"تَعلومُهُم" كتاب يستقرئ تجارب الدول الأولى عالمياً بمجال التربية والتعليم

الدكتور عزام الدخيّل يحذر من استنساخ التجارب التعليمية دون مواءمتها قيمياً وحضارياً

د. عزام الدخيل خلال توقيع كتابه
د. عزام الدخيل خلال توقيع كتابه
TT

"تَعلومُهُم" كتاب يستقرئ تجارب الدول الأولى عالمياً بمجال التربية والتعليم

د. عزام الدخيل خلال توقيع كتابه
د. عزام الدخيل خلال توقيع كتابه

حذر الدكتور عزام بن محمد الدخيّل في كتاب أصدره أخيراً من استنساخ التجارب التعليمية في الدول المتقدمة دون مواءمتها مع الموروث القيمي والحضاري والثقافي الذي يتناسب مع واقع البيئة المحيطة.
جاء ذلك خلاصة كتاب "تَعلومُهُم" الذي تم تدشينه في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي انطلق الثلاثاء المنصرم، وجرى توقيعه للجمهور في الصالة الخامسة بصالة مركز المعارض بالرياض مساء أمس الخميس. 
ويُعد كتاب "تَعلومُهُم، الذي يحوي في 396 صفحة من القطع المتوسط، وجرت عملية طباعته وتوزيعه عبر الدار العربية للعلوم، نظرةٌ في تعليم الدول العشر الأوائل عالمياً في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي من أهم الكتب التي صدرت حديثاً في مجال التربية والتعليم.
ويقدِّم الدكتور عزام في كتابه لمحات وأفكار وتطبيقات تعليمية وتربوية استوقفته ولفتت انتباهه في تجارب الدول المتقدمة في مجال التعليم الأساسي، لاسيما في الدول العشر الأوائل في العالم في مجال التعليم، والمصنَّفة بحسب تقرير "بيرسون" عن الدول الأعلى في العالم في المهارات المعرفية والتحصيل العلمي لعام 2012.
وتضمن الكتاب تجارب الدول التالية: فنلندا، وكوريا الجنوبية، وهونغ كونغ، واليابان، وسنغافورة، والمملكة المتحدة، وهولندا، ونيوزيلندا، وسويسرا، وكندا.
ودون المؤلِّف اللمحات التعليمية والتربوية في هذه الدول، ونثرها عبر مدوناته في صفحات التواصل الاجتماعي، ومن ثم جمعها في كتابه "تَعلومُهُم"؛ لتعم فائدتها وينتشر خيرها، ولتكون مثالاً يحتذى ربما في تطبيق ما، أو في فكرة يمكن استنباتها، مما هو مناسب للبيئة المحلية.
وحذر الدخيّل من استلهام التجربة التعليمية كاملةً لهذه الدولة أو تلك، حيث يرى أنه لا توجد تجربة تعليمية جاهزة (وصفة سحرية) قابلة للاستنساخ بكامل مقوماتها، وأن التجارب التعليمية الناجحة تستند إلى كم هائلٍ من التراكم الحضاري والفكري والثقافي للدول.
ووفقاً للدخيّل، تسهم في بناء ونماء تلك التجارب الناجحة كثيرٌ من العوامل والظروف والبيئات الحاضنة التي ترعاها وتحيط بها، مشدداً على أن ما كان ناجحًا في بيئةٍ أو زمنٍ ما قد لا يكون ناجحًا في زمنٍ أو بيئةٍ أخرى، وإن تشابهت الظروف أو تقارب الزمان أو المكان؛ نظرًا لخصوصية التجربة وخصوصية عناصرها، التي أسهمت في تشكيلها وبلورتها ومن ثم نجاحها.
وأبان أن دراسة أي تجربة تعليمية أو تربوية ما بغية تطبيقها الحرفي أو استنساخها إنما هو ضرب من العبث التنظيري والخطأ الفكري والمنهجي، مفيداً أن التجارب التعليمية والتربوية تدرس بهدف تحفيز التساؤل وإثارة الانتباه؛ لتوليد جذوة الانطلاقة الذاتية، بما يتواءم مع الموروث القيمي والحضاري والثقافي ويتناسب معه، موضحاً أن هذا هو منطلق الكتاب.
وجرى التركيز في كتاب "تَعلومُهُم" على التعليم الأساسي في الدول العشر الأولى، في المرحلة التمهيدية والابتدائية والإعدادية والثانوية، فيما لم يتطرق المؤلف في الكتاب إلى التعليم العالي إلا عرَضًا؛ وذلك كون التعليم ما قبل الجامعي هو الذي يشغل الحيّزَ الأكبر من اهتمام المؤلف، حيث تكمن فيه التربية، والتعليم وأسسه، ومنه تكون الانطلاقة.
ولم يقصد المؤلِّف من هذا الكتاب استقصاء جميع تجارب دول العالم المتقدم في مجال التربية والتعليم، أو استقصاء جميع حيثات أو تفاصيل التجربة التعليمية والتربوية في هذا البلد أو ذاك، وإنما هي لمحاتٌ تعليمية وتربوية وأفكار وصورٌ وتطبيقاتٌ تعرَّض المؤلِّف فيها إلى مخرجات التعلم أولاً عبر نتائج الاختبارات الدولية التي خاضها طلبة تلك الدول.
وأشار المؤلف إلى عدد من نماذج لتلك الاختبارات مثل اختبارات بيزا (PISA) العالمية التي تجريها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) للطلبة في سن 15 عاماً في العلوم والرياضيات والقراءة، كل ثلاث سنوات، واختبارات تيمس (TIMSS) العالمية لتقويم الاتجاهات الدولية في دراسة الرياضيات والعلوم لطلبة الصف الرابع وطلبة الصف الثامن من التعليم الأساسي، وقياس مدى فاعليتها وانعكاسها على أداء الطلبة وتحصيلهم العلمي، التي تجريها الجمعية الدولية لتقويم الإنجاز والتحصيل التربوي (IEA) كل أربع سنوات، وكذلك اختبار بيرلز (PIRLS) وهو اختبار قياس دولي يُظهر مدى تقدم الطلبة في القراءة بلغتهم الأم، وتنظمه الجمعية الدولية لتقويم الإنجاز والتحصيل التربوي (IEA)، ويشرف عليه مركز الدراسات الدولية في كلية بوسطن في الولايات المتحدة، ويحظى بدعم البنك الدولي وكثير من مراكز الدراسات، ويجرى كل خمس سنوات على الطلبة في الصف الرابع. هذا بالإضافة لتقويمات أخرى وإحصائيات يزخر بها الكتاب.
وتعرض الدكتور عزام الدخيّل في كتابه "تَعلومُهُم" إلى نظام التعليم وأهدافه في تلك الدول، ومراحل التعليم الأساسي، والتعليم المهني، وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، والمدارس والطلاب، ومشاركة الآباء والأمهات في دعم العملية التعليمية، كما تعرّض للمعلمين وطرق تأهليهم، ولوزراة التعليم ودعمها والتمويل المقدَّم للتعليم، كما ذكر المناهج والامتحانات ومقاييس الأداء والتحديات التي قد يتعرض لها التعليم في تلك الدول.



