حجاب: إجراءات لبناء الثقة تمهيدًا للتفاوض.. و6 أسابيع سقف زمني

منسق عام المعارضة أكد تشكيل وفد تفاوضي ولجان تخصصية .. واشترط إطلاق المعتقلين وفك الحصار عن المدن قبل انطلاق عملية التفاوض

رياض حجاب خلال مؤتمره الصحافي في الرياض أمس (أ.ف.ب)
رياض حجاب خلال مؤتمره الصحافي في الرياض أمس (أ.ف.ب)
TT

حجاب: إجراءات لبناء الثقة تمهيدًا للتفاوض.. و6 أسابيع سقف زمني

رياض حجاب خلال مؤتمره الصحافي في الرياض أمس (أ.ف.ب)
رياض حجاب خلال مؤتمره الصحافي في الرياض أمس (أ.ف.ب)

أنهت «الهيئة العليا التفاوضية» المنبثقة عن مؤتمر الرياض لقوى المعارضة السورية يوم أمس اجتماعاتها في السعودية بعد نقاشات طويلة حول المعايير التي يجب توافرها بوفدها المفاوض للنظام، واشترط منسقها العام رياض حجاب إطلاق المعتقلين وفك الحصار عن المدن قبل انطلاق أي عملية تفاوض.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية أن المعارضة السورية اختتمت اجتماعها في الرياض باختيار القائمة الأولية للوفد التفاوضي وتشكيل لجان تخصصية في موضوع القضايا القانونية والعلاقات الدولية والدعم.
وقال رياض حجاب، المنسق العام للهيئة خلال مؤتمر صحافي عقد في فندق «إنتركونتنتال» بالعاصمة الرياض، إنّه سيتم العمل على إجراءات لبناء الثقة تمهيدًا للتفاوض، لافتا إلى أن الهيئة قامت بإقرار معايير واستراتيجية التفاوض خلال المرحلة القادمة، مشيرا الى ان الفترة الزمنية للمفاوضات لن تتجاوز 6 أسابيع.
وأكد إصرار المعارضة على طلبها بنظام حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، وأضاف أن المعركة التفاوضية تسير بالتوازي مع المعارك الميدانية على الأرض.
واستنكر حجاب،مأسماه بتخاذل المجتمع الدولي والعربي تجاه بلاده قائلا ان سوريا دولة عربية، وعضو في جامعة الدول العربية، ومسلمة وعضو في منظمة التعاون الإسلامي، ونحن نستغرب موقف الجامعة العربية، التي يجب أن تتخذ موقف حيال التدخل الروسي والإيراني السافر في الشأن السوري، بحجة أن هناك شرعية طلبت منهم ذلك.
وأضاف: «منذ الشهر السابع، تحدث الرئيس الأميركي أوباما، بأن الأسد فاقد للشرعية، وكذلك قيادات في المجتمع الدولي، ووضعوا للأسد خطوطًا حمراء، إلا أنه تجاوز كل هذه الخطوط، ومع ذلك للأسف الشعب السوري يعيش حالة خذلان كبيرة من المجتمع الدولي، وكذلك من جامعة الدول العربية».
وقال حجاب إن هناك من يمارس القتل والقصف تجاه الشعب السوري، مثل الطرف الروسي والإيراني والميليشيات التي عبرت الحدود، ووصلت لنا من العراق ولبنان وأفغانستان، لذا لا بد من إجراءات بناء ثقة وحسن النيات، وهذه الإجراءات يجب أن تتم قبل البدء في أي مسألة تفاوض، ويجب على الشريك، إذا كان فعلا شريك في حل الأزمة السورية، في إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المدن والبلدات التي تعاني ويلات الحصار والجوع والقهر والقصف في مختلف أنحاء سوريا، وكذلك وقف القصف بالبراميل والأسلحة الأخرى، وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف: «مؤتمر الرياض يؤكد على سلمية الحل في سوريا، ويحقق أهداف الثورة السورية، ومرجعية (جنيف1)، وقرار مجلس الأمن الدولي 2118 الذي يعني تشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، وأنه لن يكون هناك دور لبشار الأسد، ولا حتى مع بدء المرحلة الانتقالية».
