الميليشيات «تتنصل» من الهدنة.. و«تستخدمها غطاء» لإعادة الانتشار حول تعز

منظمة السلم الاجتماعي تتهمها بتدمير 94 طريقًا وجسرًا كانت «تشكل شريان الحياة»

الميليشيات «تتنصل» من الهدنة.. و«تستخدمها غطاء» لإعادة الانتشار حول تعز
TT

الميليشيات «تتنصل» من الهدنة.. و«تستخدمها غطاء» لإعادة الانتشار حول تعز

الميليشيات «تتنصل» من الهدنة.. و«تستخدمها غطاء» لإعادة الانتشار حول تعز

أكد قادة جبهات القتال من الجيش الوطني والقادة الميدانيين في المقاومة الشعبية في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، جاهزيتهم لردع أي تقدم للميليشيات الانقلابية في تعز والتصدي لها، وتطهير المحافظة منها. كما اتهم قادة الجيش والمقاومة ميليشيات الحوثي وحليفتها قوات المخلوع صالح باستمرارها في «التنصل من الهدنة واستخدامها غطاء لإعادة التموضع والانتشار وحشد الآليات العسكرية والمقاتلين باتجاه محافظة تعز».
جاء ذلك خلال لقاء محافظ محافظة تعز، علي العمري، بقائد محور تعز العميد الشراجي وعدد من قادة الجبهات والقادة الميدانيين في المقاومة الشعبية في المحافظة. وقال المحافظ إن «مصلحة تعز تقتضي الترفع عن الخلافات وتجاوز الضغائن لمواجهة الميليشيات المعادية، وإن تعز انحازت لمبادئ الحرية والكرامة وحق الدفاع عن النفس في مواجهة عدوان غاشم يستهدف كل مظاهر الحياة في المدينة». وأضاف أن «من قرر أن يدافع عن تعز والوطن فعليه أن يتعايش مع كل الظروف ويعمل وفق الإمكانات المتوفرة». وواصلت الميليشيات الانقلابية شن هجماتها وقصفها العنيف وبشكل هستيري على مواقع الجيش الوطني والمقاومة، وكذلك الأحياء السكنية وسط المدينة، حيث طال القصف باب المندب وغرب تعز وحي البعرارة وحي الروضة وتبة الوكيل، إضافة إلى مناطق الجبالي وميلات في الضباب.
واحتدمت المواجهات العنيفة بين قوات الشرعية في شارع الثلاثين شرق معسكر اللواء 35 مدرع، غرب المدينة، ومحيط المعسكر والسجن المركزي، في محاولة من الميليشيات لاستعادة المعسكر والسجن وعدد من المواقع، في حين تمكنت عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التصدي لهجمات الميليشيات الانقلابية.
على السياق ذاته، كشف تقرير أعدته منظمة السلم الاجتماعي والتوجه المدني، بمدينة تعز، تدمير ما يزيد على 27 ألف منزل ومنشأة خلال الحرب الدائرة في اليمن، منذ 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي وحتى 30 ديسمبر (كانون الأول) من نفس العام.
وقال التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «عدد المنازل والمنشآت السكنية التي تضررت جراء الحرب بلغت 20996، تم تفجير 348 منزلاً منها، أما عدد المرافق التعليمية المتضررة فقد بلغ 1477 مرفقًا، وإجمالي ما تم رصده من المرافق الصحية المتضررة وصل إلى 1199 مرفقًا، فيما تعرض 69 معلمًا أثريًا للتدمير والنهب والتمترس، كما تضررت 665 من دور العبادة».
وأضاف التقرير أن فريق الرصد التابع للمنظمة «وثق 94 طريقًا وجسر عبور دمرتها الحرب في اليمن، وكانت تشكل شريان الحياة الذي يربط معظم مناطق اليمن، الأمر الذي ضاعف من معاناة السكان المدنيين في تلك المناطق لا سيما الواقعة تحت الحصار المسلح، كما هو الحال في تعز وبعض المناطق الواقعة على خطوط التماس في الجبهات التي ما زالت مشتعلة في البلاد».
وطالب القائمون على التقرير بضرورة التحقيق في انتهاكات وجرائم الحرب التي تشهدها اليمن، وفتح تحقيق عاجل وشفاف فيما يتعلق بجرائم استهداف الأعيان المدنية وتقديم مرتكبيها للعدالة. كما شددت على السلطات الشرعية في البلاد ضرورة تشكيل لجنة حصر لحجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالمدينة وخصوصًا (الممتلكات الخاصة)، وفي مقدمتها منازل ومصادر دخل المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب وتعويضهم التعويض العادل.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.