التأثيرات الصحية والنفسية لضعف السمع

ثالث حالة مرضية أكثر شيوعًا بعد التهاب المفاصل وأمراض القلب

التأثيرات الصحية والنفسية لضعف السمع
TT

التأثيرات الصحية والنفسية لضعف السمع

التأثيرات الصحية والنفسية لضعف السمع

عرضت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض واتقائها (CDC) نتائج المسح القومي لمدى انتشار فقد وضعف السمع، وخصوصًا بين العاملين المهنيين، بينما أكد الباحثون من هولندا مرة أخرى حقيقة الجدوى العالية في وقاية قدرات السمع، عبر تقليل التعرض للضجيج واستخدام سدادات الأذن زهيدة الثمن للحفاظ عليه، حال التعرض لضجيج الموسيقى العالية.
وتعتبر مشكلة فقد وتدني قدرات السمع إحدى المشكلات الصحية الشائعة ذات التأثيرات العميقة في الجوانب النفسية والاجتماعية والمكلفة ماديًا لمعالجتها. ويظل التعرض لضجيج الأصوات السبب الرئيسي والأول في انتشار هذه المشكلة الصحية.

* تقرير أميركي

وتشير الرابطة الأميركية لضعف السمع (Hearing Loss Association of America) إلى أن 20 في المائة من الأميركيين، أي نحو 84 مليون شخص، يُعانون من درجة ضعف في قدرات السمع. وأن 35 في المائة ممنْ هم فوق سن 65 سنة لديهم فقدان في قدرات السمع بدرجات متفاوتة في الشدة، وأن في 60 في المائة من حالات ضعف السمع يكون السبب إما مكان العمل أو البيئات التعليمية، وأن 3 في الألف من الأطفال يُولدون بضعف في السمع، وأن 30 في الألف من أطفال المدارس يُعانون من ضعف السمع.
وتضيف الرابطة قائلة: «فقدان السمع قضية صحية عامة رئيسية، وهي ثالث حالة بدنية مرضية أكثر شيوعًا بعد التهاب المفاصل وأمراض القلب. والفقدان التدريجي للسمع يمكن أن يؤثر على الناس من جميع الأعمار، وتتراوح المشكلة بين معتدلة وعميقة. وفقدان السمع بالتعريف الطبي هو انخفاض مفاجئ أو تدريجي في مدى ما يمكن للمرء أن يسمع، اعتمادًا على سبب حصول هذه المشكلة الصحية، تكون الحالة إما خفيفة أو شديدة، وتكون إما مؤقتة أو دائمة. والحقيقة أن فقدان السمع حالة غير مرئية، ونحن لا نستطيع أن نرى فقدان السمع، ولكن نرى آثاره مثل تغييرات الانطواء والارتباك واضطرابات الشخصية».
