تفاؤل بشأن اجتماع منتجي النفط في الدوحة.. وموسكو تناقش النتائج في منتدى الطاقة

«أوبك» تخفض من توقعات نمو الطلب العالمي في 2016

تفاؤل بشأن اجتماع منتجي النفط في الدوحة.. وموسكو تناقش النتائج في منتدى الطاقة
TT

تفاؤل بشأن اجتماع منتجي النفط في الدوحة.. وموسكو تناقش النتائج في منتدى الطاقة

تفاؤل بشأن اجتماع منتجي النفط في الدوحة.. وموسكو تناقش النتائج في منتدى الطاقة

في الوقت الذي تتكاثف فيه التحضيرات لعقد اجتماع يوم الأحد المقبل، بالعاصمة القطرية الدوحة، بين كبار منتجي النفط من داخل منظمة «أوبك» وخارجها، من أجل التوصل إلى استراتيجية يؤمل في أن تضع حدا لنزيف الأسعار، فإن نتائج اللقاء ستشكل موضوعا رئيسيا للنقاش، خلال المنتدى الوطني للنفط والغاز الذي ستنطلق أعماله في 18 أبريل (نيسان) الحالي، وتستمر 3 أيام، وفق ما أكد كيريل مولودتسوف، نائب وزير الطاقة الروسي، لافتا إلى أن أكثر من 300 شخصية أجنبية سيشاركون في أعمال المنتدى، منهم ممثلون للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها من دول، وممثلون لشركات نفطية حول العالم. ونقلت وكالة «تاس»، عن مصادر في سفارة فنزويلا في موسكو، معلومات تفيد بأن وزير النفط والتعدين الفنزويلي، إيولوجيو ديل بينو، سيصل إلى العاصمة الروسية مساء يوم الاثنين المقبل، وسيجري لقاءات يومي الثلاثاء والأربعاء مع المسؤولين الروس، كما سيشارك في أعمال المنتدى الوطني للنفط والغاز، حيث سيجري محادثات مع ممثلي شركات النفط والغاز في روسيا. وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع تقرير لـ«أوبك» صدر أمس، خفضت فيه من توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016. وحذرت من مزيد من الخفض، فيما أرجعته إلى المخاوف بشأن أميركا اللاتينية والصين، وهو ما يشير إلى زيادة فائض المعروض العالمي هذا العام.
وقالت المنظمة أيضا إن السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، أبقت إنتاجها دون تغيير في مارس (آذار) الماضي، في علامة على جدية الرياض بشأن خطة لتجميد الإنتاج، عند حدود شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بهدف دعم الأسعار.
وخفضت المنظمة في تقريرها الشهري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط، بواقع 50 ألف برميل يوميا، إلى 1.20 مليون برميل يوميا. وهي الرؤية التي تتعارض مع رؤية إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي رفعت يوم الثلاثاء توقعاتها للطلب قليلا. فيما ينتظر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية تقريرها اليوم حول توقعاتها.
ويعود الاهتمام بالدورة الحالية من المنتدى الوطني الروسي للنفط والغاز، إلى كونها ستنطلق صبيحة اليوم التالي للمحادثات المرتقبة يوم 17 أبريل الحالي، في العاصمة القطرية الدوحة، حيث ستبحث الدول الكبرى المصدرة للنفط اتفاقا حول تجميد حصص الإنتاج النفطي.
ويوم أمس أعرب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عن أمله في نجاح اجتماع الدوحة، وقال إن روسيا متفائلة إزاء النتائج. وفي وقت سابق، كان نوفاك قد أكد أن الدول الكبرى المصدرة للنفط يمكنها التوصل لاتفاق دون مشاركة إيران، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي تأمل الأطراف في التوصل إليه ليس سريا «ومن يرغب في الانضمام إليه بوسعه فعل ذلك، أما من لا يرغب فلن نجبره بالقوة»، في إشارة منه إلى رفض طهران الانضمام إلى محاولات التوصل لاتفاق تجميد الإنتاج.
الاتفاق المنتظر، وكل ما سيجري في الدوحة أثناء المحادثات، سيكون موضوع بحث رئيسي خلال المنتدى الروسي. وهو أول فعالية اقتصادية من نوعها في روسيا تقوم، بتنظيمها وزارة الطاقة الروسية بالتعاون مع كبرى الشركات الروسية في مجال النفط والغاز، واتحاد الصناعيين الروس، واتحاد الصناعيات النفطية والغازية في روسيا. أما الهدف منها، وفق رؤية الجهات المنظمة، فهو تكوين تصور دقيق وواضح حول التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها قطاع الصناعات النفطية والغازية الروسي، وذلك عبر حوار مفتوح بمشاركة رؤساء الشركات النفطية وكبار الخبراء والمحللين في هذا المجال. كما يهدف المنتدى إلى تحسين مستوى التوقعات للسوق ووضع سيناريوهات لشروط تطور هذا المجال الحساس من الاقتصاد الوطني، على المديين المتوسط والبعيد، فضلا عن أهداف أخرى تتعلق بتحسين أداء قطاع الصناعات النفطية والغاز، ويشمل ذلك توسيع وتعزيز العلاقات مع الشركاء من الدول الأخرى.
وبناء على جملة الأهداف التي يسعى المنظمون إلى تحقيقها خلال المنتدى، فإن مناقشة نتائج اجتماع الدوحة تصب في جوهر مهامه، لا سيما أن أي نتيجة سيخلص إليها لقاء كبرى الدول المصدرة للنفط، سيكون له تأثير مباشر وواضح على طبيعة ونوعية أداء الشركات النفطية الروسية، وعلى خطط عملها.
وفي سياق مواز، عبر محللون في «سبيربنك سي. آي. بي» عن اعتقادهم أن النتيجة المرجحة لاجتماع الدوحة هي «الاتفاق على تثبيت جزئي لمستويات الإنتاج، بما يدعم ارتفاعا محدودا في أسعار النفط». وتابع المحللون أن التفاؤل المبكر بشأن الاتفاق قد يشهد وصول خام القياس العالمي، مزيج برنت، في العقود الآجلة إلى 45 دولارا للبرميل.



