تحقيقات النيابة البحرينية تكشف عن أياد خارجية في حادث الدية

مجلس الوزراء يبحث تعديل قانون حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية

تحقيقات النيابة البحرينية تكشف عن أياد خارجية في حادث الدية
TT

تحقيقات النيابة البحرينية تكشف عن أياد خارجية في حادث الدية

تحقيقات النيابة البحرينية تكشف عن أياد خارجية في حادث الدية

أعلنت النيابة العامة في البحرين أمس، أن التحقيقات كشفت عن تلقي المجموعة التي نفذت تفجير قرية الدية، الذي هز البلاد في الثالث من مارس (آذار) الحالي، وأدى إلى مقتل ثلاثة من العناصر الأمنية، تعليمات من خارج البحرين، كما أعلنت عن تفاصيل جديدة بشأن الحادث وطريقة تنفيذه.
وكانت البحرين قد شهدت حادث تفجير أودى بحياة ثلاثة من رجال الشرطة، وإصابة 10 آخرين ومدني كان موجودا في الموقع. وأكد مجلس الوزراء البحريني في جلسته الاعتيادية أمس، أن الحكومة مستمرة في حربها ضد الإرهاب ولن يثنيها شيء عن اتخاذ الإجراءات التي تكفل حفظ الأمن والأمان في البلاد.
وبحث المجلس جملة من التعديلات على قانون حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية قدمه وزير الداخلية ليشمل تشديد بعض العقوبات المتعلقة بالتعدي على تنفيذ أحكامه سواء بالمقاومة بالقوة أو العنف أو التهديد. كما يسمح التعديل باتخاذ إجراءات وقائية خاصة عند التوصل إلى دلائل أو إشارات كافية على وجود جريمة إرهابية أو لغرض مكافحتها أو الحيلولة دون وقوعها.
وتشدد التعديلات الجديدة في القانون العقوبات على كل من درب شخصا أو أكثر في الداخل أو الخارج على تصنيع الأسلحة أو المفرقعات أو غيرها من التدريبات بقصد الاستعانة به في ارتكاب الجرائم الإرهابية. وقرر المجلس إحالة التعديلات على قانون حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية إلى اللجنة الوزارية للشؤون القانونية.
كما أبدى مجلس الوزراء أسفه لاستغلال الأطفال والاتجار بهم وتوريطهم في تنفيذ مخططات إرهابية خبيثة وتعريض سلامتهم وحياتهم للخطر «وهي جريمة نكراء تعمل الحكومة على استئصالها من المجتمع».
وبشأن عملية قرية الدية الإرهابية أكدت تحقيقات النيابة العامة أن المشتبه بهم الأربعة الذين يجري التحقيق معهم شكلوا مع آخرين جماعة وصفت بـ«إرهابية» بغرض إحداث التفجيرات والإخلال بالأمن العام والتعدي على رجال الأمن. وقد خططت الجماعة لارتكاب جريمة التفجير قبل فترة، حيث تم تصنيع العبوة المستخدمة، وزرعها في مكان الواقعة، في شكل كمين لرجال الأمن، على أن يجري تفجيرها عن بعد.
وضبط الأمن أربعة من المتهمين في القضية هم «سامي ميرزا أحمد مشيمع، عباس جميل طاهر السميع، علي جميل طاهر محمد السميع، طاهر يوسف أحمد محمد السميع». وأكدت النيابة أن المتهمين الأربعة اعترفوا بارتكابهم الواقعة بالاشتراك مع آخرين، وفصلوا ذلك باتفاقهم المسبق على ارتكابها، وبقيامهم تنفيذا لذلك بتصنيع العبوة المتفجرة، المعدة للتفجير عن بعد بواسطة هاتف نقال، وزرعها في الطريق العام، وإحداث أعمال شغب في منطقة «الدية» لاستدراج قوات الشرطة إلى المكان الذي زرعت فيه العبوة وتفجيرها.
وقالت النيابة إن «التحقيقات كشفت عن زرع القنبلة في الليلة التي سبقت التفجير، وأن المتهمين كانوا على اتصال يوم التفجير لغرض رصد قوات الأمن واستهدافها». وقالت النيابة إن «أحد المتهمين في التحقيق شرح كيفية تبادل المعلومات والرصد ونقل التكليفات، في حين اشتملت اعترافاتهم على شروح تفصيلية لتصنيع العبوة المتفجرة».
كما ثبت من الاعترافات، ومما كشفت عنه الاستدلالات والتحقيقات أن المجموعة كانت تعمل بتوجيهات من بعض العناصر «الإرهابية» في الخارج. أمام ذلك أمرت النيابة بحبس المتهمين المستجوبين احتياطيا على ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهم تهم تأسيس والانضمام إلى جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام القوانين ومنع سلطات الدولة من ممارسة أعمالها وقتل رجال الأمن والإخلال بالأمن العام مع سبق الإصرار والترصد بسبب تأديتهم لعملهم الأمني ولغرض إرهابي، وكذا تصنيع وحيازة وإحراز مفرقعات والمواد المستخدمة في تصنيعها بقصد استعمالها في أغراض تخل بالأمن العام وتحقيقا لأهداف «إرهابية».
كما أمرت النيابة كذلك بسرعة ضبط وإحضار المتهمين الهاربين، وباستعجال التقارير الفنية، وبطلب التحريات بشأن بعض الوقائع والأشخاص الذين ورد ذكرهم باعترافات المتهمين المستجوبين.
وجدير بالذكر أن عددا من المتهمين الضالعين في الحادث بحسب النيابة العامة سبق اتهامهم بالانضمام إلى جماعات إرهابية، وتصنيع وحيازة عبوات مفرقعة، وإحداث تفجيرات وإشعال الحرائق وارتكاب أعمال شغب وتخريب، وتدريب أفراد في الخارج على استعمال الأسلحة وتصنيع واستعمال المتفجرات، وقد حكم على بعضهم غيابيا بالإدانة في بعض القضايا المقيدة ضدهم، وبمعاقبتهم بالسجن لمدد تتراوح ما بين خمس إلى 15 سنة.
وأكدت النيابة العامة أن تحقيقاتها مستمرة لكشف الحقيقة بمختلف أبعادها في أقرب وأسرع وقت ممكن، وإنها ستعلن تباعا عما توصلت إليه ما لم يكن في ذلك تأثير على سير التحقيق وسلامته حفاظا على الأدلة والصالح العام.



