صدى «رعد الشمال» يعيد إلى الأذهان تحالف تحرير الكويت بعقيدة الدفاع الإسلامي

حفر الباطن «أرض التحالفات والبطولات» بكامل التجهيزات العسكرية والبنية التحتية المؤهلة

أفراد من القوات السودانية الذين وصلوا أمس للمشاركة في مناورات {رعد الشمال}
أفراد من القوات السودانية الذين وصلوا أمس للمشاركة في مناورات {رعد الشمال}
TT

صدى «رعد الشمال» يعيد إلى الأذهان تحالف تحرير الكويت بعقيدة الدفاع الإسلامي

أفراد من القوات السودانية الذين وصلوا أمس للمشاركة في مناورات {رعد الشمال}
أفراد من القوات السودانية الذين وصلوا أمس للمشاركة في مناورات {رعد الشمال}

قبل 25 عاما، كانت الأراضي السعودية مقرا لتحالف كبير تجاوز الثلاثين دولة شاركت في حرب تحرير الكويت، يعاد ذكره مع قرب بدء مناورات «درع الشمال» الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط، حيث ستشارك عشرون دولة، وقوات درع الجزيرة، إضافة إلى السعودية القائد في هذا التمرين الشامل.
عشر دول من الدول العشرين المشاركة سبق لها الاحتشاد في مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن (شمال شرقي السعودية) في تحالف دولي أثناء حرب تحرير الكويت 1990 - 1991، وسجلت كل القوات المشاركة آنذاك بفاعلية في تحقيق الهدف الكبير بتطهير الكويت من احتلال نظام صدام حسين لها.
اليوم، تتوالى القوات العشرين للوصول إلى منافذ السعودية البرية والبحرية وأيضًا مطار مدينة الملك خالد العسكرية المتطورة، والتي تستضيف كذلك مقر قوات «درع الجزيرة» المعنية بالدفاع عن أمن دول الخليج وردع أي اعتداء تتعرض له، وتتميز بالتدريب الجيد في ملامح تشكيل عقيدة دفاعية عربية وإسلامية معولة على القدرات الذاتية والتحالفات الإقليمية، في حماية المجال وحفظ استقراره، بعد نجاحات سعودية في «عاصفة الحزم» التي مكّنت الشرعية اليمنية من استعادة غالب الأراضي من الميليشيا الحوثية والانقلابيين الموالين لعلي عبد الله صالح، مما أفرز وبفعل الدبلوماسية السعودية كذلك عن قيادة الرياض لقاطرة إسلامية تهدف إلى الحماية الذاتية وتفعيل جهود حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وشجّع على مواصلة مساعي تأسيس تحالف أوسع لمواجهة الإرهاب والأطماع الخارجية.
مدينة الملك خالد العسكرية، تعد ثاني أحدث المدن العسكرية السعودية، وتصنف كأكبر القواعد العسكرية في الشرق الأوسط، وتملك الكثير من المقومات التي أكدتها خلال احتضانها قوات تحرير الكويت، وبقوام عدد يتجاوز المليون عسكري، واليوم هي على استعداد لوجود ما يقارب 200 ألف عسكري من الدول الإسلامية المشاركة في التمرين الأكبر، تشكّل في وجودها أكبر القوات المسلحة الإسلامية، مثل السعودية وباكستان ومصر والإمارات وماليزيا وسلطنة عمان، وغيرها من القوات عالية التجهيز.
تحتوي تجهيزات المدينة العسكرية على كل الأسس المساندة لأي تمرين عسكري، من خدمات ومرافق، في منطقة صحراوية لا تبعد كثيرا عن الحدود السعودية مع الكويت والعراق، مستفيدة أيضًا من القرب من مياه الخليج العربي، وتضم كذلك مستشفى عسكريا يحوي الكثير من المعدات الطبية المتقدمة، ومراكز تدريب ومقرات واسعة، لقوات برية وقوات الدفاع الجوي ومقرا للطيران الخاص بالقوات البرية الملكية.
