إيطاليا تطلق أكبر عملية لإنقاذ نحو 3 آلاف مهاجر في مياه المتوسط

مئات اللاجئين يقتحمون السياج الشائك ويدخلون مقدونيا * الشرطة التركية توقف أكثر من 400 مهاجر قبل عبورهم إلى اليونان

مهاجرون غير شرعيين ينتظرون عند الحدود المقدونية اليونانية أمس (أ.ف.ب)
مهاجرون غير شرعيين ينتظرون عند الحدود المقدونية اليونانية أمس (أ.ف.ب)
TT

إيطاليا تطلق أكبر عملية لإنقاذ نحو 3 آلاف مهاجر في مياه المتوسط

مهاجرون غير شرعيين ينتظرون عند الحدود المقدونية اليونانية أمس (أ.ف.ب)
مهاجرون غير شرعيين ينتظرون عند الحدود المقدونية اليونانية أمس (أ.ف.ب)

أعلن خفر السواحل الإيطاليون أمس أنهم ينسقون عملية إنقاذ نحو ثلاثة آلاف مهاجر قبالة سواحل ليبيا بعد تلقيهم نداءات استغاثة من 18 زورقا بسبب مواجهة صعوبات. وتشارك في العملية سبع سفن على الأقل لنقل المهاجرين من 14 زورقا مطاطيا وأربعة زوارق أخرى تنقل ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص. ووصل أكثر من 104 آلاف مهاجر من أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى مرافئ جنوب إيطاليا منذ بدء هذه السنة بعد إنقاذهم في المتوسط. ووصل نحو 135 ألف أيضا إلى اليونان وأكثر من 2300 قتلوا في البحر بعد محاولتهم الوصول إلى أوروبا. وتبذل أوروبا جهودا للتعامل مع التدفق القياسي للاجئين مع فرار مهاجرين من الحرب في دول بالشرق الأوسط مثل سوريا. وأصبح البحر المتوسط نقطة العبور الأكثر هلاكا للمهاجرين في العالم. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 2300 شخص لقوا حتفهم هذا العام خلال محاولات للوصول إلى أوروبا بحرا. وقالت البحرية في بيان سابق إن وزارة الداخلية الإيطالية لم تحدد بعد المكان الذي سينقل إليه المهاجرون. واندفع ألوف المهاجرين عبر حدود مقدونيا أمس بينما ألقت الشرطة قنابل الصوت واعتدت عليهم بالهراوات سعيا لتطبيق مرسوم بمنع تدفقهم من خلال البلقان إلى غرب أوروبا. وعلى الحدود بين اليونان ومقدونيا ألقت الشرطة القنابل الصوتية على اللاجئين في محاولة لمنعهم من العبور، كما استخدمت الهراوات مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. واستعادت الشرطة السيطرة على الموقف خلال 30 دقيقة حيث أوقفت تدفق اللاجئين بعد أن أطلقت أكثر من عشر قنابل صوتية. واللاجئون الذين تمكنوا من العبور إلى مدينة جيفجيليجا المقدونية حاولوا ركوب سيارات الأجرة أو غيرها من وسائل المواصلات للوصول إلى صربيا في طريقهم عبر البلقان إلى حدود دول الاتحاد الأوروبي. وفي وقت سابق من أمس وصل مئات اللاجئين الراغبين في التوجه إلى أوروبا الغربية، إلى الحدود بين اليونان ومقدونيا التي يوجد فيها نحو ألفي لاجئ آخرين في المنطقة العازلة بعد أن منعتهم الشرطة المقدونية من عبور الحدود. وسمحت الشرطة للاجئين والمهاجرين الذين أمضوا الليلة في العراء رغم الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة ليلة أول من أمس، بدخول البلاد في مجموعات من نحو 12 شخصا، إلا أن ذلك لم يكن سريعا بما يكفي للمهاجرين العالقين منذ أيام في المنطقة العازلة دون مأوى أو طعام أو ماء. من ناحية أخرى قامت قوات خفر السواحل الإيطالية بتنسيق عملية إنقاذ كبيرة في البحر لإنقاذ ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص. وأعلنت شرطة باليرمو في صقلية أمس أنها أوقفت ستة مصريين يشتبه بأنهم مهربو المهاجرين الذين عثر عليهم على متن سفينة مكتظة تحمل 432 راكبا جنحت في 19 أغسطس (آب). وبحسب إفادات المهاجرين فإن السفينة كانت تحمل عشرة أضعاف سعتها، كما وضع المهربون عددا من النساء والأطفال في أسفل السفينة ودفع كل واحد من الركاب مبلغ ألفي يورو للمهربين للعبور من مصر إلى إيطاليا، بحسب الإفادات التي حصلت عليها الشرطة. وأعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها بشأن الوضع على الحدود وحذرت من أن الوضع يتدهور. وتحدث المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيرس إلى وزير خارجية مقدونيا نيكولا بوبوسكي لمناقشة الوضع، وتلقى تطمينات أن الحدود لن تغلق في المستقبل، بحسب ما أفادت المفوضية.
ودعت الوكالة الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الدعم للدول المتأثرة بتدفق اللاجئين في جنوب شرقي أوروبا. كما حثت الدول الأوروبية على العمل بشكل جماعي لمواجهة هذه الأزمة المتزايدة ومساعدة الدول التي تواجه ضغطا كبيرا ومن بينها اليونان ومقدونيا وصربيا. وتظهر أرقام المفوضية العليا أن آلاف المهاجرين، ومعظمهم من سوريا وأفغانستان والعراق، يتدفقون على اليونان أسبوعيا بهدف عبور مقدونيا وصربيا للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي. ودخل نحو 42 ألف شخص من بينهم أكثر من سبعة آلاف طفل، مقدونيا منذ منتصف يونيو (حزيران)، بحسب الحكومة المقدونية.
وأمضى معظم هؤلاء اللاجئين ليلتهم بلا نوم أو غفوا في أرض مكشوفة، بعضهم في خيم صغيرة في المنطقة الخالية بين قرية ايدوميني اليونانية ومدينة جيفجيليجا المقدونية، كما ذكر صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية.
وتنبعث في المكان رائحة دخان بينما يتجول اللاجئون بين النفايات وهم ينظرون إلى الحدود المقدونية حيث تم نشر القوات الخاصة للشرطة منذ الخميس بعد إعلان مقدونيا حالة الطوارئ لمحاولة الحد من تدفق اللاجئين. وضاعفت الشرطة الأسلاك الشائكة التي وضعتها بينما كان اللاجئون يهتفون من حين لآخر «ساعدونا».
وقال الطبيب السوري سامر معين (49 عاما) إن «كثيرين لم يتمكنوا من حماية أنفسهم من الأمطار». وأضاف «ثمة سيدة فقدت ابنتها كانت تصرخ طوال الليل»، موضحا أنه موجود هنا منذ أيام ويريد الذهاب إلى النرويج. وقد وصل من الشطر الغربي لتركيا إلى جزيرة شالكي اليونانية في بحر إيجه قبل أن يبلغ الحدود اليونانية المقدونية. وقال مصطفى صائب (22 سنة) مدرس اللغة الإنجليزية «لا يوجد مستقبل في سوريا. قتل وخطف، لأريد أن أذهب إلى ألمانيا من أجل حياة أفضل».
وفي مدينة جيفجيليجا المقدونية شوهدت خمسة قطارات كل منها يتسع لما بين 100 و700 راكب من المقرر أن تبدأ بنقل اللاجئين والمهاجرين السبت، بحسب ما أفاد مسؤول في السكك الحديدية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتستغرق الرحلة بالقطار أربع ساعات للوصول إلى مدينة تابانوفتشي شمال مقدونيا على الحدود مع صربيا الواقعة على بعد نحو 180 كلم. وشوهد مئات ينتظرون عند المحطة لوصول القطار التالي، ونصب بعضهم خياما صغيرة لتحميهم من المطر. وعند وصولهم إلى صربيا، يحاول اللاجئون والمهاجرون الوصول إلى المجر التي تعتبر نقطة عبور رئيسية إلى الاتحاد الأوروبي رغم أن السلطات المجرية قررت بناء سياج شائك بارتفاع أربعة أمتار على طول حدودها البالغ طولها 175 كلم.
في غضون ذلك، أوقفت الشرطة التركية 435 مهاجرا معظمهم سوريون كانوا يحاولون الوصول إلى جزيرة ميتيليني اليونانية انطلاقا من مدينة ايفاليك التركية في منطقة مرمرة (شمال غرب)، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول الرسمية.
وقالت الوكالة إنه تم توقيف ثلاثة أتراك يشتبه بأنهم المهربون على أن يمثلوا أمام قاض. وبحسب القانون التركي يواجه هؤلاء عقوبة السجن ثمانية أعوام.
وأوضح المصدر نفسه أن بين المهاجرين الموقوفين رجالا ونساء وأطفالا أتوا من سوريا (435) وأفغانستان (64) وبورما (19) وباكستان (سبعة). وضبطت الشرطة خلال العملية مركبين وزورقين بمحرك وعددا كبيرا من سترات النجاة.
وبعدما استمعت إليهم الشرطة، نقل المهاجرون إلى مخيم للاجئين. وقد يضطرون إلى دفع غرامة بقيمة 2200 ليرة تركية (700 يورو) بحسب القانون التركي.
وازداد في شكل ملحوظ عدد اللاجئين الذين يحاولون العبور من الساحل التركي إلى الجزر اليونانية بسبب تحسن الأحوال الجوية. والثلاثاء، قضى خمسة مهاجرين سوريين انطلقوا من بودروم غرقا بعد غرق المركب الذي كان يقلهم مع 24 آخرين. وفي شهر، أنقذت السلطات التركية نحو 18 ألفا و300 مهاجر في بحر إيجه، وفق ما أعلنت الحكومة هذا الأسبوع.
وفي سبعة أشهر، وصل نحو 124 ألف لاجئ إلى اليونان في زيادة نسبتها 750 في المائة مقارنة بالعام الفائت وفق الأمم المتحدة.



