حاملة الصواريخ «زيليوني دول» تصل إلى طرطوس لتكمل أسطول روسيا البحري

موسكو تستغل وجودها في سوريا وتختبر أسلحتها في ظروف الحرب

سفينة روسية من فئة زيليوني دول تطلق صاروخ كاليبر (مواقع روسية)
سفينة روسية من فئة زيليوني دول تطلق صاروخ كاليبر (مواقع روسية)
TT

حاملة الصواريخ «زيليوني دول» تصل إلى طرطوس لتكمل أسطول روسيا البحري

سفينة روسية من فئة زيليوني دول تطلق صاروخ كاليبر (مواقع روسية)
سفينة روسية من فئة زيليوني دول تطلق صاروخ كاليبر (مواقع روسية)

أكد الأدميرال ألكسندر فيتكو قائد أسطول البحر الأسود أن سفينة «زيليوني دول» المحملة بالصواريخ، قد دخلت يوم أول من أمس الأربعاء، ميناء طرطوس على الساحل السوري، وذلك بعد خمسة أيام على إبحارها من ميناء سيفاستوبل على البحر الأسود، ترافقها السفينة كاسحة الألغام «كوفروفيتس» لتنضما إلى مجموعة السفن الحربية التابعة للأسطول الروسي العاملة بشكل دائم في البحر الأبيض المتوسط. ومن المتوقع أن تشارك «زيليوني دول» في العمليات العسكرية في سوريا، لا سيما القصف الصاروخي، ذلك أنها مزودة بصواريخ من نوع «كاليبر» كالتي أُطلقتها روسيا من بحر قزوين باتجاه الأراضي السورية.
وفي مؤشر على أن العملية العسكرية الروسية في سوريا لن تنتهي قريبًا كشف الأدميرال الروسي أن فترة المناوبة القتالية لهذه السفينة قبالة الساحل السوري، ستستمر ما بين شهر ونصف إلى شهرين، لتحل بديلاً عنها بعد ذلك سفينة من ذات الطراز هي السفينة «سيربوخوف».
وكانت روسيا قد عززت وجودها العسكري في سوريا على عدة مراحل منذ بدء عمليتها العسكرية الجوية هناك نهاية سبتمبر (أيلول) 2015، ومن بين الأسلحة، المقاتلة «سو - 35 إس» التي دخلت مؤخرًا إلى الخدمة العسكرية، ولم يسبق لها أن شاركت في عمليات قتالية، وشكلت مشاركتها في قصف أهداف على الأراضي السورية أول اختبار لها ضمن ظروف معركة حقيقية. كذلك الأمر بالنسبة لإطلاق الصواريخ من بحر قزوين الذي شكل أول اختبار لتلك الصواريخ وقدرة السفن الصاروخية على العمل في ظروف الحرب. الأمر ذاته بالنسبة للسفينة «زيليوني دول» وتوأمها «سيربوخوف» فهما دخلتا الخدمة العسكرية خريف العام الماضي، ولم تشاركا من قبل في أي عمليات قتالية حقيقية، بل اجتازتا تجارب عدة، آخرها مشاركة السفينة «زيليوني دول» في التحقق المفاجئ الذي أعلنته قيادة الجيش الروسي للتأكد من الجاهزية القتالية للقوات المسلحة في الدائرة العسكرية الجنوبية في روسيا. في السياق ذاته تجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من الأسلحة الروسية الحديثة تعود نشأتها وتصميمها وتصنيع أول موديلات منها إلى الحقبة السوفياتية، إلا أن روسيا تمكنت من رفع إنتاجها وضمها للقوات المسلحة بموجب خطة تحديث العتاد الحربي في الجيش الروسي التي أنجزت بنسبة 70 في المائة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.