمة سفونجوس - sphongos (σφογγος - اسفنجة) التي تشير إلى طبيعة وهيكلية الفطر والمتعفنات الدقيقة والصغيرة – وتيتخدم الالمان كلمة Schwamm التي تعني: sponge. أما استخدام كلمة mycology التي تتدرج من اليونانية القديمة mykes (μύκης - Mushroom) فلم يبدأ قبل منتصف القرن التاسع عشر مع العالم الطبيعي البريطاني مايلز بيركلي.

الدول المنتجة

تعتبر هولندا واحدة من أول الدول التي بدأت زراعة وإنتاج الفطر على نطاق استهلاكي واسع إلى جانب الصين والولايات المتحدة الأميركية، رغم أن الصين تنتج 70 في المائة من حاجة العالم منه.
وحسب الأرقام الواردة في اللوائح العالمية لعام 2011 فإن الإنتاج العالمي يصل إلى نحو 8 ملايين طن متري. وصلت قيمة السوق العالمية للفطر نحو 30 مليار دولار في عام 2013، ويتوقع أن يرتفع ذلك ليصل إلى 50 مليار دولار في عام 2019، ويتوقع أن تسيطر أوروبا على السوق العالمية تليها دول المحيط الهادئ.

الإنتاج العالمي

وحسب إحصاءات عام 2013 فإن الصين تأتي على رأس الدول المنتجة للفطر حول العالم، إذ يصل إنتاجها السنوي إلى 7 ملايين طن متري تقريبا، أي ما يقارب الـ70 في المائة من الإنتاج العالمي، وتليها إيطاليا بـ800 ألف طن متري، ثم الولايات المتحدة بنصف مليون طن تقريبا، وبعدها هولندا بـ323 ألف طن، ثم بولندا وإسبانيا وفرنسا وإيران وكندا وبريطانيا بـ80 ألف طن، وبعدها آيرلندا واليابان وألمانيا وأستراليا وبلجيكا وإندونيسيا وتركيا، ثم كوريا الجنوبية وفيتنام وهنغاريا وجنوب أفريقيا وأوكرانيا والدنمارك والأردن بـ1200 طن وأخيرًا تونس ولوكسمبورغ.

