«حماس» تعلن موافقتها على إجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية

إصابة 13 فلسطينيًا برصاص قوة إسرائيلية قرب رام الله

«حماس» تعلن موافقتها على إجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية
TT

«حماس» تعلن موافقتها على إجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية

«حماس» تعلن موافقتها على إجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية

أعلنت حركة المقاومة (حماس) أمس موافقتها على إجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية، المقررة في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بعد أن كانت قاطعتها في العام 2012.
وقالت الحركة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني الرسمي «إن الحركة ترى ضرورة وأهمية إجراء الانتخابات المحلية في الضفة والقطاع، وتجديد هيئاتها استنادا إلى الإرادة الشعبية الحرة عبر صناديق الاقتراع، بما يؤدي إلى تطوير وتحسين الخدمات المقدمة لشعبنا الفلسطيني».
وأضاف البيان موضحا أن الحركة «ستعمل على إنجاح الانتخابات وتسهيل إجرائها، بما يخدم مصلحة شعبنا وقضيتنا، وعلى أساس توفير ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص لهذه الانتخابات واحترام نتائجها».
وتنظم لجنة الانتخابات المركزية، التي تعتبر مستقلة، هذه الانتخابات، وهي الثالثة منذ إنشاء السلطة الفلسطينية في 1995. وقد سبق أن منعت حركة حماس إجراء الانتخابات المحلية الأخيرة عام 2012 في قطاع غزة، كما قاطعت أيضا الانتخابات التي جرت في الضفة الغربية، وبررت رفضها في حينه بضرورة إعطاء الأولوية لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
لكن لم تجر انتخابات تشريعية في الأراضي الفلسطينية منذ 2006. وقد فازت حركة حماس بها في حينه، لكن الخلافات السياسية الحادة، لا سيما بين حركتي فتح وحماس، انتهت بتفرد حماس بالسيطرة على قطاع غزة. وبسبب عمق الخلافات أيضا، لم تجر انتخابات رئاسية منذ العام 2005.
ورحبت لجنة الانتخابات المركزية، التي ستتولى الإشراف على الانتخابات المحلية، ببيان حركة حماس، وقالت في بيان صحافي إن رئيس اللجنة حنا ناصر ووفدا من اللجنة سيتوجهان إلى القطاع صباح غد الأحد للقاء الفصائل والأحزاب السياسية، ولإطلاعهم على خطط اللجنة لتنفيذ الانتخابات المحلية بالتزامن بين الضفة والقطاع.
في غضون ذلك، اعتقلت قوات من الجيش الإسرائيلي ليلة أمس في أنحاء الضفة الغربية ثلاثة مطلوبين فلسطينيين،
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن المعتقلين أحيلوا إلى التحقيق، مضيفة أنه بعد عملية اعتقال أحدهم، وهو ناشط حمساوي يدعى طارق ربيع، في قرية المزرعة الغربية قرب رام الله، اندلعت مواجهات أسفرت حسب مصادر محلية عن إصابة أكثر من عشرة فلسطينيين بجروح.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي يشن حملات اعتقالات ومداهمات شبه يومية في الضفة الغربية في إطار ملاحقة ناشطين فلسطينيين يصفهم بـ«المطلوبين».
وأصيب ليلة أول من أمس 13 فلسطينيا برصاص «وحدة مستعربين» إسرائيلية أثناء محاولتها اعتقال أحد المطلوبين في بلدة المزرعة الغربية قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية فلسطينية.
وقال مدير مجمع فلسطين الطبي في رام الله الدكتور أحمد بيتاوي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عناصر وحدة خاصة من قوات الاحتلال (مستعربين) بلباس فلسطيني دخلوا إلى البلدة لاعتقال أحد الشبان، ولدى انكشاف أمرهم من قبل شبان البلدة، قاموا بإطلاق الرصاص الحي باتجاه الشبان، ما أدى إلى إصابة 13 مواطنا على الأقل أحدهم بحال الخطر».
و«المستعربون» هم عناصر في أجهزة الأمن الإسرائيلية يرتدون الزي المدني، ويندسون في المظاهرات وخلال المواجهات، ويتسللون إلى مدن فلسطينية للقيام باعتقالات، كما أنهم يتحدثون العربية بطلاقة ولهم ملامح عربية. وأضاف البيتاوي موضحا أنه «تم نقل المصابين إلى مشافي رام الله للعلاج».
من جهته قال مسؤول أمني فلسطيني «اندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال التي دفعت بتعزيزات كبيرة إلى البلدة ومحيطها». فيما أكدت وزارة الصحة «وصول 13 إصابة بالرصاص الحي إلى مجمع فلسطين الطبي جميعها في الأطراف باستثناء إصابة خطرة في البطن جرى إدخالها للعمليات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.