اجتماع خليجي يبلور رؤية لدعم استقرار سوريا

نجيب البدر مساعد وزير الخارجية الكويتي لدى ترؤسه الاجتماع الافتراضي الخليجي الخميس (كونا)
نجيب البدر مساعد وزير الخارجية الكويتي لدى ترؤسه الاجتماع الافتراضي الخليجي الخميس (كونا)
TT

اجتماع خليجي يبلور رؤية لدعم استقرار سوريا

نجيب البدر مساعد وزير الخارجية الكويتي لدى ترؤسه الاجتماع الافتراضي الخليجي الخميس (كونا)
نجيب البدر مساعد وزير الخارجية الكويتي لدى ترؤسه الاجتماع الافتراضي الخليجي الخميس (كونا)

بحث اجتماع خليجي افتراضي، الخميس، بلورة رؤية استراتيجية وخطوات عملية لتفعيل دور مجلس التعاون في دعم أمن واستقرار سوريا، وشهد توافقاً بشأن خريطة الطريق للمرحلة المقبلة.

وقال السفير نجيب البدر، مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون مجلس التعاون، عقب ترؤسه اجتماع كبار المسؤولين بوزارات خارجية دول الخليج، إنه يأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، والتعامل مع التطورات الراهنة في سوريا بما يخدم المصالح المشتركة لدول المنطقة، وجاء تنفيذاً لمُخرجات اللقاء الوزاري الاستثنائي بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويؤكد التزام دول المجلس بالمتابعة الدقيقة للأوضاع هناك.

نجيب البدر ترأس اجتماعاً افتراضياً لكبار المسؤولين في وزارات خارجية دول الخليج الخميس (كونا)

وأكد البدر أن الاجتماع يهدف إلى بلورة رؤية استراتيجية وخطوات عملية يمكن البناء عليها خلال المرحلة المقبلة؛ لضمان تفعيل دور المجلس في دعم أمن واستقرار سوريا، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مُعلناً التوصل لإجراءات وخطوات تعزز جهوده، وتضع أسساً واضحة لدوره في المسار السوري، بما يشمل دعم الحلول السياسية، وتحقيق الاستقرار، وتحسين الأوضاع الإنسانية.

وأفاد، في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا»، بأن الاجتماع شهد توافقاً خليجياً بشأن المبادئ والثوابت الأساسية التي تمثل خريطة طريق للدور الخليجي في هذا الملف، مضيفاً أنه جرى تأكيد أن أمن واستقرار سوريا «يُعدّ جزءاً لا يتجزأ من أمن المنطقة»، ودعم شعبها في تحقيق تطلعاته نحو الاستقرار والتنمية «يُمثل أولوية» لدول المجلس.

ونوّه مساعد الوزير بالجهود التي تبذلها الكويت، خلال رئاستها الحالية لمجلس التعاون، مشيراً إلى زيارة وزير خارجيتها عبد الله اليحيى لدمشق، ولقائه القائد العام للإدارة السورية الجديدة، حيث بحث آفاق المرحلة المقبلة، والمسؤوليات المترتبة على مختلف الأطراف لضمان وحدة سوريا واستقرارها، وأهمية تعزيز التعاون المشترك لمعالجة التحديات القائمة.

وبيّن أن تلك الزيارة شكّلت خطوة متقدمة لدول الخليج في التفاعل الإيجابي مع التطورات في سوريا، وحملت رسالة تضامن للقيادة الجديدة مفادها «أن دول المجلس تقف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة، ومستعدة لتوفير الدعم في مختلف المجالات ذات الأولوية، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار».

وزير خارجية الكويت وأمين مجلس التعاون خلال لقائهما في دمشق قائد الإدارة السورية الجديدة ديسمبر الماضي (إ.ب.أ)

وجدّد البدر تأكيد أن دول الخليج ستواصل جهودها التنسيقية لدعم المسار السوري، استناداً إلى نهج قائم على الحوار والعمل المشترك مع المجتمع الدولي؛ لضمان تحقيق أمن واستقرار سوريا والمنطقة كلها.