وأشار المنسق العام للهيئة العليا إلى أن اجتماعاتهم كانت فيها أريحية كبيرة جدًا، وبحضور الأغلبية المطلقة للأعضاء، باستثناء بعض الأعضاء المتغيبين بعذر رسمي، وتمت مناقشة القضايا التنظيمية الخاصة بعمل الهيئة العليا للمفاوضات، وتم إقرار اللائحة الداخلية وآلية عملها في المرحلة المقبلة، وتم إجراء مسألة تنظيم لانتخاب منسق عام للهيئة، وتم انتخاب نائب، ورؤساء للمكاتب، وتشكيل لجان تخصصية خاصة بالقضايا القانونية والعلاقات الدولية ودعم التفاوض، ولجان مالية وإعلامية وإدارية وخصوصًا بالعمل الداخلي للهيئة، واستكملت عملها كذلك إقرار معايير التفاوض واختيار وفد التفاوض ومحدداته، وتم وضع استراتيجية للتفاوض خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف: «الهيئة العليا للمفوضات ينطلق عملها من مرجعية بيان الرياض الذي تضمن ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الذي عقد في 9 و10 الشهر الحالي وهي محددات رئيسية للعمل الهيئة العليا للمفاوضات، وهناك الكثير من المسائل التي أكدت عليها الهيئة العليا، وما أكد عليها بيان الرياض، خصوصًا التفاوض، هي الإجراءات وبناء الثقة وحسن النية من قبل الطرف الآخر، ولو أننا نشعر أنه لا يوجد طرف آخر أو شريك لإيجاد أي تسوية سياسية في سوريا».
ولفت حجاب إلى أنه جرى توجيه رسالة للمبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا، تتعلق بإجراءات التفاوض وعدد الوفد التفاوضي وما يخص العملية التفاوضية، وتلقينا رسالة منه ظهر اليوم (أمس)، والهيئة العليا تعمل جاهدة لإنجاز كل ما هو مطلوب، ولدينا مجموعة من الأسماء تم تدارسها من قبل الإخوة وهي ستبقى موجودة عند الهيئة العليا.
وذكر المنسق العام للهيئة العليا، أنه لم يمكن الدخول في عملية تفاوضية إلا على مبادئ «جنيف1» وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تخص ذلك، بل نسعى لهيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، ولن يكون هناك تنازل عن أهداف الثورة وقرارات الشرعية الدولية، حيث يتعرض الآن الشعب السوري لأقصى المجازر والإبادة من الطائرات الروسية والحرس الثوري الإيراني، والميليشيات، ويجب أن يكون هناك قرارات دولية ملزمة لهذه الأطراف حتى تنصاع لعملية التسوية، ولن نتنازل عن محاكمة نظام بشار الأسد، وكل رموزه التي تلطخت أيديهم بالدماء.
وأكد حجاب أن القوى الثورة والمعارضة السورية، لن تقبل أي ضغوطات من أي دولة، ونحن متمسكون بأهداف الثورة، ولا يمكن التنازل عنها، ووصف العملية السياسية بـ«المعركة»، وقال: «العملية السياسية مثل المعركة، وهي متوازية مع العمليات التي تجري على الأرض في سوريا، وخيارنا الأول هو العملية السلمية، وفي حال لم تنجح، هناك الخيار العسكري لا يزال مستمرًا، وهو خيار لن يتوقف حتى يتحقق أهداف الثورة في إسقاط هذا النظام».
من جانبه, أكد منذر ماخوس، سفير الائتلاف السوري المعارض في فرنسا، أن «جميع الموجودين في الرياض بمن فيهم الكتائب المقاتلة متفقون على عدم وجود الرئيس بشار الأسد في المرحلة القادمة من سوريا». وقال عبد الأحد إسطيفو عضو الهيئة السياسية في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»، إن معظم المجموعات، أي الائتلاف وهيئة التنسيق والفصائل المسلحة والمستقلين، أرسلت أسماء ممثليها لوفد التفاوض للهيئة العليا، مرجحا ألا يتم الإعلان عن أعضاء هذا الوفد بشكل رسمي قبل انتهاء أعمال مؤتمر نيويورك. وأضاف: «كما أن المعلومات تفيد بأن النظام حدد أسماء ممثليه في الوفد، لكنّه لن يعلن عنها».
