هاتفا «غوغل» الجديدان ينافسان «آيفون»

تركيز على الذكاء الصناعي والمساعدات الشخصية الرقمية والواقع الافتراضي.. ومستقبل البحث «صوتي»

زوار يتأملون نماذج من هواتف «غوغل» الجديدة (إ.ب.أ)
زوار يتأملون نماذج من هواتف «غوغل» الجديدة (إ.ب.أ)
TT

هاتفا «غوغل» الجديدان ينافسان «آيفون»

زوار يتأملون نماذج من هواتف «غوغل» الجديدة (إ.ب.أ)
زوار يتأملون نماذج من هواتف «غوغل» الجديدة (إ.ب.أ)

فاجأت «غوغل»، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، العالم التقني، بالإعلان عن عزمها إطلاق هواتف جديد من تصميمها تنافس «آيفون» بالمواصفات والسعر، بالإضافة إلى الكشف عن بيئة متكاملة للذكاء الصناعي من خلال أجهزة منزلية مختلفة تقدم خدمات كثيرة للمستخدم من خلال مساعدها الشخصي الذكي الذي يتفاعل صوتيًا مع المستخدم. وتشمل التقنيات الجديدة سماعة ذكية متصلة بالإنترنت للإجابة عن أسئلة المستخدم وتشغيل الموسيقى، ووحدة «واي فاي» ذكية لتقديم أفضل اتصال بالإنترنت للأجهزة المتصلة بها وفقا لآلية الاستخدام، ونقطة ربط لاسلكية بين الهواتف الجوالة والتلفزيونات الحديثة، ونظارات واقع افتراضي مريحة للاستخدام ومنخفضة التكلفة، بالإضافة إلى هاتفي «بيكسل» الجديدين.
وقدمت الشركة هاتفين بحجمين مختلفين، هما «بيكسل» Pixel و«بيكسل إكس إل» Pixel XL، حيث يقدم الأول شاشة بقطر 5 بوصات، وأسرع كاميرا خلفية تلتقط الصور في الجوالات إلى الآن، وبدقة 12 ميغابيكسل. الهاتف متقدم من حيث المواصفات التقنية وقدرة المعالج والذاكرة، مع قدرته على العمل لفترات مطولة وشحنه بسرعة (15 دقيقة من الشحن كافية ليعمل لمدة 7 ساعات من الاستخدام)، مع قدرته على مسح بصمة أصبع المستخدم، بينما يقدم الإصدار الأكبر شاشة بقطر 5.5 بوصة وببطارية أكبر.
تصميم الهاتفين جميل وأنيق، وتقدم الشركة من خلالهما مساعدها الشخصي الذكي الذي يفهم لغة الإنسان الرسمية والدارجة (العامية) ويفهم سياق الحديث بكل سهولة. كما تقدم الشركة تقنية الدعم الفني المدمج في الهاتفين، بحيث يستطيع قسم الدعم الفني الدخول إلى هاتف المستخدم عن بُعد عند طلبه ذلك للتعرف على المشكلة وحلها في أي ساعة، مع توفير ميزة حفظ نسخ احتياطية من صور وعروض الفيديو على خدمات التخزين السحابي آليا. وتتراوح أسعارهما بين 649 و869 دولارا، وفقا للإصدار والسعة التخزينية المرغوبة، وهما متوافران بألوان الأسود أو الفضي والأزرق.
وبالنسبة لملحق «غوغل واي فاي» Google Wifi، فيمكن وضع عدة وحدات منه حول المنزل، لتقرر كل وحدة ما الأنسب لتقديم خدمة الاتصال بالإنترنت للأجهزة المتصلة بها وفقا للضغط والحاجة والتركيز على الصورة أو تحميل الملفات، وغيرها، وذلك باستخدام تقنية الذكاء الصناعي، وبسرعة 150 مللي ثانية. وسيطلق الملحق في ديسمبر (كانون الأول) المقبل بسعر 129 دولارا.
أما إن كنتَ تبحث عن مساعد ذكي يستمع إلى أسئلتك الصوتية ويجب عنها فورا دون ملامسة أي شاشة أو الضغط على أي زر، فستعجبك سماعة «غوغل هوم» Google Home الذكية التي تحتوي على تقنية المساعد الشخصي دون الحاجة لتشغيل أي تطبيق على الهاتف أو استخدم الكومبيوتر، وهي ذات تصميم أنيق يسمح بوضعها في أي مكان في المنزل أو المكتب، مع تقديمها لميزة تشغيل الموسيقى الرقمية واستقبال بث راديو الإنترنت عبر مجموعة من الخدمات الرقمية المختلفة. وستطلق هذه السماعة في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بسعر 129 دولارا.
وطورت «غوغل» مفهوم نظارات الواقع الافتراضي على الهواتف الجوالة بإطلاق نظارة «داي دريم فيو» Daydream View التي تنافس نظارات «سامسونغ غير في آر» للواقع الافتراضي بشكل مباشر، مع تقديم نظارة «غوغل» أداة تحكم لاسلكية سهلة الاستخدام. ويبلغ وزن النظارة 220 غرامًا، وهي ذات تصميم أنيق وجميل، وستطلق في بداية نوفمبر المقبل وتدعم مشاهدة عروض الفيديو المحيطية في 360 درجة واللعب بالألعاب الإلكترونية بكل سهولة. وستطلق النظارة في نوفمبر المقبل بسعر 79 دولارًا.
وطورت «غوغل» سلسلة ملحقات «كرومكاست» بإطلاق الإصدار الجديد منها باسم «كرومكاست ألترا» Chromecast Ultra، الذي يتخصص بنقل المحتوى فائق الدقة أو بتقنية المجال الديناميكي العالي High Dynamic Range HDR من الأجهزة المحمولة أو الإنترنت إلى التلفزيون، وبشكل لاسلكي تماما دون الحاجة لوجود أي دراية تقنية لدى المستخدم، مع توفير منفذ للشبكات السلكية لنقل الأفلام فائقة الدقة من الكومبيوتر إلى التلفزيون دون تقطع. وسيطلق الملحق في نوفمبر المقبل بسعر 69 دولارا أميركيا.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».