المدينة العسكرية، ومعها محافظة حفر الباطن التي تبعد ما يقرب على الخمسين كيلومترا، لم تعد غريبة على سماع صدى ومشاهدة الطائرات الحربية، وهدير المعدات العسكرية، لكنها ورغم ذلك احتضنت المدينة قبل عامين تمرين القوات السعودية الأكبر والشامل بينها، الذي كان أطلق عليه تمرين «سيف عبد الله» وفيه استعرضت القوات أمام الملك سلمان (ولي العهد آنذاك) أبرز معداتها وتدريبها وظهرت فيه للمرة الأولى علنيا صواريخ «رياح الشرق» التي طرقت الآذان عبر الإقليم، ووجهت الرسالة للداخل والخارج، وتستضيف من وقت لآخر وبشكل سنوي بعض التمارين المشتركة بين قوات كبرى منها الولايات المتحدة وفرنسا.
رمزية المكان، والحشد العسكري المشارك في «رعد الشمال»، يؤكدان على الدور السعودي في تحقيق السلم للإقليم ودعم البلدان العربية، إن كانت هبّت السعودية حكومة وشعبا مع الكويت، فالتمرين المقرر بدؤه بعد أيام ويستمر لأكثر من أسبوعين يبرز مواقف الرياض العابرة من التاريخ إلى الحاضر والمستقبل، وأنها أساس في قيادة الرؤية العربية والإسلامية، رصيدها من التاريخ يعطي الثقة لدى القادة والشعوب العربية والإسلامية في نجاح الأمور التي تسعى الرياض لتحقيقها، فهي تتحرك ومعها رسائل السلام والقوة كضرورة للأمن الاستراتيجي، وتجمّع القوات الأكبر والأشمل في تاريخ الدول الإسلامية، يضعها في مسار التحالفات والمواقف الداعمة لتقوية المواقف العربية والإسلامية.
«رعد الشمال» السعودي ينتظر منه في مكان جمع القوات لتحقيق الانتصارات أن يكون أثره مطرا على جمع الدول الإسلامية في عقد إقليمي قوي مع قرب انطلاق الاختبار الكبير في حفر الباطن، لتوحيد المفاهيم العملياتية وتحقيق التعاون والتكامل في تنفيذ العمليات المشتركة بشكل عام إلى جانب تبادل المعرفة والخبرات وتحقيق أكبر قدر ممكن من توحيد مفهوم العمليات المشتركة بين الدول العشرين المشاركة والتي تشكل أكثر من نصف التحالف الإسلامي العسكري.
السعودية التي تنشد الحلول الدبلوماسية في حل الخلافات دوما، وفق تتابع الأحداث، تجعل القوة خيارا أخيرا لتحقيق السلم الدولي، وما شهدته حرب الخليج الثانية تعبير عن الكثير من المواقف السعودية، وما تبعها قبل عام من نصرتها للشعب اليمني، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأسبوع الماضي، لدى استقباله ضيوف مهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة، أن السعودية مستعدة للدفاع عن بلاد المسلمين، قائلا: «نتعاون مع إخواننا العرب والمسلمين في كل الأنحاء في الدفاع عن بلدانهم وضمان استقلالها، والحفاظ على أنظمتها كما ارتضت شعوبهم».
وتأتي مناورات «رعد الشمال» في خضم دور سعودي إقليمي متزايد واثق الخطى والقبول الإسلامي، خصوصا قبل وبعد أن أعلنت السعودية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تشكيل تحالف عسكري إسلامي ضد الإرهاب، وما تقوده منذ مارس (آذار) الماضي من تحالف عربي في اليمن ضد الحوثيين والرئيس المخلوع صالح، وتحضر المناورات قبل أكثر من شهر من اجتماع ينتظر عقده أواخر مارس القادم ليكون الأول من نوعه للتحالف العسكري الإسلامي ضدّ الإرهاب الذي أعلنه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، ويضم 34 دولة، وما يسبق التمرين من إعلان إرسال طائرات حربية إلى تركيا لاستهداف مقاتلي تنظيم داعش في سوريا، والاستعداد للمشاركة بقوات برية للغرض ذاته، كما أن الرياض جزء من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم منذ سبتمبر (أيلول) 2014.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.