الأطفال.. وارتفاع ضغط الدم

يحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض وبسبب السمنة

الأطفال.. وارتفاع ضغط الدم
TT

الأطفال.. وارتفاع ضغط الدم

الأطفال.. وارتفاع ضغط الدم

رغم شهرة مرض ارتفاع ضغط الدم hypertension في البالغين، فإن اللفظ يبدو غير مألوف تماما في الأطفال، بل ولا يتم التفكير في احتمال وجوده من الأساس. ولكن الحقيقة أن هناك الكثير من الأطفال الذين يعانون بالفعل من ارتفاع في ضغط الدم وبنسبة تصل إلى 3%.
وفى الأغلب تكون أسباب ارتفاع ضغط الدم في الأطفال نتيجة لأمراض في الكلى أو القلب، وأخيرا بدأت معدلات ارتفاع الضغط في ازدياد نتيجة لزيادة البدانة بين الأطفال التي تعتبر من أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الأطفال، حيث إن الأطفال الذين يعانون من البدانة لديهم فرصة أكثر من غيرهم 3 أضعاف للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

مستويات ضغط الدم

تعتبر قراءة ضغط الدم دقيقة بعد قياسها نحو ثلاثة أو أربعة أيام على التوالي، إذ أن القراءة الأولى يمكن أن تكون مرتفعة نظرا لتوتر الطفل من عيادة الطبيب وخوفه من القياس. وتعتمد معدلات الضغط في الأطفال على العمر والجنس والطول. ويكون معدل الضغط الطبيعي للطفل في عمر من الثالثة وحتى الخامسة نحو من 100 و105 ملم/زئبق للقراءة العليا، بينما تتراوح القراءة الدنيا بين 65 و70 ملم/زئبق. وفي عمر التاسعة تكون المعدلات في حدود 110 و115 - 70 و75. ثم تصل إلى المعدلات الطبيعية في فترة المراهقة، وبالنسبة للجنس يكون ضغط الدم تقريبا نفس المعدل في الأطفال ما دون السادسة. ولكن من السادسة وحتى البلوغ يكون أعلى قليلا في الإناث. وبعد البلوغ يكون أعلى قليلا في الذكور. وتمثل قراءة ضغط الدم العليا الضغط (الانقباضي) الذي يقوم به القلب لضخ الدم في الشرايين، بينما تمثل القراءة الأقل فترة الراحة للقلب (الضغط الانبساطي). ويتغير ضغط الدم من فترة إلى أخرى خلال اليوم ويتأثر بالنشاط والراحة والحالة النفسية.

الأسباب والأعراض

أسباب ارتفاع الضغط بالنسبة للأطفال تختلف باختلاف العمر، فكلما كان الطفل صغيرا كانت احتمالية أن يكون ارتفاع الضغط مرتبطا بمرض آخر خاصة في المراحل المبكرة من الطفولة مثل أمراض الكلى أو القلب أو الأوعية الدموية وأمراض الرئة. وفي الأغلب تكون هذه الأمراض نتيجة للولادة المبكرة التي يمكن أن تسبب عيوبا خلقية في الشرايين والجهاز الدوري، ولكن في عمر الدراسة في الأغلب تكون البدانة من الأسباب الرئيسية. وهناك بعض الأدوية التي يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم مثل أدوية الكورتيزون والأدوية المضادة للاكتئاب أو أدوية مرض نقص الانتباه وفرط النشاط، وكذلك لدى الأطفال الذين يحتوي غذاؤهم على كمية كبيرة من الملح أو مادة الكافيين.
في الأغلب لا يسبب المرض أي أعراض في الأطفال، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يسبب الصداع أو عدم وضوح الرؤية أو حدوث نزيف من الأنف أو خفقانا في القلب أو إحساسا بالغثيان أو الدوار. والمفروض أن أن يتم قياس الضغط بانتظام لأي طفل يعاني من مثل هذه الأعراض، إذ أن هناك الكثير من المخاطر لضغط الدم المرتفع الذي لا يخضع للعلاج مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية والفشل الكلوي.

خطر محتمل

هناك احتمالية كبيرة للأطفال الذين سجلت قراءة الضغط لديهم ارتفاعا حتى ولو على فترات متباعدة، في أن يعانوا لاحقا من ارتفاع الضغط في البلوغ، وذلك حسب دراسة أميركية حديثة تمت مناقشتها في منتدى الجمعية الأميركية للقلب وضغط الدم المرتفع American Heart Association High Blood Pressure والتي أشارت إلى أن أي ارتفاع مؤقت في الضغط، يجب أن يتم التعامل معه بعناية. وكانت هذه الدراسة قد قامت بتتبع 1117 من المراهقين الأميركيين في عام 1986 وحتى الآن، وتم أخذ قراءة الضغط من قبل الممرضة في المدرسة أو من خلال الزيارة الروتينية للطبيب، ومن هذه العينة كان هناك 119 شخصا عانوا من ارتفاع ضغط الدم في البلوغ منهم 59% عانوا من البدانة في طفولتهم وسجلوا قراءة مرتفعة للضغط مرتين أو أكثر أثناء طفولتهم.

