ماخوس لـ {الشرق الأوسط}: الدخول في عملية مفاوضات مع وفد النظام غير مطروح

ماخوس لـ {الشرق الأوسط}: الدخول في عملية مفاوضات مع وفد النظام غير مطروح
TT

ماخوس لـ {الشرق الأوسط}: الدخول في عملية مفاوضات مع وفد النظام غير مطروح

ماخوس لـ {الشرق الأوسط}: الدخول في عملية مفاوضات مع وفد النظام غير مطروح

قال الدكتور منذر ماخوس، سفير «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في فرنسا، وعضو «الهيئة العليا للمفاوضات» ووفدها المفاوض، إن الوفد لن يذهب إلى قصر الأمم المتحدة في جنيف البتة.
وتابع ماخوس، خلال مكالمة هاتفية مع «الشرق الأوسط»، قبيل سفر وفد المعارضة أمس إلى المدينة السويسرية، أنه «ليس مطروحا الدخول في عملية مفاوضات اليوم مع وفد النظام، بل سيبقى الوفد في مقرّ إقامته بالفندق، ليلتقي مع (المبعوث الدولي لسوريا) ستيفان دي ميستورا فقط، وذلك للتحقق من مدى جدية النظام السوري في تنفيذ الشروط الأربعة التي أقرّ بمشروعيتها كل من المبعوث الدولي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، وفق القرار 2245، والمادتين 12 و13».
وحيال ما يتعلق بالجدول المرسوم للقاء وفد المعارضة السورية بالمبعوث دي ميستورا، قال ماخوس: «هناك اقتراح من قبل دي ميستورا، لكن لدينا بعض التحفّظات عليه، وهذا ما سنناقشه لاحقا، وليس بأولوياتنا. إذ إن الأولويات بالنسبة لنا ما سميناه بـ(خلق بيئة جادة إيجابية التفاوض، للتعبير عن حسن النوايا وتسريع بناء الثقة). هذه هي أولوياتنا اليوم، وبعدها سنقرّر ما هي الخطوات اللاحقة، ومن غير ذلك، فلن تكون هناك أي خطوات لاحقة على الأقل من طرفنا». وعن طبيعة المُقترح الذي تحفظت «الهيئة العليا للمفاوضات» على بعض نقاطه قال ماخوس «دي ميستورا يقول نعم أنا أدعمكم وأؤيدكم، ولكن ليست لديّ كوسيط دولي آليات لتنفيذ القرار. ولذلك لا بد من مناقشة هذه النقطة بوضوح كي نعرف إلى أين ستذهب بنا. وإذا حدث توافق حول تنفيذ المطالب، سيكون لكل حادث حديث بشأن ما إذا كنا سننخرط في العملية التفاوضية أم سنطلب تأجيلها لموعد آخر». وأضاف ماخوس «وفدنا سيبقى في الفندق الذي سيستضيفه، ولن يصل إلى قصر الأمم المتحدة في جنيف كي لا يتعرض لضغوط من أطراف اعتادت ممارسة هذا النوع من التعاطي معنا. إننا سنحصّر المباحثات مع دي ميستورا في الفندق حول عملية تنفيذ القرار 2254، وذلك لاختبار نوايا النظام السوري تجاه الشروط الأربعة كأولى أولوياتنا».
وأوضح سفير «الائتلاف» في باريس، مشددا: «نحن ذاهبون لجنيف لاختبار نوايا النظام، وهل سيستجيب لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي والاستجابة لرؤية وطلب كل الأطراف الفاعلة، وأكرر أننا لسنا ذاهبين اليوم للمفاوضات، وكما قلت، أكثر من ذلك لن نذهب إلى قصر الأمم المتحدة، وسنتواصل مع المبعوث الدولي في فندقنا تفاديا للتعرض لأي ضغوط تمارسها علينا بين الفينة والأخرى بعض الأطراف لتحقق رؤيتها الخاصة بأجندتها بعيدا عن صلب القضية السورية الحقيقية، وحفظ أرواح الشعب والنساء والأطفال من القصف بالصواريخ وبالبراميل المتفجرة وبالقنابل العنقودية، والتجويع في المناطق المحاصرة».
وأوضح ماخوس أن «شروط المشاركة في مفاوضات (جنيف 3) قضية أساسية.. وهي ليست شروطا مسبقة، وإنما قرارات دولية، وعلى ضوء ذلك سيتقرر هل سنشارك في المفاوضات لاحقا أم لا»، مشيرا إلى الدور الفاعل لكل من السعودية وقطر وتركيا، ومؤكدا التفاهم الكبير في كل القضايا وأن المعارضة تجد منهم كل الدعم. ومن ثم، لفت إلى أن هناك صعوبات لوجيستية تتعلق ببعض الأعضاء المنتشرين في بلاد أخرى مختلفة، مبينا أنه كان لـ«الهيئة العليا» قرار بأنه لا بد من إتاحة الوقت اللازم لحضور كل الأعضاء اليوم.
من جهة ثانية، قال العميد أسعد الزعبي، رئيس الوفد التفاوضي عن المعارضة السورية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة ستذهب بوفد كامل يتكون من الوفد التفاوضي الذي يضم شخصين برفقته، هما جورج صبرا ومحمد علوش، مع مساندة كل من فؤاد عليكو وهيثم المالح ومحمد صبرا وسهير الآتاسي وعيسى مفرج وبسمة قضماني ومحمود عطور وخلف داود. وثمة وفد آخر لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» برئاسة رياض حجاب سيكون عمله استشاريا ومهمته تقديم كل أشكال الدعم لهم.
الزعبي أكّد أن تأخر إعلان «الهيئة العليا للمفاوضات» ذهابها إلى «جنيف 3» جاء لأن ذلك كان مرهونا بإدخال المساعدات الإنسانية فورا، وحماية المدنيين من القتل العشوائي من الطيران الروسي. وأضاف: «لقد تلقينا من نائب الأمين العام للأمم المتحدة ودي ميستورا وجون كيري ووزراء الخارجية العرب والأوروبيين تأكيدات بشأن إدخال المساعدات وتنفيذ الالتزامات الدولية في القرار الدولي 2254، وأعربوا عن دعمهم الكامل لتنفيذ الانتقال السياسي». واستطرد: «قبل التفاوض لا بد أن نشاهد الإجراءات التي التزم بها المجتمع الدولي، وبعدها يتم التفاوض على الثوابت الوطنية ومحاسبة المجرمين والميليشيات الإرهابية، وكيفية تشكيل هيئة الحكم الانتقالية من دون الأسد». واختتم الزعبي كلامه بالقول «إن أداء دي ميستورا، منذ تعيينه، أظهر تعاطفه مع النظام، وتأييده إشراك إيران في تحديد مستقبل سوريا».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.