قوات الأمن تنجح في تطهير المحافظات المحررة من الجماعات الإرهابية

قوات الأمن تنجح في تطهير  المحافظات المحررة من الجماعات الإرهابية
TT

قوات الأمن تنجح في تطهير المحافظات المحررة من الجماعات الإرهابية

قوات الأمن تنجح في تطهير  المحافظات المحررة من الجماعات الإرهابية

في ظل النجاحات الكبيرة التي حققتها القوات الأمنية بدعم التحالف في تطهير المحافظات المحررة من الجماعات الإرهابية، فإن حملات الدهم والتعقب للجيوب الإرهابية ما زالت تواصل نجاحاتها في ضبط واعتقال أخطر الخلايا الإرهابية في عدن ولحج، حيث نجحت وحدة أمنية خاصة بمكافحة الإرهاب أمس الجمعة في اعتقال أحد أخطر عناصر وقادة التنظيم الإرهابي، وهو القيادي (س.ع.س) شقيق الإرهابي سالم اللحجي المعروف في محافظتي عدن ولحج بجنوب اليمن.
ويعد الإرهابي (س.ع.س)، بحسب الناطق الرسمي لشرطة عدن عبد الرحمن النقيب، الأمير الفعلي لتنظيم القاعدة في مديريات (التواهي والمعلا والقلوعة)، عقب تحرير عدن من ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح في منتصف يوليو (تموز) من العام الماضي قبل أن يتم تطهير عدن في ديسمبر (كانون الأول) 2015. وكانت حملة عسكرية للقوات الأمنية والمقاومة الجنوبية، بدعم وإسناد مباشر من التحالف، قد تمكنت في ديسمبر (كانون الأول) 2015 من اجتثاث وتطهير عدن من العناصر الإرهابية، ليعقبها في مطلع العام الحالي تطهير محافظتي لحج وحضرموت، ومن ثم محافظة أبين التي تم تطهيرها من الجماعات الإرهابية منتصف الشهر الماضي.
وتواصل القوات الأمنية المدعومة من التحالف حملاتها العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في لحج وأبين وحضرموت، وسط حملات دهم واعتقالات عناصر مطلوبة، وضبط معامل لصناعة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، وكذا كشف مخازن أسلحة في ظل نجاحات متوالية في ضبط خلايا إرهابية.
وفي محافظة أبين تواصل قوات الحزام الأمني حملات دهم واعتقالات العناصر الإرهابية في مدن زنجبار وجعار وموديه ولودر والمحفد، في الوقت الذي تفرض فيه قوات الأمن كامل سيطرتها على مدن ساحل وريف أبين وسط إجراءات أمنية مشددة، وتأمين الأمن المرافق الحكومية والخط الساحلي الرابط بين عدن لحج حضرموت وتأمين نحو 90 في المائة من المحافظة بعد تطهيرها من الجماعات الإرهابية واستعادتها إلى سلطة الدولة بدعم التحالف.
وبمحافظة لحج شمال العاصمة المؤقتة عدن، تمكنت قوات الحزام الأمني من إلقاء القبض على عناصر من تنظيم القاعدة بمدينة الحوطة بلحج، وهي من العناصر الخطيرة في التنظيم دون الكشف عن أسمائهم وعددهم أو أي تفاصيل أخرى تذكر.
وتأتي العملية عقب مقتل عنصرين من عناصر قوات الحزام الأمني في منطقة صبر، أول من أمس، من قبل مجهولين يعتقد انتماؤهم لـ«القاعدة» في مركز المحافظة (الحوطة).
وتواصل القوات الأمنية منذ أكثر من شهرين تطهير لحج من الجماعات الإرهابية، وتنفذ حملات دهم واعتقالات العناصر الإرهابية وسط نجاحات كبيرة تحققها في اعتقال عناصر خلايا إرهابية. وفي الوقت الذي تشهد فيه جبهات محافظة لحج مواجهات متقطعة مع ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح تفقد الدكتور ناصر الخبجي، محافظ محافظة لحج، أول من أمس، أوضاع المواطنين بمديرية طور الباحة، وكذا الجبهات المستعرة في أطراف المديرية المحاذية لمحافظة تعز. في حين تجري استعدادات مكثفة لحملة عسكرية مرتقبة يتم التحضير لها بالتنسيق مع قوات التحالف العربي بعدن وحضرموت لتطهير محافظة شبوة من الجماعات الإرهابية بعد استكمال تطهير كل مدن محافظة أبين، وفي الوقت الذي ما زالت طائرات الدرون الأميركية تنفذ غاراتها ضد العناصر الإرهابية في شبوة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.