بريطانيا ترثي نجم الغناء ديفيد بوي.. وألبوماته تعود للصدارة

صحفها حولت صفحاتها الأولى لملصقات بأشهر صور المغني الراحل

ديفيد بوي في حفل لرثاء المغني فريدي ميركوري  بلندن عام 1992 (رويترز)
ديفيد بوي في حفل لرثاء المغني فريدي ميركوري بلندن عام 1992 (رويترز)
TT

بريطانيا ترثي نجم الغناء ديفيد بوي.. وألبوماته تعود للصدارة

ديفيد بوي في حفل لرثاء المغني فريدي ميركوري  بلندن عام 1992 (رويترز)
ديفيد بوي في حفل لرثاء المغني فريدي ميركوري بلندن عام 1992 (رويترز)

بعد صدور ألبومه الأخير «بلاك ستار» (النجم الأسود) يوم الجمعة الماضي، وهو الألبوم الذي فاجأ معجبيه، فقد صدر بعد غيبة طويلة، توفي المغني البريطاني ديفيد بوي، وبدا وكأن الألبوم كان رسالة وداع من المغني لعشاقه خاصة أن الكثير من كلمات الأغاني فيه كانت تحمل معاني الموت والوداع والانتقال للسماء. وفي يوم الاثنين أعلن ابنه على «تويتر» أن والده قد توفي بعد صراع مع السرطان، ويشاء القدر أن تكون وفاة الفنان بعد يومين من عيد ميلاده الـ69، وهو أيضا يوم صدور ألبوم «بلاك ستار».
وخلال يوم الاثنين تحولت صفحات «فيسبوك» و«تويتر» إلى مراثٍ للفنان الراحل، وتنافس محبوه في المشاركة بفيديوهات من أغانيه الشهيرة، وبالنسبة لكثيرين كانت وفاة بوي كأنها «فقدان لفرد من العائلة»، على حسب تعبير أحد معجبيه أمس. واحتلت فقرات مطولة على نشرات الأخبار التي قدمت أهم محطات المشوار الفني له، وتصويرا من حي بريكستون حيث ولد بوي، لتجمعات المعجبين هناك وباقات الزهور والشموع وبطاقات الرثاء التي وضعت إلى جانب رسم حائطي يمثل صورة النجم الراحل.
وصباح أمس الثلاثاء، أصدرت الصحف البريطانية أعدادا تذكارية للاحتفال بمشوار بوي، واحتلت صوره الصفحات الأولى لجرائد مثل «الغارديان» و«الإندبندنت» و«التايمز»، بينما أفردت له صحيفة «الديلي تلغراف» سبع صفحات كاملة غطت جوانب مشواره الفني وإرثه الإبداعي من كلمات الأغاني للفن التشكيلي الذي اتجه له بوي. ولم تخل التغطية من رصد الأسلوب المميز الذي ميز ملابسه وشعره، وهو ما أثر على أجيال من المعجبين. وخلال جولة على أفراد الجمهور الذي توافد على بريكستون طوال يوم أمس لوحظ أن الكثيرين قاموا برسم علامة البرق على وجوههم مثل إحدى الصور الشهيرة لبوي، وقالت سيدة صبغت شعرها باللون الأحمر: «بوي أشعرني بأنني من الممكن أن أكون مختلفة في مظهري، فهذا ما فعله هو». ومن جانب آخر، تحول الجمع في بريكستون لحفل غنى خلاله الجمهور مجموعة من الأغنيات الشهيرة لبوي، وأعلنت إحدى الحانات في الحي عن إقامة حفل «دي جي» لأغاني بوي يوم السبت على أن تكون الإيرادات لصالح جمعية محاربة السرطان.
