دعا مجلس جامعة الدول العربية، يوم الثلاثاء، إلى «الوقف الفوري لكافة الأعمال القتالية في السودان، من دون قيد أو شرط، وتعزيز الالتزام بالهدنة، سعياً نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوداني، والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة السودانية ومؤسساتها ومنشآتها». جاء ذلك في القرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في جلسته المستأنفة، برئاسة مصر، في سياق مواصلة متابعته تطورات الوضع في السودان.
وأدان المجلس بأشد العبارات «استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، وبخاصة الطبية منها، وقتل المدنيين أياً كانت جنسياتهم». وحذر من مغبة وتداعيات تلك الأعمال التي تؤدي إلى «زيادة حدة الصراع، وتعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني».
وترحّم المجلس على أرواح «الشهداء السودانيين» وغيرهم الذين فقدوا حياتهم جراء النزاع، وتقدم بأحر التعازي لذويهم. كما طالب مجلس الجامعة بـ«الحفاظ على حرمة البعثات الدبلوماسية وسلامة وأمن الطواقم العاملة بها، اتساقاً مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961»، محذراً «من أي مساس بها بما يعد انتهاكاً لقواعد القانون الدولي، يتحمل مسؤوليته كل من يتورط في تلك الأفعال الشائنة». وأعرب المجلس ببالغ الحزن والأسى عن خالص التعازي لمصر في «استشهاد» محمد الغراوي، مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم. وتقدم بالشكر للسلطات السودانية لـ«تنسيقها وتأمينها وتوفيرها الظروف المواتية لإجلاء أفراد البعثات الدبلوماسية والرعايا العرب والأجانب بسلام وحرفية في ظل ظروف أمنية معقدة».
المجلس أشاد أيضاً بـ«الجهود التي بذلتها مصر، والمملكة العربية السعودية، والأردن، والإمارات، والجزائر، والمغرب، في إجلاء رعاياها ورعايا عدد من الدول العربية وعدد من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين»، مؤكداً «ضرورة الحفاظ على المصالح المشتركة بين السودان والدول العربية»، داعياً إلى «إخلاء المستشفيات والمرافق المدنية من أي قوات أو مظاهر عسكرية، وفتح المجال أمام الأعمال الإغاثية والمساعدات الإنسانية لجميع المدنيين السودانيين والمقيمين بالسودان».
وأكد «استعداد الدول الأعضاء لتوفير جميع أشكال الدعم الإنساني الطارئ والمساعدات الطبية والغذائية من خلال المجالس الوزارية المتخصصة وبالتنسيق مع الجهات السودانية الوطنية والمنظمات الدولية والإقليمية».
كما أشاد المجلس بجهود الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومبادراتها الخاصة بالهدنة، وبالنداء الإنساني الصادر في 19 أبريل (نيسان) الماضي، عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بـ«وقف إطلاق النار في السودان لتجنيب أهل السودان الوضع المأساوي الذي وجدوا أنفسهم فيه ولم يكونوا مسؤولين عنه، ويتحملون أوزاره». ورحب المجلس بالدعوة التي وجهها الأمين العام، والتي تم بناء عليها عقد دورة طارئة، عبر تقنية التواصل «السمعي البصري عن بُعد» لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب برئاسة قطر، ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب برئاسة الجزائر، وذلك للتعاطي العربي «الشامل» مع الأزمة الراهنة وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني.
ودعا مجلس الجامعة، بحسب «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، أمس، المجتمع الدولي إلى «توفير كافة المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني والحيلولة دون تفاقم الأحوال الإنسانية». وحث جميع الدول والمنظمات والوكالات الدولية المختصة على «تقديم الدعم لدول جوار السودان التي تستقبل المواطنين السودانيين الباحثين عن (ملاذ آمن) في تلك الدول لمساعدتها على تحمل الأعباء المتزايدة».
كما شدد المجلس على «ضرورة حل الأزمة الراهنة بما يضمن أمن السودان وسيادته ووحدته الترابية وصيانة مؤسساته، ويحقق طمأنينة المواطنين السودانيين، ويفضي إلى تلبية تطلعاتهم في السلام والتنمية»، مؤكداً رفضه «التدخل الخارجي في شؤون السودان الداخلية تجنباً لتأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة الراهنة وتهديد الأمن والسلم الإقليميين».
«الجامعة العربية» تدعو لوقف الحرب
أدانت استهداف المدنيين والمنشآت الطبية في السودان
«الجامعة العربية» تدعو لوقف الحرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة