بزة «المرأة الحديدية» الزرقاء وحقيبة الوثائق السرية الحمراء.. للبيع

مقتنيات ثاتشر تطرح للمزاد بدار كريستيز

مجموعة من المقتنيات المعروضة في دار كريستيز بلندن، مائتا قطعة من مقتنيات ثاتشر على رأسها طاقمها الأزرق الشهير من عام 1990 للبيع في المزاد (إ.ب.أ)
مجموعة من المقتنيات المعروضة في دار كريستيز بلندن، مائتا قطعة من مقتنيات ثاتشر على رأسها طاقمها الأزرق الشهير من عام 1990 للبيع في المزاد (إ.ب.أ)
TT

بزة «المرأة الحديدية» الزرقاء وحقيبة الوثائق السرية الحمراء.. للبيع

مجموعة من المقتنيات المعروضة في دار كريستيز بلندن، مائتا قطعة من مقتنيات ثاتشر على رأسها طاقمها الأزرق الشهير من عام 1990 للبيع في المزاد (إ.ب.أ)
مجموعة من المقتنيات المعروضة في دار كريستيز بلندن، مائتا قطعة من مقتنيات ثاتشر على رأسها طاقمها الأزرق الشهير من عام 1990 للبيع في المزاد (إ.ب.أ)

تميزت رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر الراحلة والملقبة بـ«المرأة الحديدية» بموضة سخرتها من أجل تثبيت صورتها كسيدة قوية في عالم السياسة. وخلفت ثاتشر وراءها مجموعة مميزة من الفساتين والجواهر وغيرها، وبات بمقدور معجبي ثاتشر بالتأنق بتشكيلة ملابسها، إذ تعرض دار كريستيز في العاصمة البريطانية لندن يوم غد في مزاد مئات من مقتنياتها التي تعكس «شغفها السري» للبيع.
وتنظم دار المزادات بشكل موازٍ حتى بعد غد وعبر الإنترنت عملية بيع نحو مائتي قطعة كانت ملكا لثاتشر، السيدة الوحيدة التي تولت رئاسة وزراء في تاريخ بريطانيا.
والقطع معروضة على الجمهور منذ يوم الجمعة الماضي في مقر دار كريستيز في لندن، وتلقي هذه المجموعة «ضوءا جديدا عاما وخاصا على مسيرة هذه القامة الكبيرة في العمل السياسي» على ما شددت الدار.
من جانبه، قال أورلاندو روك رئيس دار كريستز في بريطانيا إن القطع المعروضة وكلها ملك لعائلة ثاتشر يتوقع أن تدر «ما مجموعه نصف مليون جنيه إسترليني»، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وهذا المبلغ متواضع مقارنة مع ما تعرضه دار المزادات هذه عادة من لوحات لكبار الرسامين التي تباع بعشرات ملايين الدولارات.
وتتيح المجموعة اكتشاف جانب مجهول في شخصية مارغريت ثاتشر، وهو «شغفها السري بالملابس»، وهي ابنة خياطة على ما توضح ميريديث أثيرينغتون سميث المسؤولة لدى دار كريستيز. وتضيف أثيرينغتون: «عندما كانت ثاتشر طفلة كانت تخيط الملابس مع شقيقتها، وعندما أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا استخدمت الملابس من أجل تعزيز موقعها». وتضيف: «في كل مرة كانت تعرف فيها أن صورا ستلتقط لها كانت ترتدي ملابس غاية في الأناقة مع حقيبة يد جميلة. وكانت تبدو، على ما هي عليه، شخصا نافذا جدا».
وبعض القطع المعروضة تشكل بحد ذاتها جزءا من التاريخ مثل البزة الزرقاء التي ارتدتها عام 1990 خلال خطاب ألقته في البرلمان لخصت فيه بصيغة أصبحت مشهورة ردها على توسيع الوحدة النقدية الأوروبية حين أطلقت لاءاتها الشهيرة «كلا كلا كلا».
وخلال رحلاتها إلى الخارج كانت ثاتشر تدرس بعناية ألوان ملابسها لكي تتلاءم مع الدول التي تزورها، فخلال زيارة لها إلى بولندا مثلا ارتدت الأخضر الذي يرمز إلى الأمل.
وتؤكد أثيرينغتون سميث: «كل شيء كان مخططا بعناية، فخلال المؤتمرات السنوية لحزبها كانت ترتدي دائما بزات (تنورة وسترة) زرقاء (لون المحافظين) صارمة جدا» من أجل تجسيد قوة شخصيتها الشهيرة. وكانت «تمتنع كليا عن ارتداء الأحمر في بريطانيا»، إذ إنه لون «الاشتراكية» التي كانت هذه المرأة الليبرالية جدا تكن لها الكره الشديد. إلا أنها كانت ترتدي الأحمر كثيرا خلال زياراتها للولايات المتحدة. وتقول المسؤولة في الدار: «الأحمر لون الحزب الجمهوري حزب رونالد ريغان». وتحتل «العلاقة المميزة» التي كانت تربطها به حيزا كبيرا في هذه المجموعة، فبين القطع المعروضة تمثال لنسر برأس أبيض اللون هو أحد رموز الولايات المتحدة، أهداه إليها رونالد ريغان، ويقدر سعره بين خمسة آلاف وثمانية آلاف جنيه إسترليني.
ومن القطع ذات الرمزية القوية الحقيبة الجلدية الحمراء الشهيرة التي تحوي الوثائق السرية للوزراء والتي يقدر سعرها بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جنيه، ونسخ موقعة لبعض من أهم خطاباتها، فضلا عن ملابس منها فستان عرسها وحقائب يد وجواهر.
وسيذهب ريع المزاد إلى ابن ثاتشر وابنتها، مارك وكارول، وأحفادها.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».