الاستخدامات الطبية

يظهر الفطر على سطح الخبز أحيانًا أو ما نصفه بالخبز المعفن – القديم، وكان الأطباء يستخدمونه في القرن الماضي كمصدر أساسي للمضادات الحيوية مثل البنسلين.
وفيما يساهم الفطر في فساد الكثير من الأغذية، فإنه يساهم مساهمة كبيرة في تسوية وإنضاج بعض المواد مثل الجبنة وغيرها، إلى جانب الدور الكبير في عمليات تخمير المواد الغذائية من منتجات الحليب من الألبان والأجبان وصناعة الخبز والمشروبات الروحية.
ما يميز الفطر عن الخضار، أنه لا يحتوي على الكلوروفيل، المادة الخضراء التي تستخدمها النباتات في صنع الغذاء. ومع هذا فإن الفطر القليل الكاربوهايدرات والمواد الدهنية، من المصادر الجيدة والممتازة للبروتينات والفيتامينات (فيتامين بي الذي يحمي من التهابات الجلد والأغشية المخاطية والأمعاء) والأملاح والإنزيمات المساعدة على الهضم (24 إنزيم) وحمض الفوليك الذي يحمي الجسم من فقر الدم. اضف إلى ذلك وجود الكولين الذي يحمي الجسم من تراكم المواد الدهنية، ويمنع نزيف الكلى وتضخم الطحال. والأهم من ذلك أن الفطر يحتوي على مواد مضادة للسرطان مثل المضاد الحيوي نيبلارين - Neblarine الذي يستخدم في علاج الأورام السرطانية والوقاية منها.
وتؤكد الموسوعة الحرة أن تناول الأطعمة الغنية بالنحاس مثل الفطر «يساعد على استعادة أداء القلب الطبيعي في حالات الإصابة بتضخم القلب. كما نصحت الدراسة بزيادة تناول الأطعمة الغنية بعنصر النحاس مثل السبانخ، السمسم، الباذنجان والكاجو. كما أن بحثًا آخر جرى في الولايات المتحدة أشار إلى أن زيادة تناول الأطعمة منخفضة الطاقة مثل الفطر عيش الغراب تمنع الإصابة بالبدانة وتقوي الجهاز المناعي».
يستخدم الفطر لعلاج عدد من الأمراض كما تشير الموسوعة الحرة ومنها: تعدد السكاريد - Polysaccharides والبروتين السكري – Glycoproteins وبروتيوغليكان – Proteoglycans. كما يستخدم الفطر كملحق للعلاج الاشعاعي والكيميائي في كل من كوريا الجنوبية واليابان. ويستخدم الفطر أيضا لصباغة الصوف والأقمشة ولطالما كان الفطر مصدرًا لأصباغ النسيج، إذ إن استخدامها يؤدي للحصول على ألوان قوية وحية.
ويلعب الفطر دورًا في تطوير تقنيات المعالجة البيولوجية الجديدة ومنها ما يستخدم لتحفيز نمو النباتات، بالإضافة إلى تقنيات الترشيح لخفض مستويات البكتيريا في المياه الملوثة.
هناك ما لا يقل عن 50 ألف نوع من أنواع الفطر وآلاف من أنواع الفطر الصالحة للأكل، ولكن بشكل عام تقسم الأنواع إلى أربعة، بناء على السبل والطرق التي تقتات وتتغذى بها هذه الأنواع، وهي: الرمامة أو الفحمية - saprophytic والميكورهيزال - Mycorrhizal التي تنمو على الأشجار وتترابط بجذورها والفطر الطفيلي – Parasitic الذي ينمو على الأشجار يصيبها بالمرض ويقتلها والطفيلي الداخلي - Endophytic.
والأكثر شهرة من الصالح منها للأكل هي: البورشيني الإيطالي - Porcini، من نوع الميكورهيزال وهو من أشهر وأطيب أنواع الفطر على الإطلاق، ويعيش قرب أشجار الصنوبر. ويستغل هذا النوع الذي يكثر في إيطاليا وأوروبا وشمال أميركا ونيوزيلندا وإيطاليا بكثرة وهو غالي الثمن أيضا، وعادة ما يستخدم هذا النوع من الفطر الذي يصل وزنه أحيانا إلى كيلوغرام في تحضير الصلصات المختلفة. وهناك أيضا الشانتيريلي – Chanterelle الأصفر الخفيف المتوفر كثيرًا في الأسواق هذه الأيام. وينمو هذا النمو عادة قرب الأشجار الصلبة مثل شجر البلوط والصنوبر. ويحتوي هذا النوع من أنواع الفطر على كمية ممتازة من فيتامين سي ومادة الكاروتين التي تمنحه لونه الأصفر البرتقالي.
وتجري الأبحاث حاليًا على خصائص هذا الفطر المشابهة للمبيدات، والتي قد تكون السبب في مقاومته للعفن والحشرات بشكل أفضل من الكثير من أنواع الفطر البري الأخرى.
ومن أكثر الأنواع انتشارًا في الأسواق العالمية هذه الأيام هو الزر الأبيض - white button mushroom. وهناك أسباب كثيرة لانتشار هذا النوع من أنواع الفطر في جميع أنحاء العالم، وهو سهولة زرعه وإنتاجه بكميات كبيرة، ورخص أسعاره على شتى المستويات. وقد أظهرت الدراسات الأخيرة أنه قادر على تعزيز جهاز المناعة في الجسم، ومحاربة أخطر الأمراض أي السرطان.