ووفق ما نشرته المراكز في 21 أبريل (نيسان) الماضي لتقرير المَراضة والوفيات الأسبوعي (Morbidity and Mortality Weekly Report)، فإن نحو 13 في المائة من العاملين في الولايات المتحدة يُعانون من درجة ضعف في السمع. وأضافت الوكالة الفيدرالية المذكورة أن المسح الإحصائي لمدى انتشار ضعف السمع شمل أكثر من مليون ومائتي ألف عامل في تسعة من أنواع الأعمال الصناعية، وذلك عبر إجراء اختبار فحص السمع (Audiogram). وعرفت المراكز ضعف السمع المتوسط أنه فقد السمع الذي يجعل من الصعب على المرء - الموجود في مكان خال من الضجيج - سماع شخص آخر يتحدث أمامه أو بالهاتف.
ولاحظت نتائج المسح الإحصائي أن العاملين في المناجم وقطاعات الإنشاء المعماري والصناعات هم أكثر عُرضة للتعرض لحالات ضعف السمع. وعلى وجه الخصوص، فإن 17 في المائة من العاملين في المناجم لديهم ضعف في السمع، وهم الأكثر عُرضة لـ«الضجيج الخطر» (Hazardous Noise)، ونحو 16 في المائة من العاملين في قطاع الإنشاءات المعمارية، و14 في المائة في أنواع صناعات الأخشاب والملابس والآلات. وأفادت إليزبيث ماترسون، رئيسة الباحثين من المؤسسة القومية للسلامة والصحة المهنية التابعة للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض واتقائها، بالقول إن غالبية ضرر قدرات السمع في أماكن العمل ليست حتمية الحصول، وإن ثمة كثيرًا من الوسائل لمنع حصولها. وقال الباحثون: «فقدان السمع المهني هي حالة ضرر دائمة ولكن يمكن الوقاية منها تمامًا باتباع استراتيجيات وتكنولوجيا الوقاية من فقدان السمع». وأضافوا أن فقد السمع بسبب الضجيج هو أمر يُمكن منع حصوله تمامًا بارتداء سماعات أو سدادات الأذن حين الوجود في مناطق عالية الضجيج، سواء في العمل أو أثناء حضور الأنشطة الترفيهية، وحين ممارسة مهن من النوعية التي يرافقها ضجيج فإن من الضروري التنبه لهذا الأمر وإجراء فحوصات متابعة قدرات السمع، وأن العاملين الذين يتبعون وسائل الوقاية هم أقل عُرضة للإصابة بالضرر في السمع، وهو ما يثبت جدوى التنبه لتأثيرات الضجيج واستخدام تلك الوسائل الوقائية. واستطردوا بالقول إن إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) وضعت قوانين صارمة تنظم التعرض للضجيج لمنع حصول حالات فقدان أو ضعف السمع، ولكن لا يتم تطبيقها بجدية.