«من النهر إلى البحر»... برنامج في متحف إسباني يثير غضب إسرائيل

متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
TT

«من النهر إلى البحر»... برنامج في متحف إسباني يثير غضب إسرائيل

متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)

نددت السفارة الإسرائيلية والجالية اليهودية في إسبانيا، الجمعة، بسلسلة أنشطة سمتها «مؤيدة للفلسطينيين»، مدرجة ضمن برامج متحف الملكة صوفيا في مدريد، قائلين إن هذه الأنشطة تنادي بـ«إزالة إسرائيل».

وكتبت السفارة على منصة «إكس» غداة إطلاق برنامج بعنوان «من النهر إلى البحر» في المتحف الواقع في العاصمة مدريد، وهو من الأكثر استقطاباً للزائرين في إسبانيا، أن «متحف رينا صوفيا يستضيف دورة من الأنشطة الداعية إلى إزالة إسرائيل».

ويتضمن البرنامج المذكور سلسلة محاضرات وجلسات حوارية ولقاءات مع فنانين فلسطينيين، بالإضافة إلى تركيبين فنيين، بهدف مشترك يتمثل في المطالبة «بإنهاء الحرب في غزة»، على ما أورد المتحف عبر موقعه الإلكتروني.

ويشير شعار «من النهر إلى البحر» إلى الحدود الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني، والتي امتدت من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948. وينظر البعض إلى العبارة على أنها دعوة للقضاء على إسرائيل، فيما يراها آخرون دعوة للمساواة في الحقوق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

أما المتحف الإسباني فوصفه بأنه «شعار شاعري يُستخدم منذ الستينات للمطالبة بالحرية والحقوق المتساوية للفلسطينيين»، لافتاً إلى أنه «لا يشير بأي حال من الأحوال إلى زوال دولة إسرائيل».

