طرفا النزاع في السودان يوافقان على هدنة لـ7 أيام

محادثات سعودية ـ أفريقية لوقف الحرب

الدخان يغطي سماء العاصمة السودانية جراء القصف (أ.ف.ب)
الدخان يغطي سماء العاصمة السودانية جراء القصف (أ.ف.ب)
TT

طرفا النزاع في السودان يوافقان على هدنة لـ7 أيام

الدخان يغطي سماء العاصمة السودانية جراء القصف (أ.ف.ب)
الدخان يغطي سماء العاصمة السودانية جراء القصف (أ.ف.ب)

أعلنت حكومة جنوب السودان أنها حصلت على موافقة مبدئية من طرفي النزاع الحالي في السودان على تسمية ممثليهما في محادثات ستعقد في أي مكان يختارانه، وذلك في محادثة هاتفية مع القادة السودانيين أمس (الثلاثاء)، حثّ خلالها رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت على الاستفادة من هدنة 7 أيام، واقتراح موعد لبدء المحادثات.
وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية بجنوب السودان، وتحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، شدد سلفا كير ميارديت، في اتصال هاتفي مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، على أهمية وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة، وتسمية الممثلين لمحادثات تعقد في مكان يتفق عليه لاحقاً.
وأواضح البيان أن الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» قائد قوات الدعم السريع وافق أيضاً من حيث المبدأ على هدنة تستمر 7 أيام في الفترة من 4 إلى 11 مايو (أيار) الحالي، كما وافق طرفا النزاع على تسمية ممثليهما في المحادثات. وأشار رئيس جنوب السودان، وهو قائد فريق رؤساء الدول التابعة للجمعية الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيقاد» المكلفة بالمشاورات مع القادة السودانيين، إلى أن الوضع الإنساني المتدهور بسرعة في الخرطوم يجعل من الضروري أن يصالح القادة.
ووفق البيان، تواصل حكومة جنوب السودان التعامل مع قيادة جمهورية السودان لاستكشاف آفاق تضييق الفجوة بين الطرفين، على أمل تحقيق وقف إطلاق النار المستدام، ووقف الأعمال العدائية التي يمكن أن تمهد الطريق لتسوية سياسية. وأكد في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، إستيفن لوال نقور، عضو لجنة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بالبرلمان القومي بجنوب السودان، أن الرئيس سلفاكير ميارديت تحصل على موافقة في مكالمة هاتفية أمس مع البرهان وحميدتي. وتوقع أن يتم إيقاف إطلاق النار لفترة أطول، بالإضافة إلى إرسال ممثلي الطرفين من أجل البدء في محادثات جادة، تفضي إلى الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة في السودان. ولفت إلى أن الرئيس سلفاكير وضع أولوية قصوى لعملية وقف إطلاق النار، وطالب بضرورة الاستجابة للدعوات الإقليمية والدولية إلى وقف إطلاق النار، وحثّ طرفي النزاع على الاستفادة من هدنة 7 أيام لتسمية واقتراح موعد بدء المحادثات.

