محاولات علمية للتعرف على طرق مساعدة الطفل على النوم

الطفل لا يُؤذيه البكاء بل الهزّ

محاولات علمية للتعرف على طرق مساعدة الطفل على النوم
TT

محاولات علمية للتعرف على طرق مساعدة الطفل على النوم

محاولات علمية للتعرف على طرق مساعدة الطفل على النوم

البحث عن أفضل النصائح للأمهات والآباء عن كيفية مساعدة طفلهم الوليد على النوم، لا يزال محل اهتمام الباحثين الطبيين. والهدف هو معرفة الوسيلة الأفضل التي تساعد الطفل على النوم دون أن تترك أثرًا نفسيًا سيئًا لديه على المدى البعيد. وفي كل ليلة، تعاني الأم والأب من الإجابة على سؤال يبدأ بعبارة: كيف السبيل لجعل طفلنا ينام الليلة براحة ودون معاناة؟ وهو سؤال ضمن حزمة من الأسئلة الجديدة التي تظهر في كل يوم جديد يعيشه الطفل. وتبدأ تلك السلسلة من الأسئلة بولادة الطفل وتستمر لدى الأمهات والآباء طوال مراحل الطفولة والمراهقة والبلوغ لدى الأبناء والبنات مع كل المتغيرات التي تطرأ عليهم خلال مراحل نموهم الجسدي والنفسي والتعليمي والاجتماعي.
وتشير كثير من المراجع الطبية إلى أن البدء الصحيح في العلاقة مع الطفل المولود من قبل الوالدين هو مفتاح صناعة علاقة دائمة من النجاح في حُسن التعامل والتفهم فيما بين الطفل من جهة وبين الوالدين من جهة أخرى. ولذا يُعتبر فهم «أول يوم في حياة الطفل» أساسا لتلك العلاقة، كما أن معرفة الأم والأب لكيفية معايشة ذلك اليوم وتقديم الرعاية الأفضل فيه للطفل هي بداية صحيحة لعلاقة تشعر الأم ويشعر الأب من خلالها بمستوى أفضل من القرب من الطفل وقوة الترابط معه.
* طفلك والنوم
يعتبر «نوم الطفل» أحد الاختبارات اليومية للأمهات والآباء، وأن النجاح في تسهيل حصوله لا يُعطي فقط دعمًا نفسيًا ومعنويًا للوالدين في شعورهم بالرضا عن النفس في أدائهم لدور الأمومة والأبوة اليومي، بل يُعطيهما فرصة للنوم الليلي والقدرة على العناية بالطفل وأداء أعمالهم بنشاط في اليوم التالي. وضمن عدد 24 مايو (أيار) لمجلة طب الأطفال Pediatrics الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال APA، نشر الباحثون من أستراليا نتائج دراستهم المقارنة بين طريقتين من طرق مساعدة الأطفال على النوم. وتعتبر طريقة «الإطفاء المتدرج» Graduated Extinction وطريقة «تلاشي وقت النوم» Bedtime Fading من أشهر وأقدم الطرق المنصوح بها في مساعدة الطفل على النوم، والتي تنظر إليهما أوساط طب الأطفال كوسائل آمنة ولكنها تحتاج إلى إثباتات علمية أن لا تأثيرات سلبية لهما على نفسية الطفل على المدى البعيد.