لكن اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا استنكر الشعار الذي تردد كثيراً خلال المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين «من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة»، والذي يعني وفقاً له «القضاء على إسرائيل».

وأوضح الاتحاد، في بيان، أن «هذا الشعار، الذي يعدّه مجلس النواب الأميركي معادياً للسامية، يتحدث عن القضاء على إسرائيل وسكانها. ويمكن أيضاً قراءته على الخرائط التي أزيلت منها إسرائيل، والتي يتم التلويح بها خلال المسيرات».

وقالت المنظمة إن متحف «رينا صوفيا» أدرج ضمن برمجته نشاطاً «بهدف مفترض هو إظهار التضامن مع غزة، على أساس فرضية أن إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية والمذبحة والتطهير العرقي».

وقد بدأت الحرب الأكثر دموية في قطاع غزة الفلسطيني في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، وأسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة؛ توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس»، وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34 ألفاً و943 قتيلاً، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


روسيا تعلن السيطرة على ست قرى في شرق أوكرانيا

عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
TT

روسيا تعلن السيطرة على ست قرى في شرق أوكرانيا

عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن قواتها سيطرت على ست قرى في شرق أوكرانيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزارة قولها على تلغرام إن قواتها «حررت» قرى بوريسيفكا وأوغيرتسيف وبليتينيفكا وبيلنا وستريليتشا في منطقة خاركيف قرب الحدود مع روسيا، وكذلك قرية كيراميك في منطقة دونيتسك.

وأضاف البيان: «بالإضافة إلى ذلك، استهدفت المجموعة (المهاجمة) القوة البشرية والعتاد لأربعة ألوية أوكرانية ومفرزة من حرس الحدود في مناطق فولشانسك وفيسيلي وغلوبوكوي ونيسكوشني وكراسني. وبلغت خسائر العدو ما يصل إلى 170 عسكريا وثلاث عربات قتالية مدرعة وأربع سيارات»، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية.


فرار المئات من القتال في منطقة خاركيف الأوكرانية

مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
TT

فرار المئات من القتال في منطقة خاركيف الأوكرانية

مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)

تمّ إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف اليوم السبت، غداة شن موسكو هجوماً برّياً فيها.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سينيغوبوف قوله عبر منصات التواصل الاجتماعي: «تمّ إجلاء ما مجموعه 1775 شخصاً»، مشيرا الى أن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي السياق، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا حيث تحاول «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية.

وكان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص الجنود.

إطفائيون يعملون على إخماد النار بعد قصف روسي لمنطقة خاركيف (رويترز)

وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر المزيد من الجنود، بينما أشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساء الجمعة إلى أنّ قواته تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي. وأضاف أنّه «تمّ نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة».

في السياق، قال الجنرال أوليسكندر بافليوك قائد القوات البرية الأوكرانية إنه يتوقع أن تدخل الحرب المستمرة مع روسيا منذ 26 شهرا مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين مع محاولة موسكو استغلال التأخير في توريد إمدادات الأسلحة إلى كييف.

وأضاف في مقابلة مع مجلة «إيكونوميست» البريطانية: «روسيا تعلم أننا إذا تلقينا ما يكفي من الأسلحة في غضون شهر أو شهرين، فإن الوضع قد ينقلب ضدها».

وتباطأت إمدادات الأسلحة الأميركية لعدة أشهر بينما تعطلت حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس جو بايدن بسبب اختلافات حولها داخل الكونغرس قبل إقرار هذا الإجراء أواخر الشهر الماضي.وقال بافليوك إن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدفاعات الجوية وإن من المتوقع أن تتسلم مجموعة من طائرات «إف-16» المقاتلة.

من جهته، قال معهد دراسة الحرب الجمعة إنّ روسيا حقّقت «مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية».

وأضاف المعهد الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا، أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو «استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا»، مشيرا الى أنّها لا تبدو «هجوماً واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها».


«الصحة العالمية»: محادثات دون اتفاق حول معاهدة الأوبئة... وبريطانيا لن توقع

عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية»: محادثات دون اتفاق حول معاهدة الأوبئة... وبريطانيا لن توقع

عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن محادثات تستهدف صياغة ميثاق عالمي للمساعدة في مكافحة الأوبئة في المستقبل انتهت دون التوصل إلى مسودة اتفاق بحلول الموعد النهائي المتوقع، لكن تم إحراز بعض التقدم.

وكان المفاوضون من أعضاء منظمة الصحة العالمية البالغ عددهم 194 دولة يأملون في التوصل إلى مسودة اتفاق نهائية بحلول نهاية أمس الجمعة على أمل اعتماد نص ملزم قانوناً في الجمعية العامة للمنظمة في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقالت المنظمة التي تستضيف المفاوضات التي تقودها الدول الأعضاء في بيان مساء أمس الجمعة إن الدول لم تفلح في الوفاء بالموعد النهائي، وستواصل الآن المفاوضات في الأسابيع المقبلة قبل انعقاد الجمعية العامة.

وقال بريشيس ماتسوسو، الرئيس المشارك لهيئة التفاوض الحكومية الدولية التي تقود المحادثات «هذه ليست مناورة بسيطة... إنجاز هذا يعني فعله على النحو الصحيح».

والهدف من الوثيقة إلى جانب سلسلة من التعديلات للقواعد القائمة للتعامل مع الأوبئة هو دعم دفاعات العالم ضد مسببات الأمراض الجديدة بعد أن قتلت جائحة كوفيد - 19 مليون شخصاً.

لكن الخبراء قالوا إن عملية التفاوض على امتدادها اعترضتها خلافات عميقة، خاصة فيما يتعلق بالمساواة، كما أن الجدول الزمني للتوصل إلى اتفاق كان طموحاً دائماً. وكان للاتفاق طابع سياسي عند بعض الدول.

