الأجهزة الذكية تنقل منطقة الشرق الأوسط نحو تبني المدفوعات الرقمية

السعودية تتصدر في قطاع حجوزات السفر.. تليها مصر والإمارات في قطاعي الفعاليات والترفيه

الأجهزة الذكية تنقل منطقة الشرق الأوسط نحو تبني المدفوعات الرقمية
TT

الأجهزة الذكية تنقل منطقة الشرق الأوسط نحو تبني المدفوعات الرقمية

الأجهزة الذكية تنقل منطقة الشرق الأوسط نحو تبني المدفوعات الرقمية

بدأت خدمات الدفع عبر الهواتف الذكية تنتشر في العدد من دول العالم، وذلك بعد تقديم الهواتف الذكية مزايا تقنية متقدمة تسمح لها بالدفع رقميا وبمستويات أمان وموثوقية عالية، مع تقديم مستشعرات للبصمات وقزحية العين لتأكيد العملية وبرمجيات تسهل ذلك. وفي الوقت نفسه، تكلف التعاملات الورقية نفقات عالية على الدول مقارنة بالتعاملات الرقمية، الأمر الذي يزيد من توجه الدول نحو استخدامها. ويركز هذا الموضوع على التعاملات الرقمية في الدول العربية.
أول ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن تكلفة التعاملات الورقية تتراوح بين 1.25 و2.0 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ففي دولة كالولايات المتحدة الأميركية، التي تتمتع باقتصاد يبلغ الناتج المحلي الإجمالي فيه 16.5 تريليون دولار، تبلغ تكلفة التعاملات النقدية سنويا نحو 200 مليار دولار أميركي. ويترتب على إصدار العملات النقدية والتعامل بها نفقات ضخمة، إلا أن المجتمعات الخالية من التعاملات النقدية تتميز بقلة حجم النفقات اللازمة لطباعتها وتداولها، هذا بالإضافة إلى تقليص انتشار الأسواق السوداء والرمادية فيها، وقلة حدوث الأنشطة الإجرامية، وهو ما يعني قلة النفقات اللازمة لمنع ذلك.
وتبلغ نسبة التعاملات النقدية في الإمارات العربية المتحدة حاليا 75 في المائة من إجمالي المعاملات، ولكن طريقة الدفع القديمة هذه ورغم أنها تعد مريحة للكثير من مستخدميها، فإنها على وشك فسك المجال أمام التعاملات الرقمية، حيث تسير الإمارات في خطوات متسارعة نحو التحول إلى مجتمع غير نقدي، إذ سيصبح إنفاق المستهلكين في الدولة معتمدا بصورة أكبر على تقنيات الدفع عبر أجهزة الهاتف الذكية. وتسهم عمليات الدفع عبر الأجهزة الجوالة في زيادة الكفاءة والأمن واستهداف مختلف فئات المجتمع.
* السعودية والإمارات
ويؤكد تقرير صادر من «بايفورت» Payfort بعنوان «حالة المدفوعات 2016» State of Payments 2016 حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن أكبر ازدياد في حجم المدفوعات الرقمية في المنطقة العربية كان في السعودية، تليها الإمارات ومصر، مع وجود نمو صغير في لبنان وقطر. وتصدرت السعودية الزيادة في قطاع حجوزات السفر، بينما تصدر قطاعا الفعاليات والترفيه في كل من مصر والإمارات.
وتوفر منصات الدفع عبر الأجهزة الجوالة حلول دفع آمنة وسهلة تتضمن استخدام تقنية اتصالات المدى القريب Near Field Communication NFC ورموز الاستجابة السريعة QR Code بين المستخدمين الذين يمتلكون محافظ جوالة والتجار، الذين يستخدمون نقاط البيع عبر الهواتف الذكية، التي تسمح بإتمام عمليات الدفع الجوال. ويمكن لمستخدمي المحفظة الرقمية تعبئة حسابهم الخاص باستخدام طرق متعددة، مثل الإيداع النقدي عبر المنافذ التجارية المتاحة، أو البطاقات الائتمانية أو أجهزة الصراف الآلي.
