تسع لوحات للبريطاني تيرنر تعرض لأول مرة في لندن كمجموعة

تقييما لإنجازاته في السنوات الأخيرة من عمره حتى وفاته

الفنان البريطاني جوزيف تيرنر  في مرسمه
الفنان البريطاني جوزيف تيرنر في مرسمه
TT

تسع لوحات للبريطاني تيرنر تعرض لأول مرة في لندن كمجموعة

الفنان البريطاني جوزيف تيرنر  في مرسمه
الفنان البريطاني جوزيف تيرنر في مرسمه

تعرض لأول مرة في لندن تسع من اللوحات الزيتية للفنان «الراديكالي» البريطاني جوزيف تيرنر معا خلال نهاية هذا العام.
وتكشف اللوحات التسع الزيتية التطور والمهارات الفنية لتيرنر في أواخر حياته في منتصف القرن الـ19، التي قال عنها الناقد جون روسكين إنها كانت تعبيرا على مرضه العقلي الذي أصابه في عقده السابع.
ويُعد المعرض الذي يقام في «تيت بريتن» في العاصمة البريطانية لندن تقيما أساسيا لإنجازاته في السنوات الأخيرة من عمره حتى وفاته عام 1851.
ويعدّ تيرنر برأي الكثيرين أعظم رسامي الطبيعة ومناظر البحر الرومانسية في بريطانيا خلال القرن الـ19.
لكنه أقل الفنانين حظا، نظرا لأن النقاد انصرفوا عنه على الرغم من موهبته وميله للتجديد، واهتمّوا بغيره من الفنانين الأقل شأنا وموهبة.
ولا بد أن ميله للعزلة بعد جنون والدته، ومن ثم موتها هو أحد الأسباب التي أدت إلى ابتعاد النقاد عنه.
إن أعظم أعماله الفنية هو لوحته الجميلة «البارجة تيميرير» التي يصور فيها السفينة الحربية التي لعبت دورا مشهودا في معركة الطرف الأغرّ، وهي تسحب بعيدا عن البحر من قبل سفينة من النوع الجديد آنذاك الذي يعمل بالبخار. هذه اللوحة وغيرها من أعمال تيرنر حاول فيها الفنان تسجيل بعض مظاهر تحوُّل بريطانيا إلى الثورة الصناعية والتغيرات التي رافقت ذلك، وأثرت على وسائل المواصلات وغيرها من أوجه الحياة. كان تيرنر يدرك أهمية هذه اللوحة، ولذا فقد كان يرفض بيعها على الدوام، منذ أن ظهرت لأول مرة في عام 1838.
في زمانه تعرض تيرنر للهجوم والسخرية، إذ إن الجمهور في تلك الأيام كان يطمح في رؤية أعمال فنية واقعية وقريبة جدا من الصور الفوتوغرافية في تعاملها مع الأجسام المادية. في حين أن تيرنر كان يركّز على اكتشاف التفاعل الوثيق والخلاق بين الضوء والجو، وهو ملمح طبع جميع لوحاته.
وبعد أن تغير الحال أصبح الناس يقدرون دور الفنان في ترجمة الأشياء والإحساس الكامن فيها بدلا من الانشغال بالحقائق والمفردات المادية والمجرّدة.
يُذكر أن جوزيف تيرنر توفي في لندن عام 1851.
وتُعد اللوحة التي تصور منطقة قنال جيوديكا في يوم ملبد بالغيوم أحد أروع الأعمال الفنية التشكيلية التي تتخذ من مدينة البندقية موضوعا لها.
كما أنها تقدم مثالا آخر على عبقرية تيرنر في تمثيل الخصائص الغامضة للماء والضوء والغيم، من خلال هذه الصورة البصرية البديعة، عن تجربته في المدينة الإيطالية.
هذه اللوحة بيعت العام الماضي في مزاد «كريستيز» بنيويورك، بمبلغ 36 مليون دولار. وهي واحدة من ثلاث لوحات زيتية بدأ تيرنر رسمها في عام 1821 لصالح الأكاديمية الملكية للفنون. وتظهر اللوحة في الوسط سان جيورجيو وفي اليسار مادونا ديلا ساليوت وإلى اليمين كنيسة زيتيلا.
في هذا المشهد المبهج الذي يغلب عليه اللون الأصفر وتدرّجاته المختلفة، يبدو الماء شفافا رائقا، وتبدو المباني الظاهرة في الخلفية كما لو أنها تذوب وتغرق في الضوء.
واستخدم الفنان ألوانا سميكة كي يمسك بتأثيرات الماء والضوء وانعكاساتها على الأبنية، كما استخدم ضربات فرشاة دقيقة كي يؤكّد على التفاصيل الجميلة للكنيسة ولرجال القوارب.
عُرف تيرنر بميله لرسم الأشكال والخطوط التي تتحوّل إلى ضباب ودخان أو إلى ضوء قوي يتساقط من السماء أو يتصاعد من الماء.
كما كان يركز دائما على إظهار التباين بين الأجسام والأشياء القريبة والبعيدة. لكن أهم سمة في أعماله هي انبهاره الكبير بالمؤثرات البصرية للماء والنار وعناصر الطبيعة إجمالا.
و اعتمد الفنان في رسمه اللوحة على مجموعة من الألوان المائية التي عمل على توليفها خلال زيارته للبندقية في العام الذي سبق رسمه للوحة.
ويصنف تيرنر بوصفه أحد أعضاء الحركة الرومانسية، بينما يراه آخرون رائدا من رواد الانطباعية الأوائل.
وحققت لوحته «روما المعاصرة - كامبو فاتشينو» أعلى سعر بين الأعمال الفنية التي بيعت في المزاد الصيفي المسائي الذي أقامته «سوذبيز» للأعمال الفنية القديمة واللوحات البريطانية، سجلت فيه أرقام قياسية لأعمال تسعة فنانين.
وقالت «سوذبيز» إن اللوحة التي تصور مدينة روما حققت هذا الرقم القياسي بعد مزايدة لم تستمر سوى خمس دقائق. وتنافس ستة أشخاص على الفوز بالعمل الفني النادر الذي لم يعرض للبيع سوى مرة واحدة فقط، منذ أن رسمه تيرنر قبل 171 عاما.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».