كيف وأين تتناول طعاماً رائعاً وبأسعار مناسبة حول العالم؟

ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)
ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)
TT

كيف وأين تتناول طعاماً رائعاً وبأسعار مناسبة حول العالم؟

ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)
ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)

ليس بالضرورة أن تنفق ثروة في تجربة مطعم رائد عالميّاً: إحدى طرق لتحقيق ذلك هي اختيار قائمة الغداء، التي غالباً ما تكون نسخة أقصر وأقل تكلفة من قائمة تذوق الطعام المسائية. والخيار الآخر هو اختيار مكان يقدم قائمة طعام انتقائية وقت الغداء، مما يجعلك أنت المتحكم في حجم إنفاقك. استكشف وجهات تناول الطعام الرائعة بقيمة مناسبة التي ظهرت في قوائم أفضل 50 مطعماً في العالم.

«فلوريلج» - طوكيو

يقع هذا المطعم في أطول مبنى بطوكيو، وتُعتبر قائمة تذوق الغداء ذات اللمسات الفرنسية، التي يقدمها الشيف هيروياسو كاواتي، واحدة من أفضل الخيارات من حيث القيمة في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025. في غرفة طعام ذات إضاءة خافتة، يتشارك الضيوف طاولة واحدة تتسع لـ16 مقعداً، امتثالاً لمفهوم «طاولة المضيف» الخاص بكاواتي، والمصمم لتشجيع الحوار حول الطعام. تركز القائمة على المكونات النباتية، باستخدام المكونات المحلية لخلق طابع ياباني مميز إلى جانب البراعة الفرنسية الكلاسيكية المكتسبة من فترة عمل كاواتي في مطعم «لو جاردان دي سانس» الفرنسي في مونبلييه.

الغداء في سيبتيم بباريس أرخص من العشاء (الشرق الاوسط)

«سيبتيم» - باريس

سوف تحتاج إلى التنظيم الجيد إذا أردتَ حجز طاولة في «سيبتيم»: يتم إصدار الحجوزات قبل ثلاثة أسابيع وتُحجز بسرعة في الغالب. ومع قائمة تذوق متعددة الأطباق بسعر معقول كهذه، فمن السهل أن نفهم السبب. هذا المطعم، الذي احتل المرتبة 40 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025، هو مطعم بأسلوب «النزعة الصناعية الجديدة»، ويديره الشيف بيرتراند غريبو الذي تحوَّل من مصمم غرافيك إلى شيف، وقد أسر رواد المطعم لأكثر من عقد من الزمان، مقدماً فن الطبخ الفرنسي العصري والمبدع. توقع أطباقاً موسمية تعتمد على المكونات الطازجة مع لمسات عالمية - على سبيل المثال، الهليون الأبيض مع صلصة «البوليت» وصلصة «إكس أو»، وليمون ماير المحفوظ، أو توستادا سمك السلمون المرقط مع الورد والشمندر.

«لا كولومب» - كيب تاون

اجتذبت قوائم تذوق «لا كولومب» ذات الأسعار الجيدة اهتمام العالم، مما أكسب هذا المطعم الأشبه ببيت الشجرة المرتبة 55 في التصنيف الموسَّع لأفضل مطاعم العالم لعام 2025. يقع المطعم على قمة ممر «عنق كونستانتيا» الجبلي في مزرعة «سيلفرميست» للنبيذ العضوي، حيث ستستمتع بمناظر خلابة عبر الوادي، جنباً إلى جنب مع ثمانية أطباق من إبداع الشيف جيمس غاغ وفريقه. ترتكز الأطباق على التقنية الفرنسية وتتميز بلمسات آسيوية، مع الاعتماد بشكل كبير على المنتجات المحلية والموسمية وتقديم الأطباق بأسلوب متقن والكثير من العروض التقديمية على الطاولة.

«سيليلي» - كارتاخينا

يلتزم الشيف خايمي رودريغيز بإضفاء الطابع الديمقراطي على الطهي القائم على البحث. في عام 2021، قرر التوقف عن تقديم قوائم تذوق الطعام في مطعم «سيليلي»، الذي احتل المرتبة 48 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025. وبدلاً من ذلك قدم قائمة طعام انتقائية تحتفي بالتنوع البيولوجي وثقافة الطهي لمنطقة الكاريبي الكولومبية. بناء على تجارب مكثفة التقى فيها بالشعوب الأصلية ووثق الوصفات، تتميز قائمة «سيليلي» بمكونات نادرة مثل الأوريخيرو (بذور الأشجار التي غالبا ما تُصنع منها عجينة حلوة) والجومبالي (فاكهة برية)، بالإضافة إلى أطباق تحتوي على زهور الكاريبي، وأوراق اليوكا، وشوكولاتة لا سييرا نيفادا دي سانتا مارتا.