تهديدات ترمب التجارية تضرب الأسواق العالمية قبل توليه الرئاسة

دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)
دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)
TT

تهديدات ترمب التجارية تضرب الأسواق العالمية قبل توليه الرئاسة

دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)
دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)

من الصين إلى أوروبا، ومن كندا إلى المكسيك، بدأت الأسواق العالمية بالفعل الشعور بتأثير تهديدات دونالد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية بمجرد توليه الرئاسة في أقل من أسبوعين. فقد تعهّد ترمب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 10 في المائة على الواردات العالمية، و60 في المائة على السلع الصينية، بالإضافة إلى رسوم استيراد إضافية بنسبة 25 في المائة على المنتجات الكندية والمكسيكية، وهي تدابير يقول خبراء التجارة إنها ستعطّل تدفقات التجارة العالمية، وتؤدي إلى رفع التكاليف، وتستدعي ردود فعل انتقامية.

وعلى الرغم من أن نطاق هذه الرسوم وحجمها لا يزالان غير واضحَيْن، فإن الطريق يبدو شائكاً، وفق «رويترز».

فيما يلي نظرة على بعض الأسواق التي تثير الاهتمام:

1. الصين الهشّة

وفقاً لـ«غولدمان ساكس»، فمن المرجح أن تكون الصين الهدف الرئيسي لحروب ترمب التجارية الثانية. وبدأ المستثمرون بالفعل التحوط؛ مما أجبر البورصات والبنك المركزي في الصين على الدفاع عن اليوان المتراجع والأسواق المحلية. وقد بلغ اليوان أضعف مستوى له منذ 16 شهراً؛ إذ تمّ تداول الدولار فوق مستوى 7.3 يوان، وهو المستوى الذي دافعت عنه السلطات الصينية.

ويتوقع بنك «باركليز» أن يصل اليوان إلى 7.5 للدولار بحلول نهاية 2025، ثم يتراجع إلى 8.4 يوان إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 60 في المائة. وحتى دون هذه الرسوم، يعاني اليوان من ضعف الاقتصاد الصيني؛ مما دفع عوائد السندات الصينية إلى الانخفاض، وبالتالي اتساع الفجوة بين العوائد الصينية والأميركية. ويتوقع المحللون أن تسمح الصين لليوان بالضعف بشكل تدريجي لمساعدة المصدرين في التكيّف مع تأثير الرسوم الجمركية. إلا أن أي انخفاض مفاجئ قد يُثير مخاوف بشأن تدفقات رأس المال؛ مما قد يُعيد تسليط الضوء على هذه المخاوف ويؤدي إلى اهتزاز الثقة التي تضررت بالفعل، خصوصاً بعد أن شهدت الأسهم أكبر انخفاض أسبوعي لها في عامين. بالإضافة إلى ذلك، يشعر المستثمرون في الدول المصدرة الآسيوية الكبرى الأخرى، مثل: فيتنام وماليزيا، بالتوتر؛ حيث يعكف هؤلاء على تقييم المخاطر المحتملة على اقتصاداتهم نتيجة للتقلّبات الاقتصادية العالمية.