وطريقة «الإطفاء المتدرج» تتبنى استراتيجية إعطاء الطفل فرصة للدخول في النوم بطريقة يُهديء الطفل فيها نفسه بنفسه، أي دون تدخل مباشر من أحد الوالدين. بينما تعتمد طريقة «تلاشي وقت النوم» على تدخل الوالدين في تقرير هدف لوقت نوم الطفل ومحاولة تقريب هذا الوقت بالتدرج وصولاً إلى نوم الطفل في الوقت المطلوب. ولتفصيل ثمة ما يُعرف طبيًا بـ«تقنيات تدريب النوم» Sleep Training Technique، ومن ضمنهما هاتان الطريقتان التي تمت المقارنة بينهما وتقيمهما في الدراسة الأسترالية الحديثة.
وتتبنى طريقة «الإطفاء المتدرج» التعامل مع «بكاء الطفل» كأدأة تُستخدم لتسهيل دخول الطفل إلى النوم، ولذا تُسميها المصادر الطبية في الولايات المتحدة بـ«البكاء المنضبط» Controlled Crying. وتعتمد على عنصرين مهمين في التعامل مع بكاء الطفل كأداة للنوم، الأول تحديد وقت روتيني ثابت لنوم الطفل، والثاني الترابط الجيد بين الوالدين والطفل خلال فترة خلود الطفل إلى النوم.
ومن خلال هذه الطريقة يتم وضع الطفل في السرير وهو مستيقظ، ثم يغادر الوالدان غرفة النوم لفترة وجيزة ولا يعودان إليها إلا حينما يبدأ الطفل بالبكاء، ثم يغادرانها مرة أخرى دون ملامسة الطفل أو حمله، ثم يعودان لبرهة قصيرة مرة أخرى إلى الطفل، ويتكرر هذا إلى حين خلود الطفل إلى النوم. وهذه الطريقة لا تناسب الطفل المريض أو أي نوع من الاحتياجات التي تتطلب اهتمام الأم ببكاء الطفل. وطريقة «الإطفاء المتدرج» ذُكرت في المراجع الطبية القديمة قبل نحو 100 عام، وتمت إعادة تسويقها طبيًا في الثمانينات الماضية من قبل طبيب الأطفال الأميركي الدكتور ريتشارد فيربير. وذكرت ماندي غيرني، مديرة مركز ميلبوند لعيادة النوم ومؤلفة كتاب «علّم طفلك النوم»، أن طريقة «الإطفاء المتدرج» للبكاء لا تتطلب أكثر من أسبوع، ولكنه أسبوع قاس كما تقول ماندي، وتُضيف في كتابها أن هذا يتطلب من الوالدين الالتزام بتطبيق الطريقة دون إخلال بها. بمعنى ضرورة تحديد موعد ثابت ليليًا للبدء بوضع الطفل على السرير، وهو لا يزال مستيقظا، ثم مغادرة الغرفة ثم بقية الخطوات المتقدمة.
وتستطرد مؤلفة كتاب «علّم طفلك النوم» قائلة: على الأم أن تختار أسبوعا مناسبا لها كي تلتزم فيه بالاهتمام بتعويد الطفل على النوم وأن لا تكون فيه مشغولة بأي أمور أخرى خلال الأمسيات، وعلى الأم أن تفهم هذه الطريقة جيدًا وكيفية تطبيقها، وأن يتوافق الزوجان، الأب والأم على مشاركة بعضهما البعض في هذا الأمر، لأنه شاق على أي واحد منهما منفردًا، والأمر الآخر ضرورة تأكد الوالدين أن الطفل ليس مريضا أو غير مرتاح أو خائف أو أن ما يُوقظ الطفل أو يُبكيه هو جوع أو حاجة لنظافة من التبول أو التبرز.
* تأثيرات إيجابية