* مشاركة اللقاحات

وأرجئت بالفعل بعض النقاط الأكثر إثارة للجدل في المعاهدة، بما في ذلك التفاصيل عن «إمكانية التصدي لمسببات الأمراض ونظام الاستفادة»، لمناقشتها في وقت لاحق، مع تحديد عامين كموعد نهائي. ويستهدف النظام وضع قواعد لمشاركة المعلومات التي يحتمل أن تتعلق بالأوبئة، مثل المعلومات عن الفيروسات، أو السلالات الجديدة، وضمان الاستفادة العادلة لجميع البلدان من اللقاحات، والعقاقير، والاختبارات التي يتم تطويرها نتيجة لذلك.

وتتضمن مسودة الاتفاق الحالية بنداً يطلب من منتجي العقاقير تخصيص 10 في المائة من العقاقير للتبرع بها لمنظمة الصحة العالمية، و10 في المائة تخصص للمنظمة لشرائها بأسعار ميسورة لتوزيعها في البلدان الفقيرة أثناء حالات الطوارئ الصحية.

وذكر تقرير في وقت سابق من هذا الأسبوع نشرته صحيفة «التليغراف» البريطانية أن المملكة المتحدة لن توقع على معاهدة تقول إنها ستجبرها على التخلي عن نحو 20 في المائة من لقاحاتها.

وقال مسؤول مشارك في المحادثات إن معظم الدول تدعم الالتزام بتوزيع أكثر عدالة للقاحات، لكن لم يتم حسم نسبة ثابتة.

ويتضمن اتفاق حالي يتعلق بوباء الأنفلونزا أيضاً بنداً يتعلق ببيع اللقاحات بأسعار معقولة أو التبرع بها لمنظمة الصحة العالمية. ويسمح البند بنسبة تتراوح بين خمسة و20 في المائة لكلا الخيارين لإتاحة المرونة في التفاوض مع الشركات المنتجة.

ويمكن تفعيل إطار العمل هذا إذا أصبحت سلالة إتش5إن1 من أنفلونزا الطيور قابلة للانتقال بسهولة بين البشر. وأثارت هذه السلالة الانزعاج بعد أن اكتشفت في الأبقار في الولايات المتحدة، وبين حيوانات وطيور أخرى.

ويشير تقييم المنظمة الحالي إلى أن هذا التهديد منخفض، لأنه لا يوجد دليل على انتشار المرض من إنسان إلى آخر.

وقال خبراء إن فقدان الزخم السياسي لاتفاق يتعلق بالأوبئة يمثل خطراً إذا حدث تأخير طويل، خاصة في عام انتخابات في كثير من الدول. لكنهم قالوا إن الأمر ما زال يستحق النضال.


روسيا تسعى إلى منطقة عازلة في خاركيف


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
TT

روسيا تسعى إلى منطقة عازلة في خاركيف


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

أعلن مسؤولون أوكرانيون أمس (الجمعة) أن روسيا أطلقت هجوماً برياً عبر الحدود في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد. وبينما أفيد بأن القوات الروسية حققت تقدماً ميدانياً محدوداً في جبهة خاركيف الجديدة، بدأت أوكرانيا إجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي: «أطلقت روسيا موجة جديدة من التحركات الهجومية المضادة في هذه المنطقة. واجهتهم أوكرانيا هناك بقواتنا وألويتنا ومدفعيتنا... والآن تدور معركة شرسة في هذا الاتجاه».

ويواجه الجيش الأوكراني صعوبات على الجبهة، حيث أضعفه نقص المجندين والتأخير في تسليم المساعدات الغربية، ما أدى إلى تراجع مخزونه من الذخائر. في المقابل، حققت القوات الروسية مكاسب ميدانية محدودة، خاصة في الشرق، من دون تحقيق اختراق حقيقي. وأفاد مصدر عسكري أوكراني رفيع المستوى بأن القوات الروسية تحاول إقامة «منطقة عازلة» في منطقة خاركيف بهدف منع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية. وقال مصدر عسكري أوكراني، طلب عدم كشف هويته، إن القوات الروسية تستهدف التقدم لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات من الحدود الروسية، وإن قوات كييف تقاتل لمنع هذا التقدم.

في غضون ذلك، تتوقع كييف تسلّم أول دفعة من مقاتلات «إف-16» الأميركية الصنع خلال أسابيع (بين يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز)، وهو ما سيمكنها من توجيه ضربات أكثر دقة للقوات الروسية. وأعلن البيت الأبيض في بيان أمس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار.


زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة... وواشنطن تثق بالجيش الأوكراني

متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة... وواشنطن تثق بالجيش الأوكراني

متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)

تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، عن «معارك عنيفة» على «طول خط الجبهة»، في وقت باشرت موسكو هجومًا بريًا في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي بناء على معلومات تلقاها من القائد الأعلى للقوات الأوكرانية المسلحة: «تدور معارك عنيفة على طول خط الجبهة»، مضيفًا «ناقشنا الإجراءات الدفاعية وتعزيز مواقعنا في منطقة خاركيف».

وترددت أصداء الوضع الميداني الأوكراني في واشنطن، حيث توقعت إدارة جو بايدن أن تصعد روسيا هجومها الجديد، لكنها ابدت ثقتها بالجيش الأوكراني وشككت في إمكان أن تحرز موسكو تقدما كبيرا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: «قد تحرز روسيا مزيدا من التقدم في الاسابيع المقبلة، لكننا لا نتوقع اي اختراقات كبيرة، ومع الوقت ستتمكن اوكرانيا بفضل تدفق المساعدة الاميركية من الصمود في وجه هذه الهجمات خلال العام 2024»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

 

 


أوكرانيا تتوقع تسلم أول دفعة من مقاتلات «إف - 16» قريباً

الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)
TT

أوكرانيا تتوقع تسلم أول دفعة من مقاتلات «إف - 16» قريباً

الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)

تتوقع كييف تسلم أول دفعة مقاتلات من طراز «إف-16» خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ تسعى أوكرانيا للحصول على هذه المقاتلات الأميركية الصنع لمساعدتها في مجابهة تفوق روسيا الجوي خلال الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عامين، لكنَّ المصادر العسكرية الأوكرانية، التي صرَّحت لوسائل الإعلام (الجمعة) لم تُفصح عن الجهة التي ستزوّدها بتلك الطائرات، كون هذه المقاتلات المتقدمة يستخدمها عديد من الدول الغربية وأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

ويواجه الجيش الأوكراني صعوبات على الجبهة، حيث أضعفه نقص المجندين والتأخير في تسليم المساعدات الغربية، مما أدى إلى تراجع مخزونه من الذخائر. في المقابل، حققت القوات الروسية مكاسب ميدانية محدودة، خصوصاً في الشرق، من دون تحقيق اختراق حقيقي.