* دراسة هولندية

وكان الباحثون من مركز جامعة أوتريخت الطبي بهولندا قد نشروا ضمن عدد 7 أبريل الماضي من مجلة جاما لجراحات الرأس والرقبة والحنجرة والأذن (JAMA Otolaryngology - Head & Neck Surgery)، نتائج دراستهم التي أثبتت ما هو منطقي حول التأثيرات الوقائية الإيجابية لوضع سدادات الأذن أثناء الوجود في الحفلات الغنائية الصاخبة في ارتفاع شدة «ديسيبل» الصوت والضجيج (High - Decibel Music Concert). و«ديسيبل» وحدة فيزيائية لوغاريتمية لقياس شدة وضغط الصوت، وتشمل كمية مجال وقدرة الصوت، وذلك بالمقارنة بين الأصوات المختلفة. وعلق الدكتور ديفيد هيلتزك، مدير قسم طب الأذن والحنجرة في مستشفى ستاتن أيلاند الجامعي بنيويورك، بالقول: «مع ارتفاع استخدام المراهقين مشغلات «إم بي 3» ومع ارتفاع صوت عرض الأفلام السينمائية وارتفاع الضجيج في الحفلات الغنائية والملاعب الرياضية، فإن على الأطباء أن يقوموا بدورهم في توضيح دور الوقاية من حصول ضعف السمع بشكل وبائي. وأشار الباحثون إلى أن نتائج المسح الإحصائي التي أجرتها الوكالات الفيدرالية المختصة تفيد بأن ثمة ارتفاعًا بنسبة 33 في المائة في حالات ضعف السمع بين المراهقين بالولايات المتحدة منذ عام 1988، وأحد أسباب هذا الارتفاع الواضح هو زيادة التعرض لضجيج الموسيقى العالي في الملاهي الليلية والحفلات الغنائية والاحتفالات. ولاحظ الباحثون في دراستهم حصول فقد مؤقت لقدرات السمع لدى 42 في المائة من المشاركين في الدراسة بُعيد التعرض لضجيج الحفلات الموسيقية بشدة أصوات 100 ديسيبل حينما لا يضعون سدادة للأذن لضبط كمية ضجيج الأصوات الذي تستقبله آذانهم، بينما حصل ذلك لدى 8 في المائة فقط لدى منْ يضعون في آذانهم وسيلة الوقاية من الضجيج تلك. وكان نشوء حالة الطنين 40 في المائة لدى منْ لا يضعون تلك الوسيلة الوقائية، و12 في المائة لدى منْ يستخدمونها في تلك الظروف من الضجيج العالي.
وقال الدكتور ويلكو غرولمان، الباحث الرئيسي في الدراسة من مركز جامعة أوتريخت الطبي بهولندا: «وتعزز نتائج هذه الدراسة دليل على أن سدادات الأذن فعالة في منع حصول فقد السمع المؤقت خلال الوجود في أجواء ذات مستويات مرتفعة من أصوات الموسيقى الترفيهية، ولذا يجب الحث على استخدامها». وعلق عليه الدكتور هيلتزك بالقول: «يجدر بالأطباء استخدام نتائج هذه الدراسة لحث الشباب على ارتداء سدادات الأذن التي أثبتت فاعليتها الوقائية». وقال الدكتور داريوس كوهان، رئيس قسم جراحة الأذن في مستشفى لينوكس هيل ومانهاتن للعيون والأذن والحنجرة في نيويورك: «الدراسة مكتوبة بشكل جميل ومؤثر جدًا في ثقافة الحياة اليومية لدينا، ومنذ وقت طويل ونحن نعلم أن التعرض للموسيقى العالية يضر بصحة السمع، وأن الحد الأدنى من الوقاية باستخدام سدادات الأذن هو وسيلة غير مُكلفة».
وثمة جانب مهم في هذه المشكلة الصحية، وهو ارتفاع الكُلفة المادية لمعالجتها.
ووفق ما تم نشره ضمن 7 أبريل الماضي من «جاما لجراحات الرأس والرقبة والحنجرة والأذن»، قام الباحثون من جامعة الطب في ساوث كارولينا بتشارلستون بمراجعة لمدة سنة ونصف السنة لحالات أكثر من نصف مليون شخص بالغ للتأمين الطبي. وكانت أعمارهم ما بين 55 و64 سنة. وتبين أن فاتورة تكاليف التأمين الصحي للذين لديهم ضعف في السمع أعلى بمقدار 33 في المائة مقارنة بأقرانهم ممنْ لا مشكلة في قدرات السمع لديهم. وأفاد الباحثون بأن 60 في المائة ممنْ هم فوق سن 70 سنة لديهم ضعف سمع مرتبط بالتقدم في العمر. وعلقت الدكتورة أني سيمبسن، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة الطب بساوث كارولينا قائلة: «وتشير نتائج هذه الدراسة إلى التأثيرات الصحية السلبية المتعلقة بضعف السمع، وهي الحالة التي يُمكن ببساطة القول عنها إنه لا يُمكن منع حصولها مع التقدم في العمر، وهي حالة تبدأ في وقت مبكر قبل ملاحظة اكتمالها وملاحظتها من قبل الشخص».

* نصائح للتعامل مع ضعف السمع

* للتعامل مع مشكلة ضعف السمع، تشير نشرات الباحثين من «مايو كلينك» إلى مجموعة من النصائح حول كيفية تواصل الشخص المُصاب بضعف السمع مع من حوله بطريقة تُخفف من المشكلة لديه، ومنها:
· ضع نفسك للاستماع في مواجهة الشخص الذي تتحدث معه وتستمع إليه.
· خفف من الضوضاء المحيطة، مثل صوت التلفزيون وغيره مما يتداخل مع أصوات المحادثة.
· اطلب من الآخرين أن يتحدثوا معك بوضوح وبصوت أعلى، ومن المهم أن يُدرك منْ يتحدث إليك أن لديك ضعفًا في السمع كي يُحسن الحديث معك.
· اختر أماكن هادئة وأقل ضوضاء للجلوس في الأماكن العامة والمطاعم وغيرها.
· استخدم أجهزة تضخيم الصوت المساعدة، للمحادثات الهاتفية مثلاً.
والتقدم في العمر يُرافقه تدنٍ في قدرات السمع، وللتخفيف منها يجب ألا يُضاف عبء آخر وهو الضعف الناجم عن التعرض للضوضاء والأصوات العالية، وخطوات تخفيفها تشتمل:
· استخدام غطاء الأذنين الخاص بكل مجال مهني، أو سدادات الأذن البسيطة، وتقليل التعرض أو القرب من مصادر الضجيج.
· إجراء فحوصات السمع بشكل دوري للاكتشاف المبكر لأي بدايات في تدهور قدرات السمع.
· تجنب الأنشطة الترفيهية التي يُصاحبها أصوات عالية وضوضاء شديدة.

* استشارية في الباطنية



آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
TT

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي» الذي يقام تحت رعاية أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، تحت عنوان «جودة العلاج القائم على البحث العلمي والابتكار»، الذي تنظمه كل من جامعة المستقبل وجامعة الملك عبد العزيز، وتستمر فعالياته خلال يومي السبت والأحد في مركز الملك خالد الحضاري ببريدة.

أهداف المؤتمر

ضمن لقاءات حصرية لملحق «صحتك» بـ«الشرق الأوسط»، أوضح الدكتور محمد صالح الشتيوي رئيس جامعة المستقبل رئيس المؤتمر - أن المؤتمر العالمي السادس للجودة والطب النبوي القائم على الأدلة يحمل شعار «آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي لتحسين حلول الرعاية الصحية وجودة الحياة ومستقبل صناعة الأدوية»، وأنه يوفر منصة مبتكرة وشاملة لعرض أحدث الأبحاث والتطورات المتعلقة بمفاهيم العلاج والوقاية والتشخيص والتعامل مع مختلف الأمراض، باعتبارها نهجاً شاملاً لتحسين جودة الحياة.

شعار المؤتمر

وعن أهداف المؤتمر، صرحت لـ«صحتك» الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني نائبة رئيس المؤتمر - رئيسة اللجنة العلمية - مديرة الكرسي العلمي لتطبيقات الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، بأن المؤتمر «السادس» يهدف إلى تقديم رؤية شاملة للأبحاث العلمية المبتكرة وبراءات الاختراع، وتطبيقاتها، وتأثيرها على رفع مستوى الصحة وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى الاستفادة من هذه الأبحاث في دعم صناعة الأدوية لتحقيق اقتصاد حيوي ومستدام.

وأضافت أن هذا المؤتمر يُعد من أهم المؤتمرات البحثية، حيث يستضيف أكثر من 52 طبيباً وباحثاً وعالماً متميزاً من 34 جامعة محلية ودولية. كما يمثل فرصة كبيرة ومرجعاً قيماً للباحثين وطلاب الدراسات العليا للاستفادة من خبرات هؤلاء العلماء. وسيتم عرض أكثر من 200 ورقة بحثية منشورة في مجلات علمية معتمدة و13 براءة اختراع. وسيغطي البرنامج مواضيع متعددة لتحسين جودة الحياة.

وصرح الدكتور سليم بن صالح السليم، مساعد رئيس الجامعة للبحث العلمي وخدمة المجتمع، جامعة المستقبل - رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر - بأن المؤتمر يعمل على رفع الوعي الصحي من خلال الأبحاث العلمية في مختلف المجالات والتخصصات الطبية، ويهتم بتعزيز استراتيجيات تطوير ثقافة البحث الابتكاري باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك توزيع جوائز لأفضل الباحثين. وسيتم مناقشة الرؤية المستقبلية للاستفادة من الأبحاث المبتكرة وبراءات الاختراع لاكتشاف الأدوية، وصولاً إلى اقتصاد حيوي مستدام، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال البحث العلمي.

