«مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف» يحتفي بالسينما الإيطالية

كرم الممثلة المغربية فاطمة لوكيلي والمخرج المصري داود عبد السيد.. والليتواني شاروناس بارتاس

مشهد من فيلم «ماما روما» الذي يعرض في المهرجان  -  مشهد من الفيلم الجيورجي «جزيرة الذرة» للمخرج جورج أوفاشفيلي المشارك في المسابقة الرسمية
مشهد من فيلم «ماما روما» الذي يعرض في المهرجان - مشهد من الفيلم الجيورجي «جزيرة الذرة» للمخرج جورج أوفاشفيلي المشارك في المسابقة الرسمية
TT

«مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف» يحتفي بالسينما الإيطالية

مشهد من فيلم «ماما روما» الذي يعرض في المهرجان  -  مشهد من الفيلم الجيورجي «جزيرة الذرة» للمخرج جورج أوفاشفيلي المشارك في المسابقة الرسمية
مشهد من فيلم «ماما روما» الذي يعرض في المهرجان - مشهد من الفيلم الجيورجي «جزيرة الذرة» للمخرج جورج أوفاشفيلي المشارك في المسابقة الرسمية

تحتضن العاصمة المغربية الرباط بين 29 يناير (كانون الثاني) الحالي و5 فبراير (شباط) المقبل، الدورة الحادية والعشرين من «المهرجان الدولي لسينما المؤلف».
وستحتفي دورة هذه السنة من المهرجان بالسينما الإيطالية، عبر عرض 13 فيلما من خزانتها السينمائية، مع استحضار تجربة المخرج الراحل باولو بازوليني.
وسيتميز حفل الافتتاح بتكريم الممثلة وكاتبة السيناريو المغربية فاطمة لوكيلي، والمخرج المصري داود عبد السيد، والمخرج الليتواني شاروناس بارتاس، مع عرض الفيلم المغربي «جوع كلبك» للمخرج هشام العسري، فيما يعرف حفل الاختتام عرض الفيلم اليوناني «إنجلترا الصغرى» للمخرج بونتيليس فولكاريس.
ويتنافس على جوائز المهرجان في دورة هذه السنة 14 فيلما: يتعلق الأمر بالفيلم العراقي «بغداد خارج بغداد» للمخرج قاسم حول، والفيلم المغربي «إطار الليل» للمخرجة تالا حديد، والفيلم الفرنسي «قصة يهودا» للمخرج رباح عامر زعميش، والفيلم البلجيكي «روزين» للمخرج إيفون لوموان، والفيلم الإيراني «بضع أمتار مكعبة من الحب» للمخرج جمشيد محمودي، والفيلم الإيراني «كم الساعة في عالمك؟» للمخرج صفي يزدانيان، والفيلم الليتواني «ليعم السلام أحلامنا» للمخرج شاروناس بارتاس، والفيلم الفرنسي «ظل النساء» للمخرج فيليب كاريل، والإيطالي «بائع الأدوية» للمخرج أنطونيو مورابيتو، والفيلم الفرنسي البلجيكي «أنا جندي» للمخرج لورون لاريفيير، والفيلم الدومينيكاني «سقوط» للمخرج آنا رودريكيز روسيل، والفيلم الأستوني «تقاطع الرياح» للمخرج مارتي هيلد، والفيلم الجيورجي «جزيرة الذرة» للمخرج جورج أوفاشفيلي، والفيلم المغربي «جوع كلبك» للمخرج هشام العسري.
وتترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الممثلة المسرحية والسينمائية الرومانية كريستينا فلوتور. وتضم اللجنة في عضويتها، فضلا عن رئيستها، المنتج السينمائي الأميركي دون سميث، والصحافية الفرنسية أنتونيا نعيم، والفنان التشكيلي المغربي أحمد جريد، والكاتب والمخرج السينمائي الكاميروني باسيك إميل، ومديرة مهرجان إسطنبول السينمائي أزايلزي تان.
وفضلا عن عروض المسابقة الرسمية، يتضمن برنامج التظاهرة فقرة «السينما المغربية»، التي تعرف برمجة أفلام «عايدة» للمخرج إدريس المريني، و«تصنت لعظامك» للمخرج التيجاني الشريكي، و«كاريان بوليوود» لياسين فنان، و«نساء ونساء» للمخرج سعد الشرايبي، و«البحر من ورائكم» للمخرج هشام العسري، و«ميلوديا المورفين» للمخرج هشام أمال، و«جوق العميان» للمخرج محمد مفتكر، فيما تتضمن فقرة «سينما العالم» أفلاما للمخرج الفرنسي جان لوك غودار، والإيراني جعفر بناهي، والمخرجة النمساوية جسيكا هوسنر، والتركي نوري بلج سايلان، والصيني زانغ يمو، والمخرج الجزائري عمور حكار. بينما تتضمن فقرة «استرجاع» عرض أفلام من إيطاليا، بينها أفلام للمخرج باولو بازوليني، ومن جمهورية الدومينيك، فيما تعرف فقرة «وثائقيات» عرض أفلام «رسائل من اليرموك» (فلسطين) للمخرج رشيد مشهراوي، و«أنا مع العروسة» (فلسطين وإيطاليا) للمخرجين خالد سليمان الناصري وكابرييل ديل كراندي وأنطونيو أوكيكليارو، و«آخر الكلام» (الجزائر) للمخرج محمد زاوي، و«ملح الأرض» (البرازيل وفرنسا) للمخرجين جوليانو ريبيرو سالكادو وويم ويندرس، و«الريف 1958 - 59» لطارق الإدريسي، و«نو لاند سونغس» (إيران) للمخرجة آيات نجفي، و«مقاومة طبيعية» (فرنسا وإيطاليا) للمخرج جوناتان نوسيتر، و«أنا الشعب» (فرنسا) للمخرجة آنا روسيلون، و«جون لوك غودار» (فرنسا وسويسرا) للمخرجين سيلين كييورد وأوليفيي بولي، و«إدغار موران» (فرنسا) للمخرجين سيلين كييورد وأوليفيي بولي.
وزيادة عن عروضه السينمائية، يتضمن البرنامج العام للتظاهرة أنشطة ثقافية وفكرية وتكوينية وتواصلية متنوعة مبرمجة خلال صباحات التظاهرة، لتتكامل مع العروض السينمائية، بكل من «مسرح محمد الخامس»، وقاعتي «النهضة» و«الفن السابع»، ينشطها ويشارك فيها نقاد وباحثون وإعلاميون وأساتذة السينما وطلابها، تشمل ندوات حول «دور الموسيقى في إبداعية الفيلم»، و«سؤال السينما في البحث العلمي الأكاديمي المغربي»، و«شعرية السينما»، ولقاءان مفتوحان مع المخرجين المغربيين حكيم بلعباس وهشام العسري، ولقاء حول سينما بازوليني، فضلا عن ورشة تكوينية في إدارة التصوير، ودرس في السينما يقدمه المخرج المصري داود عبد السيد، وجلسة للتعريف بالإصدارات السينمائية الجديدة.
وتأسس مهرجان الرباط لسينما المؤلف سنة 1994، بهدف «الانفتاح على التجارب السينمائية العالمية المختلفة، التي تتماشى والخط العام للمهرجان الطامح لتكريس سينما المؤلف».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».