ويرى تقرير صادر عن شركة «ماكنزي» McKinsey للاستشارات، أن حلول التمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي باتت في طور الانتقال من مكاتب الشركات الناشئة لتحتل مكانا أوسع في عموم القطاع. ويشير التقرير بعنوان «المدفوعات العالمية 2015: قطاع سليم يواجه ثورة رقمية»، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إلى توقعات الخبراء بأن تصل عائدات المدفوعات الرقمية على مستوى العالم إلى تريليوني دولار بحلول عام 2020. وأصبحت شركات مثل «باي بال»، التي تعتبر الآن من أبرز بوابات الدفع الإلكتروني عبر الإنترنت في أي مكان في العالم، القاعدة الموثوقة لكثير من المستهلكين الذين يستخدمون المنتجات المالية، فيما شرعت البنوك في رد فعل على ذلك التوجه باعتماد الحلول المصرفية عبر الهاتف الجوال لتلبية متطلبات عملائها.
وتمثل الأسواق الناشئة، ومنها منطقة الشرق الأوسط، 90 في المائة من النمو الحاصل في قطاع الهواتف المتنقلة، وفقا لتقرير «الاقتصاد الجوال 2016» الصادر عن الاتحاد العالمي لمشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة GSMA الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، والذي يتوقع أن تواصل هذه الأرقام ارتفاعها.
وتبدو الإمكانيات المحلية التي تنطوي عليها دول مجلس التعاون الخليجي في الابتكار واضحة، ومما يدل عليها التقدم المستمر الحاصل في دولة الإمارات نحو أن تصبح مركزا للتمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي. ويُظهر التقرير أن ملياري شخصٍ حاليا يستخدمون ما لا يقل عن خدمة واحدة من 270 خدمة مالية متنقلة متاحة حول العالم، في حين تؤكد الدراسات حاجة القطاع لمزيد من حلول الدفع الرقمية الميسرة.
وتطبق 96 في المائة من البنوك في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، استراتيجيات شاملة للتحول الرقمي، تقوم على الحوسبة السحابية وتحليلات البيانات الكبيرة والتطبيقات المتنقلة من أجل إثراء تجربة العملاء، وفقا لتقرير حديث صادر عن «آي دي سي فاينانشيال إنسايتس» IDC Financial Insights للأبحاث وشركة برمجيات الأعمال العالمية «إس إيه بي» SAP. وتعتزم نصف البنوك في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تعيين رئيس للرقمنة بحلول عام 2020 لدعم هذه الاستراتيجيات، وفقا للتقرير الذي يحمل عنوان «البنوك الجاهزة رقميا: ما مدى جاهزية البنوك الأوروبية للعام الرقمي؟» الذي حصلت«الشرق الأوسط» على نسخة منه.
وتملك تطبيقات الهواتف الجوالة مفاتيح تغيير قواعد اللعب في القطاع المصرفي والمالي العالمي، كما تفعل في القطاعات الأخرى، حيث يجري تطوير تطبيقات في الأسواق الناشئة تدفع العملاء إلى المطالبة بالارتقاء بمعايير سهولة وسلاسة الاستخدام، كما أنها تكسر جميع الحواجز التي يمكن أن تواجه المستخدمين للاستفادة من مزاياها، الأمر الذي يساعد في تعزيز قدرات الأسواق الناشئة للمنافسة على قدم المساواة لريادة الموجة التالية من الابتكار. ويكمن الابتكار في استخدام التقنيات الملبوسة التي توفر إمكانيات ضخمة للبنوك، إذ تقدم خدمات تريح المستخدمين غير التقنيين في الدفع وهي أكثر ملاءمة لهم مقارنة بأجهزة متخصصة منفصلة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.