من أطباق ماسك (الشرق الاوسط)

«ماسك» - مومباي

«ماسك» هو أول مطعم في مومباي يقدم تجربة قائمة تذوق متعددة الأطباق، وقد أكسبه سعيه المتطور باستمرار لإعادة ابتكار فن الطهي الهندي الكلاسيكي المرتبة 68 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025. يدير الشيف فارون توتلاني المطعم، الذي يتخذ من منطقة مصانع النسيج الصناعية السابقة في مومباي مقراً له. تتغير قائمة التذوق المكونة من 10 أطباق حسب المواسم، وتتميز بالمنتجات التي يتم الحصول عليها من المزارعين المحليين ومن رحلات البحث عن الطعام البري. يهدف توتلاني إلى تغيير تصورات رواد المطعم عن المطبخ الهندي، مسلطاً الضوء على مكونات غير معروفة خارج النطاق المحلي للغاية، مثل الحنطة السوداء، والتوت البري.

«كول» - لندن

عندما افتتح سانتياغو لاسترا مطعم «كول»، أراد أن يتبنى تحدي ابتكار المطبخ المكسيكي في مناخ لا تنمو فيه المكونات التقليدية.

لن يجد رواد المطعم الأفوكادو، أو الليمون، أو الصبار في القائمة - بدلاً من ذلك، أسفر بحث لاسترا المكثف عن بدائل من المملكة المتحدة مثل الكرنب الساقي، ونبق البحر، وعنب الثعلب المخمر، والأعشاب البحرية. احتل مطعم «كول» المرتبة 47 في قائمة أفضل مطاعم العالم لعام 2025، ويستورد فقط الذرة والشوكولاتة والفلفل الحار من المكسيك، في حين تتبنى القائمة نهجاً بريطانياً موسمياً للغاية مستلهماً من ذكريات لاسترا عن المكسيك. وعلى الرغم من أن أغلب الأطباق تتغير باستمرار، ستجد دائماً طبق المطعم الشهير وهو تاكو الروبيان مع الفلفل الحار المدخن، والملفوف المخلل، ولمسة منعشة من نبق البحر في القائمة.

من أطباق سانت بيتر (الشرق الاوسط)

«سانت بيتر» Saint Peter - سيدني

يقع هذا المكان المغطى بالخرسانة في ضاحية بادينغتون بسيدني، وهو موطن لشيف يُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في إعادة كتابة قواعد طهي الأسماك. لن تجد طبق سمك «دُفر سُول على طريقة مونييه» في مطعم «سانت بيتر» - بدلاً من ذلك، يفضل الشيف جوش نيلاند استخدام أجزاء السمك التي يتجاهلها الطهاة الآخرون. يدافع مطعمه، الذي يحتل المرتبة 66 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025، عن تقنيات «الرأس إلى الذيل» المستخدَمة بشكل أكثر شيوعاً للحوم، مثل التعتيق الجاف، والتقطيع، واستخدام الأحشاء. وفي حين أن قائمة «طاولة الشيف» تحتوي على أطباق جريئة، مثل حساء مع نودلز عظام سمك الترويت المرجاني، وفطيرة كبد سمك «جون دوري» بالباتيه. وتقدم قائمة الغداء ذات الأسعار المعقولة الروح المبدعة ذاتها بأسعار أقل.