وتزامنت هذه الأخبار فيما بدأت روسيا هجوماً برياً في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا، حيث تدور معارك بينها وبين القوات الأوكرانية، إذ أعلن مسؤول محلي في المنطقة الأوكرانية (الجمعة) أنه تجري عمليات إجلاء للسكان في بلداتها، من بينها فوفشانسك التي يبلغ عدد سكانها 3000 نسمة بعد تعرضها لـ«قصف مكثف».

يُعَدّ قرار الرئيس جو بايدن السماح بتدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرة «إف - 16» تحوّلاً مهماً (أ.ف.ب)

قال مصدر عسكري أوكراني كبير إن القوات الروسية شنَّت هجوماً برياً بالمدرعات في وقت مبكر من يوم الجمعة على منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، وتقدمت كيلومتراً واحداً قرب بلدة فوفشانسك التي تقع على الحدود. وأفاد مصدر عسكري أوكراني رفيع المستوى أن القوات الروسية تحاول إقامة «منطقة عازلة» في منطقة خاركيف بشمال أوكرانيا لمنع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية.

قوات الطوارئ الأوكرانية تعمل على إخماد النيران في خاركيف (أ.ف.ب)

وقال حاكم الإقليم أوليغ سينيغوبوف إن شخصين على الأقل قُتلا في قصف روسي على المنطقة، الجمعة. وكتب على «تلغرام»: «قصف العدو بمختلف أنواع الأسلحة اشتدَّ في منطقة خاركيف في الاتجاه الشمالي خلال اليوم الأخير». وأضاف: «في منطقة خاركيف، تم تطوير طرق الإخلاء منذ عام 2022، ونظام توزيع المساعدات الإنسانية وإعادة التوطين المؤقت». من جهته، أكد حاكم المنطقة الذي عيّنه الروس فيتالي غانتشيف، وقوع قتال قرب الحدود وحثّ المدنيين على الاحتماء. وقال غانتشيف عبر «تلغرام»: «هناك قتال في عدة أجزاء من خط التماس، بما في ذلك مناطق حدودية في منطقة خاركيف». وأضاف: «في هذا الصدد، أرجو من السكان القاطنين في هذه المناطق توخي الحذر وعدم مغادرة الملاجئ إلا للحاجة القصوى».

ويفتح الهجوم جبهة جديدة للقتال بعد مرور أكثر من عامين على الغزو الروسي الشامل. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القتال في المناطق الحدودية بخاركيف مستمر، وإن كييف أرسلت مزيداً من القوات إلى المنطقة لتعزيز قدراتها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن القوات الأوكرانية تأهبت لهجوم روسي برّي جديد على حدود منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد. وأضاف في مؤتمر صحافي: «أوكرانيا استقبلتهم هناك بقوات... بكتائب ومدفعية». وذكر أن روسيا قد ترسل مزيداً من القوات لدعم محاولتها التقدم.

وأضافت الوزارة: «عند الساعة الخامسة صباحاً تقريباً، حاول العدو اختراق خطنا الدفاعي محتمياً بالمدرعات... وحتى الآن، نتصدى لهذه الهجمات، وتستمر المعارك باختلاف حدتها». وقال مصدر عسكري أوكراني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن القوات الروسية تستهدف التقدم لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات من الحدود الروسية، وإن قوات كييف تقاتل للحيلولة دون تقدم موسكو.

مدفع أوكراني ذاتيّ الحركة يطلق قذيفة باتجاه مواقع روسية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية: «نفَّذ العدو، خلال اليوم الماضي، غارات جوية في قطاع فوفشانسك» المتاخم لمنطقة بيلغورود الروسية، بقنابل جوية موجَّهة. وأضافت أنه «في الصباح حاول العدو اختراق خط دفاعنا بالمركبات المدرّعة»، من دون أن تحدد مكان الهجمات. وأكدت الوزارة، كما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية، أنه جرى «صد» هذه الهجمات، لكنّ القتال مستمر، ونُشرت «وحدات احتياطية» بهدف «تعزيز الدفاع» في المنطقة.

ومنطقة خاركيف احتُلت في بداية الغزو الروسي ثم حُررت عام 2022. وتعرضت المنطقة الحدودية وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد، للقصف بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد التحصينات الجديدة للجنود الأوكرانيين في منطقة خاركيف يوم 9 أبريل (رويترز)

وتقع مدينة فوفشانسك على الحدود الروسية على مسافة نحو 40 كيلومتراً شمال شرقي خاركيف. وقالت تقارير إعلامية إن حقيقة نشر الخبر من جانب وزارة الدفاع بدلاً من هيئة الأركان العامة، كما جرت العادة، يدل على خطورة الوضع. وذكرت الوزارة أنه «تمت الاستعانة بقوات احتياط لتعزيز الدفاعات على طول هذا القطاع من الجبهة». وكانت الطائرات الروسية قد شنت، الخميس، هجوماً على الجبهة القريبة من فوفشانسك بقنابل انزلاقية (يمكنها تدمير الأهداف رغم وجود رادارات)، وقصفت المدفعية الروسية خلال الليل مواقع أوكرانية. وقال المدون العسكري الروسي ريبار، إن الهدف الأوَّلي للهجوم كان توسيع منطقة القتال وتحديد المواقع الدفاعية الأوكرانية.

يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قريتين على الأقل في المنطقة هذا الأسبوع، لتعزز تفوق قواتها في مواجهة القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في التسليح والقوات.

وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مارس (آذار)، أنه يفكر في إنشاء منطقة عازلة في الأراضي الأوكرانية المتاخمة لمنطقة بيلغورود الروسية التي تتعرض بشكل متكرر للقصف الأوكراني. وأدى القصف الأوكراني على قرى حدودية روسية إلى مقتل شخصين على الأقل، الخميس، وفق ما قال حاكما منطقتي بيلغورود وكورسك الحدوديتين. كما أعلنت ميليشيات موالية لأوكرانيا في وقت سابق هذا العام تنفيذ سلسلة هجمات برية داخل روسيا، انطلاقاً من الأراضي الأوكرانية، وهو ما أحرج الكرملين.

وعلى صعيد حرب المُسيَّرات، ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن مصادر في خدمات الطوارئ أن هجوماً شنَّته أوكرانيا بطائرة مُسيرة أضرم حريقاً في مصفاة لتكرير النفط بمنطقة كالوجا في روسيا. وقال فلاديسلاف شابشا، حاكم منطقة كالوجا، المتاخمة لحدود منطقة موسكو، عبر تطبيق «تلغرام» إن الحريق تم إخماده سريعاً. ولم يذكر أي مصفاة هي التي استهدفها الهجوم. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن ثلاث حاويات ديزل وحاوية لزيت الوقود التهمتها النيران بمصفاة بيرفي زافود في كالوجا. وذكر شابشا أن الهجوم لم يسفر عن وقوع مصابين. ولم يصدر تعليق بعد من كييف.

وزادت وتيرة هجمات الطائرات المُسيرة على منشآت للطاقة داخل الأراضي الروسية في الأشهر القليلة الماضية. وتقول أوكرانيا إن هجماتها لا تستهدف المدنيين لكن تدمير البنية التحتية العسكرية ومنشآت النقل والطاقة يقوّض المجهود الحربي لموسكو بشكل عام.


بقيمة 400 مليون دولار... البيت الأبيض يعلن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)
رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)
TT

بقيمة 400 مليون دولار... البيت الأبيض يعلن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)
رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)

أعلن البيت الأبيض اليوم (الجمعة) في بيان، مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار على شكل معدّات ومساعدات تدريبية تهدف إلى «تقديم الدعم» لكييف، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويأتي الكشف عن الحزمة الجديدة في وقت شنّت روسيا هجوماً برياً في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا لمحاولة «اختراق خطوط الدفاع» وفق وزارة الدفاع الأوكرانية.

وتحاول واشنطن تعويض الأشهر التي ضاعت بسبب عرقلة الكونغرس للمساعدات لأوكرانيا وهي فترة توقّف خلالها تدفّق الأسلحة والذخائر التي أرسلتها الولايات المتحدة.

وتكون واشنطن بإعلانها (الجمعة) قد كشفت عن ثالث حزمة مساعدات لأوكرانيا في أقلّ من ثلاثة أسابيع.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان أن الحزمة تشتمل على «قدرات مطلوبة بشكل عاجل» بما فيها ذخائر للدفاع الجوي وقذائف مدفعية وأسلحة مضادة للدبابات ومركبات مدرّعة وذخائر لأسلحة صغيرة.

وقال بلينكن «ستواصل الولايات المتحدة مع التحالف الدولي الذي شكّلناه الوقوف إلى جانب أوكرانيا في دفاعها عن حريتها».

وفي نهاية أبريل (نيسان)، كشفت واشنطن عن حزمتَي مساعدات بقيمة إجمالية تصل إلى سبعة مليارات دولار.

وتُعدّ واشنطن الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا وقد التزمت بأكثر من 44 مليار دولار منذ اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير (شباط) 2022.

وبعد مناقشات طويلة وصعبة، صوّت مجلس النواب الأميركي ثم مجلس الشيوخ في نهاية أبريل (نيسان) على حزمة إضافية بقيمة 61 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً، بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن.

وستُسحب المساعدات التي تم الإعلان عنها (الجمعة)، من احتياطيات وزارة الدفاع الأميركية ما يعني أنها ستكون تقريباً متاحة على الفور مثل حزمة المليار دولار التي كشفت عنها واشنطن بعد تصويت الكونغرس مباشرة.

وأعلنت واشنطن كذلك في أبريل (نيسان) مساعدات بقيمة أكبر تصل إلى ستة مليارات دولار على شكل طلبيات من قطاع الدفاع.


بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيساً للحكومة الروسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيساً للحكومة الروسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعيين ميخائيل ميشوستين رئيساً للحكومة اليوم (الجمعة)، بعد أسابيع من التكهنات بشأن تعديل وزاري محتمل في موسكو، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويتعيّن على بوتين دستورياً تسمية أو إعادة تعيين وزراء حكومته، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في مارس (آذار)، بغياب تمثيل فعلي للمعارضة.

وقال بوتين لميشوستين الجمعة: «تمّ إنجاز الكثير في ظلّ ظروف صعبة، ويبدو لي أنه سيكون من المناسب لنا أن نواصل العمل معاً». وأضاف: «أعتقد أننا على الطريق الصحيحة».

ووافق المشرّعون الروس في وقت لاحق شكلياً على إعادة تعيينه.

وعُيّن ميشوستين الذي كان يرأس مصلحة الضرائب في البلاد، في منصب رئاسة الحكومة للمرة الأولى في 2020.

وقال ميشوستين لبوتين: «سنبذل كل ما في وسعنا لتطوير اقتصادنا وتبرير ثقة شعبنا بنا، وأنا واثق بأننا سننجز تحت قيادتكم كلّ المهام التي تم تحديدها».