ولاحظ الباحثون في دراستهم الحديثة أن طريقة «الإطفاء المتدرج» وطريقة «تلاشي وقت النوم» كلاهما يُساعدان الطفل على النوم بشكل أسرع، ولكن طريقة «الإطفاء المتدرج» كانت أفضل في جعل الطفل يستيقظ عدد مرات أقل في مراحل تالية من الليل بعد بدئه النوم. والمهم كما توصل إليه الباحثون في الدراسة أن الطريقتين كلتيهما لم يتسببا بأي أضرار نفسية تالية خلال سنة من المتابعة الطبية ولم يتركا أي آثار عاطفية سلبية لدى الطفل في علاقته بوالديه، وخصوصا الأم. وهو ما علقت عليه الدكتورة مارسل ديراي، الطبيبة المتخصصة في نوم الطفل في مستشفى نكلس بميامي، قائلة: «هذه النقطة الأخيرة هي الأهم ونحن نعلم أن هاتين الطريقتين تعملان في تسهيل دخول الطفل في النوم»، في إشارة منها إلى ضرورة إدراك الأمهات أن عملهن على تعويد الطفل على النوم في وقت محدد ومناسب ووفق إرشادات الطبيب وباستخدام طرق ثبتت جدواها علميًا لن يكون سببًا في تأثر الطفل عاطفيًا ولن يكون سببًا في تدهور علاقته الطبيعية مع أمه.
وأضافت: «أن كثيرًا من الأمهات والآباء يقلق من تأثيرات تعود الطفل على النوم في جوانب النمو العاطفي لديه، ولكن هذه الدراسة بمتابعتها هذه الجوانب لمدة 12 شهرا، لم تجد أي تأثيرات سلبية واضحة ووجدها ملائمة جدًا». وقال الدكتور مايكل غراديسار، الباحث الرئيس في الدراسة والمتخصص في علم النفس الإكلينيكي بجامعة فلينديرز في أستراليا: «يقلق الوالدان من طريقة الإطفاء المتدرج وبكاء الطفل خلالها، ولكن الطفل سيتعلم منها السيطرة الذاتية على بكائه خلال الليل والهدوء والنوم، ولذا فإن قلق الوالدين قد يتسبب بتضرر الطفل عاطفيًا وصناعة مشكلات في الترابط Attachment Problems فيما بين الوالدين والطفل على المدى البعيد».
* فهم الطفل الوليد
وتشير النشرات الطبية لجامعة أوهايو بالولايات المتحدة إلى أن على الأم إدراك جوانب مختلفة في فهم طفلها الوليد والخواص الجسدية والنفسية لديه، ومنها دورات النوم والاستيقاظ. وتضيف أن الأطفال يبقون نشطين ومستيقظين في الساعات القليلة الأولى بعد الولادة. وبعد ذلك يشعر الأطفال بالرغبة في النوم خلال 12 إلى 24 ساعة التالية، ولذا عليها أن تتوقع من طفلها أن ينام لمدة 16 إلى 20 ساعة يوميًا دون انتظام في أوقات النوم، وأن الأطفال يستيقظون ليلا في أحيانٍ كثيرة لتناول الرضعات.
وبالنسبة للرأس، قد تبدو رأس الطفل كبيرًا وغير مستو في الشكل بعد الولادة، ولكنه سيستعيد شكله العادي ببطء خلال أسبوع تقريبًا، ذلك أنه يوجد لدى الأطفال منطقتان رقيقتان على الرأس، وهاتان المنطقتان سوف تغلقان ببطء وليست هناك حاجة إلى أي عناية خاصة. وحول العينين، تقول إن الطفل يستطيع بوضوح رؤية ما يبعد عنه 20 بوصة (البوصة 2.5 سنتمتر تقريبا)، وأن العينين تكتسبان اللون الدائم لهما خلال فترة ما بين 6 إلى 12 شهرا، وأن من الطبيعي ظهور بقع حمراء على بياض العين، أو أن يبدو عليهما نوع من الحول، وهي حالات تزول مع الوقت، ولكن من الضروري مراجعة الطبيب في هذا الشأن.