أبرز الدراسات والابتكارات العلمية

* اكتشاف تراكيب جديدة مشتقة من الإبل. يستعرض، في المؤتمر، البروفسور أ.د. شاكر موسى، أستاذ علم الصيدلة ومؤسس شركة نانو فارماسيوتيكالز في نيويورك، خبرته في تطوير جزيئات نانوية من منتجات طبيعية مثل الشيتوزان المشتق من الفطر والمحار، وحليب الإبل، ولاكتوفيرين لتطوير أدوية فعالة، بما في ذلك منتجات مثل تمر العجوة، والمسك، والحبة السوداء.

كما يستعرض تطوير أدوية مبتكرة مستوحاة من مكونات الإبل لعلاج الأمراض المزمنة، كتطوير هيبارين منخفض الوزن الجزيئي وغير مضاد للتخثر لعلاج فقر الدم المنجلي، والذي أثبت فعالية أعلى من العلاجات التقليدية بفضل آليات عمله المتعددة. يعمل هذا الدواء كمضاد للمنجلية ومضاد للتخثر، مما يساهم في منع أو حل أزمات الخلايا المنجلية بشكل سريع.

كما أظهر دمج الجزيئات متناهية الصغر من الهيبارين ولاكتوفيرين الموجود في حليب الإبل توافراً حيوياً عالياً عند الاستخدام الفموي، مما يعزز فاعليته في علاج الخلايا المنجلية والسرطان والأمراض الالتهابية والمعدية.

* الذكورة والأنوثة بين التصحيح والتغيير. يقدم البروفسور أ.د. ياسر صالح جمال، استشاري وأستاذ الجراحة العامة وجراحة الأطفال جامعة الملك عبد العزيز - في المؤتمر استعراضاً للفروق بين تصحيح الجنس وتغيير الجنس، مع تقديم تعريف دقيق لكل منهما وتسليط الضوء على الآثار المترتبة عليهما. كما سيوضح الرؤية الإسلامية تجاه كلا المفهومين، مدعومة بالأدلة المستمدة من النصوص الشرعية والمبادئ الإسلامية، مع تسليط الضوء على الموقف الشرعي لهذه القضايا الدقيقة، وتوفير تحليل شامل للأسباب التي تبرر الرؤية الإسلامية وتدعمها.

* الطب النبوي والطب التجديدي: رؤية جديدة في العلاج. تستعرض البروفسورة أ.د. صباح صالح مشرف، استشارية وأستاذة الجراحة التجميلية وباحثة في الكرسي العلمي للتطبيقات العلاجية في الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز، خلاصة خبرتها السريرية الممتدة لأكثر من 14 عاماً في علاج التهاب المفاصل المزمن باستخدام الحقن داخل المفصل لميكروغرافت الدهون الذاتية التي تحتوي على الخلايا الجذعية، التي أثبتت فعاليتها كعلاج تجديدي يساهم في تحسين الحالات المزمنة وإصلاح الأنسجة التالفة، مع تعزيز قدرات الجسم الطبيعية في الشفاء وتجديد الأنسجة، وبأقل تدخل جراحي ممكن.

الطب النبوي يبرز كونه مصدر إلهام لهذه الأساليب، حيث يشير إلى وجود خلايا جذعية في الأنسجة الدهنية، مثل شحم ذيل الأغنام الذي استخدم لعلاج عرق النسا. كما يُذكر وجود هذه الخلايا في حليب الأم، إضافة إلى تسليط النصوص النبوية الضوء على الإعجاز في خلق الإنسان من عظمة العصعص (العجز).

تقدم هذه التجربة نموذجاً عملياً يدمج بين التراث النبوي والطب الحديث، مما يفتح آفاقاً جديدة للعلاج ويعزز من فهمنا للعلاقة بين العلوم الحديثة والممارسات النبوية التقليدية.