- اتصالات سعودية
من جهة أخرى، أجرى الأمير فيصل بن فرحان اتصالاً هاتفياً، أمس، برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي. وجرى خلال الاتصال بحث الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاه السودان وشعبه. كما تم بحث آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات حربية تابعة للجيش السوداني قصفت منطقة سوبا، شرق الخرطوم، ويحتمل أن يكون القصف باتجاه أهداف لقوات الدعم السريع تتحرك في تلك المناطق. وأفادت مصادر محلية بوقوع اشتباكات متفرقة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في عدد من أحياء «الخرطوم شرق» المتاخمة للمقر الرئيسي لقيادة الجيش والمطار الدولي، التي يزعم كل من الجيش و«الدعم السريع» السيطرة عليها. وشوهد الطيران الحربي يحلق على نطاق واسع في المناطق الطرفية لمدينة أم درمان، وفي أنحاء أخرى بجنوب الخرطوم، ويهاجم تجمعات لقوات الدعم السريع تتحرك بالسيارات العسكرية.
وفي موازاة ذلك، أعلنت قوات الدعم السريع أمس (الثلاثاء) إسقاط طائرة من طراز «ميغ» تتبع للجيش السوداني. وقالت، في بيان، إن قوات الجيش شنت غارات بالطائرات على عدد من المناطق السكنية بالخرطوم، تصدت لها قواتها بإسقاط الطائرة التي ظلت تهاجم وتقتل المواطنين الأبرياء في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. وذكر البيان أن «الدعم السريع» يواصل حسم أي اعتداءات من قوات الجيش على مواقع تمركز قواتها أو مساكن المواطنين العزل.
وكان الجيش قد أعلن تدمير أكثر من نصف المقدرات القتالية لقوات الدعم السريع، وإحباط تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات الدعم السريع لإسناد القوة المنتشرة في العاصمة الخرطوم.
ويتمترس طرفا الصراع في السودان حول مواقفهما الرافضة لأي تفاوض سياسي، رغم استجابتهما للمساعي الدولية والإقليمية لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار. واندلعت الاشتباكات في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، عقب خلافات حادة بين الجيش و«الدعم السريع» بشأن عملية الإصلاح الأمني والعسكري ودمج قوات الأخيرة في جيش مهني واحد.
وعطّل الاقتتال بين الجيش و«الدعم السريع» في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى وصول العملية السياسية الجارية إلى اتفاق سياسي نهائي بين القوى المدنية والعسكرية لبدء مرحلة انتقالية جديدة في البلاد لإنهاء الأزمة المستمرة في البلاد منذ انقلاب الجيش في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

- نداءات المدنيين
من جانبه، دعا ياسر عرمان، الناطق الرسمي باسم «قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي»، أمس (الثلاثاء)، إلى مظاهرات واسعة في المناطق غير المتأثرة بالصراع للدفع نحو التفاوض ووقف الحرب. وقال عرمان، عبر حسابه على «تويتر»، إن الأطراف المتحاربة في السودان تتجه نحو التفاوض، لكنه تساءل: «لماذا أصلاً الحرب إذا كانت ستنتهي بتفاوض والتفاوض قد كان متاحاً؟». وتابع: «علينا في القرى والمدن التي لا تشملها الحرب الخروج الجماهيري الواسع للدفع بالتفاوض ووقف الحرب». وأضاف عرمان أن التفاوض سيقود إلى نفس القضايا التي طُرحت للمعالجة في الاتفاق الإطاري، قائلاً إنه «لا بد من قوات مسلحة مهنية واحدة وحكم مدني في السودان».
وقال أيضاً رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، نأمل أن يسهم الاجتماع إيجاباً لإطفاء نار الحرب في بلادنا وتجاوز تداعياتها. وكتب الدقير، على صفحته الرسمية بـ«فيسبوك»، المطلوب من الاجتماع توحيد المبادرات الحميدة الساعية إلى وقف الحرب، ورفض التدخلات الأجنبية بأي أقوال أو أفعال تساهم في زيادة اشتعالها أو توسيع رقعتها. وأضاف: «ندعم التنسيق والجهود الدولية بصورة عاجلة لمواجهة الأزمة الإنسانية وتوفير الاحتياجات الضرورية وتأمين وصولها للمتأثرين».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)
TT

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية المصرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية دبلن، أول من أمس (الأربعاء).

وذكرت الخارجية أن هذه الخطوة تأتي تتويجاً لجهود مصرية استمرت لأكثر من عام ونصف العام؛ لاستعادة مجموعة من القطع الأثرية عبارة عن مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، من جامعة كورك الآيرلندية، التي أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادة القطع الأثرية.

وقد تم الانتهاء من التفاصيل النهائية للاتفاق على هامش زيارة السيسي إلى دبلن.

وأعربت الخارجية المصرية عن شكرها العميق للجانب الآيرلندي على «هذه الخطوة المهمة في تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية المتنامية بين البلدين».

وأكدت أن القطع المستعادة تمثل حقبة مهمة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام جميع البشر، حيث من المقرر أن يتم عرض القطع الأثرية في المتاحف المصرية.