ومن المتوقع أن تُطرح أسماء وزراء في الأسابيع المقبلة للتشكيلة الحكومية الجديدة.

ويتحدث محللون سياسيون روس منذ أسابيع، عن احتمال قيام بوتين بإجراء تغييرات في صفوف الحكومة، بعد أكثر من عامين على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدّى إلى إعادة تشكيل اقتصاد روسيا.

ولطالما اعتمد بوتين على كوكبة من الموالين والحلفاء مع سعيه إلى ضمان عدم تمكّن أي كان من اكتساب قدر كافٍ من القوة أو الشعبية يؤهله ليكون منافساً محتملاً.


هل تنجح المساعدات الغربية لأوكرانيا في وقف تقدم الجيش الروسي؟

زيلينسكي مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في العاصمة كييف (أ.ف.ب)
زيلينسكي مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في العاصمة كييف (أ.ف.ب)
TT

هل تنجح المساعدات الغربية لأوكرانيا في وقف تقدم الجيش الروسي؟

زيلينسكي مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في العاصمة كييف (أ.ف.ب)
زيلينسكي مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في العاصمة كييف (أ.ف.ب)

مع بدء وصول الأسلحة التي وعدت بتقديمها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى أوكرانيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تعتزم استعادة الزخم في ساحة المعركة.

وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، في العاصمة كييف، في اليوم نفسه من إعلان الاتحاد الأوروبي، موافقته «من حيث المبدأ»، على اتفاق يقضي باستخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لتزويد أوكرانيا بالأسلحة.

وقال الاتحاد إن الدفعات الأولى يمكن سدادها بحلول الصيف، على الرغم من دعوات واشنطن لحلفائها الأوروبيين للمضي قدماً والاستيلاء بشكل كامل على مليارات روسيا لصالح كييف.

زيلينسكي مع قادته خلال الاجتماع مع الوفد الأوروبي (أ.ب)

استخدام فوائد الأصول الروسية

واتفق سفراء الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل يوم الأربعاء، من حيث المبدأ، على استخدام الفوائد المكتسبة من الأصول الروسية فقط، التي قد تصل إلى 7 أو 8 مليارات دولار سنوياً، واستخدام ذلك لصالح أوكرانيا.

ومن المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاق بالكامل في اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في 14 من الشهر الحالي. ولا تزال دول الاتحاد الأوروبي، تمتنع عن الاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة، حيث يخشى البعض، من أن تؤدي خطة الولايات المتحدة التي أقرّت تشريعاً يسمح لها بالاستيلاء عليها بالكامل، إلى إشعال معركة قانونية طويلة، وقد تدفع دولاً أخرى مثل الصين إلى بيع استثماراتها في اليورو؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار العملة.

وقال زيلينسكي متحدثاً عن خطة كييف لوقف التقدم الروسي في شرق أوكرانيا، إنه «بمجرد وصول إمدادات الأسلحة، سنوقف مبادرتهم». وقبل أن يترك زيلينسكي الميكروفون، بعد إنهاء الفعالية فجأة بعد نحو 25 دقيقة بسبب صوت صافرات الإنذار من الغارات الجوية، قال: «إن الجيش الروسي يجمع حالياً قوات في شمال وشرق أوكرانيا استعداداً لهجوم كبير». وأضاف أمام الحضور، «إنه رغم ذلك، ليس كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة للروس كما كانوا يعتقدون... ليس الأمر أنني أحاول رفع معنوياتكم... هذا هو الواقع».

من جانبها، تحدثت ميتسولا عن الطريق الصعب الذي لا يزال يجب على أوكرانيا أن تسلكه في طريقها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت إنه رغم ذلك، فإن وعد العضوية الذي قطعه البرلمان الأوروبي سيتم الوفاء به بالتأكيد.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في كييف الجمعة (إ.ب.أ)

خفض سقف التوقعات

بيد أن العديد من الخبراء، وكذلك تصريحات العديد من المسؤولين الأميركيين، العسكريين والأمنيين، كانت قد خفضت من سقف التوقعات، بالنسبة لما يمكن أن تحققه شحنات الأسلحة الجديدة على سير المعارك، على الأقل خلال هذا العام.

وحذّرت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية، أفريل هاينز، من أن روسيا قد تخترق بعض الخطوط الأمامية الدفاعية الأوكرانية في أجزاء من شرق البلاد، في هجومها المتوقع على نطاق واسع هذا الشهر أو الشهر المقبل. وقالت الأسبوع الماضي إن هذا الاحتمال وارد، حيث تسعى روسيا إلى استغلال تفوقها الراهن، قبل وصول المساعدات العسكرية التي وعدت بها الدول الغربية. الأمر الذي يزيد من الخطورة على القوات الأوكرانية المنهكة.

دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)

وقال مسؤول أميركي كبير، إن تقييماً عسكرياً أميركياً سرياً خلص الأسبوع الماضي، إلى أن روسيا ستواصل تحقيق «مكاسب هامشية» في الشرق والجنوب الشرقي، لكن الجيش الأوكراني «لن ينهار بالكامل» على طول الخطوط الأمامية على الرغم من النقص الحاد في الذخيرة.

ولا تزال أوكرانيا في وضع دفاعي صعب. وقال قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي، في تقرير رفعه إلى زيلينسكي، إن «العدو» لا يزال يمتلك المزيد من القوات البشرية والأسلحة والمعدات التقنية، وبالتالي يهاجم مواقع الجيش الأوكراني يومياً.

وقال مسؤول أميركي لـ«رويترز»، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستعلن حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار لأوكرانيا مع عودة الولايات المتحدة إلى تزويد أوكرانيا بالأسلحة بوتيرة منتظمة بعد إقرار مشروع قانون بقيمة 95 مليار دولار.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن حزمة المساعدات تشمل مدفعية وذخائر لنظام دفاع جوي وذخائر مضادة للدبابات ومَركبات مدرعة وأسلحة صغيرة يمكن استخدامها في ساحة المعركة.