كما أن من الطبيعي أن يبدو شيء من التورم في الثدي أو الأعضاء التناسلية لدى الطفل، وهو ما يختفي تدريجيًا مع الوقت. وأيضًا من الطبيعي أن يحتوي الثدي على كمية قليلة من سائل يُشبه الحليب ويخرج منهما، والأمر لا يستدعي القلق. وكذلك من الطبيعي أن تخرج إفرازات من مهبل الطفلة وبعض قطرات من الدم، ويستمر ذلك لبضعة أيام، ولكنه أيضًا لا يستدعي القلق من الأم. والطبيعي أيضًا أن يكون لون الشفتين والمنطقة داخل الفم هو اللون القرمزي، وإذا ما لاحظت الأم زرقة في اللون حول فم الطفل أو عدم قدرته على التنبه أو الاستجابة فعليها مراجعة الطبيب دون تأخير. وكذا إذا ظهرت على جلد الطفل بثور يخرج منها صديد أو أن لديه حمى أو سعال.
* بكاء الطفل
وحول التعايش مع صراخ الطفل، تضيف نشرات المركز الطبي بجامعة أوهايو أن جميع الأطفال يبكون ولكن يبكي بعض الأطفال أكثر من البعض الآخر. وفي بعض الأحيان يمكن للأم إدراك أن السبب في بكاء الطفل هو أنه جوعان أو يفقد الراحة، وفي أحيان أخرى، قد لا تعرف الأم السبب في بكاء طفلها، وعليها إدراك أن الطفل يستخدم البكاء للتعبير عن احتياجاته.
ويزداد بكاء الطفل إلى أن يصل إلى ذروته في الشهر الثاني ويمكن للطفل البكاء عندئذ لمدة تصل إلى ثلاث ساعات يوميًا. وتوجه كلامها للأم بالقول: «عندما يبدأ طفلك في البكاء، حاولي أن توقفيه. إن الاستجابة السريعة لبكاء طفلك يمكن أن تُبعده عن القلق الشديد. إنك لن «تدللي» طفلك بقيامك بهذا، فالأسباب الشائعة وراء بكاء الأطفال هي تبلل حفاضة الطفل، أو اتساخها، أو الجوع، أو امتلاء معدته بالغازات، أو شعوره بالحرارة الشديدة، أو البرودة الشديدة، أو المرض.
* نصائح للعناية بالأطفال الصغار
- افحصي حفاظة طفلك بشكل مستمر وقومي بتغييرها عند ابتلالها أو اتساخها. يجب أن تغيري حفاظة طفلك ست مرات يوميًا على الأقل.
- افحصي الملابس أو الحفاظة للتأكد من أنها ذات مقاس صحيح. تأكدي من أن الحفاضة ليست ضيقة أكثر من اللازم وأن الملابس لا تهيج الجلد.
- تأكدي من أن طفلك ليس جائعًا، فطفلك يحتاج إلى الرضاعة كل 3 إلى 4 ساعات وقد يحتاج إلى مزيد من الغذاء.
- احرصي على تجشؤ الطفل أثناء الرضاعة أو بعدها لمنع الغازات.
- افحصي فم طفلك وحلقه للتأكد من عدم وجود بقع بيضاء، فهذه هي علامة وجود عدوى. اتصلي بطبيب طفلك.
- افحصي طفلك لمعرفة ما إذا كان متعرقًا أو باردًا. أضيفي البطانيات والملابس أو انزعيها من على الطفل حسب الحاجة.
- إذا كان الشك لا يزال يساورك بشأن بكاء طفلك أو صحته، اتصلي بطبيب الأطفال.