«روزيتا» Rosetta - مكسيكو سيتي

يُعد مطعم «روزيتا» للشيف إيلينا ريغاداس المفضل لدى السكان المحليين والمسافرين الباحثين عن تذوق الطعام على حدٍ سواء. تدربت الشيف (التي فازت بجائزة أفضل شيف أنثى في العالم لعام 2023) في المعهد الفرنسي للطهي في نيويورك، وأمضت أربع سنوات في لندن في مطعم «لوكاندا لوكاتيلي» قبل أن تعود إلى موطنها المكسيك لافتتاح مطعمها الخاص. التأثير العالمي واضح في قائمة طعام «روزيتا» — فبينما يتم الحصول على المكونات من منتجين محليين صغار، تكتسب الأطباق طابعا عالميا: خبز البريوش مع بيض النمل وصلصة بيرنيز بالتراغون، وكابيلاتشي الجبن المدخن ومرق الذرة، وتاكو الملفوف السافوي الشهير مع صلصة «بيبيان» بالفستق والروميريتوس، على سبيل المثال لا الحصر. إذا لم تتمكن من الحصول على طاولة هنا (المطعم يحتل المرتبة 45 في قائمة أفضل مطاعم العالم لعام 2025)، فإن المخبز الموجود في الموقع والمتخصص في خبز العجين المخمّر هو وسيلة أكثر اقتصادية لتجربة مواهب ريغاداس.


البطاطس حاضرة دائماً في كل مطبخ

بطاطس محشوة بالجبن ومقلية (الشرق الأوسط)
بطاطس محشوة بالجبن ومقلية (الشرق الأوسط)
TT

البطاطس حاضرة دائماً في كل مطبخ

بطاطس محشوة بالجبن ومقلية (الشرق الأوسط)
بطاطس محشوة بالجبن ومقلية (الشرق الأوسط)

تظهر البطاطس دائماً كبطلة متعددة الأدوار على المائدة، وتفرض حضورها بقوة في كل مطبخ، لتتألق في الوجبات كافة، سواء كطبق جانبي أو رئيسي.

هذا التنوع والتجدد الذي لا يتوقف يجعل البطاطس خياراً مثالياً للطهاة المحترفين والمبتدئين في المطبخ على حد سواء؛ إذ يلجأون إليها لسهولة تحضيرها والإبداع في تحضيرها.

من بين هؤلاء، الشيف المصرية ديجا موسى، صاحبة مدونة «مطبخ ديجا موسى»، ترى أن البطاطس تظل المكوّن المفضل، باعتبارها كنز المطبخ الذي يتيح فرصاً لا حدود لها للإبداع.

وترجع الشيف، لـ«الشرق الأوسط»، السر وراء هذا التنوع إلى طبيعة البطاطس نفسها، تقول: «طعم البطاطس حيادي، وهذه ميزة تسمح لأي نكهة أو تتبيلة أن تضاف إليها؛ حيث تتميز بقدرتها الفائقة على امتصاص التتبيلات والبهارات بشكل ممتاز، مما يضفي طعماً غنياً وعمقاً لأي وصفة».

وترى أن «هذا هو السبب وراء الإبداعات التي لا تتوقف والتي نراها في قوائم الطعام، من البطاطس المقرمشة والبيوريه الناعمة، إلى الطواجن الشهية والوصفات المبتكرة، التي وصلت إلى حد تحويلها إلى حلوى غير تقليدية اقتصادية ولذيذة».

تقول الشيف: «البطاطس ليست مجرد نوع من الخضراوات، بل هي مكوّن سهل التشكيل وسريع التحضير، والأهم من ذلك أنها تناسب الأذواق والثقافات الغذائية تقريباً كافة. وهذا التنوع هو ما يجعلها خياراً للطهاة وربات البيوت؛ فهي تمنح الجميع المرونة والسرعة والجودة في آن واحد، كما تفتح الباب أمامهم للابتكار من خلالها».

وصفات لذيذة وسهلة التحضير (الشرق الأوسط)

تقدم الشيف ديجا من خلال مطبخها عدداً من الوصفات للبطاطس التي تناسب أفراد الأسرة كباراً وصغاراً، منها ما يلي:

كرات البطاطس الكريسبي

المكونات:

3 حبات بطاطس مسلوقة ومهروسة

2 ملعقة كبيرة من الدقيق

نصف كوب جبن موتزاريلا مبشور

ملح، فلفل، بابريكا

بيضة

بقسماط ناعم للتغطية

الطريقة:

تخلط البطاطس المهروسة مع الدقيق والملح والفلفل والبابريكا.

تُشكّل البطاطس على شكل كرات ويوضع بداخل كل منها قليل من الجبن.

تُغمس الكرات في البيض المخفوق، ثم في البقسماط.

تدخل الكرات إلى الثلاجة لمدة نصف ساعة لتتماسك وتقرمش.

تُقلى في الزيت حتى تأخذ اللون الذهبي، أو يمكن وضعها في الفرن أو في المقلاة الهوائية (الإير فراير).

أقراص البطاطس الذهبية المقرمشة

المكونات:

3 حبات بطاطس كبيرة مسلوقة ومهروسة

1 بيضة

1 بصلة صغيرة مبشورة

2 ملعقة كبيرة بقدونس مفروم

2 ملعقة كبيرة جبن مبشور (اختياري)

ملح، فلفل، كمون

3 ملعقة كبيرة بقسماط ناعم أو دقيق للتماسك

الطريقة:

تخلط البطاطس مع البيضة، والبصل، والبقدونس، والجبن، والبهارات.

يُضاف البقسماط أو الدقيق تدريجياً حتى يتماسك القوام ويصبح قابلاً للتشكيل.

تُشكّل على شكل أقراص وتقلب في الدقيق أو البقسماط.

تُقلى حتى تحمر من الجهتين وتأخذ اللون الذهبي.

تُرفع على ورق مطبخ وتقدم ساخنة.

يمكن حشو الأقراص بالجبن أو اللحم المفروم.

كفتة البطاطس المحشية موتزاريلا

المكونات:

4 حبات بطاطس مسلوقة ومهروسة

2 ملعقة كبيرة نشا

ملح وفلفل أسود وبابريكا

كوب جبنة موتزاريلا مكعبات صغيرة

بيضة

بقسماط للتغطية

الطريقة:

تهرس البطاطس ويضاف النشا والملح والفلفل والبابريكا.

تُشكّل البطاطس على شكل كرات، ويُحشى كل منها بمكعب جبنة موتزاريلا، ثم تُغلق جيداً.

تُغمس الكرات في البيض، ثم في البقسماط.

تدخل الفريزر نصف ساعة.

تُقلى في الزيت حتى تأخذ اللون الذهبي وتصبح مقرمشة.

تُقدم ساخنة حتى تكون الجبنة مطاطية.

بطاطس بالزبدة والثوم

المكونات:

4 حبات بطاطس متوسطة

2 ملعقة زبدة

2 ملعقة زيت

3 فصوص ثوم مهروس

بابريكا، زعتر، ملح، فلفل

القليل من الليمون (اختياري)

الطريقة:

تغسل البطاطس وتقطع إلى «ودجز» (شرائح سميكة بالقشرة).

تُسلق نصف سلقة بماء وملح.

تُصفّى وتترك لتبرد.

في طاسة، يُوضع الزبدة والزيت والثوم ويُقلّب المزيج لثوانٍ.

تُضاف التوابل وتقلب جيداً، ثم البطاطس لتأخذ مذاق التتبيلة.

تُرص في صينية وتدخل الفرن على حرارة عالية حتى تحمّر من كل الجوانب.

يُرش عليها زعتر والقليل من الليمون عند التقديم.

بودنج البطاطس الحلو

المكونات:

2 حبة بطاطس مسلوقة ومهروسة ناعمة

2 كوب لبن

3 ملاعق كبار سكر (حسب الرغبة)

2 ملعقة نشا

رشة فانيليا

ملعقة زبدة

الطريقة:

يوضع اللبن مع السكر والنشا على النار ويُقلّب.

تُضاف البطاطس المهروسة ويستمر التقليب حتى يصبح الخليط ناعماً.

تُضاف الفانيليا والزبدة ويستمر التقليب.

يُسكب الخليط في كاسات ويُدخل الثلاجة لمدة ساعة.