2. مزيج سام لليورو

منذ الانتخابات الأميركية، انخفض اليورو بأكثر من 5 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوى له في عامين عند نحو 1.03 دولار. ويعتقد كل من «جيه بي مورغان» و«رابوبنك» أن اليورو قد يتراجع ليصل إلى مستوى الدولار الرئيسي هذا العام، بسبب حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن التعريفات الجمركية. وتُعدّ الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر للاتحاد الأوروبي، مع تجارة تُقدّر بـ1.7 تريليون دولار في السلع والخدمات. وتتوقع الأسواق أن يخفّض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس هذا العام لدعم الاقتصاد الأوروبي الضعيف، في حين يتوقع المتداولون تخفيضاً محدوداً بنسبة 40 نقطة أساس من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مما يعزّز جاذبية الدولار مقارنة باليورو. كما أن تأثير ضعف الاقتصاد الصيني ينعكس على أوروبا، حيث يُعد فرض التعريفات على الصين والاتحاد الأوروبي معاً مزيجاً سلبياً لليورو.

3. مشكلات قطاع السيارات

في أوروبا، يُعدّ قطاع السيارات من القطاعات الحساسة بشكل خاص لأي تهديدات بفرض تعريفات جمركية. ويوم الاثنين، شهدت سلة من أسهم شركات السيارات ارتفاعاً مفاجئاً بنحو 5 في المائة، بعد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» أفاد بأن مساعدي ترمب كانوا يستكشفون فرض رسوم جمركية على الواردات الحرجة فقط، لكن هذه الأسهم سرعان ما تراجعت بعد أن نفى ترمب ما ورد في التقرير. هذه التقلبات تسلّط الضوء على مدى حساسية المستثمرين تجاه القطاع الذي يعاني بالفعل من خسارة كبيرة في القيمة؛ إذ فقدت أسهمه ربع قيمتها منذ ذروتها في أبريل (نيسان) 2024، بالإضافة إلى تراجع تقييماتها النسبية.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأوروبية في بنك «باركليز»، إيمانويل كاو، إن قطاع السيارات من بين القطاعات الاستهلاكية الأكثر تأثراً بالتجارة، وتجب مراقبته من كثب. ولفت إلى أن القطاعات الأخرى المعرّضة لهذه المخاطر تشمل السلع الأساسية، والسلع الفاخرة، والصناعات. وفي هذا السياق، انخفضت سلة «باركليز» من الأسهم الأوروبية الأكثر تعرضاً للتعريفات الجمركية بنحو 20 في المائة إلى 25 في المائة، مقارنة بالمؤشرات الرئيسية في الأشهر الستة الماضية. كما أن ضعف الاقتصاد في منطقة اليورو قد يؤدي إلى تمديد ضعف أداء الأسهم الأوروبية، حيث ارتفع مؤشر «ستوكس 600» بنسبة 6 في المائة في عام 2024، في حين سجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً بنسبة 23 في المائة في العام نفسه.

4. ارتفاع الدولار الكندي

يقترب الدولار الكندي من أضعف مستوياته منذ أكثر من أربع سنوات، بعد تراجع حاد إثر تهديد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على كندا والمكسيك؛ حتى تتخذا إجراءات صارمة ضد المخدرات والمهاجرين. ومن المرجح أن يواصل الدولار الكندي انخفاضه؛ حيث يعتقد محللو «غولدمان» أن الأسواق لا تُسعّر سوى فرصة بنسبة 5 في المائة لفرض هذه الرسوم، ولكن المحادثات التجارية المطولة قد تُبقي المخاطر قائمة. وفي حال نشوب حرب تجارية شاملة، قد يضطر بنك «كندا» إلى تخفيض أسعار الفائدة أكثر، مما قد يدفع الدولار الكندي إلى مستوى 1.50 مقابل الدولار الأميركي، أي انخفاضاً إضافياً بنسبة 5 في المائة من نحو 1.44 الآن. وتزيد استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من تعقيد التوقعات.

5. البيزو المكسيكي المتقلّب

كان البيزو المكسيكي قد شهد بالفعل انخفاضاً بنسبة 16 في المائة مقابل الدولار في عام 2024 عقب انتخاب ترمب، مما جعل الكثير من الأخبار المتعلقة بالعملة قد تمّ تسعيرها بالفعل، سواء كانت تصب في مصلحة الدولار أو تضر بالبيزو. وكان أداء البيزو في 2024 هو الأضعف منذ عام 2008؛ حيث تراجع بنسبة 18.6 في المائة، وذلك في وقت كان يشهد فيه تهديدات من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية، خصوصاً أن المكسيك تُعد الوجهة التي تذهب إليها 80 في المائة من صادراتها. بالإضافة إلى ذلك، أثر الإصلاح القضائي المثير للجدل في المكسيك أيضاً على العملة.

وبعد إعلان الرسوم الجمركية يوم الاثنين، التي نفى ترمب صحتها لاحقاً، ارتفع البيزو بنسبة 2 في المائة قبل أن يقلّص مكاسبه. ويسلّط هذا التقلب الضوء على احتمالية استمرار التقلبات في السوق، خصوصاً مع استمرار التجارة على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بصفتها هدفاً رئيسياً للرئيس المنتخب.