قيمة التمور ومياه زمزم الطبية

* التمر: كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة. تقدم البروفسورة أ.د. سعاد خليل الجاعوني، أستاذة أمراض الدم والأورام وأمراض دم الأطفال بكلية الطب، ومديرة الكرسي العلمي لتطبيقات الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز، تحليلاً شاملاً للبيانات المتعلقة بالقيمة الغذائية والطبية للتمور وبذورها.

تحتوي التمور على مجموعة واسعة من المغذيات الهامة مثل الفيتامينات، والأحماض الأمينية، والألياف، والمعادن، مما يمنحها خصائص دوائية واعدة. تشمل هذه الخصائص مضادات الأكسدة، ومضادات الالتهاب، ومضادات السكري، وخصائص مضادة للميكروبات والسرطان، بالإضافة إلى دورها في حماية الكبد، والكلى، والجهاز العصبي.

تشير نتائج الدراسات إلى أن نخيل التمر يُعد حجر الزاوية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية المستدامة. كما أن القيمة الغذائية والخصائص الدوائية للتمور تدعم تطوير أغذية وظيفية ومكملات غذائية تعزز الصحة العامة. علاوة على ذلك، يمكن أن تُستخدم مستخلصات التمور كمكونات طبيعية بديلة للأدوية الصناعية، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج العديد من الأمراض بطرق آمنة وفعالة.

* حقائق طبية وعلمية عن ماء زمزم مبنية على الأدلة. سيقدم البروفسور أ.د. حامد متولي قسم الأحياء، كلية العلوم التطبيقية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة - في المؤتمر خريطة علمية متكاملة لمعرفة أثر ماء زمزم الوقائي والعلاجي في الإنسان والحيوان والنبات. حيث أثبتت التجارب المختبرية الأولية أن المستخلصات الطبيعية المنتجة باستخدام ماء زمزم كمذيب للمواد الفعالة قد أعطت مؤشرات ونتائج واعدة لفاعلية هذه المستخلصات الطبيعية وزيادة في قدرتها العلاجية. يتوقع فريق الدراسة إضافة مساهمة كبيرة للمجتمع البحثي في مجال المستخلصات الدوائية من منتجات طبيعية باستخدام ماء زمزم والمتفردة فيه المملكة العربية السعودية، مما يزيد من فرص الاستثمارات في هذا المجال لإنتاج مركبات دوائية عالية الكفاءة العلاجية.

* دور العلاج بالحجامة الرطبة في إزالة السموم من المعادن الثقيلة. ستقدم الدكتورة زهرة خليفة، استشارية طب الأسرة، دكتوراه في البيئة والتنمية المستدامة - مملكة البحرين - في المؤتمر عرضاً عن تأثير المعادن الثقيلة على صحة الإنسان، مع تقييم الأدلة المتوفرة حول فعالية العلاج بالحجامة الرطبة كاستراتيجية محتملة لإزالة السموم، حيث تعتمد أساليب إزالة السموم التقليدية بشكل رئيسي على التدخلات الغذائية والطبية.

إن التلوث بالمعادن الثقيلة الناتج عن التلوث البيئي يشكل تهديداً كبيراً لصحة الإنسان. تتراكم المعادن الثقيلة مثل الرصاص، والكادميوم، والزئبق، والزرنيخ في الجسم عبر الجهاز التنفسي، أو الطعام، أو التعرض المباشر. ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه العناصر السامة إلى مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك اضطرابات الجهاز العصبي، والكلى، والنمو.

* دور العلاج بالحجامة الرطبة في تخفيف الألم. سيقدم الدكتور محمد سعد المحياوي، أستاذ مشارك واستشاري علم الالتهابات والمناعة، بكلية الطب، جامعة الملك عبد العزيز - في المؤتمر دراسة محكمة لتقييم فوائد الحجامة الرطبة على تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة. خلصت الدراسة إلى أن الحجامة الرطبة يمكن اعتبارها علاجاً تكاملياً وفعّالاً لتخفيف الألم وتحسين حياة المرضى، ما يعزز من دورها بوصفها خياراً طبياً شاملاً للمرضى الذين يعانون من الألم المزمن.