«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
TT

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة»، حيث تصدر الفيلم شباك التذاكر بعد اليوم الثامن لعرضه في مصر، محققاً إيرادات تقارب الـ45 مليون جنيه (الدولار يساوي 50.78 جنيه مصري).

وينافس «الحريفة 2» على إيرادات شباك التذاكر بجانب 7 أفلام تعرض حالياً في السينمات، هي: «الهوى سلطان»، و«مين يصدق»، و«اللعب مع العيال»، و«وداعاً حمدي»، و«المخفي»، و«الفستان الأبيض»، و«ولاد رزق 3» والأخير تم طرحه قبل 6 أشهر.

وأزاح فيلم «الحريفة 2» الذي تقوم ببطولته مجموعة من الشباب، فيلم «الهوى سلطان»، الذي يعدّ أول بطولة مطلقة للفنانة المصرية منة شلبي في السينما، وكان يتصدر إيرادات شباك التذاكر منذ بداية عرضه مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويعد الجزء الثاني من الفيلم «الحريفة» هو التجربة الإخراجية الأولى للمونتير المصري كريم سعد، ومن تأليف إياد صالح، وبطولة نور النبوي، وأحمد بحر الشهير بـ«كزبرة»، ونور إيهاب، وأحمد غزي، وخالد الذهبي، كما يشهد الفيلم ظهور مشاهير عدة خلال الأحداث بشخصياتهم الحقيقية أو «ضيوف شرف» من بينهم آسر ياسين، وأحمد فهمي.

لقطة من فيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي اجتماعي شبابي، حول المنافسة في مسابقات خاصة بكرة القدم، كما يسلط الضوء على العلاقات المتشابكة بين أبطال العمل من الشباب.

الناقدة الفنية المصرية مها متبولي ترجع سبب تصدر فيلم «الحريفة 2» لإيرادات شباك التذاكر إلى أن «أحداثه تدور في إطار كوميدي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الشباب الذين يشكلون الفئة الكبرى من جمهور السينما في حاجة لهذه الجرعة المكثفة من الكوميديا».

كما أكدت متبولي أن «سر الإقبال على (الحريفة 2) يعود أيضاً لتقديمه حكاية من حكايات عالم كرة القدم المحبب لدى الكثيرين»، لافتة إلى أن «هذا العالم يمثل حالة خاصة ونجاحه مضمون، وتاريخ السينما يشهد على ذلك، حيث تم تقديم مثل هذه النوعية من قبل وحققت نجاحاً لافتاً في أفلام مثل (الحريف) و(رجل فقد عقله)، من بطولة عادل إمام، وكذلك فيلم (سيد العاطفي)، من بطولة تامر حسني وعبلة كامل».

ونوهت متبولي إلى أن الفنان أحمد بحر الشهير بـ«كزبرة» يعد من أهم عوامل نجاح الفيلم؛ نظراً لتمتعه بقبول جماهيري كبير، مشيرة إلى أن «السينما المصرية بشكل عام تشهد إقبالاً جماهيرياً واسعاً في الموسم الحالي، وأن هذه الحالة اللافتة لم نلمسها منذ فترة طويلة».

وتضيف: «رواج السينما وانتعاشها يتطلب دائماً المزيد من الوجوه الجديدة والشباب الذين يضفون عليها طابعاً مختلفاً عبر حكايات متنوعة، وهو ما تحقق في (الحريفة 2)».

الملصق الترويجي لفيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وأوضحت أن «الإيرادات اللافتة للفيلم شملت أيام الأسبوع كافة، ولم تقتصر على يوم الإجازة الأسبوعية فقط، وذلك يعد مؤشراً إيجابياً لانتعاش السينما المصرية».

وبجانب الأفلام المعروضة حالياً تشهد السينمات المصرية طرح عدد من الأفلام الجديدة قبيل نهاية العام الحالي 2024، واستقبال موسم «رأس السنة»، من بينها أفلام «الهنا اللي أنا فيه» بطولة كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني، و«بضع ساعات في يوم ما» بطولة هشام ماجد وهنا الزاهد، و«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بطولة عصام عمر، و«المستريحة»، بطولة ليلى علوي وبيومي فؤاد.