يُقدّم مع رشة قرفة أو جوز الهند.

فطائر البطاطس المسكّرة

المكونات:

2 حبة بطاطس مسلوقة ومهروسة ناعمة

2 كوب دقيق

3 ملاعق سكر

2 ملعقة زبدة

نصف كوب لبن دافئ

ملعقة خميرة فورية

رشة فانيليا

رشة ملح

الطريقة:

تُخلط البطاطس المهروسة مع السكر والزبدة والفانيليا.

يُضاف الدقيق والملح والخميرة، ثم يُزوّد اللبن تدريجياً حتى تتجانس العجينة وتصبح لينة.

تُترك العجينة لتخمّر نصف ساعة.

تُفرد العجينة إلى كرات صغيرة وتحشى بالسكر أو القرفة أو شوكولاته سبريد.

تُغلق الكرات جيداً مع الضغط قليلاً.

تُقلى في زيت متوسط السخونة حتى تأخذ اللون الذهبي.

تُرفع ويرش عليها سكر بودرة.


«إل غاتوباردو»... لمسة من السينما الإيطالية على موائد لندن

دفء الالوان يذكرك بمقاهي إيطاليا (الشرق الاوسط)
دفء الالوان يذكرك بمقاهي إيطاليا (الشرق الاوسط)
TT

«إل غاتوباردو»... لمسة من السينما الإيطالية على موائد لندن

دفء الالوان يذكرك بمقاهي إيطاليا (الشرق الاوسط)
دفء الالوان يذكرك بمقاهي إيطاليا (الشرق الاوسط)

في قلب حي مايفير الأنيق في لندن، حيث تتقاطع الفخامة مع الذوق الرفيع، يبرز مطعم إل غاتوباردو (Il Gattopardo) كوجهة إيطالية تحمل سحر البحر الأبيض المتوسط وروح الستينات في كل تفصيل من تفاصيلها. منذ افتتاحه، جذب المطعم عشاق المذاق الإيطالي الأصيل والباحثين عن تجربة طعام فاخرة توازن بين الأناقة والمرح. من الديكور الذهبي والإضاءة الخافتة إلى التيراميسو الأسطوري الذي غزا مواقع التواصل الاجتماعي، يقدم «إل غاتوباردو» أكثر من مجرد وجبة؛ إنه تجربة حسية متكاملة تنقلك إلى قلب إيطاليا دون مغادرة لندن.

سلة خبز تضم الفوكاتشيا اللذيذة (الشرق الاوسط)

يعني اسم «إل غاتوباردو» فهداً. والتسمية واضحة في الديكور، حيث يتصدر تمثال الحيوان بهيبته صدر المطعم، الذي يستمد إلهامه من رواية الكاتب الإيطالي جوزيبي تومازي دي لامبيدوزا، الألوان في شتى أنحاء المكان دافئة والجلسات مريحة، والأهم هو وجود جلسة خارجية عند مدخل المطعم الرئيس، وأخرى تعرف بالـ«تيراتزا» أو الشرفة المصممة بطريقة ذكية، تحول الغرفة إلى مساحة خضراء مكشوفة عندما يسمح المناخ بذلك، والميزة الأخرى للمطعم الواقع في قلب مايفير هي تقسيمه إلى عدة أركان، لمنح الذواقة جرعة إضافية من الخصوصية، وغرفة في الطابق السفلي مخصصة للحفلات والجلسات الخاصة، يقدم فيها المطعم جميع خدماته مع طاقم عمل خاص.

من المقبلات الخاصة بلائحة طعام نهاية الاسبوع (الشرق الاوسط)

«إل غاتوباردو» تابع لمجموعة تعمل في 3 قارات، حيث قامت بتوسيع نطاق عملياتها عبر الاستحواذ على علامات تجارية مرموقة، مثل بار دي بري كما أطلقت وجهات متميزة تعكس أسلوب الحياة الراقي، من بينها مطعم إيل غاتّوباردو. وقد افتُتح الفرع الأصلي لـ«إل غاتّوباردو» في منطقة مايفير، لندن في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مقدّماً رؤية المجموعة في تقديم تجارب ضيافة تجمع بين الأصالة والأناقة.

