تظاهرات بالآلاف تجبر البرلمان الروماني على دراسة مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء

تظاهرات بالآلاف تجبر البرلمان الروماني على دراسة مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء
TT

تظاهرات بالآلاف تجبر البرلمان الروماني على دراسة مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء

تظاهرات بالآلاف تجبر البرلمان الروماني على دراسة مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء

بدأ البرلمان الروماني اليوم (الثلاثاء) مناقشة مذكرة بحجب الثقة عن حكومة اليسار، بينما يطالب آلاف المتظاهرين باستقالة رئيس الوزراء فيكتور بونتا الذي أحيل على القضاء بتهمة الفساد.
ويؤكد بونتا، أول رئيس حكومة يضطر للدفاع عن نفسه امام القضاء وهو في منصبه، براءته ويشير الى انه يريد البقاء في هذا المنصب حتى انتهاء ولايته في ديسمبر ( كانون الاول) 2016.
وبونتا متهم ب"17 مخالفة تتعلق بتزوير والتآمر لتهرب ضريبي وغسل اموال" في وقائع تعود الى ما بين 2007 و2011 عندما كان محاميا. كما تتهمه النيابة العامة لمكافحة الفساد بتضارب المصالح في ممارسة مهامه لأنه عين وزيرا ثلاث مرات من اقربائه.
وعقدت جلسة اولى في قضيته امام محكمة العدل العليا الاسبوع الماضي.
من جانبهم، تساءل موقعو مذكرة حجب الثقة "هل يمكن ان تسمح رومانيا بان يمثلها رئيس للوزراء محال على القضاء؟"، كما أضافوا ان "رئيس وزراء متهما بالتزوير لا يمكنه توقيع مشاريع قوانين، ورئيس وزراء متهما بالمشاركة في تهرب ضريبي لا يمكن ادارة ميزانية رومانيا".
وسخر موقعو مذكرة حجب الثقة من المفاوضات التي سيكون على بونتا إجراؤها مع صندوق النقد الدولي "امام المحكمة".
ورفض رئيس الوزراء الاشتراكي الديموقراطي الذي احتفل بعيد ميلاده الثالث والاربعين الاسبوع الماضي الاستقالة، مؤكدا ان من المهم لرومانيا "ان تنعم بالاستقرار".
وفي رسالة وضعها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أكد انه "فعل ما بوسعه في منصب رئيس الوزراء والنتائج واضحة"." وتحدث عن النمو الاقتصادي الذي يعد من الأعلى في الاتحاد الاوروبي في 2014 وزيادة الاجور ورواتب تقاعد موظفي القطاع العام.
وتجمع آلاف من اعضاء المعارضة ومؤيديها امام البرلمان تحت الامطار لمطالبة رئيس الحكومة بالاستقالة. وقد رفعوا لافتات كتب عليها "قولوا لا لبونتا نعم لرومانيا".



برلين تترقب عهد ترمب بقلق

المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يغادر منصبه بعد الانتخابات القادمة في 23 فبراير المقبل (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يغادر منصبه بعد الانتخابات القادمة في 23 فبراير المقبل (د.ب.أ)
TT

برلين تترقب عهد ترمب بقلق

المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يغادر منصبه بعد الانتخابات القادمة في 23 فبراير المقبل (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يغادر منصبه بعد الانتخابات القادمة في 23 فبراير المقبل (د.ب.أ)

وجدت برلين نفسها في موقع الدفاع عن علاقاتها مع واشنطن، قبل ساعات من حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مما زاد من القلق في العاصمة الألمانية من تدهور العلاقات الثنائية بشكل جدّي مع تسلم ترمب السلطة، فيما تتجه ألمانيا إلى انتخابات عامة.

ويمكن أن تشهد العلاقات الأميركية - الألمانية خضّات في الشهور المقبلة، خصوصاً أن ترمب هدَّد بفرض ضرائب جمركية مرتفعة على البضائع الأوروبية، تعتقد ألمانيا أنها موجَّهة ضدها تحديداً وضد صناعة سياراتها التي قد تعاني خسائر ضخمة في حال أقدم ترمب فعلاً على فرض تلك الضرائب. وتتخوف ألمانيا أيضاً من مساعي ترمب لزيادة الضغوط عليها لناحية إنفاقها الدفاعي، ومن سحبه المظلة الأمنية التي تعتمد عليها برلين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تدافع عن سفيرها بواشنطن بعد الكشف عن تقرير سرّي كتبه ينتقد فيه إدارة ترمب (د.ب.أ)

وتنعكس هذه المخاوف لدى الألمان وليس فقط السياسيين، إذ أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «يوغوف» أن 68 في المائة من الألمان يتوقعون تدهور العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة في عهد ترمب. ويتوقع هؤلاء أن سياسة ترمب ستُلحق ضرراً بالاقتصاد الألماني الذي يعاني أصلاً من خسائر في الأرباح منذ عامين.