تطوير جزيئات نانوية من منتجات طبيعية مثل الشيتوزان المشتق من الفطر والمحار وحليب الإبل

قوة الصمغ العربي

* القوة الطبيعية للصمغ العربي: تعزيز الصحة وطول العمر. تستعرض البروفسورة أ.د. أميمة صابر، خبيرة أمراض الجهاز الهضمي والكبد للأطفال بجامعة الخرطوم، أهمية الصمغ العربي كبريبايوتك طبيعي لتعزيز الصحة وطول العمر. ويُعد الصمغ العربي البريبايوتك الطبيعي الوحيد المعروف، وقد اعترفت بسلامته إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

تشمل فوائده الصحية تقليل مخاطر أمراض القلب، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وإدارة الوزن، وعلاج أمراض الكلى المزمنة، والسكري، والحساسية الغذائية، والعدوى. يعزز الصمغ العربي صحة الأمعاء ويحسن المناعة، مما يجعله غذاءً وظيفياً أساسياً.

تعتمد التوصيات على أبحاث حول تكوين الصمغ العربي، توزيعه، ودوره في مواجهة أمراض نمط الحياة الناتجة عن التلوث البيئي والجيني. استخدمه سكان أفريقيا الأصليون لعقود لتحسين الصحة وإطالة العمر، مما يبرز قيمته بوصفه علاجاً طبيعياً مبتكراً.

* تأثير الثيموكينون على تكوين الأسنان. تقدم الدكتورة هنادي عبد الله الوافي استشارية أسنان الأطفال بكلية البترجي الطبية بجدة - في المؤتمر نتائج الدراسة التي تثبت تأثير الثيموكينون (TQ)، المكون النشط في الحبة السوداء (Nigella sativa)، على تكوين الأسنان (Odontogenesis) في خلايا لب الأسنان البشرية الطبيعية. وتهدف الدراسة إلى تقييم تأثير الثيموكينون على كفاءة ارتباط الخلايا، ومعدل تكاثرها، وتكوين الأسنان من خلال قياس نشاط إنزيم الفوسفاتيز القلوي (ALP) ومستوى تعبير بروتين السيالوبروتين الخاص بالعاج (DSP).

* تأثير زيت الحبة السوداء على أعراض «كوفيد - 19» الخفيفة. سيقدم الدكتور عبد الرحمن عماد كوشك، أستاذ مشارك في العقاقير والطب النباتي قسم المنتجات الطبيعية والطب البديل كلية الصيدلة، جامعة الملك عبد العزيز بجدة - في المؤتمر دراسة أجريت في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز، استهدفت تقييم فعالية زيت الحبة السوداء في تسريع التعافي من «كوفيد - 19» الخفيف. أظهرت النتائج أن نسبة التعافي في المجموعة العلاجية بلغت 70 في المائة، مقارنة بـ45 في المائة في المجموعة الضابطة، مع وقت تعافٍ أقصر (9.9 يوم مقابل 11.6 يوم). احتاج 3 مرضى من المجموعة الضابطة إلى دخول المستشفى مقارنة بمريض واحد في المجموعة العلاجية. خلصت الدراسة إلى أن زيت الحبة السوداء يعزز التعافي ويقلل احتمالية دخول المستشفى، مما يدعم إمكانيته كونه علاجاً داعماً فعالاً لـ«كوفيد - 19» الخفيف.

وهكذا، فإن المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي يُعد منصة استثنائية تجمع بين الأصالة والابتكار، حيث تسلط الضوء على حلول علمية مبتكرة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأمراض ودعم التنمية المستدامة.

* استشاري طب المجتمع.