* استشارية في الباطنية



ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين
TT

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

أثارت التقارير عن زيادة حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف اختصاراً بـHMPV في الصين أصداء قاتمة لبداية مماثلة لجائحة كوفيد - 19 قبل خمس سنوات تقريباً، كما كتبت ستيفاني نولين(*).

ولكن رغم أوجه التشابه السطحية، فإن هذا الوضع مختلف تماماً، وأقل إثارة للقلق، كما يقول خبراء الطب.

وإليك ما نعرفه عن «الفيروس المتحور الرئوي البشري» Human Metapneumovirus المعروف اختصاراً HMPV. ويسمى أحياناً أخرى بـ«الميتانيوفيروس البشري».

ما «الفيروس المتحور الرئوي البشري»؟

إنه أحد مسببات الأمراض العديدة التي تنتشر في جميع أنحاء العالم كل عام، وتسبب أمراض الجهاز التنفسي. وهو فيروس شائع؛ بل شائع جداً لدرجة أن معظم الناس يصابون به وهم ما زالوا أطفالاً وقد يعانون من عدة إصابات في حياتهم. وفي البلدان التي تشهد شهوراً من الطقس البارد، يمكن أن يكون لفيروس الجهاز التنفسي البشري موسم سنوي، تماماً مثل الإنفلونزا، بينما في الأماكن الأقرب إلى خط الاستواء، فإنه ينتشر بمستويات أقل طوال العام.

هذا الفيروس يشبه فيروساً معروفاً بشكل أفضل في الولايات المتحدة، «الفيروس المخلوي التنفسي»، RSV الذي يسبب أعراضاً تشبه إلى حد كبير تلك المرتبطة بالإنفلونزا وكوفيد، بما في ذلك السعال والحمى واحتقان الأنف والصفير.

معظم عدوى فيروس HMPV خفيفة، تشبه نوبات البرد الشائعة. لكن الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، وخاصة بين الرضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. أما المرضى الذين يعانون من حالات الرئة السابقة، مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو انتفاخ الرئة، فهم أكثر عرضة لنتائج وخيمة.

منذ متى كان الفيروس موجوداً؟

تم التعرف على الفيروس في عام 2001، لكن الباحثين يقولون إنه انتشر بين البشر لمدة 60 عاماً على الأقل. ورغم أنه ليس جديداً، فإنها لا يحظى بالقدر نفسه من التعرف على الإنفلونزا أو كوفيد - 19 أو حتى الفيروس المخلوي التنفسي، كما يقول الدكتور لي هوارد، الأستاذ المساعد لأمراض الأطفال المعدية في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت.

أحد الأسباب هو أنه نادراً ما تتم مناقشته بالاسم، إلا عندما يتم إدخال الأشخاص إلى المستشفى بسبب حالة مؤكدة منه.

ويضيف هوارد: «من الصعب حقاً التمييز بين السمات السريرية والأمراض الفيروسية الأخرى. إننا لا نختبر بشكل روتيني فيروس الجهاز التنفسي البشري بالطريقة التي نفعلها لكوفيد - 19 أو الإنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي، لذا فإن معظم حالات العدوى لا يتم التعرف عليها ويتم إرجاعها إلى أي عدوى تنفسية موجودة».

كيف يصاب الشخص بالفيروس التنفسي البشري؟

ينتشر الفيروس في المقام الأول من خلال الرذاذ أو الهباء الجوي من السعال أو العطس، ومن خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب أو من خلال التعرض للأسطح الملوثة - وهي نفس الطرق التي يصاب بها الناس بنزلات البرد والإنفلونزا وكوفيد-19.

هل يوجد لقاح أو علاج له؟

لا يوجد لقاح ضد فيروسات الجهاز التنفسي البشري. ولكن هناك لقاح ضد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، ويجري البحث حالياً لإيجاد لقاح يمكنه الحماية ضد الفيروسين بجرعة واحدة، لأنهما متشابهان. لا يوجد علاج مضاد للفيروسات مخصص لفيروسات الجهاز التنفسي البشري؛ إذ يركز العلاج على إدارة الأعراض.

ماذا تقول الصين عن انتشاره؟

أقرت السلطات الصينية بارتفاع حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري، لكنها أكدت أن الفيروس كيان معروف وليس مصدر قلق كبير. ويذكر أن فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد - 19 كان مسبباً جديداً للأمراض، لذا لم تتمكن أجهزة المناعة لدى الناس من بناء دفاعات ضده.

وفي مؤتمر صحافي عقدته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين في 27 ديسمبر (كانون الأول)، قال كان بياو، مدير معهد الأمراض المعدية التابع للمركز، إن حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري آخذة في الارتفاع بين الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 14 عاماً أو أقل. وقال إن الزيادة كانت ملحوظة بشكل خاص في شمال الصين. وأضاف أن حالات الإنفلونزا زادت أيضاً.