التشخيص والعلاج

من المعروف أن تشخيص ارتفاع الضغط يعتمد على قياس الضغط بشكل أساسي. ويفترض لضمان رعاية طبية متكاملة أن يتم قياس ضغط الدم للأطفال كل عام على الأقل بعد بلوغ الطفل سن الثالثة، ولكن في بعض الأحيان يمكن الاستعانة ببعض التحاليل التي يمكن أن تعطي صورة جيدة عن المرض المسبب لارتفاع الضغط، مثل إجراء عد كامل لكريات الدم والذي يمكن أن يظهر أنيميا (فقر الدم) خاصة في حالة أمراض الكلى أو القلب، كما يمكن إجراء تحليل لوظائف الكلى للوقوف على حالتها كما يمكن أيضا عمل أشعة تلفزيونية على القلب Echocardiography.
أما من ناحية العلاج فنظرا لأن ارتفاع الضغط في الأطفال غالبا ما يكون نتيجة لسبب آخر، لذلك يكون العلاج موجها للمرض المسبب للضغط سواء الكلى أو القلب، وأيضا يتم علاج البدانة أيا كان السبب في ارتفاع الضغط، حيث إن الصلة كبيرة بين ارتفاع الضغط والبدانة، وذلك بممارسة التمرينات الرياضية، واتباع الغذاء الصحي الذي يحتوي على كمية منخفضة من الدهون والأملاح، وإذا لم يستجب ضغط الدم للطرق السابقة يتم استخدام العلاج الدوائي لتلافي أخطاره.

* اختصاصي طب الأطفال



دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
TT

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)

كشفت دراسة دولية عن أن فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة والسكري يمكن أن تقلّل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي وتوقف تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن.

وأفاد الباحثون في معهد جورج للصحة العالمية في أستراليا بأن هذه النتائج تمثل تطوراً مهماً في علاج هذه الحالات المزمنة، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية (The Lancet Diabetes & Endocrinology).

ومرض الكلى المزمن حالة تؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الكلى، مما يعوق تصفية الفضلات والسوائل من الدم، وغالباً ما ينتج عن السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

ويُقدَّر أن المرض يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم، أي نحو 850 مليون شخص، وهو السبب العاشر للوفاة عالمياً، ومن المتوقع أن يحتل المرتبة الخامسة بحلول عام 2050.

وركزت الدراسة على «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» (GLP-1)، وهي أدوية طُورت في الأصل لعلاج السكري من النوع الثاني، وتعمل على محاكاة هرمون طبيعي يُفرَز بعد تناول الطعام لتحفيز إنتاج الإنسولين في البنكرياس، مما يساعد على خفض مستويات السكر في الدم. كما أنها تُبطئ الهضم، وتزيد من الشعور بالشبع، وتقلل الشهية، مما يجعلها فعّالة في علاج السمنة.

وأجرى الفريق تحليلاً لنتائج 11 تجربة سريرية شملت أكثر من 85 ألف شخص، منهم 67 ألف مصاب بالسكري من النوع الثاني، و18 ألفاً يعانون من السمنة أو أمراض القلب. وتضمّنت التجارب أدوية «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» مثل «سيماغلوتايد» و«دولاغلوتايد».

وأظهرت النتائج أن هذه الأدوية تقلّل خطر الفشل الكلوي بنسبة 16 في المائة وتحدُّ من تدهور وظائف الكلى بنسبة 22 في المائة. كما انخفض الخطر المشترك للفشل الكلوي، وتدهور الوظائف الكلوية، والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19 في المائة. وأثبتت الدراسة فوائد تلك الأدوية أيضاً لصحة القلب، مع انخفاض خطر الوفاة بالأمراض القلبية والأزمات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 14 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت معدلات الوفاة لأي سبب بنسبة 13 في المائة بين المرضى الذين تلقوا العلاج.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج ستُحدِث نقلة نوعية في الإرشادات الطبية لعلاج أمراض الكلى، والقلب، والسكري، مشدّدين على أهمية توسيع نطاق استخدام هذه الأدوية لمعالجة مجموعة واسعة من الحالات المزمنة.