وبدا أن رحيل بوي قد أيقظ في البريطانيين وغيرهم من محبي الفنان حول العالم تقديرا خاصا لمغن ترك خلفه ثروة فنية ضخمة، وتنوعت ردود الفعل حول رحيله من هوليوود حيث بادر المعجبون بترك بطاقات الزهور وبطاقات الرثاء على النجمة التي تحمل اسمه في ممر الشهرة. وفي برلين، حيث أقام بوي لثلاث سنوات في سبعينات القرن الماضي، وضع محبوه الزهور بجوار المنزل الذي كان يعيش فيه في حي شونيبرغ. وأثناء وضعها باقة ورد عند المنزل قالت إحدى المعجبات بالمغني البريطاني والتي تبلغ من العمر حاليا 62 عاما معلقة على وفاته: «لقد كبرت معه». أما عمدة برلين فقال «بوي.. لقد كان منا. إن الأغنية التي كانت عنوان ألبومه (الأبطال) هي إحدى أشهر أعمال بوي، وأصبحت نشيد مدينتنا التي كانت آنذاك منقسمة، كانت الأغنية تعبر عن رغبة المدينة في الحرية». ومكث بوي في برلين ثلاث سنوات بدءا من عام 1976، عكف خلالها على إعداد المادة اللازمة لإنتاج ثلاثة ألبومات أصبحت منذ ذلك الحين من التراث الأساسي لفن الروك.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية عبر صفحتها على «تويتر» الحداد على الفنان البريطاني، قائلة في تغريدة بهذا الشأن: «وداعا ديفيد بوي، أصبحت الآن بين الأبطال، شكرا على مساعدتك في هدم السور».
وحسب «رويترز» فقد ارتفعت مبيعات ألبوم بوي الأخير «بلاك ستار»، إلى جانب الإقبال على تحميل أشهر أغانيه، حيث قالت خدمة البث الرقمي العملاقة «سبوتيفاي» لـ«رويترز» إن الاستماع إلى موسيقى بوي ارتفع بنسبة 2700 في المائة يوم الاثنين الماضي، فيما قالت شركة «أوفيشال تشارتس كومباني» في المملكة المتحدة إن ألبوم بوي «بلاك ستار» يشق طريقه نحو صدارة قائمة الألبومات بمبيعات بلغت 43 ألفا منذ طرحه بالأسواق يوم الجمعة الماضي.
الجدير بالذكر أن بوي كان يملك 100 من موسيقاه، حيث طرح سندات للبيع لضمان حقوق الملكية الفكرية، وفي عام 1977 قامت شركة «برودنشال إنشورانس» بشراء السندات مقابل 55 مليون دولار جعلت بوي يستعيد حقوق ملكية أعماله بدلا من بيع حقوق النشر والتوزيع.
وفي مقابلة مع «رويترز» أمس، قال المستثمر ديفيد بولمان الذي طور نظام السندات واتبعه فنانون آخرون بعد ذلك، مثل جيمس براون وفريق «إيسلي براذرز»، إن تركة بوي تتجاوز 100 مليون دولار، وقال: «كان ذكيا بالقدر الذي جعله يثق بنفسه. معظم الفنانين يبيعون أنفسهم سريعا ولا يصبرون على امتلاك الحقوق. استطاع الحفاظ على تراثه. أغانيه كانت بمثابة أطفاله». وأضاف أن تلك الخطوة جنبت بوي الضرائب التي كان سيدفعها إذا باع الحقوق.
* من بريكستون إلى العالمية
ولد الفنان الراحل باسم ديفيد جونز في منطقة بريكستون بجنوب لندن، وبدأ مشواره الفني مع آلة الساكسفون وعمره 13 عاما. وذاع صيته في أوروبا عام 1969 بأغنية «سبيس أوديتي». ثم وصل إلى العالمية عام 1972 بأغنية «زيجي ستاردست» التي تدور حول نجم لموسيقى البوب له ميول جنسية ازدواجية، وارتدى خلال تأديتها ملابس غريبة وصبغ شعره باللون البرتقالي.
وتوارى بوي عن الأنظار بدرجة كبيرة بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب عام 2004، لكنه احتفل بعيد ميلاده التاسع والستين يوم الجمعة بطرح ألبوم جديد بعنوان «بلاك ستار» الذي أثنى عليه النقاد.
وكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تغريدة قال فيها: «كبرت وأنا أستمع وأشاهد عبقري البوب ديفيد بوي. كان أستاذا في إعادة الابتكار وظل على هذا النهج بنجاح. إنها خسارة كبيرة».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.