الرئيس زيلينسكي يتكلم عن الوضع الميداني (رويترز)

وأصدرت الولايات المتحدة الشهر الماضي حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تقدر بنحو 61 مليار دولار، بعد أشهر من الجمود في مجلس النواب الأميركي. ورغم أهمية هذه الحزمة في توفير شريان حياة لكييف، لكنها وحدها لن تحل المشاكل الأكبر التي تواجهها أوكرانيا في حربها مع روسيا، بحسب تقرير في مجلة «فورين أفيرز».

فإنهاء الحرب بشروط مواتية لأوكرانيا سيتطلب أكثر بكثير من مجرد خط أنابيب جديد من المعدات. وإذا كان لأوكرانيا أن تتمكن من منع النصر الروسي في الأمد الأبعد، فسوف تحتاج إلى استراتيجية شاملة. وهذا يعني تدريب وتجهيز وتعبئة قوات جديدة، وتحويل أوكرانيا موقعاً يتمتع بالقدر الكافي من القوة؛ حتى تتمكن من تحديد معايير السلام الدائم، بشروطها الخاصة. كما أن تجهيز أوكرانيا لتكون قادرة على الإضرار بالأصول الروسية أو تدمير هيبتها هو أمر يصبّ بقوة في مصلحة حلف شمال الأطلسي. وهو ما يتطلب إحداث المزيد من الأضرار بالبنية التحتية النفطية في روسيا أكبر بكثير مما جرى حتى الآن، على الرغم من وجود أسباب وجيهة تجعل الغرب يتجنب تقديم المساعدة المباشرة لمثل هذه الهجمات.

قوات الطوارئ الأوكرانية تعمل على إخماد النيران في خاركيف (أ.ف.ب)

تغيير في مقاربة الصراع مع روسيا

لكن التصريحات الحادة التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، عن السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي تزودها بها بريطانيا حتى داخل الأراضي الروسية، وكذلك تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المستمرة عن احتمال التدخل ميدانياً في حال اخترقت روسيا الخطوط الأوكرانية، بدا أنها تشير إلى مقاربة أوروبية، قد لا تكون بعيدة عن تغيير في موقف واشنطن، من القبول بتوسيع استهداف الجيش الأوكراني للعمق الروسي.

وكانت واشنطن قد أرسلت سراً إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ «اتاكمس» بعيدة المدى، شرط استخدامها «داخل أراضيها». لكن تقارير إخبارية نقلت عن مسؤولين لم تحدد هويتهم، أشارت إلى أن استخدام روسيا الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي زوّدتها بها كوريا الشمالية ضد أوكرانيا في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين، واستمرار روسيا في استهداف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، أدى إلى تغيير موقف إدارة بايدن.

دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)

هل يغير ترمب موقفه؟

ومع ترجيح استمرار الحرب خلال العام المقبل، توقّع محللون استراتيجيون جمهوريون، أنه حتى ولو انتُخب دونالد ترمب، رئيساً للبلاد، فإنه من غير المرجح أن يتخلى عن أوكرانيا، لا بل قد يؤدي انتخابه إلى تصعيد الحرب بشكل خطير.

وبحسب تقرير في صحيفة «وول ستريت جورنال» المحسوبة على الجمهورين، فإنه ورغم إعجاب ترمب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويرى أن حرب أوكرانيا تشكل عبئاً على الولايات المتحدة، ولكن إذا أعيد انتخابه، فسوف تكون لديه أسباب قوية لمنع النصر الروسي، من بينها عدم قدرته على تقبّل مسؤولية خسارة الولايات المتحدة، أول حرب كبرى في أوروبا تحت رئاسته.

يُعَدّ قرار الرئيس جو بايدن السماح بتدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرة «إف - 16» تحوّلاً مهماً (أ.ف.ب)

وتضيف الصحيفة، إنه بين عامي 2017 و2021، تصرف ترمب في التعامل مع روسيا وأوكرانيا وكأنه رئيس جمهوري متشدد متواضع. فهو لم يقدم أي تنازلات عن الأراضي الأوكرانية، لم يعترف بضم روسيا شبه جزيرة القرم أو وجودها العسكري في شرق أوكرانيا. كما خالف سياسة إدارة أوباما بإرسال مساعدات عسكرية فتاكة إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ «جافلين» المضادة للدبابات، والتي كانت لا تقدّر بثمن بالنسبة لأوكرانيا في المراحل الأولى من الغزو الروسي عام 2022. كما تم قبول دولتين جديدتين، الجبل الأسود ومقدونيا الشمالية، في حلف شمال الأطلسي بموافقة إدارته. وفي سوريا، قامت الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد روسيا في عام 2018؛ مما أسفر عن مقتل مئات عدة من المرتزقة الروس.

وأضافت الصحيفة، حتى لو كان ترمب عازماً حقاً على التخلي عن أوكرانيا، فسيتعين عليه أن يتصارع مع حزبه. وعلى الرغم من أنه أعاد بالتأكيد رسم السياسة الخارجية للحزب الجمهوري على مدى السنوات الثماني الماضية، فإن الجمهوريين كانوا يتحدون في كثير من الأحيان بشأن روسيا وأوكرانيا. في عام 2017، فرض الكونغرس بقيادة الحزب الجمهوري عقوبات على روسيا لم يكن البيت الأبيض يريدها، واليوم، لا تزال هناك مشاعر قوية مؤيدة لأوكرانيا بين المشرّعين الجمهوريين وداخل الناخبين الجمهوريين. وهو ما ظهر أيضاً بعد موافقة مجلس النواب على حزمة المساعدات الأخيرة لأوكرانيا، حيث إن رئيس المجلس، الجمهوري مايك جونسون، ما كان ليقدِم على هذه الخطوة من دون موافقة ترمب، بعدما التقاه قبل دفعه لإقرار القانون أمام الهيئة العامة للمجلس.