الأجهزة الأمنية اللبنانية تحبط 3 محاولات تفجير لـ«داعش» في بيروت وخارجها

القاضي حمود لـ«الشرق الأوسط»: المخطط كان يستهدف دبلوماسيين خارج مقراتهم

الأجهزة الأمنية اللبنانية تحبط 3 محاولات تفجير لـ«داعش» في بيروت وخارجها
TT

الأجهزة الأمنية اللبنانية تحبط 3 محاولات تفجير لـ«داعش» في بيروت وخارجها

الأجهزة الأمنية اللبنانية تحبط 3 محاولات تفجير لـ«داعش» في بيروت وخارجها

عاد الوضع الأمني في لبنان إلى الواجهة، بعد المعلومات التي كشفها وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس، عن إحباط القوى الأمنية 3 مخططات لتفجيرات كان يعدّ لها تنظيم «داعش» في لبنان، خصوصًا أن كلام المشنوق جاء غداة صدور تقارير أمنية تحدثت عن توقيف قوى الأمن الداخلي والأمن العام عددًا من السوريين في أطراف بيروت وشمال لبنان، ينتمون إلى التنظيم المتطرّف، لكن من دون تقديم توضيحات حول الأدوار الموكلة إلى هؤلاء الموقوفين.
كلام وزير الداخلية، تقاطع مع معلومات قضائية أثبتت وجود المخطط، وهو ما أشار إليه النائب العام التمييزي في لبنان القاضي سمير حمود، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأجهزة الأمنية، وبالتحديد شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، فكّكت قبل أسابيع شبكة ينتمي أفرادها إلى تنظيمات إرهابية، مثل تنظيم (داعش) وغيره، كانت تحضّر لتفجيرات في لبنان، وقد أحيلت القضية برمتها على المحكمة العسكرية بعد إنجاز التحقيقات الأولية بشأنها».
القاضي حمود كشف عن «وجود عدد قليل من الموقوفين في هذا المخطط، وهؤلاء اعترفوا بأنهم مكلفون بتنفيذ تفجيرات في بيروت وخارجها»، مؤكدًا أن «العمليات كانت تستهدف تجمعات لمواطنين، وشخصيات سياسية، وبعض الدبلوماسيين خارج مقرّاتهم، من خلال رصد تحركاتهم، والمناسبات الرسمية والاجتماعية التي يحضرونها، والأماكن التي يرتادونها، سواء كانت فنادق أو مطاعم أو غيرها، باعتبارها هدفًا سهلاً لهم».
وحول ما تردد عن عمليات كانت ترمي إلى تفجيرات تستهدف تجمعات شعبية وإحدى الكنائس في شارع حيوي في بيروت، فضّل القاضي حمود عدم الغوص في تفاصيل القضية مراعاة لسرية التحقيق واستكمال عناصره، خصوصًا أنه بات في متناول القضاء العسكري الذي يتابع إجراءاته.
في هذا الوقت، شدد قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال ترؤسه اجتماعًا لكبار ضباط القيادة، على «إيلاء الوضع الأمني في الداخل وعلى الحدود، الاهتمام الأقصى، لإحباط محاولات المجموعات الإرهابية للمس بمسيرة الاستقرار في البلاد، خصوصا في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة».
وكان لبنان شهد منذ صيف عام 2012 موجة تفجيرات نفذها انتحاريون ينتمون إلى «داعش» و«جبهة النصرة» طالت بشكل أساسي ضاحية بيروت الجنوبية، والسفارة والمستشارية الإيرانية في بيروت، وبلدات في البقاع موالية لما يسمّى «حزب الله»، وآخرها كان التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية في 16 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وأوقع عشرات القتلى والجرحى.
من جهته، شدد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، على أن الدولة «ستقف بوجه كل مقايضات الأمم، وستحفظ كيان لبنان بالعرق والدم والتضحيات». وقال خلال افتتاحه المبنى الجديد لمركز الأمن العام الحدودي مع سوريا في منطقة العبودية شمال لبنان: «لن يعبر إلى أرضنا من أي منفذ أي إرهابي أو أي فكر إلغائي همجي وتحت أي مسمّى من المسمّيات».
وأكد أن افتتاح المركز «يعكس حضور مؤسسات الدولة على امتداد مساحة الوطن من دون استثناء، أنّى كانت طبيعة الخطر، خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة على المقلب الآخر من الحدود حيث النيران يشتد سعيرها». ورأى أنه «لا تراجع عن الحق في تأكيد حضور الدولة على أراضيها، وذلك من ضمن مهماتها في فرض سلطتها لحماية مواطنيها وأداء واجباتها أمامهم».
وأضاف: «المركز ليس عين الدولة على نقطة عبور، بقدر ما هو قرار لبناني بأن الدولة لن تسمح بسيادة منقوصة ولا بسلطة مبتورة، فسواعد أبنائها في القوى العسكرية والأمنية، ستبقى عصية على أي خطر يواجه لبنان أنّى كان المخطط والمنفذ له، وما من شيء على الإطلاق سيهدد وطن التنوع والتعدد والرسالة».
وشدد إبراهيم على أن «لبنان لن يكون مكسر عصا، ولا حقل رماية، أو مدى للمناورات والمخططات التي تطل برأسها من وقت لآخر، تُنبئنا بمشاريع لا تخدم إلا العدو الإسرائيلي، لا قدرة للبنان عليها»، معتبرًا أنه «لا إمكانية لشعب أن يقبل بها بعد أن دفع الكثير ليحافظ على وطنه كيانا ورسالة، وليس أمام الدولة والشعب إلاّ حماية لبنان مهما غلت التضحيات وكبرت أمامها الصعوبات». وكشف أن هذا المبنى الجديد «يأتي ضمن خطة من مرحلتين لتوسيع المركز وتحديثه، بهدف ضبط الإجراءات الأمنية وتطويرها، وسدّ كل الثغرات التي قد تسمح بعمليات تهريب الأشخاص والاتجار بالبشر، وتاليا تسهيل المعاملات الإدارية للوافدين إلى لبنان».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.