وتشير المعلومات إلى أن وفد المعارضة الذي ستسميه الهيئة العليا سيضم 15 عضوا بالإضافة إلى 10 مساعدين، إلا أنه قد لا يكون الوفد النهائي الذي سيشارك بالمفاوضات المرتقبة، إذ تدفع موسكو باتجاه ضم ممثلين عن «مجلس سوريا الديمقراطية»، الذراع العسكرية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي ترتكز على وحدات حماية الشعب الكردية، إلى هذا الوفد، وهو ما تحدث عنه الناطق باسم هذه القوات، العقيد طلال سلو، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب آخر المعطيات ومشاوراتنا مع الأطراف الدولية المعنية، لا شك أن (مجلس سوريا الديمقراطية) سيكون ممثلا بأي وفد تفاوضي.. لم تصلنا أي دعوة حتى الآن، لكننا على يقين أنّها ستصل».
وأشار عضو الائتلاف السوري المعارض سمير نشار إلى أن «هناك معلومات غير مؤكدة تفيد بأن الأميركيين وعدوا الروس بالاتفاق مع دي ميستورا على ضم صالح مسلم (رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي) وهيثم مناع إلى وفد المعارضة».
وتعول المعارضة السورية على نتائج مؤتمر نيويورك لتبني على الشيء مقتضاه، وهو ما أشار إليه إسطيفو في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» قائلا إنّه «حتى ولو كانت المعارضة كما النظام غير ممثلين في اجتماعات فيينا ونيويورك، إلا أننا كائتلاف على تواصل وتنسيق دائم مع أصدقائنا، وخصوصا الخارجية التركية، ونحن تشاورنا معهم قبل ساعات من دخولهم إلى المؤتمر الذي انعقد في الولايات المتحدة الأميركية».
ولفت إسطيفو إلى وجود «الكثير من الملاحظات على مشروع القرار الأممي الذي يتم الحديث عنه ويتعلق بوقف إطلاق النار في سوريا»، مشددا على وجوب أن «يقترن أي وقف لإطلاق النار مع وقف أعمال القصف بكل أشكاله وبالتالي انطلاق المرحلة الانتقالية التي لن يكون فيها أي دور للأسد».
واستبعد إسطيفو، وعلى الرغم من كل الدفع الإقليمي والدولي الحاصل لإطلاق عجلة الحل السياسي، أن يأتي النظام قريبا إلى طاولة المفاوضات. وأضاف: «قد نكون أمام بداية توافق أميركي – روسي، لكن التخبط الحاصل بالمواقف الدولية، وخصوصا الروسية، أكبر دليل أن الطبخة لم تنضج بعد».
ولفت ما نقلته وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن مواقع إيرانية عن أن الأسد سيزور طهران نهاية الشهر الحالي. وفيما لم تحدد الوكالة الموعد بالتحديد، أفادت بأن الزيارة رسمية وستكون نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي أو مطلع يناير (كانون الثاني) من العام المقبل.
واعتبر الأسد في مقابلة مع قناة «إن بي أو 2» الهولندية، أن الحرب الدائرة في بلاده يمكن أن تنتهي «خلال أقل من عام» بشرط أن يركز الحل على مكافحة الإرهاب عوضا عن محاولة «التخلص من هذا الرئيس أو الإطاحة به».
وأضاف الأسد بحسب نص المقابلة الذي نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن هذا الحل لن يتحقق لأن المسؤولين في هذه الدول ما زالوا يدعمون الإرهابيين (..) ولأن الحل الذي يريدونه.. ما يسمونه حلا سياسيا.. ينبغي أن ينتهي بتغيير هذه الدولة والتخلص من هذا الرئيس أو الإطاحة به.. وما إلى ذلك.. لهذا السبب فإن الأزمة ستستمر».
وردا على سؤال عن الدول القادرة على المساهمة في حل الأزمة قال الأسد: «وحدهم روسيا وإيران وحلفاؤهما والبلدان الأخرى التي تقدم الدعم السياسي للحكومة السورية أو الشرعية السورية قادرة على ذلك.. أما في الغرب فليس هناك أي طرف مستعد لذلك.. هناك بلدان قليلة مستعدة لذلك.. لكنها لا تجرؤ على التواصل مع سوريا لحل المشكلة ما لم تفرض الولايات المتحدة أجندتها عليهم وعلينا».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم