«عاش هنا».. لافتات رقمية في مصر للمباني التاريخية ومنازل المشاهير

بيوت الفنانين والأدباء والشعراء ضمن أضخم مشروع توثيقي تفاعلي

مبنى عمر أفندي صممه المعماري راؤول براندن على طراز الروكوكو عام (1905 - 1906) - فيلا علي باشا إبراهيم أول جراح مصري
مبنى عمر أفندي صممه المعماري راؤول براندن على طراز الروكوكو عام (1905 - 1906) - فيلا علي باشا إبراهيم أول جراح مصري
TT

«عاش هنا».. لافتات رقمية في مصر للمباني التاريخية ومنازل المشاهير

مبنى عمر أفندي صممه المعماري راؤول براندن على طراز الروكوكو عام (1905 - 1906) - فيلا علي باشا إبراهيم أول جراح مصري
مبنى عمر أفندي صممه المعماري راؤول براندن على طراز الروكوكو عام (1905 - 1906) - فيلا علي باشا إبراهيم أول جراح مصري

أين يقع منزل عبد الحليم حافظ؟ وأين يقع منزل فؤاد المهندس أو نجيب الريحاني؟ وما قصة تلك المباني؟ تساؤلات تحير عشاق المباني التاريخية والتراثية لرغبتهم في إشباع فضولهم في التعرف على تاريخها وقصتها، لكنها لن تؤرقهم بعد اليوم، فقد أعلن جهاز التنسيق الحضاري عن بدء تنفيذ مشروع «عاش هنا» الذي يهدف لوضع لافتات رقمية لتوثيق المباني في المدن والمحافظات المصرية، على أن توضح اللافتات أبرز المشاهير والشخصيات العامة المصرية والأجنبية التي عاشت في تلك المباني.
يقول المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة المشروع جاءت على غرار الدول الأوروبية، حيث يسعى كثير من زوارها للتعرف على أماكن إقامة كبار الأدباء، والتقاط الصور التذكارية أمامها، ومصر بها مئات من المنازل والبيوت التي عاش بها كبار الأدباء والشعراء والفنانين والموسيقيين والتشكيليين. لذا، فكرنا في مشروع «عاش هنا» بهدف توثيق المباني والأماكن التي عاش بها المشاهير في كل المجالات، الذين ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخها الحديث».
ويوضح أبو سعدة: «بُدِء في تنفيذ الفكرة بوضع لافتات تبين اسم الفنان الذي سكن بالمبنى، ونبذة مختصرة عن أهم أعماله وتاريخه الفني، محملة على تطبيق الـQR الذي يمكن استخدامه عن طريق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتطورة، مما يساعد على نشر الوعي والمعرفة بتاريخ الشخصيات والمباني الهامة على مستوى الجمهورية».
وتحمل اللافتات البرونزية اللون التي ستجدها موجودة الآن على مباني القاهرة التاريخية ومباني وسط القاهرة الشهيرة، كثيرًا من المعلومات، مثل: رقم توثيق المبنى، بوصفه عقارًا ذا طراز معماري متميز، وعنوانه، وسنة الإنشاء، فضلا عن إضافة رمز على لوحة التوثيق يحمل مزيدًا من المعلومات الخاصة بالمبنى، مثل اسم المعماري الذي شيده، ونبذة تاريخية عن المبنى.
وأخيرًا، قام الجهاز بضم فيلا الفنانة الراحلة ماري منيب لقائمة المباني التراثية، لحمايتها من التعديات في إطار ضمها أيضًا للتوثيق في مشروع «عاش هنا».
ويضيف أبو سعدة: «تُوضَع حاليًا قاعدة بيانات ضخمة تضم تصنيفًا للمباني التي عاش فيها فنانون أو مشاهير، وقد تواصلنا مع نقابة الفنانين ونقابة التشكيليين ونقابة الملحنين ونقابة السينمائيين، للحصول على المعلومات الخاصة بأماكن إقامة أعلامهم، إلا أننا ما زلنا في حاجة لكثير من الباحثين المهتمين بتاريخ المباني الأثرية لتوثيق كل المعلومات، وسنستعين بالمهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر، لتدقيق المعلومات والبيانات التي تُجمَع».
ويستطرد أبو سعدة: «قمنا حتى الآن بتسجيل 6447 مبنى تراثيًا، في 18 محافظة. وفي وسط القاهرة فقط، هناك أكثر من 80 عقارًا لهم طراز معماري مميز»، مشيرًا إلى أن اللافتات تعتبر هي اللبنة الأولى في هذا المشروع التوثيقي الضخم، على أن تُربَط في مرحلة لاحقة كل المعلومات والصور بخرائط رقمية على غرار «جوجل مابس»، لكي يتمكن الزائر للقاهرة من التعرف على أماكن إقامة المشاهير وفقا للمناطق والأحياء، ويكون بوسعه أن يضع برنامجًا لزيارتها مع دليل رقمي على هاتفه المحمول.
ففي حي «جاردن سيتي» الشهير، مثلا، توجد فيلا دكتور علي إبراهيم باشا (1880 - 1947)، أول الجراحين المصريين، وعنوانها: رقم 2، شارع خليل أغا، جاردن سيتي، التي لا يعلم عنها المارة شيئًا، إلا أن مشروع «عاش هنا» سيمكنك من معرفة أن الفيلا صممها أوسكار هورويتز خصيصًا لعلي باشا إبراهيم، أول عميد مصري لكلية طب قصر العيني، الذي شغل أيضًا منصب وزير الصحة، وعين في سبتمبر (أيلول) عام 1941 (بعد خروجه من الوزارة مباشرة) مديرًا لجامعة فؤاد الأول. كما ستعرف أن علي باشا إبراهيم هو مؤسس نقابة أطباء مصر عام 1940، وأنه كان أول نقيب لأطباء مصر، وأن هذه الفيلا اشتراها الثري السوري الحاج أكرم، ثم باعها في عام 1970 للشيخ مبارك الصباح الذي استخدمها مكتبًا له.
وتكمن أهمية المشروع في أنه في كثير من الأحياء، توجد عشرات من الفيلات والقصور المجهولة الهوية لكثير من المصريين أنفسهم، ويتعرض أغلبها للتدمير والتشويه والتخريب من قبل المقاولين والمهندسين الجشعين، خصوصًا في أعقاب ثورة يناير عام 2011، حيث عم الانفلات الأمني، وسادت فوضى البناء العشوائي التي طالت العقارات المميزة والتاريخية، فشيدت على أنقاضها مسوخ معمارية.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.