وقال إن الحالات قد ترتفع خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، في نهاية يناير (كانون الثاني)، عندما يسافر العديد من الناس ويتجمعون في مجموعات كبيرة.

لكن كان قال بشكل عام: «بالحكم على الوضع الحالي، فإن نطاق وشدة انتشار الأمراض المعدية التنفسية هذا العام سيكونان أقل من العام الماضي».

وأظهرت البيانات الصينية الرسمية أن حالات فيروس التهاب الرئة البشري كانت في ارتفاع منذ منتصف الشهر الماضي، سواء في العيادات الخارجية أو في حالات الطوارئ، وفقاً لـ«وكالة أنباء شينخوا» الرسمية. وقالت الوكالة إن بعض الآباء ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لم يكونوا على دراية بالفيروس وكانوا يطلبون المشورة عبر الإنترنت؛ وحثت على اتخاذ الاحتياطات الهادئة والعادية مثل غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب الأماكن المزدحمة.

في إحاطة إعلامية روتينية يوم الجمعة الماضي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن حالات الإنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى تزداد بشكل روتيني في هذا الوقت من العام ولكنها «تبدو أقل حدة وتنتشر على نطاق أصغر مقارنة بالعام السابق».

وقال المسؤولون الصينيون الأسبوع الماضي إنهم سيضعون نظام مراقبة للالتهاب الرئوي من أصل غير معروف. وسيشمل النظام إجراءات للمختبرات للإبلاغ عن الحالات وللوكالات المعنية بمكافحة الأمراض والوقاية منها للتحقق منها والتعامل معها، حسبما ذكرت «هيئة الإذاعة والتلفزيون» الصينية.

ماذا تقول «منظمة الصحة العالمية»؟

لم تعرب «منظمة الصحة العالمية» عن قلقها. واستشهدت الدكتورة مارغريت هاريس، المتحدثة باسم المنظمة، بتقارير أسبوعية من السلطات الصينية أظهرت ارتفاعاً متوقعاً في الحالات.

«كما هو متوقع في هذا الوقت من العام، أي شتاء نصف الكرة الشمالي، فإن هناك زيادة شهرية في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وكذلك RSV وفيروس الميتانيوفيروس» هذا، كما قالت هاريس عبر البريد الإلكتروني.

هل يجب أن نقلق؟

التقارير الواردة من الصين تذكرنا بتلك التي وردت في الأيام الأولى المربكة لجائحة كوفيد، ولا تزال «منظمة الصحة العالمية» تحث الصين على مشاركة المزيد من المعلومات حول أصل هذا التفشي، بعد خمس سنوات.

لكن الوضع الحالي مختلف في جوانب رئيسة. كان كوفيد فيروساً انتقل إلى البشر من الحيوانات ولم يكن معروفاً من قبل. أما فيروس الإنسان الميتانيوفيروس هذا فقد تمت دراسته جيداً، وهناك قدرة واسعة النطاق لاختباره.

هناك مناعة واسعة النطاق على مستوى السكان من هذا الفيروس على مستوى العالم؛ لم تكن هناك مناعة لكوفيد. يمكن لموسم فيروس الإنسان الميتانيوفيروس الشديد أن يجهد سعة المستشفيات -وخاصة أجنحة الأطفال- لكنه لا يرهق المراكز الطبية.

وقال الدكتور سانجايا سينانياكي، المتخصص في الأمراض المعدية وأستاذ مشارك في الطب في الجامعة الوطنية الأسترالية: «ومع ذلك، من الضروري أيضاً أن تشارك الصين بياناتها حول هذا التفشي في الوقت المناسب». «يتضمن هذا بيانات وبائية حول من يصاب بالعدوى. وسنحتاج أيضاً إلى بيانات جينومية تؤكد أن فيروس HMPV هو السبب، وأنه لا توجد أي طفرات كبيرة مثيرة للقلق».

* خدمة «نيويورك تايمز»