اشتهر «إل غاتوباردو» منذ افتتاحه في لندن بطبق حلوى التراميسو، الذي يحمل صورة الفهد الشهيرة المرسومة بواسطة بودرة الكاكاو، وتحول المطعم بسبب هذا الطبق إلى ظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فكان الزبائن تأتي من شتى أنحاء العالم، وما زالوا، خصوصاً من منطقة الشرق الأوسط، لطلب التيراميسو المميز، ولالتقاط الصور أمام المطعم لنشرها على «إنستغرام»، وغيرها من المنصات الإلكترونية.

تشكيلة من الاسماك على لائحة طعام نهاية الاسبوع (الشرق الاوسط)

واليوم، إلى جانب شهرة حلوى التيراميسو، يقدم المطعم تجربة خاصة بعطلة نهاية الأسبوع التي تمزج ما بين الرقي اللندني والنكهات الإيطالية المميزة، فيضع ألذّ ما تزخر به لائحة الطعام اليومية على قائمة طعام خاصة بنهاية الأسبوع، تم اختيار كل أطباقها بعناية لتكون كاملة ومتكاملة وترضي الجميع، لأنها تضم السلطة والخضار والبيتزا والمعكرونة واللحم والسمك والحلوى. فمن الأطباق التي تقدم في عطلة نهاية الأسبوع، سلة من الخبز وسلطة الموتزاريلا وبيتزا وطبق اللحم والسمك ومعكرونة أرابياتا لذيذة جداً، بالإضافة إلى التيراميسو والآيس كريم الإيطالية. وسيكون بإمكان الزبون اختيار الأطباق التي يريدها من القائمة الخاصة بسعر 58 جنيهاً إسترلينياً للشخص الواحد.

لحم بقري يذوب بالفم (الشرق الاوسط)

أجواء المطعم جميلة ومريحة جداً، كما أنها مناسبة للعائلات، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهذا ما حثّ المطعم على خلق لائحة خاصة وغنية بالأطباق التي ترضي العائلات وبأحجام كبيرة مناسبة للمشاركة.

ميزة المطعم الأخرى هي الخدمة الجيدة والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، فهناك جلسة عند المدخل لمحبي مشاهدة الطاهي وهو يقوم بتحضير الأطباق، وهذه الجلسة محدودة المقاعد، والصفة الإيجابية الأخرى هي طريقة توزيع الطاولات بشكل يمنح الخصوصية لأنها ليست قريبة جداً بعضها من بعض، كما الحال في كثير من المطاعم للفوز بمساحة أكبر تتسع لعدد إضافي من الكراسي.

جلسات مريحة وطاولات واسعة (الشرق الاوسط)

عندما تدخل إلى «إل غاتوباردو» تشعر وكأنك تشاهد مشهداً من السينما الإيطالية، فطابع المكان أنيق، وأجواؤه تنقلك إلى ستينات القرن الماضي مع لمسة أناقة ناعمة، وهناك مدفأة تضيف رونقاً على المكان في ركن خاص.

كما أن الأرائك تتميز بألوانها ونقوشها المختلفة، ما يجعلها مختلفة، والطاولات دائرية بمعظمها، وكبيرة الحجم، فتتسع لعدة أطباق على عكس الطاولات التي تجدها حالياً في المطاعم التي تكون الأطباق فيها أكبر حجماً من الطاولة، وهذه مشكلة حقيقية في بعض الأحيان، لأنها تشعر الزبون بالانزعاج.

ونعود إلى موضوع الطعام والنكهات، فهي بالفعل لذيذة جداً، تشعرك وكأنك تأكل في مطعم داخل إيطاليا لأن المكونات طازجة وتستخدم بطريقة صحيحة، كما أن نوعية اللحم فائقة الجودة وتذوب بالفم لأنها تمزج ما بين النوعية وطريقة الطهي.