وحسب الاستطلاع، فإن 8 في المائة فقط من الألمان يعتقدون أن العلاقات ستتحسن في عهد ترمب، فيما يعتقد 17 في المائة آخرون أن العلاقة بين البلدين -الشريكين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (جي 7)- ستبقى على حالها تقريباً. كما لا يعتقد أغلب الذين شملهم الاستطلاع أن ترمب يستطيع إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا خلال الأشهر الستة المقبلة، حسبما صرح من قبل.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك خلال تجمع في واشنطن عشية التنصيب (رويترز)

وستكون العلاقات مع أميركا تحدياً رئيسياً للمستشار الألماني المقبل. فحتى الآن، من المتوقع أن يصبح فريدريش ميرتز، زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، هو المستشار المقبل. ورغم أن ميرتز من المؤمنين بالعلاقات عبر الأطلسي، ويحمل أفكاراً يمينية تقترب من سياسات ترمب خصوصاً حول الهجرة والاقتصاد، فإنه قد يجد المهمة صعبة. فالهامس في أذن ترمب، إيلون ماسك، انتقد ميرتز كذلك بشكل غير مباشر عبر إعادة نشر تغريدات لناشطة ألمانية يمينية متطرفة تنتقد فيها ميرتز، مما يشير إلى أن إدارة ترمب لن تعتمد أسلوباً أكثر لطفاً في التعامل معه.

ويدير ماسك منذ أسابيع حملة تأييد لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، ودعا الناخبين الألمان للتصويت له على اعتبار أنه «الوحيد القادر على إنقاذ ألمانيا»، حتى إنه استضاف زعيمته أليس فايدل في حديث طويل على منصته «إكس» جذب كثيراً من الانتقادات والاتهامات بأنه يتدخل في السياسات الداخلية لألمانيا.

أليس فايدل زعيمة حزب «البديل من أجل ألمانيا (AfD)» اليميني المتطرف تتحدث إلى المندوبين خلال مؤتمره 11 يناير 2025 في ريزا شرق ألمانيا (أ.ف.ب)

وفي حفل تنصيب ترمب، دُعي «البديل من أجل ألمانيا» للمشاركة، ومثله الزعيم المشترك للحزب تينو شروبيلا الذي يعد من الجناح الأكثر تطرفاً داخل الحزب.

وسُربت وثيقة سرّية من سفير ألمانيا في واشنطن، أندرياس ميكايلس، ينتقد فيها إدارة الرئيس الجديد، ويتهمه بالتحضير لاستغلال السلطة لتقويض الحريات والديمقراطية. وكتب ميكايلس في تقرير موجَّه إلى الخارجية الألمانية ومصنَّف «للاستخدام الرسمي فقط»، أن أجندة ترمب هي «حصر السلطات في أيدي الرئيس على حساب الكونغرس والولايات».

ودافعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، عن السفير قائلةً إن عمل السفير هو تحضير ألمانيا للمستقبل، ولكنها انتقدت في مقابلة على القناة الألمانية الثانية، تسريب التقرير، وقالت إنه «سرّي» وكان يجب أن يبقى كذلك. ومع ذلك، شددت بيربوك التي تقترب من ترك منصبها بعد الانتخابات التي ستُجرى في ألمانيا في 23 فبراير (شباط)، على ضرورة الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة.

وسارع كذلك المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي يتعرض هو نفسه لانتقادات لاذعة من إيلون ماسك منذ أسابيع، إلى تأكيد أهمية العلاقات الألمانية - الأميركية، وقال في تصريحات لصحيفة «راينشه بوست» إن بلاده «تحتاج إلى علاقات مستقرة» مع الولايات المتحدة، وإن هذه العلاقات «لها أهمية قصوى» بالنسبة إلى برلين.